مع وصول الأمور السياسية في لبنان الى مرحلة عنق الزجاجة وتعثر الخروج منها، تبدو شوارع العاصمة بيروت تتماهى مع هذه الحال، مع وصول الإزدحام والاختناق المروري الى ذروته، ما يؤشر إيجابياً الى "عجقة" المشاريع على مداخل بيروت الكبرى، على الرغم مما يسببه ذلك من أزمة سير يومية يعانيها سكان العاصمة والوافدين إليها.
وتتمثل ورشة الأشغال الكبرى بمشروعي الواجهة البحرية وتطوير النقل الحضري الممول من البنك الدولي، اللذين ينفذهما مجلس الإنماء والإعمار، وبالإضافة الى مجموعة مشاريع يشارك في تمويلها الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق أبو ظبي للتنمية.
والمشاريع عبارة عن شبكة تقاطعات تهدف الى تخفيف زحمة السير على عدد من المحاور الرئيسية في نطاق بيروت الكبرى. ويشمل مشروع تطوير النقل الحضري تنفيذ مجموعة مشاريع، هي عبارة عن إنشاء ممرات سفلية وعلوية، وعلى عدد من التقاطعات وكذلك تركيب إشارات ضوئية وعدادات الوقوف، بغية تنظيم المرور على عدد من المحاور.
وهدف المشروع التخفيف من زحمة السير على شبكة الطرق، وتشمل عناصره: برنامج إدارة السير، برنامج تحسين المحاور، برنامج تنظيم الوقوف على جوانب الطرق، مساندة شرطة السير: تجهيزات وتدريب، حملة توعية.
وتبلغ التكلفة نحو 165 مليون دولار، والتمويل مؤمن لتنفيذ أعمال بقيمة 142 مليون دولار، موزعة كالآتي:
ـ 65 مليون دولار من البنك الدولي، 34 مليون دولار من الدولة اللبنانية لتنفيذ الأعمال.
ـ 15 مليون دولار من الدولة اللبنانية لتنفيذ الاستملاك.
ـ 18 مليون من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي.
ـ 10 ملايين دولار من صندوق أبو ظبي للتنمية.
ـ 15 مليوناً من البنك الإسلامي.
أما مدة التنفيذ فتبلغ نحو 6 سنوات.
أما برنامج إدارة السير وإشارات السير الضوئية، ضمن المشروع، فإنه يلحظ تكلفة فتبلغ نحو 32 مليون دولار، وتشمل الإنشاء والصيانة، أما فترة التنفيذ فهي 3 سنوات تليها فترة صيانة وتشغيل لـ3 سنوات.
وبدأ التنفيذ في تشرين الثاني 2005، ويشمل برنامج إدارة السير ما يلي:
ـ إنشاء هيئة لإدارة السير وبناء مركز لها.
ـ تركيب إشارات ضوئية (122 في بيروت و100 في الضواحي)
ـ تركيب نظام مراقبة السير بواسطة الفيديو على 4 محاور رئيسية.
ـ تركيب إشارات توجيهية ودهان سطح الطريق.
ـ برامج توعية وتدريب لعامة الشعب وشرطة السير.
ـ دعم شرطة السير بالعتاد.
أما لجهة الشق المتعلق ببرنامج تحسين المحاور (ممرات علوية وسفلية)، فتبلغ تكلفة التنفيذ نحو 199 مليون دولار. وتشمل الإنشاء والاستملاك، ومدة التنفيذ 6 سنوات (بدأ التنفيذ من نيسان 2005).
ويشمل البرنامج إنشاء ممرات علوية وسفلية في المواقع التالية:
1 ـ مستديرة الحايك، 2 ـ مستديرة الدورة، 3 ـ مستديرة العدلية، 4 ـ تقاطع انطلياس، 5 ـ تحويرة بشامون/ عرمون، 6 ـ تقاطع طريق المطار مع بولفار الشياح، 7 ـ تقاطع المتحف، 8 ـ مستديرة الطيونة، 9 ـ تقاطع شارع بشارة الخوري مع جادة الاستقلال، 10 ـ تقاطع بيت الأطفال، 11 ـ تقاطع مار مخايل، 12 ـ تقاطع طريق الشام مع جادة سامي الصلح، 13 ـ تقاطع جل الديب، 14 ـ مستديرة المكلس، 15 ـ تقاطع المشرفية، 16 ـ مستديرة الدكوانة، 17 ـ محول الزلقا ـ البوشرية، 18 ـ وزارة الطاقة (الموارد)، 19 ـ تقاطع كاليري سمعان.
أما برنامج تنظيم الوقوف على جوانب الطرق، فتبلغ تكلفة التنفيذ نحو 8 ملايين دولار، ومدة التركيب تستغرق نحو سنتين لـ730 عداد وقوف، ومدة التشغيل والصيانة 3 سنوات، وبدأ التنفيذ في آذار 2006.
وبالعودة الى مشروع تطوير البنى الأساسية لمدينة بيروت (المجموعة الأولى من المرحلة الثانية) للواجهة البحرية الممتدة من السان جورج حتى السمرلاند، فيتضمن: تأهيل البنى التحتية، تحديث شبكات تصريف مياه الأمطار والمياه المبتذلة، شبكة مياه الشفة، تأهيل الإنارة البحرية وإنارة الوسطيات والأرصفة والدرابزين البحري، بالإضافة الى تأهيل الطبقة الإسفلتية عبر إعادة تزفيتها، وتمديد شبكة النقل الحضري (DUCTS) لزوم إشارات السير (TRAFFIC LIGHTS) والكاميرات العائدة لها على طول المشروع، وزرع أشجار على جانبي الطريق وزراعة الوسطيات من الروشة حتى الرملة البيضاء مع شبكة للري، بالإضافة الى تأثيث منطقة الرصيف وتركيب مقاعد للعموم وسلال للمهملات على طول المشروع الذي يمتد من السان جوروج حتى السمرلاند (6700 متر) بالإضافة الى الطريق العلوي من جادة رفيق الحريري (900 متر).
وينفذ المشروع بالتنسيق والتعاون مع محافظة وبلدية بيروت والإدارات الرسمية المعنية (مصلحة مياه بيروت، مؤسسة كهرباء لبنان ومؤسسة أوجيرو).
وتبلغ نسبة تقدم الأعمال في هذا المشروع نحو 60%، وهي بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية بنسبة 100% (ما عدا تكلفة أعمال الزراعة) ويتوقع إنجاز الأعمال في حزيران (يونيو) 2008.