8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ديلويت: أداء فنادق بيروت هو الأعلى في الشرق الأوسط

أكد نقيب أصحاب الفنادق ورئيس اتحاد النقابات السياحية بيار الأشقر، أن تطور الأوضاع السياحية إيجاباً في لبنان منوط باستمرار الاستقرار السياسي في البلد. وقال إن نسبة الإشغال الفندقي خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، وصلت الى 55%.
وفي هذا الوقت، أظهرت الإحصاءات الصادرة عن شركة غلوبل ريفند، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 13 في المئة خلال الفترة المنتهية في كانون الثاني (يناير) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2008.
وكان لافتاً التحليل الذي أعدته شركة الاستشارات ديلويت الشرق الأوسط، إذ اعتبر أنه في حين أظهرت مدن أخرى في الشرق الأوسط تباطؤاً على الصعيد السياحي في أواخر سنة 2008، سارت بيروت في عكس المنحى السائد مسجلةً إحدى أعلى النتائج المرتفعة في المنطقة. فخلال كانون الأول (ديسمبر) فقط، ارتفعت إيرادات الغرفة المتوافرة في كبريات فنادق المدينة بنسبة 153% مقارنة بالشهر ذاته من السنة الفائتة، في ارتفاع حاد كان الأعلى إلى حدٍ كبير بين العواصم والمدن الشرق أوسطية، وفق تحليل أجرته شركة ديلويت لبيانات أصدرتها شركة أس تي أر غلوبل.
وما بين النهايات السعيدة للموسم السياحي في لبنان خلال 2008، والبدايات المتفائلة للعام الجاري، تخشى النقابات الفندقية والسياحية من امكان انعكاس أزمة المال العالمية على القطاع سلباً، وتضيف حذراً آخر يتعلق بسحابة الانتخابات النيابية المقبلة، وكيف ستمضي دون اخلال بعملية السلم الأهلي التي سادت في أعقاب اتفاق الدوحة أيار (مايو) 2008.
ويلفت الأشقر في اتصال مع المستقبل الى أن أحداث غزة الشهر الماضي، قد أثرت في حركة السياح باتجاه منطقة الشرق الأوسط عموماً ولبنان خصوصاً، ويوضح أن لبنان سيشهد فترة من الركود خلال موسم الانتخابات النيابية المقبلة.
لكنه أعرب عن تفاؤله بـنسبة الإشغال الفندقي الذي اتسم به الشهر الماضي، وقال يعد إنجازاً في موسم لا يعتبر الآن سياحياً، إذ لا أعياد أو مناسبات يمكنها أن تستقطب السياح من الدول الخليجية إلا أنه توقع ارتفاع هذه النسبة في شباط (فبراير)، بالتزامن مع موسم عطل في العشر الأواخر من الشهر الجاري في المملكة العربية السعودية، سيمضي خلاله السعوديون فرصتهم في الربوع اللبنانية ولا سيما في مناطق الساحل وفي أمكنة التزلج. إلا أنه أشار الى أن منطق السياحة في المناطق اللبنانية الأخرى دون بيروت وجبل لبنان، يخضع لما يعرف بالسياحة الموسمية.
ديلويت
إذاً، في الوقت الذي أظهرت فيه مدن أخرى في الشرق الأوسط تباطؤاً على الصعيد السياحي في أواخر سنة 2008، سارت بيروت في عكس المنحى السائد مسجلةً إحدى أعلى النتائج المرتفعة في المنطقة. فخلال شهر كانون الأول (ديسمبر) فقط، ارتفعت إيرادات الغرفة المتوافرة في كبريات فنادق المدينة بنسبة 153% مقارنة بالشهر ذاته من السنة الفائتة، في ارتفاع حاد كان الأعلى إلى حد كبير بين العواصم والمدن الشرق أوسطية وفق تحليل أجرته شركة الاستشارات ديلويت لبيانات أصدرتها شركة أس تي أر غلوبل. أما مسقط فحلت في المرتبة الثانية مسجلة ارتفاعا بنسبة 34%، فيما هبطت إيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة في دبي بنسبة 20%. أما معدل الإشغال فقد وصل في كانون الأول (ديسمبر) في الفنادق في بيروت إلى 78%، مرتفعاً بنسبة 64% مقارنة بالسنة الماضية، في حين أن متوسط معدل الإشغال في المنطقة تراجع بنسبة 11.3%. وتجدر الملاحظة أن المدن كافة في الشرق الأوسط التي شملتها الدراسة، باستثناء بيروت والمدينة المنورة، شهدت انخفاضاً في معدلات إشغال فنادقها خلال الشهر الأخير من العام الفائت.
