النهار
السلطة تتخبّط في معاركها وفوضى الأرقام المالية
الجمهورية
عوامل التوتير تتزايد .. والسلطة غائبة... وعون يوحّد "الأرقام"
اللواء
بعبدا تحسم الجدل في المفاوضات مع الصندوق والتشكيلات ومصير الحكومة!
فضيحة نفطية جديدة: هدر الملايين على البواخر ومختبرات الوزارة لا تعمل.. وشحّ في الدولار
نداء الوطن
التعيينات الإدارية الخميس... والتشكيلات القضائية "غير مقيّدة بزمن"
خطة الحكومة: "فرط" الدولة!
الأخبار
التعيينات: دياب "واحد منّن"
رياض سلامة يخضع: الالتزام بأرقام الحكومة في التفاوض مع صندوق النقد
الشرق الأوسط
تحركات لاحتواء تداعيات "فتنة بيروت" ومخاوف من فوضى في طرابلس
الشرق
عون يتحدث عن حماية القضاء من التدخلات ويرفض توقيع التشكيلات
الديار
لا معالجات جدية "للفتنة".. "المحميات السياسية" تمنع الملاحقات الامنية
الحريري "يُحرّض" لملاحقة انصار بهاء.. وخطة خفض الدولار تترنح
عون يضع التشكيلات القضائية في "الجارور" وعبود "يُلوح" بالاستقالة؟
-----------------
رؤساء الحكومات السابقون يدعون المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم:
رفض أية محاولة لاستهداف السلم الأهلي
أضاءت الصحف على اللقاء الذي عقده رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام في "بيت الوسط"، حيث تداولوا، بحسب بيان رسمي، في آخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.
وأشارت "الجمهورية" إلى أنّ التطورات التي شهدتها بيروت يوم السبت الماضي كانت محور تداول في لقاء الرؤساء الحكومات السابقين.
وقال مصدر مشارك لـ"اللواء" ان المجتمعين شددوا على رفض أية محاولة لاستهداف السلم الأهلي، داعياً المسؤولين لتحمل مسؤولياتهم.
"نداء الوطن": رؤساء الحكومات السابقون... لإطار يُقفل الساحة السنية عليهم
كتبت كلير شكر في "نداء الوطن": رؤساء الحكومات السابقون... لإطار يُقفل الساحة السنية عليهم
يحاول رؤساء الحكومة السابقون الدفع باتجاه تحسين سلوك الحكومة وليس اسقاطها للدخول في مجهول الفراغ الذي سيكون هذه المرة قاتلاً. ووفق المتابعين لحركة لقاءات الرؤساء الأربعة، فإنّ توقيت اجتماع الأمس حدد على وقع التطورات الأمنية أولاً والسياسية ثانياً. فما حصل، بنظرهم يوم السبت لا يمكن أن يمر عليه رؤساء الحكومة السابقون مرور الكرام لما له من تداعيات وخيمة على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، الهشّ اصلاً. يقول هؤلاء إنّ الوضع الداخلي المأزوم يتطلب كل الوعي لتجنب الأسوأ. ولذا من الطبيعي ألّا يعمد أركان النادي الرباعي إلى صبّ الزيت على النار من خلال اعلان الحرب المفتوحة بوجه الحكومة في هذه اللحظات المصيرية. الا أنّه من الطبيعي أن تكون تطورات العمل الحكومي موضع بحث لا سيما لجهة التخبط في الخطة الاقتصادية وكل الالتباس الذي رافق خطة الكهرباء ومعمل سلعاتا تحديداً. وعلى الرغم من دقة الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، إلا أنّ أهمية استمرار هذه اللقاءات بين رؤساء الحكومة السابقين، تكمن في تفعيل خطوط الحوار في ما بينهم من باب تحصين الساحة السنية لمواجهة لحظة المتغيرات الاقليمية. بنظر أحد المتابعين فإنّ باب النقاش حول مستقبل لبنان قد فتح في الخارج، وهذا يعني أنّ رياح التغيير ستحلّ عاجلاً أم آجلاً، وبالتالي إنّ حرص الرؤساء الأربعة على حماية اطارهم السني وتفعيله، قد يكون من باب التصدي لأي جديد، غير متوقع، وفرض اطارهم كمعبر الزامي لأي تغيير قد يحصل في رئاسة الحكومة. ويؤكد أنّ البديل لرئيس الحكومة الحالي ليس جاهزاً، ولكن مجرد فتح باب النقاش حول هوية خليفته، يدفع رؤساء الحكومة السابقين إلى اقفال الساحة السنية عليهم، استعداداً لأي تطور خارجي قد ينعكس محلياً في أي لحظة، تكريساً للموازين الجديدة التي تحاول الولايات المتحدة فرضها من خلال الضغوطات التي تمارسها على "حزب الله".
"نداء الوطن": من يتحمّل مسؤولية التشرذم على الساحة السنية؟
كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": من يتحمّل مسؤولية التشرذم على الساحة السنية؟
يقول أحد وجهاء السنّة من السياسيين "ما من شك ان ضعف القيادة السياسية خلال السنوات الاخيرة أوصل الأوضاع إلى حدها الاقصى والسبب هو الغياب الكلي عن نبض الشارع والهوة التي اتسعت بين القيادات والناس. ومن الأسباب الداخلية ينتقل الى الاسباب الخارجية والتي تتمثل في غياب الدور السعودي الذي له أسبابه ومبرراته "وهي الاعتراض على عدم التزام القيادة السنية بالتعهدات التي اتسمت بمرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وهو ما بدأ يظهر بوضوح من خلال التسوية الرئاسية التي أدت الى ضعف المرجعية السنية" لكن هذه التسوية انتهت مفاعيلها على الارض وصار طرفاها متباعدين الى حد الخصومة فهل هذا يفتح الطريق مجدداً امام عودة الدور السعودي؟ لكن في المقابل، النتيجة كانت حضور تركيا بقوة وتمركزها في الشمال بدليل ما تفيد به التقارير الأمنية.. وحين يتحدث الأقطاب السنة عن ضعف القيادة يقصدون حصراً "تيار المستقبل" ورئيسه الذي يمثل الشرعية السنية الوحيدة. خطأ الحريري أنه وعد بعد الانتخابات بتصحيح المسار ولم يفعل ثم وعد بعد خروجه من السلطة بالالتفات الى تصحيح شؤون تياره ووضع السنة، وتخلف عن الفعل وحتى وعده بمواجهة خصومه تناساه. يجزم هؤلاء أن لبنان حالياً ليس في دائرة الاهتمام السعودي "بسبب سيطرة حزب الله وايران" .. من بين خصوم الحريري وحتى حلفائه من يوافق على "غياب السنة عن القرار ويغالبهم الشعور بالمظلومية، ولكنه ظلم بلا ظالم ذلك لأنّ "حزب الله" بقي متمسكاً بالحريري حتى ما قبل الاستشارات بساعات قليلة: هل انت بوارد تشكيل حكومة جديدة؟ ليكون جوابه الرفض والاصرار على الاستقالة. ذنب الحريري أنه دخل في صراع بين استمراره في السلطة والخروج منها فاختار الخروج في سبيل الحفاظ على المرجعية. "لو لم يستقل الحريري" هي الأمنية التي يتحسّر الحلفاء والخصوم عليها ممن يسلّمون بأن لا بديل عن سعد الحريري داخل الطائفة السنية رغم محاولات بعض الشخصيات التوسط لتبوؤ المنصب وحسرة آخرين على رفض عرض قدم إليهم في لحظة ما. بعد هدوء عاصفة اليومين الماضيين ثبت للثنائي الشيعي كما لرئيس "الحزب الاشتراكي" وليد جنبلاط وليس بعيداً منهم رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل أن لا بديل عن الحريري على الساحة السنية "ولكن مشكلته غياب المشروع وتسليمه بأن يكون واحداً بين متساويين ضمن رؤساء الحكومة السابقين بينما هو زعيم سني ورئيس أكبر تكتل نيابي سني". سجنوه في هذا الاطار وبينهم من يتوسل لرئاسة الحكومة سبيلاً في الخفاء. خلاصة القول ان لا احد بمقدوره لملمة الساحة السنية اليوم وجمعها إلا الحريري ولكن هل يقوم بهذا الدور وسط غياب الغطاء العربي السعودي على وجه الخصوص؟
تحركات لاحتواء تداعيات "فتنة بيروت" وسط تخوف من التكرار
لاحظت "الجمهورية" أن جرح "أحداث السبت" لم يبرد بعد، خصوصا أن الجامع بين اللبنانيين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم هو الخوف من جريمة تُرتكب بحقهم، وتهدّد بقتل حاضرهم ومستقبلهم وبنَسف بلدهم. ولن يبرد هذا الجرح، أبداً، طالما أنّ في الغرف السوداء فئة، أو فئات كامنة للبنانيين، تسخّر عن سابق تصوّر وتصميم، كل طاقاتها ومواردها وإمكاناتها الخبيثة لاستدعاء الفتنة، وتحويلهم جميعاً الى مشاريع ضحايا. والأسوأ من ذلك انّ تلك الفئة لا تجد من يردعها.
