تكرر موعد إطلاق محطة التسفير في البحصاص عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس، إلا أن الأشغال التي كان من المقرر البدء بتنفيذها 15 آب/أغسطس الماضي، تبدو "مجمدة" حتى إشعار آخر، بعد تعديل طرأ على الاعتمادات المحجوزة المخصصة بمشروع هو مركز "انطلاق باصات وسيارات الأجرة"، مع العلم أن المحطة ستوفر فرصاً عديدة لنمو قطاعي النقل العام والخاص.
وفي حين تبلغ تكلفة انشاء المحطة نحو 7 ملايين دولار، ومدة التنفيذ لسنتين، إلا أن الدولة قد خصصت للمشروع نحو 6 مليارات ليرة لبنانية، منها 400 مليون ليرة للدراسات والاشراف، ويأتي هذا المشروع في سياق التخفيف من الاختناق المروري في مدينة طرابلس، تتسبب به عشرات المواقف العمومية (من والى طرابلس)، إضافة الى نمو قطاع النقل العام والخاص على السواء في السنوات الأخيرة.
وتشير مصادر في مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك التابعة لوزارة النقل لـ"المستقبل"، الى أن أسباب التأخير، تنقسم الى شقين:
الأول: هو أن الاعتمادات الملحوظة للمشروع هي 6 مليارات ليرة بحسب قانون البرنامج، وقد أجرت المصلحة المناقصة، وفازت بها إحدى الجهات، وكان من الطبيعي أن تبلغ المصلحة الجهة الفائزة بالموضوع، إلا أن المصلحة لم تقدم على التبليغ، بعد أن حسمت وزارة المال من موازنة عام 2006 للمصلحة ما قيمته ملياران وثمانماية مليون ليرة، وعليه فإن المصلحة لا تستطيع أن تبلغ ما دام المبلغ لم يؤمن بعد، وذلك بحسب الأصول المالية.
الثاني: هناك اعتداء على الممتلكات التي تعود لمحطة التسفير، كما أن هناك هياكل تعود لمركز المعاينة الميكانيكية، الذي أنشئ بداية الأمر على قطعة الأرض هذه، وقد أبلغت المصلحة وزارة الداخلية، لإزالة هذه الهياكل بعد أن تم نقل المركز الى مكان آخر.
وعليه فإن المصلحة راجعت وزارة المال بهذا الخصوص، وهي تنتظر رداً منها قبل نهاية العام الجاري، خصوصاً وأنه تمت الموافقة على المشروع من الجهتين التشريعية والتنفيذية.
وتابعت هذه المصادر، أن الموضوع الآن مرتبط بالجواب المنتظر من وزارة المال، للبدء بتنفيذ المشروع.
وبالعودة الى تقنيات وهيكلية المشروع، فقد قررت الدولة اللبنانية، وعبر مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك، انشاء محطة التسفير في منطقة البحصاص بطرابلس، على أساس تلزيم انشاء هذه المحطة وادارتها على طريقة الش.د.، من قبل من يهمهم الأمر من شركات أو مؤسسات وفقاً لشروط موضوعة لهذه الغاية، بالاضافة الى قطعة أرض توضع تحت تصرف المستثمر على طريقة ش.د..، على أن تسلم هذه المحطة بحالة ممتازة الى الدولة اللبنانية، عند انتهاء مدة التشغيل المتفق عليها.
وستكون هذه المحطة مركز الاتصال بين طرابلس، وكل من الخط الساحلي لغاية مدينة بيروت مروراً بمدن البترون وجبيل وجونية، وبين طرابلس والمناطق المحيطة بها وهي الكورة والضنية وزغرتا وبشري والبترون وعكار والحدود الشمالية.
مع الاشارة الى أن مواقف السيارات والحافلات الموجودة ضمن المدينة، والتي تخدم المناطق المحيطة بطرابلس والحدود الشمالية، يجب أن تنطلق حصرياً من محطة التسفير في البحصاص وذلك للحصول على النتيجة المرجوة.
