استهدف معمل انتاج الطاقة الكهربائية في دير عمار ظهر امس بصاروخين من اصل خمسة صواريخ اطلقتها عصابة فتح الاسلام في مخيم البارد، اصاب احدهما نظام التبريد في المعمل، ووقع الثاني بالقرب من احد خزانات الفيول، وادى الى اندلاع حريق تمكنت فرق الاطفاء في المحطة من اخماده، وتوقف المعمل عن العمل، الذي فصل عن الشبكة، واكد رئيس مجلس الادارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك ان اكثر من صاروخ سقط على المعمل مما ادى الى اضرار مباشرة فيه وتوقفه كلياً عن الانتاج الذي هو في حدود الـ400 ميغاوات، وبالتالي الى زيادة التقنين.
اما الصواريخ الثلاثة الاخرى فسقطت على اطراف المحطة لجهة البحر، وبعد فترة قليلة سقط صاروخ آخر على دير عمار ـ محيط تربل، لكنه لم ينفجر.
وعلم أن نظام الحماية الذي يعمل أوتوماتيكياً في المحطة نتيجة أي عطل، قطع الكهرباء تلقائياً. وفيما يدرس المسؤولون في المحطة إمكان إعادة تشغيل المحطة أو إبقائها مقفلة نظراً الى التطورات في المخيم، اطلع مدير المعمل كريم ميقاتي على الأضرار التي خلفها القصف (عامر الشعار) وأعلن أن الفرق الفنية ستكشف على الأضرار التي وقعت.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي "أن معمل دير عمار لإنتاج الكهرباء في الشمال، قد توقف عن العمل بسبب تعرضه لقصف صاروخي من عصابة "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد، ما أدى الى أضرار مادية في المنشآت وفصل الشبكة عنها".
وأدى توقف معمل دير عمار عن الانتاج، الى خروج نحو 400 من أصل 1500 ميغاوات تنتجها معمل توليد الطاقة في الوقت الراهن، وهو ما يعني العودة الى التقنين الحاد الذي لم ترتح منه المناطق اللبنانية بعد، وخسارة 6 ساعات في جميع المناطق كما أكدت مؤسسة كهرباء لبنان ذلك، مضافة الى نحو 4 ساعات تقنين في السابق، بمعنى أن ساعات القطع ستبلغ 10 ساعات في اليوم، مع وصول الانتاج في المعامل الى حدود 1100 من أصل 1850 ميغاوات يحتاجها لبنان في مثل هذا الوقت من السنة أي فصل الذروة مع اشتداد الطلب على الطاقة بسبب الحر.
وبانتظار مسح الأضرار وتقويمها تم وقف المعمل تلقائياً عن الانتاج، بعد إصابة نظام التبريد مباشرة، ووفقاً لمصادر المؤسسة فإن العمل يتم الآن على الاستعاضة عن توقف المعمل باعادة تشغيل معمل بعلبك (بقوة انتاج تبلغ 60 ميغاوات) للتخفيف من التقنين، وبانتظار ما سيسفر عنه التقويم للناحيتين المادية والوقت الذي ستستغرقه عملية إصلاح الأعطال، إلا أن ذلك لن يتحقق قبل وقف إطلاق الصواريخ الى معمل دير عمار، وتمكين العاملين في العمل من العودة الى أعمالهم وهم بحدود المئة موظف.
وأكد رئيس مجلس إدارة المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك في اتصال مع الوكالة الوطنية، "أن أكثر من صاروخ سقط على معمل دير عمار الحراري، مما أدى إلى أضرار مباشرة في المعمل وإلى توقفه كلياً عن الانتاج"، وأكد أن "انفصال معمل دير عمار عن الشبكة سيؤدي إلى زيادة التقنين، وخصوصاً أن المؤسسة أخذت على عاتقها تسيير العمل في المحطة على عاتقها الخاص، ضمن إطار القوة القاهرة لتلبية حاجات المواطنين وتخفيف التقنين الكهربائي ما أمكن. لكن سقوط الصواريخ سيعيد النظر في التدابير التي اتخذت حتى الآن".
