مصادر "الكهرباء": عاجزون عن قمع التعديات

أوضحت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان، أن الأسباب الكامنة وراء التقنين الحاد (نحو 12 ساعة قطع يومياً)، الذي يلف سائر المناطق اللبنانية دون استثناء بما في ذلك أحياء العاصمة، يعود الى توقف أعمال التفتيش وقمع التعديات والتعليق على الشبكة في جزء كبير من المناطق اللبنانية، بالإضافة الى تدهور أعمال الجباية، بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة منذ فترة.
وقالت المصادر لـ"المستقبل"، إن قدرة عمل المؤسسة في مثل هذه الظروف صعبة، إلا أننا نحاول أن نستمر بما لدينا من امكانات، ونأمل أن تتحسن الظروف نحو الأفضل.
ولفتت الى أن الانتاج الحالي يبلغ نحو 1350 ميغاوات من أصل 1850 ميغاوات يحتاج إليها البلد في مثل هذا الفصل الذي يشتد فيه الطلب على الكهرباء، خصوصاً وأن موجة الحر التي يشهدها لبنان هي في غير وقتها، وهو آب وتموز، ومن الطبيعي أن يزداد الطلب وكذلك زيادة الأعطال على الشبكة، وهذا يحدث في معظم البلدان".
وكشفت المصادر أن تحسن التغذية سيبدأ مع نهاية الأسبوع بعد الانتهاء من أعمال التصليح على بعض المجموعات في معامل الزوق والزهراني ودير عمار، والتي هي بحاجة ماسة الى الصيانة وهي لن تنتهي قبل الأحد المقبل، وسيضاف الى كميات الانتاج مجموعة بقوة 130 ميغاوات في معمل الزوق، ومجموعة غازية في دير عمار بقوة 70 ميغاوات (يعطي الآن 205 من أصل 405 ميغاوات) وأخرى غازية في الزهراني (يعطي الآن نحو 220 من أصل 450 ميغاوات).
ونفت هذه المصادر وجود مشكلات مالية تحول دون تأمين المحروقات اللازمة لمعامل التوليد، وقالت "إن اتفاقات الاستيراد من دولة الى دولة تجعل الأوضاع في هذا المجال مستقرة"، وأكدت استمرار عملية استجرار الطاقة من سوريا والمقدرة بنحو 140 ميغاوات.
وعكست صورة التقنين المتزايدة والتي تتزامن مع موجة الحر الشديد في البلاد، مشهداً مختلفاً للوعد الذي قطعته "مؤسسة كهرباء لبنان" التي كانت قد أصدرت قبل يومين بياناً توقعت فيه تحسين التغذية منذ ذلك التاريخ، وقد أشارت أيضاً الى أن التغذية انخفضت 4 ساعات إضافية الى معدل التقنين المعمول به.
ففي عكار بلغت ساعات القطع أمس 14 ساعة في اليوم، وفي المناطق الجردية وصلت إلى 16 ساعة، أما في طرابلس وصيدا فهي 12 ساعة قطع مقابل 12 ساعة تغذية، وفي صور 14 ساعة قطع، أما في البقاع ومناطق جبل لبنان فتراوح ساعات القطع بين 10 ساعات و12 ساعة في اليوم. وتأسس على هذا التقنين العشوائي وغير المحدد ببرنامج، تقنين آخر لأصحاب المولدات الكهربائية الخاصة دون أيّ خجل من رفع تعرفة الاشتراك بحسب مراسلي "المستقبل" في المناطق. (ص12)