وأشارت "الجمهورية" إلى أن أخطر ما يحيط بأحداث السبت، الخلاصات التي انتهت اليها التقارير الأمنيّة والعسكريّة، التي تقاطعت عند تحذير من أنّ الأرض صارت مؤهلة أكثر من أيّ وقت مضى لِما هو أكثر من شتائم سياسية او طائفية ومذهبية، وأبعد من اشتباك كلامي. وبالتالي، كل عناصر التوتير ما زالت قائمة، وكل الظروف باتت ملائمة لإعادة نصب المتاريس في مقابل بعضها البعض.
وقال مرجع أمني كبير لـ"الجمهورية": "بصراحة أقول أنا خائف جداً، ولا أضمن على الإطلاق ألّا يتكرر ما حصل يوم السبت في أيّ وقت، إذ على الرغم من وجود جهوزية امنية لأي مُستجد، لا توجد ضوابط لا سياسية ولا طائفية ولا مذهبية ولا حتى اخلاقية تمنع حدوث ذلك، بل انّ المعطيات المتوافرة تؤكد انّ هناك عوامل كثيرة داخلية سياسية وطائفية ومذهبية، تضاف اليها عوامل خارجيّة تذكّي هذا الأمر وكلّها تدفع في اتجاه وحيد وهو إسقاط البلد أمنياً بعدما تم إسقاطه اقتصادياً ومالياً".
ولعل أخطر ما يشير اليه المرجع الأمني قوله لـ"الجمهورية": "انّ الاجهزة الامنية والعسكرية على جهوزيتها الميدانية لِتَدارك أي طارىء، وهي قد بادرت منذ السبت الماضي الى تعزيز حضورها، وخصوصاً الجيش اللبناني، في أماكن التماس (عين الرمانة - الشياح، والطريق الجديدة - بربور ومحيطهما) منعاً لأيّ احتكاك. إلّا اذا تدحرج البلد في اتجاه الفتنة، ففي هذه الحالة تفلت الامور من أيدي الجميع وإمكانية الاحتواء تصبح شديدة الصعوبة".
وكشف مصدر سياسي لـ"الشرق الأوسط" عن أن الثلاثي؛ رئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، على موقفهم بمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.
وأكد المصدر أن بري والحريري وجنبلاط يمارسون الضغط على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد الاستقرار، وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال.
وبرزت لـ"الشرق الأوسط" خشية من الفوضى في طرابلس؛ عاصمة الشمال، وأن تدفع ثمن التوتّر الطائفي الأخير في لبنان.
ولفتت "الجمهورية" إلى ان هناك مآخذ سجلتها أوساط سياسيّة مختلفة على أداء السلطة الحاكمة حيال ما جرى السبت الماضي، مقرونة بتساؤلات حول ما منعها من التعامل الفوري مع ما جرى بما يَستوجبه من استنفار حكومي، وحول ما أوجب غيابها الفاقع عن الصورة في الوقت الذي كانت الأرض تَميد بالاستفزازات والنعرات، وانتظارها الى ما بعد منتصف ليل السبت الأحد لتصدر تغريدة بكلمتي استنكار عن رئيس الحكومة!
تساؤلات برسم الحكومة
واذا كانت السلطة قد بادرت الى عقد اجتماع في اليوم التالي للاحداث في السراي الحكومي للقيادات الامنية، لعرض التقارير الامنية التي تمّ تجميعها، خَلص الى "انّ الوضع اللبناني برمّته في دائرة الخطر الشديد"، فإنّ الأوساط السياسيّة، بحسب "الجمهورية" تضع برسم السلطة الحاكمة جملة تساؤلات:
• أولاً، تؤكد كل مفاصل السلطة، وكذلك القوى السياسية على اختلافها بأنّ أحداث السبت كانت متوقعة. فطالما الامر كذلك، لماذا لم تتخذ الاجراءات الاستباقية لمنعها؟
• ثانياً، ألا يستدعي ما حصل يوم السبت، الدعوة الفوريّة الى جلسة طارئة لمجلس الوزراء لدرس مفاعيل هذه الاحداث الخطيرة؟
• ثالثاً، ألا يستدعي ما حصل يوم السبت، مبادرة رئيس الجمهورية الى الدعوة الفورية الى عقد اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع لتقييم مخاطر ما حصل واتخاذ الاجراءات الوقائية اللازمة منها، علماً انّ المجلس سبق له أن اجتمع لأسباب أقل أهمية في أوقات سابقة؟
• رابعاً، أليس ما حصل يوم السبت جريمة موصوفة بحق البلد؟ وألا يستدعي ذلك مُسارعة مجلس الوزراء الى الانعقاد الفوري، واتخاذ قرار بالاجماع على إحالة أحداث السبت الى المجلس العدلي، باعتبارها من الجرائم الواقعة على أمن الدولة وتهدّد كيانها بالسقوط في الفتنة؟
• خامساً، ألا يستدعي ما حصل السبت، مبادرة رئاسية الى الدعوة الى طاولة حوار سريعة بين مختلف القوى السياسية في القصر الجمهوري، لوضع جميع الاطراف أمام مسؤولياتهم السياسية والشعبية في ضبط بيئاتهم ونزع فتائل التوتير السياسي والطائفي والمذهبي؟
• سادساً، لماذا لا تحدد الجهات الداخلية والخارجية التي تدفع البلاد الى الفتنة ولأي هدف؟ وإذا كانت تقارير الاجهزة الامنية والعسكرية تؤكد أنّ أسماء كلّ المتورطين والمشاركين والمحرّضين والممولين معلومة، فلماذا لا يتم عزل هؤلاء وإعلان أسمائهم امام كل اللبنانيين، ووضعهم جميعاً، أيّاً كانوا، وعَلناً، وبالأدلة الثبوتية، على لائحة المطلوبين للعدالة وملاحقتهم لمحاسبتهم، بجرم المَس بأمن الدولة وإثارة النعرات والانزلاق بالبلد الى الفتنة؟
• سابعاً، الى جانب تلك الاسئلة الموضوعة برسم السلطة، ثمّة سؤال اضافي برسم المرجعيات الدينية على اختلافها: ألا يستدعي ما حدث السبت، عقد قمة روحية إسلامية - إسلامية، وإسلامية - مسيحية، تحت عنوان وحيد وهو نَبذ كل مثيري النعرات، وتأكيد التماسك والوحدة والعيش الواحد بين اللبنانيين بكل انتماءاتهم وعلى اختلاف معتقداتهم الدينية؟
عين التينة قلقة!
وكشفت "الجمهورية" أن اجواء عين التينة تعكس أجواء قلق مما حصل السبت الماضي، بالتوازي من خشية من ان تكون احداث السبت الماضي "بروفة" لِما هو أخطر. وهذا أمر يضع كل القيادات السياسية في لبنان امام مسؤولياتها في منع البلد من الانزلاق الى الفتنة القاتلة».
وتعكس هذه الاجواء تحذير رئيس المجلس النيابي نبيه بري من جرّ البلد الى هذا الدرك، ودعوته الشديدة الى نبذ كل من يساهم في هذه الفتنة، مؤكداً في الوقت نفسه "اننا سنتصدّى للفتنة ولن نسمح بها، سيفاجأ من يحاول أن يوقظها بمدى تَصدّينا لها".
وبحسب هذه الاجواء التي نقلتها "الجمهورية"، "فإنّ أوجَب الواجبات هو التنبّه للفتنة التي تُحاك، ولمن يحيكها، هناك من ينسج خيوطها في غرف سوداء تحاول ان تجرّ البلد الى الفتنة العمياء، وهذا أمر يدفع ثمنه كل اللبنانيين خصوصاً في هذا الظرف الاقتصادي والمالي والمعيشي الاليم والموجع، علماً أنّ هَم اللبنانيين الاول في هذه المرحلة هو تجاوز محنتهم الاقتصادية وتوفير لقمة عيشهم، ومن غير المسموح ابداً الانتقال بهم الى هَم اكبر واخطر يتعلق بمصيرهم، ومصير البلد".
متابعة ديبلوماسية
على انّ اللافت للانتباه، وبحسب معلومات "الجمهورية"، انّ أحداث السبت كانت محل متابعة حثيثة من قبل البعثات الديبلوماسية العربية والغربية في لبنان. وقالت مصادر سياسية انّ إشارات اوروبية، وتحديداً فرنسية وكذلك أممية، وردت الى مراجع مسؤولة تؤكد انها "تنظر بقلق للأحداث التي شهدها لبنان السبت الماضي"، وتشدّد على اللبنانيين "الحفاظ على الاستقرار في لبنان، والتخفيف من أجواء التشنّج والتوتر"، وتدعوهم في الوقت نفسه الى "صَرف كلّ الجهد في سبيل معالجة الأزمة الاقتصادية والمالية".
والبارز في هذا السياق أيضاً لـ"الجمهورية"، الدخول المصري المباشر، والذي بدأ امس الاول، مع استنكار الأزهر للشعارات المسيئة للسيدة عائشة في لبنان، ودعوته الى "احترام الرموز الدينية ووَأد الفتنة بين المسلمين، وتغليب المصلحة العامة"، والى "أن يحمي الله لبنان ويحفظه ويؤلف بين قلوب شعبه وأبنائه جميعاً وينعم عليه بالوحدة والأمن والاستقرار". واستكمل أمس بزيارة السفير المصري ياسر علوي الى الرئيس سعد الحريري ومفتي الجمهورية، وإعلانه من دار الفتوى "انّ الاستقرار في لبنان خط أحمر، ومواجهة الفتنة واجب كل اللبنانيين، وكل يد تحاول ان تزرع الفتنة لا تكون الّا مِن جاهل او موتور، ويجب ان تقطع".