وأوضح نادر سروجي الشريك المسؤول عن الاستشارات في ديلويت الشرق الأوسط، أن النتائج الإيجابية المسجلة في فنادق بيروت خلال كانون الأول (ديسمبر) قد تعزى إلى استراتيجيات إدارة عائداتها. ولكن من المهم أن نتذكر في الوقت عينه أن المعدلات في بيروت، طوال السنوات الماضية، كانت أدنى بكثير من معدلات سائر المنطقة بفعل الحالة الأمنية غير المستقرة.
وتوفر بيانات الدراسة الدليل على أثر عدم الاستقرار هذا على نسب الاشغال والايرادات، كاشفةً سنة من الأحداث المتباينة لقطاع السياحة اللبناني. ففي آذار (مارس) 2008 وبسبب الحوادث الأمنية، انحدر معدل إشغال الفنادق بنسبة 9% مقارنة بالشهر نفسه في العام السابق. واستمرت انعكاسات الحالة المتقلِّبة خلال نيسان (أبريل) وخاصة أيار (مايو) مع تواصل تسجيل الانخفاضات في الإشغال بنسبة 13% و30%.
وفي منتصف شهر أيار (مايو)، تم توقيع اتفاق الدوحة الذي أضفى جوا من التفاؤل وترجم بمكافآت فورية لقطاع السياحة، إذ ارتفعت معدلات إشغال الفنادق في حزيران (يونيو) بنسبة 162.3% مقارنة بالسنة السابقة، وقفزت إيرادات الغرفة المتوافرة بنسبة 272%. كما حقق شهرا تموز (يوليو) وآب (أغسطس) مكاسب بفضل معدلات إشغال بلغت 74.3% و91.8% على التوالي. وعلق سروجي ان بيروت اكتسبت شهرة لتمكّنها من الخروج سريعاً من الأزمات وكونها دائماً حاضرة ومستعدة مجدداً للأعمال. فإن معدلات الإشغال وإيرادات الغرفة الواحدة خلال فصل الصيف تبرهن عن مرونة القطاع السياحي في تخطي التحديات.
وخلال الربع الأخير من السنة، حافظت فنادق بيروت على أداء جيد متواصل رغم أن عواصم عدة أخرى في المنطقة، أظهرت تراجعاً على أساس سنوي. ورأى روبرت أوهانلون، الشريك المسؤول عن قطاع السياحة والضيافة والترفيه في ديلويت الشرق الأوسط، انه في الوقت الذي بدأت الأزمة العالمية تترك آثارها في السياحة في الشرق الأوسط خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من السنة، برزت بيروت في تناقض لافت مع المنحى السائد بتسجيلها معدلات مدهشة لإشغال الفنادق وإيرادات الغرفة الفندقية المتوافرة. إلا أن توقيت عيد الأضحى في كانون الأول (ديسمبر) يعني أنه لا يزال من المبكر التسرّع في الوصول الى الاستنتاجات حول أداء الفنادق في بيروت. أما السؤال حول ما إذا كان باستطاعتها المحافظة على منحاها التصاعدي، في خضم الأزمة المالية المستمرة عالميا، فستكون الإجابة عليه في 2009.
غلوبل ريفند
وعلى صعيد الإحصاءات الصادرة عن شركة غلوبل ريفند، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، اظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 13 في المئة خلال الفترة المنتهية في كانون الثاني (يناير) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2008.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 17 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، والامارات العربية المتحدة 15 في المئة، والكويت 10 في المئة، ومصر 8 في المئة، وقطر 5 في المئة وبقية الدول مجتمعة 45 في المئة.
أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي سوريا في المرتبة الأولى من بين 10 دول، مع وصول هذا التطور في الانفاق الى نسبة 128 في المئة، يليها مصر 76 في المئة، ثم قطر 60 في المئة، ثم الكويت 32 في المئة، فالمملكة العربية السعودية 22 في المئة، والأردن 7 في المئة، ويلاحظ تراجع انفاق الفرنسيين 13 في المئة، النيجيريين 16 في المئة والولايات المتحدة الأميركية 26 في المئة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن الأزياء والثياب شكلت نسبة 65 في المئة من مجموع النفقات. وتبعتها الساعات بحصّة 14 في المئة، ثم مستلزمات المنازل والحدائق 4 في المئة، والعطور ولوازم التجميل 5 في المئة، 4 في المئة لبضائع مختلفة.
ورصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 13 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة الأزياء والثياب بنسبة 11 في المئة، الساعات 23 في المئة، العطور ولوازم التجميل 19 في المئة، وأخيرا الهدايا والتذكارات 38 في المئة، و تراجع بنسبة 2 بالمئة لـمستلزمات المنازل والحدائق.
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصل الى 81 في المئة، ثم في المتن جبل لبنان 14 في المئة، و3 في المئة في كسروان جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00