زاد "اتفاق الدوحة" والترجمة الأولية له المتمثلة بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، من مسحة التفاؤل بموسم اصطياف وسياحة مزدهر، وهو ما تؤكده جهات معنية بالقطاع السياحي، من إمكان تطور الواقع السياحي الى الذروة، مع اكتمال تنفيذ الخطوات المتعلقة باتفاق الدوحة، أي تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وانجاز صياغة قانون الانتخاب، وقد رفعت المديرة العامة لوزارة السياحة سقف التوقعات الى أن لبنان سيستقبل أكثر من 750 ألف لبناني مغترب، فيما كشف رئيس نقابة أصحاب وكالات السفر والسياحة جان عبود، عن حجز كامل مقاعد الدرجات السياحية بأسعارها الدنيا خلال الشهرين المقبلين، حزيران (يونيو) وتموز (يوليو)، في ما يخص شركات الطيران المحلية والعربية والدولية، متوقعاً أن تستمر وتيرة الحجوزات على مختلف الدرجات.
وتوقع وصول نسبة الحجوزات في قطاع الفنادق الى 60 أو 70%، بعدما كانت في حدود 30% كمعدل يومي. وان يعود لبنان الى خارطة السياحة العربية بعدما تبنى العرب حل المشكلة اللبنانية، وأن تتجاوز نسبة حضور السياح العرب 40% من المجموع العام.
وعليه، فإن "تباشير" الخير التي انطلقت مع بدء المهرجانات في وسط بيروت التجاري، إيذاناً بعودة الحياة الطبيعية إليه بعد محاصرته سياسياً 18 شهراً، يجب تحصينها بالحوار والتوافق وعدم الاحتكام الى الشارع، الذي بامكانه قلب التوقعات وحال التفاؤل التي يعول عليها كل قطاعات الانتاج والاقتصاد بما فيها قطاع السياحة، وهو ما يشكل خسارة للبنان، يجب من الآن التصدي لها.
الانفاق السياحي
وخلصت الإحصاءات الصادرة عن شركة "غلوبل ريفند"، المكلفة إعادة دفع ضريبة القيمة المضافة إلى السائحين على النقاط الحدودية اللبنانية، إلى أن المشتريات المعفاة من الضريبة المذكورة خلال الثلث الأول المنتهي في نيسان (أبريل) المنصرم قياساً بنظيره سنة 2007، أظهرت ارتفاعاً في إنفاق السائحين بلغت نسبته 21 في المئة.
واحتلت نفقات السائحين القادمين من المملكة العربية السعودية 15 في المئة من مجموع الانفاق السياحي بين البلدان، وكذلك الامارات العربية المتحدة 15 في المئة، والكويت 10 في المئة، والأردن 7 في المئة، وفرنسا 6 في المئة وبقية الدول مجتمعة 47 في المئة.
أما على صعيد تطور المشتريات بين السياح، فتأتي فرنسا في المرتبة الأولى من بين 11 دولة، مع وصول هذا التطور في الانفاق الى نسبة 106 في المئة، يليها سوريا 88 في المئة، ثم الامارات العربية المتحدة 61 في المئة، نيجيريا 49 في المئة، الولايات المتحدة الأميركية 45 في المئة، قطر 32 في المئة، مصر 9 في المئة، الأردن 4 في المئة، فيما تراجع انفاق الكويتيين الى 26 في المئة، والسعوديين الى 4 في المئة، ويعود ذلك الى قرار الحظر الذي فرضته كل من السعودية والكويت على رعاياهما من السفر الى لبنان، بعد التهديدات لرعايا هاتين الدولتين قبل أشهر من الوصول الى اتفاق الدوحة.
أما بالنسبة لتوزيع النفقات حسب الفئات، فقد أظهرت الإحصاءات أن "الأزياء والثياب" شكلت نسبة 67 في المئة من مجموع النفقات. وتبعتها "الساعات" بحصّة 13 في المئة، ثم "مستلزمات المنازل والحدائق" 5 في المئة، و"العطور ولوازم التجميل" 5 في المئة، 3 في المئة لبضائع مختلفة.
وعلى مدى عام انتهى في نيسان (أبريل) الماضي قياساً إلى العام السابق، رصدت زيادة للإنفاق بحسب الفئات، بلغت نسبته 21 في المئة، فقد زاد الإنفاق على فئة "الأزياء والثياب" بنسبة 17 في المئة، "الساعات" 37 في المئة، "العطور ولوازم التجميل" 79 في المئة، وأخيرا "الهدايا والتذكارات" 52 في المئة، وصفر بالمئة لـ"مستلزمات المنازل والحدائق".
وبحسب المناطق داخل لبنان، فقد حظيت منطقة المتن في جبل لبنان بأعلى نسبة من الانفاق السياحي 15%، 3 في المئة في كسروان في جبل لبنان، و1 في المئة في بعبدا و2 في المئة في المناطق الأخرى.
أما على صعيد نمو الانفاق السياحي في المناطق، فقد زاد بنسبة 16 في المئة وتوزع على الشكل الآتي: 52 في المئة في منطقة المتن بجبل لبنان، و23 في المئة في كسروان، وفي بعبدا 20 في المئة.
عدد الوافدين
ويشار الى أن القراءة الرقمية التي أجرتها وزارة السياحة للحركة السياحية في نيسان (أبريل) الفائت، أظهرت تراجعاً في عدد الوافدين الى لبنان بنسبة 6.99% بالمقارنة مع نيسان 2007، اذ بلغ 83 ألفاً و276 زائراً.
كذلك تراجع عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 25.36 في المئة، فبلغ 27113 ألف زائر بالمقارنة مع نيسان 2007 حيث بلغ عدد الوافدين 36 ألفاً و326.
كذلك سجلت حركة السفر في "مطار رفيق الحريري الدولي ـ بيروت" زيادة طفيفة في نيسان (أبريل) الماضي مقارنة مع نظيره سنة 2007، حيث ارتفع مجموع عدد المسافرين 0.17 في المئة إلى 290.6 ألف راكب، نتيجة زيادة عدد الوافدين 3.15 في المئة إلى 146.2 ألف راكب، بينما تراجع عدد المغادرين 1.04 في المئة إلى 139.2 ألف راكب، وانخفض عدد العابرين (ترانزيت) 32.3 في المئة إلى 5.2 آلاف راكب. كما حققت أرقام المطار الشهر الماضي زيادة في مجموع عدد الرحلات بنسبة 5.86 في المئة إلى 3304 رحلات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.