8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

زيادة الوافدين 34،5% في ت1 والإنفاق السياحي 55% حتى ت2

إذا كانت الأمور بخواتيمها، معياراً للنجاح أو الفشل، فإن المعنيين بقطاع السياحة، عكسوا صورة بالغة الإيجابية لنهاية موسم السياحة للعام 2008، إلا أن ذلك لا يعني زوال العقبات من أمام القطاع، الذي عليه الاستعداد لامتحان آخر، في موسم السياحة المقبل، في ظل تعدد الاتفاقات التي وقعتها وزارة السياحة مع عدد من البلدان، والتي ينتظر ترجمتها السنة المقبلة.
وقد زاد الانفاق السياحي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 بنسبة 55%، مضافاً إليها زيادة عدد الوافدين الى لبنان منذ أيار (مايو) 2008، بنسبة لا تقل عن 40% وهي مرشحة للزيادة مع جلاء الصورة بالنسبة للشهرين الأخيرين من العام الجاري، والتي يتوقع أن تكون نسبتها عالية جداً، مع تواصل الأعياد.
ويعزى كل ذلك بحسب المعنيين بقطاع السياحة الى فترة الأمن التي يعيشها لبنان الآن، وهم يتفقون على ضرورة التشبث بالاستقرار الأمني والسياسي، كضمانة للاستثمار في قطاع السياحة، وأن التطور المطلوب يحتاج الى تراكمية في النجاح، إذ لا تكفي سنة واحدة نجاحا، لإعادة لبنان الى خارطة السياحة العالمية، يضاف الى ذلك مضاعفة موازنة وزارة السياحة، للإسهام في دعم القطاع الخاص اللبناني، لتمكينه من دخول حلبة المنافسة السياحية، الإقليمية بالدرجة الأولى وخصوصاً في البلدان المجاورة، التي أخذت على عاتقها تطوير هذا القطاع، باعتباره واحداً من أهم المداخيل القومية.
أما تطوير البنى التحتية كمقدمة لجذب الاستثمارات الى القطاع، فهي برسم الدولة، التي تعرف أن ألف باء الاستثمار عموماً والسياحة خصوصاً تبدأ من حيث تنتهي البنى التحتية، ويبقى عنصر مهم آخر هو برسم المعنيين في القطاع، وهو ترجمة سياسة الانماء السياحي المتوازن بين المناطق، فطبيعة لبنان بأكملها تتشابه، والدورة السياحية لا تكون مكتملة وهناك أراضٍ في لبنان لم تطأها أقدام السياح بعد.
نجاح الموسم
ويرى رئيس اتحاد النقابات السياحية ونقيب الفنادق في لبنان بيار الأشقر، أن مؤشر نجاح الموسم السياحي هو باتجاه تصاعدي منذ اتفاق الدوحة الشهير بين الأطراف اللبنانية، فمنذ ستة أشهر والحجوزات في الفنادق تصل الى 90% وتصل في جزء منها الى 100%، وخصوصاً في هذا الشهر بسبب الأعياد التي تقاطرت خلف بعضها البعض، وأشار الى أن هذا الدفع مستمر حتى 10 كانون الثاني (المقبل) ليدخل الموسم بعدها في مرحلة هبوط.
ويؤكد الأشقر أن ما يقلق أصحاب القطاع السياحي في لبنان، هو عدم المحافظة على حالة الاستقرار السياسي والأمني التي يعيشها لبنان في هذه المرحلة، فالانتخابات النيابية على الأبواب، والأشهر التي تسبق الانتخابات تترك عدداً من الهواجس بالنسبة للسياح الذين يرغبون في زيارة لبنان، وعلى المسؤولين أن يرسلوا إشارات تطمين حول الأوضاع، وليحددوا ما إذا كانوا يريدون لبنان سويسرا الشرق فعلاً أم يريدون أن يكون لبنان غزة؟، لأنه لا يمكن البناء على أرض غير صلبة، والسياحة لا تزدهر إلا في ظل أمن مستتب واستقرار سياسي طويل.
ويوضح أن استكمال أو اجتذاب المشاريع في المجال السياحي، هي الأخرى بحاجة أن تكون بعيدة جداً عن المخاطر، ولا يمكن ان تنفذ على أرض زلزالية، لذلك المطلوب أن تكون الصورة جلية حول استمرار الاستقرار، ويلفت الى أن هناك مشاريع استثمارية في القطاع تصل الى ملياري دولار، جزء منها لا يزال مجمداً.