"الشرق الاوسط": اتصالات لاستيعاب تداعيات مواجهات بيروت
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": اتصالات لاستيعاب تداعيات مواجهات بيروت
كشف مصدر سياسي لـ"الشرق الأوسط" أن بري والحريري وجنبلاط على موقفهم لمنع إقحام البلد في فتنة مذهبية، وبالتالي سينزلون بكل ثقلهم على الأرض لتبديد أجواء الاحتقان وقطع الطريق على إحياء خطوط التماس التي كانت قائمة إبان فترات اندلاع الحرب الأهلية. وأكد أنهم يمارسون الضغط على محازبيهم للحفاظ على السلم الأهلي، والابتعاد عن الدعوات التي تهدد الاستقرار وعدم الدخول في سجالات لا تخدم التقيُّد بخطاب الاعتدال. واستغرب عدم تحرُّك دياب باتجاه القيادات السياسية والروحية التي تولّت إعادة الأمور إلى نصابها ومنع الانجرار إلى الفتنة المذهبية. وقال إن ترؤسه الاجتماع الأمني لا يكفي، وكان يُفترض أن يشكّل محور الاتصالات بدلاً من أن يقتصر موقفه على تغريدة برفض الفتنة والتعرّض للرموز الدينية. ورأى أن ما يقال عن دياب في هذا الخصوص ينسحب تلقائياً على موقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي اكتفى بتحديد موقف رافض لم تكن له مفاعيل سياسية. ولفت إلى أن بري وإن كان يشكّل من وجهتي نظر الحريري وجنبلاط كاسحة سياسية لتعطيل الألغام وتفكيك القنابل الملغومة في مواجهة منع الفتنة من أن تتمدد من بيروت باتجاه المناطق الأخرى، فإن الأنظار تتجه حالياً إلى حزب الله الذي أدان ما حصل وبات عليه السعي لإعادة تواصله مع حلفائه قبل المعارضة، لأنهم وقفوا ضد كل أشكال العنف التي مورست من هذا الطرف أو ذاك. ومع أن حزب الله سارع إلى إبلاغ من اتصلوا به بغسل يديه من التحرّك المضاد الذي انطلق من خندق الغميق، والآخر الذي قامت به جهات محسوبة على الحراك الشعبي تسلّلت إليه للمرة الأولى وغمزت من قناة سرايا المقاومة، الذراع السياسية المؤيدة له، فإن السياسي الذي تحدث إلى الشرق الأوسط يرى أن التبرؤ لا يكفي، وبات على الحزب الانخراط في الجهود لمنع تجدّد ما حصل؛ خصوصاً أن الغالبية في الشارع السنّي لا تعفيه من مسؤوليته. بات حزب الله محشوراً، ولا يقلل تحميله سرايا المقاومة مسؤولية حيال ما حصل، من التفاته إلى لملمة التداعيات السياسية التي أدت إلى تأزيم علاقته بالشارع السنّي من جهة وبحليفه المسيحي أي التيار الوطني الحر على خلفية دخول شبان إلى عين الرمانة، مع أنه قد لا تكون للحزب أي علاقة بهؤلاء، لأنه لا مصلحة له بذلك.
"النهار": الحكومة غابت عن الشارع وبري والحريري وجنبلاط على "موجة واحدة"
كتب وجدي العريضي في "النهار": الحكومة غابت عن الشارع وبري والحريري وجنبلاط على "موجة واحدة"
أكدت مصادر عليمة لـ"النهار" أنّ زيارة جنبلاط ونجله رئيس "اللقاء الديموقراطي" تيمور إلى عين التينة إنّما هدفت إلى احتواء ما جرى، فكان هناك تشريح لمآل ما حصل في الشارع، واتُّفق على القيام بالمعالجات الفورية خوفاً من تمدد الفتنة إلى أماكن أخرى. وعلى هذا الأساس أيضاً كان لقاء جنبلاط والرئيس سعد الحريري في كليمنصو، إذ تؤكد المصادر ان ثمة "موجة واحدة" بين كليمنصو وعين التينة و"بيت الوسط"، إضافةً إلى رغبة واضحة لدى رئيس المجلس والزعيم الجنبلاطي في الوقوف إلى جانب زعيم "تيار المستقبل" ودعمه في هذه الظروف، باعتباره يمثّل الغالبية السنية، على رغم كل التحولات والتبدلات، إلى اعتداله السياسي، وصولاً إلى ما يحاك في الداخل والخارج من محاولات لاستهدافه. وذلك سيؤدي إلى توترات مذهبية وطائفية، وقد تتخطى المسألة ما يحاك ضد "الحريرية السياسية" إلى ما هو أبعد من ذلك، لا سيما أنّ الرسائل الأمنية المتنقلة ما زالت "شغّالة"، خصوصاً حادثة السعديات التي بدورها تصب في خانة الفتن "الدوّارة". وعلى هذه الخلفية فإنّ خبرة الحليفين والصديقين بري وجنبلاط لعبت دورها، على أن تبقى الاتصالات مفتوحة مع كل الأفرقاء بغية لجم أي إشكال أو حادث قد يحصل في أي توقيت في ظل الأجواء الطائفية والمذهبية السائدة في البلد، إضافةً إلى العامل الاقتصادي والمعيشي الضاغط على الناس. الحكومة فشلت في أول اختبار لها من هذا النوع على صعيد أحداث السبت المنصرم، ولم يكن رئيسها ولا معظم وزرائها على مستوى الأحداث الأمنية وخطورتها وما يمكن أن تؤدي إليه لاحقاً من "فلتان الملق". وفي السياق تقول مصادر سياسية مطلعة لـ"النهار" إنّ ما يحكى عن تعديل وزاري أو تغيير حكومي وسوى ذلك من الطروحات، هو حتى الآن مجرد تحليلات وجس نبض، فالتعديل لا يفي بالمطلوب نظراً إلى حجم المخاطر التي تحيط بالساحة المحلية، أضف أنّ المعلومات المستقاة من جهات أوروبية تؤكد أنّ المنطقة، وتحديداً في سوريا ولبنان، مقبلة على تطورات وأحداث بالغة الأهمية. وتخلص المصادر مشيرةً إلى أنّ هذه التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية، هي التي ستؤدي إلى رفع منسوب المطالبة بحكومة جديدة وليس بتعديل، ومن الطبيعي ان ذلك يحتاج إلى توافق سياسي، فالرئيس بري لا يمانع إطلاقاً في التغيير، والأمر عينه لجنبلاط وقيادات وأحزاب أخرى، إنّما الكرة في ملعب "حزب الله" ".
"النهار": الفتنة لا تنام وجرس الإنذار لا يهدأ!
كتب راجح الخوري في "النهار": الفتنة لا تنام وجرس الإنذار لا يهدأ!
لعن الله الفتنة ومن يوقظها ألف مرة، وعلى أمل ان تكون أصوات المرجعيات الدينية المستنكرة والعاقلة، التي نددت بالإساءة الى المقدسات قد أثّرت في العقول والنفوس، وفي الذين يمتهنون قرع جرس الإنذار، لعلنا في هذا البلد المدمّر نتنبه الى "الصوت الإسرائيلي" الفعلي والى "الصوت العبري" الذي يبرع في لغة الضاد!