يقع مشروع بناء محطة التسفير في البحصاص جنوبي مدينة طرابلس، وتبلغ مساحة الأرض المخصصة بالمشروع، وقدمتها مصلحة سكك الحديد والنقل المشترك نحو 50 ألف متر مربع، وهي تحتوي على المحطة القديمة لسكك الحديد في منطقة البحصاص، في الطرف الجنوبي لمدينة طرابلس، على بعد 600 متر من مفرق البحصاص، الذي يحدد مدخل المدينة الجنوبي، وعلى بعد 2.7 كيلومترين من ساحة التل في وسط المدينة، حيث نقطة التقاء شبكة نقل المدينة مع شبكة نقل المناطق المحيطة بها.
وتقع الأرض عند التقاء محورين رئيسيين: غرباً أوتوستراد بيروتطرابلس، شرقاً طريق طرابسلبيروت القديمة، ومنطقة المشروع تتصل بالمنطقة الصناعية الموجودة في جنوب المدينة، والمنطقة السياحية المتمركزة عند المخرج الجنوبي للمدينة باتجاه بيروت، ويبعد عنها معرض رشيد كرامي الدولي نحو 2.2 كيلومترين، ومرفأ طرابلس 4.5 كيلومترات، والملعب الأولمبي نحو 600 متر، والمراكز التجارية ضمن محيط 800 متر.
ويتميز مشروع محطة التسفير في البحصاص، بمحطة للحافلات الكبيرة والصغيرة (الباصات)، ومحطة لسيارات الأجرة الصغيرة (التاكسيات)، ومحطة للقطارات، ومرأب للسيارات الخاصة، ومحلات تجارية وخدماتية، على أن تجمع وسائل النقل هذه في مكان واحد يعتبر وسيلة تسهل للمواطن عملية الانتقال، وتوفر على الدولة الأمكنة اللازمة لمحطات النقل المختلفة.
ويتألف مشروع بناء محطة التسفير، من المبنى الرئيسي للمحطة وهو عبارة عن ثلاث طبقات، الأرضي ويتألف من مدخل رئيسي مسقوف للركاب، بهو مع مكتب استعلامات، أروقة تطل على محال تجارية وحدائق، مكاتب قطع تذاكر وللبريد وهواتف عامة، صالات انتظار، محال تجارية، مراحيض وأدراج عادية وميكانيكية ومصاعد كهربائية الى الطبقتين الأولى والثانية.
أما الطبقة الوسطى فهي عبارة عن مكاتب الادارة وأمكنة خدماتية للمشروع وبعض المحال التجارية، في حين أن الطبقة السفلى تحتوي على محطة للقطارات وأرصفتها وملحقاتها.
ويضم المشروع مبنى الخدمات ومركزاً للشرطة وقاعة للمولدات الكهربائية، كما يتضمن مستوصفاً، ومبنى لسائقي الأجرة، ويتألف من قاعة انتظار للسائقين، ومكتب خاص لادارة هذا القسم والخدمات التابعة له، ويوجد في المشروع مرأب دائري منحدر يتم الولوج منه الى طابق سفلي يستعمل كمرآب للسيارات الخاصة يتسع لـ330 موقفاً.
الخدمات العامة للمشروع: محطة للحافلات مخصصة لانطلاقها وتضم 25 موقفاً، محطة لسيارات الأجرة الصغيرة وتضم 148 موقفاً، موقف للعموم يتسع لـ330 موقفاً وهي متصلة مباشرة بواسطة أدراج ومصاعد بالبناء الرئيسي، حيث مكاتب قطع التذاكر وصالات الانتظار والمحال التجارية ومكاتب الادارة ودورات المياه، كما توجد مجموعة أرصفة مسقوفة تخدم وسائل النقل المختلفة، ويراعي المشروع ضرورات ويتضمن حدائق خضراء.
أما من حيث التجهيز التقني، فإن كل أقسام المشروع مجهزة بشبكة كهربائية كاملة تتغذى من الشبكة الكهربائية العامة، وفي حال انقطاعها فهناك مولدات ضخمة تكفي لإدارة كامل المشروع، كما ترتبط أقسام المشروع بشبكة تغذية مياه، شبكة حديثة للانذار واطفاء الحرائق، شبكة حديثة للمراقبة التلفزيونية، شاشات لاعطاء المعلومات والتوقيت، شبكة خطوط هاتفية ومعلوماتية.
أما خدمات الطوارئ، فتتألف من مستوصف للاسعافات الأولية وللحالات الطارئة، ومركز للشرطة للسهر على أمن المواطنين ضمن المشروع.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.