ويمكن من خلال قراءة إحصاءات وزارة السياحة تبيان مدى انعكاس الاستقرار السياسي على الوضع السياحي (اتفاق الدوحة وقع في أيار/مايو 2008)، فبالمقارنة بين أيار (مايو) 2007 والأشهر الخمسة التي تلته، مع الفترة المماثلة من العام 2008، يتبين أن نسبة التقدم التي أعقبت الاتفاق هي 41%، فخلال الستة أشهر من العام 2007 دخل الى لبنان 585،511 سائحاً، قابلها خلال نفس المدة من العام 2008 نحو 826،114 سائحاً.
ويرى رئيس اتحاد المنشآت السياحية البحرية جان بيروتي، أن موسم السياحة بعد اتفاق الدوحة قد ازدهر على صعيد الإشغال الفندقي والمطاعم وبنسب عالية، إلا أن المنتجعات البحرية ترجع فيها الموسم بنسبة لا تقل عن 20%، والسبب يعود الى أن الموسم الحالي اعتمد على الأفراد أكثر منه على العائلات التي هي عادة ما تؤم المنتجعات البحرية بسبب الظروف السياسية والأمنية التي مر بها البلد، وعندما استتبت الأوضاع لم يعد بالامكان الحجز مجدداً للعائلات.
ويلفت بيروتي الى أنه في ما خص السياحة الشتوية، فإنها لم تفتح بعد، رغم أن الموسم يبدأ خلال الشهر الحالي، وسياح هذا الموسم معظمهم أوروبيون.
ويشار الى أن لبنان يعتبر من المراكز القليلة في منطقة الشرق الأوسط المجهزة لممارسة أنواع الرياضات الشتوية (التزلج على الثلج والماء). ويبدأ فصل التزلج عادة في كانون الأول (ديسمبر). وتؤمن المنتجعات الكبرى لزبائنها الإقامة في الفنادق والشاليهات الشتوية، بالإضافة إلى تسهيلات كثيرة تشمل أدوات التزلج، وفي لبنان ستة منتجعات سياحية شتوية وهي: الأرز (2300 م) - فاريا/عيون السيمان (1890م) - اللقلوق (1740مً كفر ذبيان (1750مً) - قناة باكيش (1990م) والزعرور (1990م). أما الشاطئ اللبناني فهو على تنوعه ولطف مناخه مكان مثالي لممارسة رياضات البحر.
وتوفر معظم المنتجعات السياحية والنوادي البحرية إمكان ممارسة السباحة والتزلج على الماء وركوب الأمواج والصيد والإبحار الشراعي والغطس تحت المياه وما إلى ذلك. ويستطيع الزائر استعارة أدوات التزلج والغطس من بعض النوادي أو شراءها من محال بيع الأدوات والتجهيزات الرياضية.
الإنفاق السياحي
وعلى صعيد الإحصاءات الصادرة عن شركة غلوبل ريفند، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، اظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 55 في المئة خلال الفترة المنتهية في تشرين الثاني (نوفمبر) المنصرم قياساً بالفترة المقابلة من سنة 2007.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 18 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، والامارات العربية المتحدة 13 في المئة، والكويت 12 في المئة، والأردن 7 في المئة، وقطر 6 في المئة وبقية الدول مجتمعة 44 في المئة.
أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي سوريا في المرتبة الأولى من بين 10 دول، مع وصول هذا التطور في الانفاق الى نسبة 126 في المئة، يليها قطر 125 في المئة، ثم الامارات العربية المتحدة 92 في المئة، ففرنسا 70 في المئة، يليها نيجيريا 52 في المئة، ثم المملكة العربية السعودية 51 في المئة، فالأردن 48 في المئة، ثم الولايات المتحدة الأميركية 41 في المئة، ثم مصر 44 في المئة، فالكويت أخيراً 24 في المئة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن الأزياء والثياب شكلت نسبة 66 في المئة من مجموع النفقات. وتبعتها الساعات بحصّة 12 في المئة، ثم مستلزمات المنازل والحدائق 4 في المئة، والعطور ولوازم التجميل 5 في المئة، 4 في المئة لبضائع مختلفة.
وعلى مدى عام انتهى في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي قياساً إلى العام السابق، رصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 55 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة الأزياء والثياب بنسبة 52 في المئة، الساعات 62 في المئة، العطور ولوازم التجميل 102 في المئة، وأخيرا الهدايا والتذكارات 102 في المئة، و33 بالمئة لـمستلزمات المنازل والحدائق.
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصل الى 80%، ثم في المتن جبل لبنان 14 في المئة، و3 في المئة في كسروان جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا و2 في المئة لبقية المناطق الأخرى.
ونما الانفاق السياحي بنسبة 54 في المئة في بيروت، و63 في المئة في منطقة المتن، و40 في المئة في كسروان، وفي بعبدا 6 في المئة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00