نقطة على السطر! وتعالوا الآن الى النار المتأججة، التي لن توقفها تصريحات المسؤولين وتحذيراتهم الضرورية طبعاً، وهي نار الجوع والعوز والفقر وهذا الإنقسام المعيب والمخزي والمتزايد في صفوف السلطة التنفيذية، وفي خلافاتها على التعيينات وغير التعيينات وعلى المحاصصة التي ستزيد الطين بلةً كما يقال، خصوصاً عندما نقرر الشيء اليوم ونلغيه غداً سواء في آلية إختيار المسؤولين في الإدارات والمؤسسات على أساس الكفاءة، وطبقاً لآلية لا تبقي الوزير بعبعاً على رأسها ليستمر في قضم ما تبقى من الجبنة العفنة في بلد مفلس، يتبيّن يومياً أنه يقوم بدعم سوريا ببعض المواد المدعومة كالمازوت والبنزين والطحين وما اليه، ثم يأتي من يقول اننا صرنا نأخذ المازوت الى بعض شركات الخليوي بالصفيحة لندرته! بالتأكيد كان وليد جنبلاط جاداً بالقول بعد زيارته الرئيس بري، إن الأمور معقدة جداً ولن نستسلم، عظيم، ليس مطلوباً ان نستسلم، ولكن كيف يأمل وليد بك بالله بأن نتعاطى مع المؤسسات الدولية بجدية؟ اما عن دعوته الى الإتصال بصندوق النقد الدولي، فنحن على اتصال به، وعقدنا حتى الآن احدى عشرة جلسة من المفاوضات، وكان أهم وأصدق وأوضح ما فيها، تلك التقارير المفهومة والمصورة والمشجعة فعلاً، والتي وصلت الى الصندوق والدول المانحة عن النيران والتظاهرات والصدامات يوم السبت! أود ان أسأل كل المسؤولين في هذا البلد الذي يتجه ليصبح فيه مليون عاطل عن العمل، ويقول رئيس حكومته حسان دياب إن بعض الأسر فيه لن تستطيع شراء الخبز: بعد البروفات الفوضوية التي قدمتها الدولة والنارية التي قرعت جرس الإنذار، هل هناك من يتصور ان الدول المانحة ستلقي دولاراً واحداً في بلد النيران الذي ينام على فتنة، لطالما قلنا لعن الله من يوقظها؟
"النهار": بين "القيصر" و"الصندوق"
كتب راشد فايد في" النهار": بين "القيصر" و"الصندوق"
ليست المرة الأولى التي يهتف فيها شباب الخندق "شيعة...شيعة". والمراجع نفسها التي استنكرت الهتاف، والسب بحق السيدة عائشة، كانت كررت الأمر نفسه، وللسبب ذاته، إبان الإنتفاضة الأولى، ولم يمنع استنكارها استعادة التوتير المذهبي نفسه، اليوم. فهو بند في تربية دينية معروفة المرجعية والموئل. تذكّر الإستعادة بتجارب أهل الممانعة، المحلييين والإقليميين، لإخضاع قوى "14 آذار" بالإغتيالات كعمليات ردع استباقي لأي تصعيد ضد السلاح غير الشرعي وضد الوصاية الأسدية والإيرانية، و"توّجت" بـ 7 أيار 2008، الذي فاخر الأمين العام للحزب، ولا يزال، بأنه "يوم مجيد"، إلى أن ركنت البلاد إلى تعايش واقعي بين السلاح وخصومه، تحت عنوان أنه مشكلة إقليمية لا لبنانية، وبالتالي فإن معالجته إقليمية ودولية. لكن ما بين الاستسلام لدور السلاح في الحياة العامة، وبين عدم النقاش فيه، خيط من اللبس، يفرض على معارضيه أن يذكّروا باستمرار بموقفهم المبدئي منه، وإلا بدا كتأييد لدوره العابر للحدود، والقاتل للشعوب. هذا الدور لم يستشر به اللبنانيون يوم لبى الحزب حاجة ايران إليه، فهل عليهم اليوم أن يدافعوا عنه؟ بالطبع نعم في مواجهة اسرائيل، لكن العكس صحيح في ما عدا ذلك. فهو سلاح مقاوم حين يتصدى للإحتلال، لا للشعوب الباحثة عن حريتها. فكيف وهذا الإحتلال يباهي اليوم باستقرار حدود فلسطين الشمالية مع لبنان؟ الجواب بين "قانون القيصر" وصندوق النقد الدولي.
"النهار": لبنان: خيار بين السلاح والطلاق
كتب علي حماده في "النهار": لبنان: خيار بين السلاح والطلاق
"حزب الله" الذي نزل الى اكثر من شارع يوم السبت أشَّر الى انه مستعد لمواجهة الجميع دفعة واحدة في الشارع، وان لا خطوط حمراً أمامه، أكانت طائفية أم سياسية. فالمواجهة التي حدثت على خطوط التماس السابقة بين الشياح وعين الرمانة هدفت للقول ان المسيحيين انفسهم واقعون ضمن "بنك اهداف" الحزب متى طُرح موضوع السلاح بجدية. هذا يعيدنا أسبوعين الى الوراء عندما سقط مشروع سلعاتا الكهربائي "العوني" في مجلس الوزراء برضى "حزب الله"، فتحركت ماكينة "التيار الوطني الحر" على اكثر من مستوى متناولة موضوع سلاح الحزب وصولا الى رمي ورقة "الفيديرالية"، وقد أتى ذلك كمحاولة ابتزاز من فريق الرئيس ميشال عون وصهره بهدف كسر قرار حكومة يقودها الحزب من الناحية العملية. أراد "حزب الله" في معمعة إدراج موضوع سلاحه في جانب من جوانب تظاهرة السبت ان يقول ان كل الحدود والخطوط الحمر هي وهمية متى تعلق الامر بقضية استراتيجية بحجم سلاحه. فهو مستعد لان يقاتل السنّة والمسيحيين والدروز معاً اذا لزم الامر. كثيرون اعتبروا ان الزجّ بموضوع سلاح "حزب الله" غير الشرعي، هو تفشيل لـ"ثورة 17 تشرين". ولكن في المقابل هناك كثيرون يعتبرون ان الحالة الشاذة التي يمثلها "حزب الله"، هي من اسيّات الازمة الكارثية التي يعيشها لبنان، أكان من الناحية الوطنية، او من الناحية الاقتصادية البحتة. فالسلاح عنوان من عناوين الشقاق الداخلي، وعنوان من عناوين الانهيار الاقتصادي الحالي. اضف الى ذلك ان أصحابه وصلوا الى حائط مسدود على مستوى العيش المشترك اللبناني الداخلي. ولنقل الحقيقة مهما كانت جارحة للبعض: ان معظم اللبنانيين اذا ما خيّروا بين الطلاق والعيش في ظل السلاح الى ما لا نهاية، فسوف يختارون الطلاق. واساس الاستمرار في الحياة المشتركة في لبنان يجب ان يكون شعور الجميع بالعدالة والمساواة تحت سقف القانون والدولة. ولذلك نقول ان لا سلام من دون عدالة، واليوم لا عدالة في لبنان، ولن يكون هناك سلام أهلي في بلاد الأرز.
"الشرق": كافرون!
كتب اسامة الزين في"الشرق": كافرون!
اجتاز لبنان نهار السبت الفائت قطوعاً خطيراً ومضى هذا النهار المشؤوم دون وقوع اضرار جسيمة او فتنة. ولأن التخوف كان بهذا الحجم فقد توالت اجتماعات القيادات الأمنية والسياسية. الامر الذي يفسر ضخامة الاجراءات الأمنية التي فرضت بدءا من فجر السبت ولان الوضع هكذا رفض العديد من الاحزاب والجمعيات المشاركة في تحرك السبت. صحيح ان من شارك في هذا التحرك يريد التغيير ويسعى الى التعبير عن يأسه من حكومة الرئيس حسان دياب. فهي بدت كأن لا حول لها ولا قوة. وستأتي تعيينات هذا الأسبوع في حال تمت لتؤكد هذا الضعف، لأنها ببساطة حكومة محاصصة، حكومة تقتسم الجبنة بين الاطراف السياسية التي دعمتها وشكلتها. في المبدأ كان قسم كبير من المتظاهرين مهتمين في نزولهم الى الشارع، فقد تأكد لهم وبالملموس ان الوضع في لبنان أكبر بكثير من امكانات حكومة دياب التي تعاني عزلة عربية ودولية. ولكن الى جانب الشرفاء نزل مخربون الى الشارع وبدأوا بإطلاق الشتائم وهتافات ضد هذا الزعيم وضد ذاك. ثم دخلت مجموعة من الدراجات النارية الى عين الرمانة مستفيدة من الوضع التاريخي الدقيق مع الشياح. في نفس الوقت كانت مجموعة من"الاوباش" تطلق هتافات ضد الرموز الدينية وبشكل خاص السيدة عائشة ام المؤمنين وزوجة الرسول. رغم ان السيد آية الله علي خامنئي حرم المس باهل البيت وبالسيدة عائشة إحدى زوجات الرسول.
ما حصل ليس مؤامرة أميركية كما يحب البعض وصفها انها مؤامرة محلية من جهلة وبشر تربوا على حقد وصل الى حد الكفر.. هؤلاء هم كافرون وليسوا اميركيون!!
"الديار": الأجهزة الأمنيّة تملك تفاصيل عن المحرّضين والمنظمين والممولين والمنفذين لما حصل في 6 حزيران
كتب محمد علوش في "الديار": الأجهزة الأمنيّة تملك تفاصيل عن المحرّضين والمنظمين والممولين والمنفذين لما حصل في 6 حزيران ما حصل من توتّرات لم ينتهِ بعد... هل تصمد الحكومة أمام الفتن الطائفيّة والمذهبيّة؟
في الليلة السابقة لتظاهرة 6 حزيران، وردت معلومات الى الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، تؤكد نية منظمي التظاهرة خلق توترات مذهبية مع سكان الخندق الغميق، الى جانب شعار نزع سلاح المقاومة، لذلك تم التواصل مع الكوادر في تلك المنطقة للتعميم على الشبان عدم الإنجرار الى أي تصادم، والبقاء داخل شوارعهم، ولكن هذا ما لم يحصل، إذ أن فئة من الشبان لم تلتزم، وسقطت في الفخ المنصوب لها. ومن النقاط الأكيدة التي تم التوصل إليها نتيجة التدقيق، وجود أسماء معروفة بين المتظاهرين ضمن فريق الشتم المذهبي والمناطقي، عمدوا الى رفع منسوب الشعارات المذهبية، ليلاقيهم الشارع الآخر بشعارات مماثلة، الى جانب إعلام نقل الصورة بوضوح لتصل الى الجميع، وإعلام نسب لهذا النهار ما ليس منه، لزيادة منسوب التوتر، فوقعت الواقعة ليلا في بيروت. لا يريد أحد الوصول الى حرب أهلية، تقول المصادر، مشيرة الى أن ظروف الحرب غير متوافرة، وإمكانات الأطراف غير متكافئة، لذلك فليس المطلوب من جهات باتت معروفة الطموح الوصول لحرب طويلة، إنما البقاء ضمن حالة من عدم الإستقرار، يتخللها إطلاق نار في إتجاهات مختلفة، سياسية واقتصادية وأمنية، لأجل فرض التنازل على الفريق السياسي الحاكم، والذي يعلم منذ تشكيل الحكومة أنه لن يتمكن من الحكم، وأن هذه المرحلة ستكون إنتقالية ريثما يتم الإتفاق على عناوين المرحلة المقبلة. حكوميا، تؤكد المصادر أن مجلس الوزراء الصامد بوجه الضغوط السياسية والاقتصادية، لن يقوى على الصمود طويلا أمام الفتن المذهبية والطائفية، لذلك فقد تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة التفكير الجدي بالتغيير الحكومي، والتي قد تنطلق من خلال تعديلات على التشكيلة الحالية، بحال كان تشكيل حكومة جديدة من الامور الصعبة جدا في المرحلة المقبلة، مشيرة الى أن فكرة استقالة الحكومة الحالية غير واردة حاليا.