وأصدرت مؤسسة الكهرباء بياناً، أشارت فيه الى أن "معمل دير عمار تعرض قبل ظهر الخميس (أمس) لسقوط قذائف في حرمه، مما أدى الى الانفصال الآلي والتلقائي للمجموعات الثلاث العاملة بقدرة 400 ميغاوات، وانخفاض قدرة الانتاج على الشبكة من 1500 الى 1100 ميغاوات، وبالتالي انخفضت التغذية بالتيار الكهربائي 6 ساعات في جميع المناطق خارج بيروت الإدارية". وطلبت المديرية العامة من "المسؤولين في معمل دير عمار وضع المجموعات في الأمان التقني، وأخذ الحيطة والحذر، ريثما يضح الوضع لاتخاذ القرار المناسب".
وقال ممثل شركة كيبكو الكورية (المشرفة على عملية صيانة وتشغيل معملي دير عمار والزهراني) المهندس رالف فيصل في اتصال مع "المستقبل"، "إن الشركة تعمل بالتنسيق التام مع المدير العام لمؤسسة الكهرباء كمال الحايك، للوقوف حول المشكلة المستجدة في معمل دير عمار"، ولفت الى أن الصاروخين أصابا نظام التبريد مما أدى الى الانفصال التلقائي للمعمل وهو أدى الى إحداث ضرر في المجموعة البخارية التي تعتمد على هذا النظام خصوصاً وأن الأعطال ضربت قسطل مياه التبريد الآتي من البحر وكذلك الكابلات التي تشغل الترمبات وخزانات مياه التبريد.
ويمكن تقسيم الأضرار الى ثلاثة محاور:
ـ أضرار مدنية حيث الضرر بالزفت وقرب خزان الغاز أويل.
ـ أنابيب التبريد المتأتية من البحر الى المجموعة البخارية.
ـ خزان التبريد الذي يمد المجموعة البخارية بالمياه المقطرة، بالإضافة الى بعض التوصيلات.
وأكد فيصل أن الفرق الفنية لـ"كيبكو" تعمل على تقويم الأضرار ولا تستطيع تشغيل المعمل راهناً خوفاً من أن ينتقل الأضرار الى المجموعتين الأولى والثانية الغازيتين، ولفت الى استمرار تواجد المهندسين الكوريين التابعة للشركة وبعض مساعديهم من العمال اللبنانيين لتقويم الأضرار وتقدير التكاليف المادية، للتأسيس عليها في ما إذا كان بالامكان تشغيل المجموعتين الغازيتين أو وقفهما.
وإذ رفض فيصل إعطاء رقم مالي للخسائر كونه لم يوضع تقرير نهائي حول الأضرار، وفي ظل استمرار سقوط الصواريخ، قدر أحد المراقبين في الكهرباء أن لا تقل الخسائر عن مليون دولار، خصوصاً أن خزان التبريد وحده يكلف نصف مليون دولار.
يذكر أن معمل دير عمار وهو من أكبر معامل الانتاج والتحويل والتوليد الكهربائي في لبنان أنشئ في العام 1996، وبلغت تكلفته أكثر من 300 مليون دولار، وكانت أعمال الحفر قد بدأت في العام 1995، واستكمل إنشاؤه في العام 1999، ويقع على أرض مساحتها 160 ألف متر مربع.
ويتألف المعمل من عنفيتين غازيتين تعملان على مادة الغاز أويل (2*150 ميغاوات)، وعنفة بخارية (150 ميغاوات) تعمل وفق نظام الدارة المختلطة.
وكانت الحكومة قد وقعت إتفاقاً الشهر الماضي مع مؤسسة التمويل الدولية، تتولى بموجبه المؤسسة تنظيم عملية جذب شركات من القطاع الخاص لتولي انتاج 450 ميغاواطاً إضافية من الطاقة الكهربائية في منطقة دير عمار، تلبي الجزء الأكبر مما سيحتاج اليه لبنان بحلول العام 2010، والبالغ 550 ميغاواطاً.
كما ستدرس الحكومة من خلال تقويم كل المعطيات ما إذا كان من المناسب أم لا بيع معمل دير عمار، الذي تبلغ طاقته الانتاجية 450 ميغاواطاً، لمن يتولى انتاج الطاقة الإضافية، فيضاعف قدرة المعمل الانتاجية، بعد أن يكون الغاز الطبيعي بدأ يصله من مصر.
يذكر بأن أزمة انقطاع التيار الكهربائي المزمنة في المناطق اللبنانية، باستثناء بيروت، تفاقمت مؤخراً من جراء استمرار المعارك منذ أكثر من شهرين في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بين الجيش و"عصابة العبسي".
وبسبب هذه المعارك امتنعت بواخر الفيول أويل المستورد من الرسو في المنطقة، لتزويد محطة دير عمار بالمحروقات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.