لا شك أن الاستقرار السياسي الذي أعقب اتفاق الدوحة الشهير بين الفرقاء اللبنانيين، كانت له إسهاماته في إنجاح الموسم السياحي الذي شهده لبنان خلال صيف 2008، رغم التوترات الأمنية المتنقلة بين المناطق بين فترة وأخرى. فيما ينتظر أن يكتمل عقد هذا الموسم عقب انتهاء شهر رمضان المبارك مع عودة جزء كبير من المغتربين الى ربوع الوطن لقضاء فترة العيد، كما أن السياح الأوروبيين يأتون عادة في مثل هذه الأيام.
والسنة السياحية التي يصر بعض المعنيين بالقطاع السياحي على وصفها بـ"العجيبة" مع ارتفاع نسبة الحجوز في الفنادق الى نحو 98 في المئة، تعود الى عاملين: الاستقرار السياسي بعد ثلاثة أعوام من الاضطراب الأمني والسياسي، فيما العامل الآخر هو العامل السعري إذ يبقى لبنان على الرغم من موجة الغلاء التي تطاله، الأقل تكلفة بين البلدان المجاورة بالنسبة للسياح.
وسط هذا التفاؤل للقطاع السياحي، وفي ترجمة لحال القطاع خلال الموسم الجاري، فقد خلصت الإحصاءات الصادرة عن شركة "غلوبل ريفند" المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، إلى أن المشتريات المعفاة من الضريبة المذكورة خلال الثلث الأول المنتهي في آب (أغسطس) المنصرم قياساً بنظيره سنة 2007، أظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 57 في المئة.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 17 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، وكذلك الامارات العربية المتحدة 14 في المئة، والكويت 13 في المئة، والأردن 7 في المئة، وقطر 6 في المئة وبقية الدول مجتمعة 43 في المئة.
أما على صعيد نمو مشتريات السياح، فتأتي قطر في المرتبة الأولى من بين 11 دولة، مع ارتفاع هذا النمو في الانفاق الى نسبة 140 في المئة، تليها الجمهورية العربية السورية 133 في المئة ثم الامارات العربية المتحدة 96 في المئة، ففرنسا 76 في المئة، تليها نيجيريا 60 في المئة، ثم المملكة العربية السعودية 48 في المئة، فالأردن 45 في المئة، ثم الولايات المتحدة الأميركية 41 في المئة، وأخيراً مصر 36 في المئة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن "الأزياء والثياب" شكلت نسبة 67 في المئة من مجموع النفقات، تبعتها "الساعات" بحصّة 12 في المئة، ثم "مستلزمات المنازل والحدائق" 4 في المئة، ثم "العطور ولوازم التجميل" 5 في المئة، و4 في المئة لبضائع مختلفة.
وعلى مدى عام انتهى في تموز (يوليو) الماضي قياساً إلى العام السابق، رصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات بلغت نسبتها 57 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة "الأزياء والثياب" بنسبة 52 في المئة، "الساعات" 62 في المئة، "العطور ولوازم التجميل" 130 في المئة، وأخيرا "الهدايا والتذكارات" 117 في المئة، و30 بالمئة لـ"مستلزمات المنازل والحدائق".
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت بيروت بأعلى نسبة من الانفاق السياحي وصلت إلى 80%، ثم في المتن ـ جبل لبنان 15 في المئة، 3 في المئة في كسروان في جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا وواحد في المئة في بقية المناطق الأخرى.
أما على صعيد نمو الانفاق السياحي حسب المناطق، فقد زاد بنسبة 54 في المئة في بيروت، 69 في المئة في منطقة المتن بجبل لبنان، و45 في المئة في كسروان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.