"الديار": حصيلة 6 حزيران : إحباط الانتفاضة... تصفية حساب القوى السياسيّة معها...
كتبت هيام عيد في "الديار": حصيلة 6 حزيران : إحباط الانتفاضة... تصفية حساب القوى السياسيّة معها...تشكيل اصطفافات شعبيّة جديدة ومزج التحرّكات المطلبيّة مع عناوين سياسيّة
تلاحظ اوساط سياسية أن أهدافاً عدة قد تحقّقت في أواخر الأسبوع الماضي، أبرزها إحباط الإنتفاضة، وتصفية حساب القوى السياسية معها بعد اشهر من التهدئة أولاً، وتشكيل اصطفافات سياسية وشعبية جديدة ثانياً، ومزج التحرّكات المطلبية مع العناوين السياسية المتصلة بحسابات الربح والخسارة لدى كل القوى السياسية ثالثاً. وباختصار، تضيف الأوساط نفسها، فإن عدد الأزمات قد أصبح مضاعفاً، وما تحقّق من تقدّم محدود وبسيط على صعيد البدء بمعالجة الأزمة المالية، قد سقط تحت هتافات الشارع التي خرجت عن المألوف، وضربت بالتالي العناوين الإجتماعية، وعدّلت روزنامة المطالب لدى المجموعات المشاركة في التحركات، فأصبح هاجس الحفاظ على الإستقرار والسلم الأهلي يتقدّم على هاجس الجوع. لكن هذا التحوّل البارز في المشهد الميداني، لا يعني أن نار الإنتفاضة قد أُخمدت، إذ أن التضارب في الشعارات بين مجموعاتها، قد حيّد القوى السياسية، وحال دون اتهامها بالتقصير في المعالجات المالية والإجتماعية والإقتصادية، كما تكشف الأوساط السياسية عينها، والتي ترى أن السلطة قد تكون حقّقت نقاطاً متقدّمة على المطالبين بسقوطها من خلال الدعوة إلى التغيير الحكومي، وإلى اجراء انتخابات نيابية مبكرة، ولكنها ستبقى في مرمى مجموعات الحراك المدني وانتفاضة المواطنين في كل المناطق ومن كل الطوائف، وذلك إذا ما استمرّ العجز عن تطبيق أي إصلاح إنقاذي جدّي يدعو إليه صندوق النقد الدولي قبل اللبنانيين منذ أشهر.
"الشرق الاوسط": طرابلس تخشى الفوضى وفاتورة التوتر المذهبي
كتبت كارولين عاكوم في "الشرق الاوسط": طرابلس تخشى الفوضى وفاتورة التوتر المذهبي
يقول القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ"الشرق الأوسط"، إن طرابلس مثل أي مدينة سنية تفتقد للبوصلة والقيادة، حيث إن القيادات من فريقنا وغيره معتكفون أو ينتظرون إلى حين يخلق الله ما لا تعملون، واصفاً هذا الأمر بـالخطر الكبير. وأضاف من هنا قد تعمل المجموعات الصغيرة المتطرفة على استغلال عدم وجود القيادات الحكيمة في الطائفة السنية في لبنان بشكل عام وطرابلس بشكل خاص، لتقوم ببعض الأعمال الأمنية. ويعتبر علوش، أن ما يحصل اليوم هو وجه من وجوه الحرب الأهلية المستمرة، وإن بشكل متقطع في لبنان منذ العام 2005 عندما قرروا اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري، مشيراً إلى أن السبب الوحيد الذي حال دون المعارك العسكرية الطويلة هو أن السلاح في يد فريق واحد هو (حزب الله). وفي حين يرى أن حزب الله قد يكون وراء التوتر الأخير الذي حصل على خلفية إطلاق الشعارات الدينية الاستفزازية، أو لا يكون، لكنه يؤكد أن الحزب هو المستفيد الأول مما يحصل. وأوضح، أن (حزب الله) يعاني في هذه المرحلة من أزمة في بيئته نتيجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة، وبالتالي من صالحه استدراج الآخرين لتبرير تمترسه وراء مذهبيته والهرب إلى الأمام لجعل طائفته تتحمل هذا الواقع عبر إقناعها بأنه يدافع عنها. ومع تحذيره من استغلال بعض الأطراف غياب القيادات السنية عن المدينة، يخشى علوش من أن تدخل طرابلس في فوضى مفتوحة نتيجة الفقر المتزايد والذي قد يؤدي إلى أعمال عنف غير محسوبة النتائج. وما يحذّر منه علوش يؤكد عليه أيضاً رئيس البلدية رياض يمق، واصفاً الوضع في طرابلس بـغير المريح أمنياً واجتماعياً، مع تأكيده على أن المجموعات التي تخرج في المدينة غير تلك التي شاركت في التحركات السابقة، ومن قاموا بأعمال العنف كانوا ملثمين ولا يمثلون الثورة الحقيقية، بل يشوّهون مطالبها. ويحذّر يمق من استغلال الأحداث الأخيرة ووقوع المحظور فتدفع طرابلس، وكما كل مرة، الفاتورة المرتفعة، مشدداً بدوره على أن الإهمال ونسبة الفقر والبطالة في المدينة تجعلها الخاصرة الرخوة؛ ما قد يؤدي إلى تشويه صورة المدينة التي طوت صفحة الماضي، مرة جديدة، عبر جهات يهمّها أن تعيد الفوضى إليها.
"الجمهورية": هل الحرب الأهلية ممكنة؟
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": هل الحرب الأهلية ممكنة؟
أوحى يوم السبت الفائت أنّه لم يكن موعداً للانتقال من «الانتفاضة الأولى» إلى «الانتفاضة الثانية»، بل موعداً للانتقال من الانتفاضة إلى الحرب. فالجميع استعدوا للموعد «مدجّجين»، سياسياً على الأقل. وبدا أنّ غالبيتهم استهانت المغامرة بلعبة الحرب الأهلية، على الحافة فقط... فلا أحد يريد إحراق نفسه وكل البلد في حرب مدمّرة. ومارس حزب الله مع المنادين بنزع سلاحه لعبة حافة الهاوية. فهو يدرك أنّه الطرف الوحيد القادر فعلاً على خوض حرب، فيما الآخرون يهوِّلون فقط. وقد قام مناصروه بإفهام من يهمّه الأمر بأنّ الحزب قد يستخدم قوته للدفاع عن السلاح، إذا احتاج الأمر، وعلى الآخرين أن يختاروا: يواجهونه أم يتراجعون؟ لقد تراجعوا ويتراجعون، منذ ما قبل العام 2005. إنّهم يعرفون أنّ المواجهة لها مقتضياتها، وهي ستقود حتماً إلى حرب أهلية… هذا إذا توافر لهم السلاح والنفوذ داخل مؤسسات الدولة وتغطية القوى الإقليمية النافذة. وليس هناك أي طرف طائفي أو مذهبي أو حزبي مستعد لهذا النوع من المغامرات المدمّرة، أي الحرب الأهلية. ولذلك، لا «الحزب» يتراجع عن مكاسبه والسلاح، ولا خصومه مستعدون للمواجهة. هل يعني هذا أنّ لا خوف من حربٍ أهلية في هذه المرحلة؟ خبراء الأمن يحذّرون من الانخداع. ويقول أحدهم: في العام 1975، عندما انفجرت الحرب، كان السياسيون يطرحون عناوين سياسية ولا ينادون بالحرب. وكانوا يطالبون أنصارهم بالتهدئة والتوافق. لكن هؤلاء لم يكونوا يملكون قرارهم ولا الأرض. وعندما تأتي إليهم التعليمات الخارجية بالتعبئة والانخراط في الحرب، يصبح التنفيذ أمراً واقعاً. وفي مراحل معيَّنة، تدفقت كميات هائلة من السلاح، مصدرها جهات إقليمية ودولية مختلفة، ووفّرت للحرب استمرارها سنوات وسنوات وأمّنت الحمايات للخطوط والمتاريس والمناطق. ولذلك، عندما يتوافق السياسيون اللبنانيون، يعقدون اتفاقاتهم في الخارج، من جنيف ولوزان إلى الطائف والدوحة، لأنّ رعاية التوافق يجب أن تكون للقوى الإقليمية والدولية إيّاها. وحتى تشكيل الحكومات وانتخاب الرؤساء يتمّ برعايات خارجية. ولا شيء يضمن أنّ ما جرى يوم السبت كان غيمة صيف عابرة. وإذا كانت تطمينات الحكومة في مسألة الأمن كتطميناتها في مسألة الليرة، فربما لا داعي للقلق.
"الجمهورية": ثورة 6 - 6: القول بـفوجئنا تبريــر سخيف؟!
كتب جورج شاهين في "الجمهورية": ثورة 6 - 6: القول بـفوجئنا تبريــر سخيف؟!
لا تخفي المراجع الامنية التي شاركت في اجتماعات المجلس الاعلى للدفاع الخميس الماضي، قبل يومين على تحركات السبت، وعادت الى الاجتماع التقويمي في السرايا بعد ظهر الأحد، انّ كل ما حصل كان محسوباً وبقي ان يتيقّن القادة الامنيون المكلفون بأصعب المهمات الأمنية في قلب العاصمة متى وكيف وأين يمكن ان تكون المواجهة؟ بعدما قادت المواقف والشائعات الى ترتيب مساحة النزاع بين اكثر من طرف وشارع وقد سبقتهم موجات الشائعات والتحريض. فكلها كانت مرصودة كل لحظة بلحظتها بلا شيفرة ولا ألغاز. ولذلك لا تخفي هذه المراجع انّ ما تسرّب منها كان كافياً لإشعال البلد كاملاً، ولا تقف المستجدات المتوقعة على زاروب او شارع. ففي علم المعنيين انّ كل هذه المداخلات الخلوية المرصودة سمحت بالاطّلاع مسبقاً على كل الشعارات والصيحات المنظمة قبل رفعها. ولذلك، كانت الصورة واضحة خصوصاً انّ التشنّج القائم في الشارع مَهّد لفهم خلفياتها ومعانيها العميقة. فهي في شكلها ومضمونها وتوقيتها تنضح بما يؤدي الى إلهاب المشاعر والعواطف وتلغي ما يقول به العقل مهما كان متحرراً. وان اعتقد البعض ممّن تبادلوا التعليمات والشعارات عبر «الواتس آب» وتحديد مواقع التجمّع كما رسمت، انّ محوها لاحقاً من أجهزتهم الفردية قد يخفيها، فإنّ عليهم التثبّت من انّ هذه الاساليب لا تلغي وجودها كاملة لدى شركتي الخلوي ولدى من يمكنهم الوصول اليها. وتضيف المراجع، كنّا على عِلم بتحركات ونيات كل مجموعة، وتمكنّا من مواكبتها سواء تلك التي انطلقت من البقاع او الشمال او التي كانت تتنقّل بين بيروت والضاحية الى ان وقعت المواجهات. وكان طبيعيّاً انّ الحضور الميداني للقوى العسكرية والأمنية لربما لم يكن كافياً في الدقائق الاولى لأيّ مواجهة، لكنّ حضورها لاحقاً كان قادراً على لجم ما حصل. المعلومات الأمنية التي تجمّعت في اليومين الماضيين حول كثير مما جرى تدلّ في النتيجة الى ضرورة تخفيض منسوب التوتر السياسي، وهو ما قارَبته الحركة التي شهدتها عين التينة والضاحية الجنوبية وبيت الوسط وكليمنصو أمس الأول. ولكن النتائج الاولية توحي بصعوبة تطويق ما جرى الى درجة عدم احتمال وقوعه في أي لحظة.
"الانوار": بصدوركم أطفأتمُ الفتنةَ… شكراً يا جيشنا البطل
كتبت الهام فريحة في "الانوار": بصدوركم أطفأتمُ الفتنةَ… شكراً يا جيشنا البطل
الجميع يحمِّل الجميع المسؤولية عما جرى يوم السبت 6-6. لكن أحداً لم يسأل عن الطرف الصامت والعاقل والحكيم الذي أخذ كل الأمور بصدره، وتحمَّل الثمنَ الأكبر… لأنه فعلاً "قلبُه على البلد والشعب"! إنه الجيش اللبناني المقدام الصابر، الذي سارع إلى لملمةِ الجراح وإخمادِ الفتنة في مهدها. فشكراً وألفُ شكرٍ يا جيشنا البطل، وشكراً لكم يا قائد المؤسسة العسكرية العماد جوزف عون، وشكراً وألف شكرٍ لأولئك الجنود والرتباء الذين عملوا على الأرض لحظةً بلحظة… فأصيب منهم الكثيرون. رئيس الحكومة يقول إنه أنجز 97 في المئة مما وعد. وهذا ما أنجزهُ : مليون عاطل عن العمل، واقفال المتاجر والمؤسسات والمصانع والمطاعم. هل "عن جَدّ " يجد الرئيس دياب أنه حقق إنجازات؟ وهل وحدهُ يراها، والشعب أعمى البصرِ والبصيرةِ؟ ما جرى يوم 6 حزيران هو الثورةُ السياسيةُ الاقليميةُ بامتيازٍ. ضاعت المطالب، وانحسر الكلام على الجوعِ والبطالةِ. والشعارُ الذي أُنزِل وفاجأ الجميع: سحْبُ سلاح المقاومة... فما ان طرح هذا الشعار حتى قامت القيامة ولم تقعد، و"صار اللي صار". نقولها ونكررها : الشعب اللبناني الأصيل، وبعد ثمانية أشهر، بحاجةٍ إلى إعادة تقويم، لتحصين كل المطالب التي تميّعها الطبقة السياسية الفاسدة، وأبرزها استعادة المال المنهوب. والأهم أن يَفهم شعبُ لبنان البطل الثائر: الإحباط ممنوع عند أي انتكاسةٍ. فآمال الشباب معلَّقةٌ على ثورتكم ولا أملَ في السلطةِ. ولتكن للثورة قيامةٌ جديدة على أسس الحكمةِ والمنطقِ والحسِّ الكامل بالمسؤولية. فتلك هي الضمانة لإنقاذ الوطن وشعبنا المقهور.
"النهار": "حزب الله" مأزوم داخلياً على إيقاع الشارع...
كتب ابراهيم حيدر في "النهار": "حزب الله" مأزوم داخلياً على إيقاع الشارع... تخوين الانتفاضة يأخذ البلد إلى الفوضى المذهبية
تبقى الانتفاضة الشعبية ضرورة لبنانية، ولا يمكن الركون الى ما تفعله السلطة وقوى الوصاية من تنفيذ أجندات لا تشكل حلاً لمعضلات البلد. فقوة الانتفاضة وفق سياسي أن تستمر برفع شعارات متنوعة وواقعية منعاً للالتباس والتوظيف، من الازمة الاقتصادية والمالية والسرقة والفساد ونهب الأموال، إلى المسألة السياسية والهيمنة على الدولة ومؤسساتها، وليس حجرها وحصر شعاراتها بالازمة المعيشية والجوع الذي يدق أبواب اللبنانيين، فالانهيار يرتبط بمسؤولية القوى الحاكمة عن إفلاس البلد، تماماً كما أن الفساد ليس مسألة تقنية ولا قضية أفراد بل هو مسار سياسي واقتصادي يقوم على النهب وله بنيته وقواه التي تستفيد على حساب أكثرية اللبنانيين. محاولات الانقضاض على الانتفاضة لها أهدافها، إما أن تبقى مجرد حالة اعتراض على الوضع المعيشي أو استخدامها ورقة في الصراع بين أهل السلطة. وغير ذلك لا يسمح للبنانيين بأن يثوروا على السلطة. وهذا ما حصل قبل تظاهرة 6 حزيران وما تلاها من استنفار مذهبي وطائفي وتحريك مناطق خطوط التماس القديمة. ووفق السياسي، لم يكن موضوع سلاح "حزب الله" على جدول أعمال التظاهرة، فيما مطلب الانتخابات المبكرة لا اجماع عليه، لكن المفاجأة كانت بظهور دعوات مدفوعة من قوى تريد توظيف شعار سحب السلاح لشد عصبها، فشكَّل ذلك حجة لهجوم قوى أخرى على الانتفاضة ونعتها بالعمالة، كما شكَّل منفذا لخروج مجموعات تبين أنها تابعة لقوى الممانعة. كل ما حصل يؤشر الى ان قوى السلطة الحالية مأزومة داخلياً كما هي محاصرة خارجياً. فـ"حزب الله" يريد أن تبقى الامور تحت هيمنته، ليس على مستوى السلطة فحسب، بل في الشارع، فيما امتداده في البيئات الطائفية الاخرى يضعف يوماً بعد يوم. أما الانتفاضة فمآلها أن تتجسد قوة للتغيير وألا تهادن السلطة وقواها وأن تستعيد نبضها الذي ميزها في 17 تشرين، وأن تستمد عصبها من الحركة الشعبية في مواجهة الواقع الراهن...
"النهار": لبنان الكبير يتحوّل البلد الصغير
كتب غسان حجار في "النهار": لبنان الكبير يتحوّل البلد الصغير
حاول الرئيس نبيه بري، بحنكته السياسية المعهودة، ان يسبق حزب الله في الاعلان عن الهواجس، برفضه كل حديث او توجه الى فيديرالية ما، موجها الاصابع من دون تسمية الى رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، محملّاً اياه، مع كل الفريق السياسي المتضايق منه، اكثر مما يحتمل، اذ ان الحدود التي تُرسم في اتفاقات الكبار لا تقيم وزناً لباسيل او لغيره ممن يظنون انفسهم في موقع القرار محلياً. وحده "حزب الله" يدرك ذلك جيدا لانه خرج من الحدود اللبنانية الى المستنقع الاقليمي. لبنان "الكبير" هذا، بدأ يتقلص في مئويته، فالشخصيات الكبيرة التي صنعت تاريخه تنقرض شيئا فشيئا، والبلد الذي كان ملجأ لكل الهاربين من الاضطهاد في العالم العربي، خسر الكثير من حريته، وتدخلت فيه الاجهزة الاستخباراتية على انواعها، فحوّلته على شاكلة انظمتها، فهجره كل تواق الى الحرية. لبنان العلم والثقافة تبدل كثيرا. صار يشبه دول النظام الواحد، اذ تطمح مجموعات الى صبغه بلونها وثقافتها، وتحول دون التعدد والتنوع، وبالقوة احيانا. لبنان الحريات والتعدد والتنوع تقلص جغرافيا منذ زمن بعيد. وثمة خطط ممنهجة تعمل على ذلك. ولم يعد لبنان مقصدا للعلم في جامعاته ومدارسه، وتراجع كثيرا في كونه مقصدا استشفائياً، وحلت اخيرا الكارثة المصرفية لتحول دون استقطاب الرساميل، واصحابها، من الخارج. بل ان الانهيار الحاصل في هذا القطاع، يدفع بمن يستطيع من اللبنانيين، الى تهريب امواله. لبناننا الكبير يتحول البلد الصغير.
"النهار": "ليس للبنان غير أميركا"... ما رأي "حزب الله"؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": "ليس للبنان غير أميركا"... ما رأي "حزب الله"؟
يقول المُتابعون إن "حزب الله" منزعج من جبران باسيل. لكنّه لا يستطيع التخلّي عن الرئيس عون مع تيّاره إذ وفى بالتزاماته الاستراتيجيّة معه كلّها. ففي حرب تموز 2006 أيّده مئة في المئة. وفي الحرب إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه مشى معه مئة في المئة أيضاً. ولذلك لا مشكلة لـ"الحزب" معه. المشكلة هي مع "جبران" وآخرين من كوادر "التيّار" الذي ورثه من عون بينهم نوّاب. ذلك أنه يريد أن يُلبّي "الحزب" طلباته التي تؤمِّن له تمثيل كل المسيحيّين وإضعاف ممثّليهم الآخرين وجعل تمثيله في إدارات الدولة آحاديّاً وتأييده في مشروعاته الكهربائيّة رغم ثبوت عدم نجاحه فيها. طبعاً يعرف "الحزب" أن "جبران" يتقرّب من أميركا وهو يُتابع هذا الأمر، لكنّه لا يستمع كثيراً إلى ما يقوله أعداؤه لأنّه يخشى أن تكون دوافعهم في غير مصلحته. وهذا ما قاله هو له في أي حال إذ كرّر أكثر من مرّة أمام المُكلّف حزبيّاً العلاقة معه أن "هدف أعدائكم هو إثارة فتنة بيني وبينكم". ربّما يحاول باسيل تجربة حظّه مع أميركا، و"الحزب" لا يُمانع في ذلك، لكنّه يتابعه. وما هو غير معقول في نظر "الحزب" أن يطلب منه حلفاؤه كلّهم وليس باسيل أو تيّاره فقط مساعدات من كل الأنواع وفي النهاية أن يقفوا ضدّه في منح الثقة للحكومة التي رعى وحده تأليفها. ويعطي بعض آخر من المُتابعين أنفسهم جواباً آخر يفيد أن باسيل قال في اجتماع غير رسمي عند الرئيس: "لا يستطيع العهد أن يُكمل في ظلّ الأزمة الاقتصاديّة بعدما تشعّبت الأزمة الاجتماعيّة. كنّا مُتّكلين على بلوك 4 من أجل النفط والغاز. في أي حال لا حلّ عندنا إلّا "الأميركان"، إذ أنّهم الوحيدون القادرون على تمكيننا من "فتح" البلوك رقم 9 في الجنوب". وقال أيضاً لشيا أثناء استضافته لها في منزله في اللقلوق: "نحن لسنا بعيدين عن أفكاركم وهدفنا هو تأمين مساعدات للبنان. وصندوق النقد الدولي لن يُساعدنا في ذلك إلّا إذا أرادت دولتكم. والحلّ الوحيد عندنا هو التقرّب منها". وفي الجواب الثاني هذا ما يفيد أن باسيل انتقد في محافل خاصة جدّاً حليفه الأبرز. في أي حال فإن كوادر من تيّاره وأحد النوّاب راح بعيداً في ذلك. وفيه أيضاً أنّ "التيّار الوطني الحر" صوّت خلافاً لمصلحة "حزب الله" ورأيه في موضوعات ثلاثة أوّلها آلية التعيينات القضائيّة وكان ذلك موقف "القوّات اللبنانيّة" أيضاً. وثانيها قانون السريّة المصرفيّة الذي حاول أن يحذف منه لجنة المراقبة ويحوّل مهمّتها إلى القضاء. أما ثالثها فهو مشروع قانون العفو. هل يكمل "جبران" مع أميركا وينجح في التقرّب منها؟ وكيف سيتصرّف "حزب الله" حليفه ووليّ نعمة "التيّار" في الرئاسة ومجالات عدّة أخرى؟
"النهار": هل بالغ "حزب الله" في تقدير رد الفعل؟
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": هل بالغ "حزب الله" في تقدير رد الفعل؟
ماذا جرى فعلا في 6 حزيران؟ وهل ان حزب الله اساء تقدير حجم الاشارة التي يرغب في توجيهها الى المنتفضين .. الاشارة التي رغب الحزب في توجيهها هي انه لم يكن ليمرر اي مطالبة بالقرار 1559 من دون اظهاره رد فعل على ذلك. ولكن رد الفعل وفق ما ظهر كان اضخم بكثير من حجم المنتفضين ومبالغا فيه وهنا كان التقدير خاطئ. ولكن المدى الذي ذهب اليه رد الفعل ايضا عبر الشتم المذهبي خصوصا فضلا عن التوجه الى عين الرمانة الشياح، احدث مشكلة كبيرة للثنائي الشيعي الذي استنفر اتصالاته ليل السبت في كل الاتجاهات تفاديا للذهاب الى فتنة بعد فلتان خطير لمسه في ما رافق هذا الفلتان. ان لبنان اجتاز قطوعا كبيرا انما في غياب مرجعية سلطوية هي السلطة التنفيذية سيما وان الجيش تحرك ويتحرك وحده في محطات مماثلة فيما انه لم يسمع احد ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اجرى اتصالات باحد في سياق التهديد الخطير الذي يواجهه عهده فيما لو اضيف الانهيار الامني الى الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي الحاصل وكان له فقط موقف تحذيري من عودة الحرب الاهلية. ولم يسمع احد كذلك بان رئيس الحكومة اجرى اتصالات باي مسؤول حزبي او سياسي في هذا الاطار علما ان جزءا مما حصل في الشارع تقع مسؤوليته على افرقاء مشاركين في الحكومة ايضا فيما ان الحكومة مسؤولة عن انفجار البلد لو حصل وبذل الجهود لمنع هذا الانفجار. فما حصل لا يعالج ببيانات او تغريدات او كما لو ان جزءا من البلد يتفرج على واقع احتمال نشوب فتنة مذهبية بين الشيعة والسنة. وهذا جانب يكشف ان حكومة " التكنوقراط" التي تتحصن بذلك على قاعدة انها ليست حكومة مواجهة سياسية كما يكرر رئيسها، انما يعني انها لن تكون اكثر فاكثر على مستوى التحديات في المرحلة المقبلة. وهناك اشهر صعبة جدا يقبل عليها لبنان قبل موعد الانتخابات الاميركية في تشرين الثاني والرهانات الكبيرة على الصمود قبل ذلك وتجاوزها لاحقا بحيث يخشى من فوضى ستستمر باشكال مختلفة. وذلك علما ان لبنان مرتبط ايضا بسوريا بحيث سيطاوله التضييق كما يطاولها ايضا فيما سيجري الكثير جدا من التطورات قبل انتخاباتها الرئاسية في السنة المقبلة علما ان الطموحات الرئاسية في لبنان تشعل الخلافات والصراعات اكثر فاكثر والاحتدامات جنبا الى جنب الى تعزيز افرقاء اوراقهم ايا تكن الاثمان على البلد واللبنانيين.
" النهار": لماذا تجاهل "حزب الله" إعلان 14 آذار "براءتها" من القرار 1559؟
كتب احمد عياش في" النهار": لماذا تجاهل "حزب الله" إعلان 14 آذار "براءتها" من القرار 1559؟
تقول اوساط رئيس سابق للجمهورية لـ"النهار" ان الامر المفيد الذي هو منتظَر من الرئيس الحالي ميشال عون هو القيام بواجباته حيال السياسة الدفاعية التي تتضمن جوابا عن مطلب تنفيذ القرار 1559. لكن اكتفاء الرئيس عون بتوجيه "النصائح" كما فعل بالأمس، يؤكد ان نظرية النعامة هي المعتمَدة. كيف ردّ "حزب الله" على التحية التي وجهتها اليه في الساعات الـ 48 الأخيرة القيادات التي رفعت شعار إبعاد مطلب تنفيذ القرار 1559 عن الواجهة؟ في رأي اوساط شيعية معارضة ان سبب هذا التوتر الذي عبّر عنه تحرك مجموعات من منطقة الخندق الغميق وتلك التي تحرّكت نحو عين الرمانة، هو ذهاب التطورات خارج اللاءات الثلاث التي رفعها الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مباشرة بعد 17 تشرين الاول الماضي، وهي: لا لإسقاط الحكومة ولا لانتخابات رئاسية مبكرة ولا لانتخابات نيابية مبكرة. وأتى هذا التحرك من بيئة الثنائي الشيعي ليحرّك المستنقع المذهبي والطائفي بمثابة "اللا" الرابعة لفتح ملف سلاح الحزب، والتي لم يقلها نصرالله بعد. ". السؤال الذي تردد في الساعات الأخيرة والمرشح للتردد في المرحلة المقبلة هو: هل سيبتعد قادة 17 تشرين عن المسرح بعد انزلاق الاحداث الى المستنقع المذهبي والطائفي؟ في بيان صادر عن "مجموعات ثورية" حول 6 حزيران ورد على مواقع للتواصل الاجتماعي ان "6 حزيران إستمرار لثورة 17 تشرين، وستليه دون شك أيام أخرى". من دون ريب ان هناك أياماً أخرى سيحرّكها الانهيار المالي والاقتصادي الذي يبلغ حاليا ذروته في سوريا. ففي أحدث تصريحات له أكد رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس أن حكومته تتخذ إجراءات بينها "فتح ملفات فساد كبيرة" لضبط سعر صرف الليرة الذي تخطى مستويات غير مسبوقة أخيراً متأثراً بالعقوبات الأميركية. وبالمنظار نفسه، يلاحق "حزب الله" ما يجري في بيروت ودمشق. فهو بعث برسالة عاجلة الى حكومة الرئيس حسان دياب كي لا تتمادى في بحث تأثير "قانون قيصر" على لبنان، لأن بحثاً كهذا سيقود حتما الى واقع الحزب وسلاحه الذي يتحرّك نفوذه بحرية بين لبنان وسوريا. وما هو مسموح فقط هو اتّباع خريطة الطريق التي وضعها الحزب لمواجهة نتائج الانهيار، والتي يجب رميها على كاهل مَن ليست له علاقة بالحزب إطلاقا. من هنا لم يكلف الحزب نفسه عناء رد التحية لأهل 14 آذار عندما سارعوا الى نفض أيديهم "من دم هذا الصدّيق" (القرار 1559)، لأن بال الحزب مشغول جدا بخطر انهيار لن يكون بمنأى عنه عاجلا أم آجلا.
"النهار": ماذا عن واقع العلاقة "المريحة" بين "الأصفر" و"الأزرق" ومستقبلها ونتائجها؟
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": ماذا عن واقع العلاقة "المريحة" بين "الأصفر" و"الأزرق" ومستقبلها ونتائجها؟
وفق معلومات تناهت إلى دوائر حزب الله - امل أن الرئيس الحريري بعد عودته من الخارج انتهى إلى استنتاج فحواه "أن العمل السياسي الداخلي من منطلق التصادم مع "حزب الله"، هو مضيعة حتمية للوقت وعملية منهكة بلا جدوى". هذا الاستنتاج قد لا يكون جديدا عند الذين رصدوا مسار الأداء السياسي للحريري منذ أن اتخذ خيار المضي في ما سُمي لاحقا "التفاهم الرئاسي"، وما تفرع عنه لاحقاً من انعطافات وتفاهمات أخرى. لكن الأكيد أن إعادة تثبيته والاقرار به بعد كل تلك التطورات والتداعيات التي طرأت على موقع الرئيس الحريري، هو أمر له أبعاده ومغازيه لدى أوساط الحريري نفسه ودوائر القرار في "الثنائي الشيعي". بعد أيام قليلة سرت معلومات مفادها ان المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل، عاد لاستئناف المهمة المنوطة به، ولا سيما أنه بات يعرف جيدا الطرق المؤدية من الضاحية الجنوبية إلى وادي أبو جميل، وقد سلكها سابقاً مرارا وتكرارا، وسهر في القصر إياه 7 ساعات في الليلة التي قرر فيها الحريري الخروج نهائيا من السرايا الحكومية، بُعيد انطلاق الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول من العام الماضي. وعليه، أفادت تلك المعلومات أن لقاء ليليا طويلا عقد قبل نحو ثلاثة أسابيع بين الرئيس الحريري والخليل، طرحت خلاله بالعمق كل القضايا والتطورات الراهنة وواقع العلاقة بين الطرفين ومستقبلها. ووفق المعلومات أيضا، فإن الخليل كان في الشق الأول من الحديث واضحا في إبراز توجه الحزب لدعم الحكومة الحالية وضرورة الالتفاف حولها، انطلاقا من حراجة المرحلة وصعوبتها على كل المستويات. وفي المقابل، فهم موفد الحزب أن الرئيس الحريري ما زال عند رأيه السابق والمعلوم بأن المرحلة ليست مرحلته، وأن العوامل والمعطيات التي أفضت إلى عزوفه عن تولي الرئاسة الثالثة لم تتبدل. وكان الاستنتاج لدى دوائر الحزب عينها أن الحريري ليس في وارد أن يكون رئيس حربة عرقلة مسيرة الحكومة الحالية، وإن كان يحتفظ لنفسه بحق إطلاق مواقف معارضة ومنتقدة لأداء الحكومة ساعة يجد ذلك ضروريا. وبناء عليه، لم يخفِ الحزب ارتياحه الى "الأداء المميز" لتيار "المستقبل" في حراك السبت الماضي، ومواقفه المدروسة من "فيلم الفتنة"، وقد عدَّ ذلك مصداقاً على ثبات موقف الحريري من رؤيته للوضع برمّته.
"الجمهورية": عندما تسيطر الأساطير على الحاضر وتحكم المستقبل
كتب مصطفى علوش في "الجمهورية": عندما تسيطر الأساطير على الحاضر وتحكم المستقبل
ما الذي قصده الدكتور علي شريعتي من إطلاق عبارة التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي؟ ما قصده هو أنّ هناك منهجين في التعاطي مع الإمامة والمسألة المذهبية والدينية عموماً: الأول هو منهج يتعاطى بروح تاريخية وطقوسيّة وفئويّة وما فوق عمليّة، فيركّز كثيراً على صراعات التاريخ المذهبي، ويعيش التاريخ ليفرضه على الحاضر، فتستهلكه الطقوس والمناسبات المذهبيّة، ويحمل روح القطيعة مع الآخر، ويبالغ في الصورة الشكليّة للتشيّع، المنهج الثاني، هو ما سعى إليه شريعتي، وهو يتعاطى مع التشيّع من منطلق نهضوي عملي سياسي واجتماعي، فيرى فيه الثورة على الظلم، وفي رفض الانحراف في المجتمع، وفي بناء الأمّة، وفي الاهتمام بمصالح المسلمين، وفي النزاهة والمبدئيّة في ممارسة السلطة أو العمل السياسي والاجتماعي، مقابل المنهج المصلحي والوصولي والنفعي، وفي رفض الطبقيّة والتمييز بين الناس لاعتبارات وهميّة لغويّة أو قوميّة أو عشائريّة أو عرقيّة أو فئويّة، وفي تحقيق العدالة الاجتماعيّة وتداول الثروات الطبيعيّة، لكسر حدّة الفاصلة الطبقيّة بين الناس، وفي مساواة الجميع أمام القانون ونظام القضاء والعقوبات، بما في ذلك الحاكم نفسه، وفي محاربة الإقطاع السياسي والديني. وهذا ما كان يسمّيه شريعتي بالتشيّع العلوي، لأنّ سيرة عليّ عليه السلام تعطي هذه القيم بأجمعها، وعلينا أن ندرس سيرة النبي وأهل بيته من زاوية نهضويّة، يمكنها أن تساعدنا في تنوير طريقنا لبناء أمّة قويّة وعادلة ومقتدرة، وليس لبناء أمّة تلطم نفسها وتذهب بكلّ طاقاتها في المناسبات الدينية والتركيز على البُعد الظاهري للدين أو الاستغراق في الجوانب المافوق واقعيّة ودنيوية. هذه خلاصة مكثّفة لوجهة نظر شريعتي، وهي بالتالي تشكّل تحدّياً للواقع المعيوش والمستخدم بالإمعان في تأكيد الفرقة على أساس الأساطير. (نهاية الاقتباس) السؤال المطروح هو، بما أنّ الجميع قد استنكروا ما حصل من حفلة شتائم، وبما انّهم جميعاً واعون لخطورة الوضع، فما المنطق في تجهيل الفاعل، فمن السهل التعرّف الى بعض من قاموا بهذا العمل، عن حسن أو سوء نية، وجرّهم إلى القضاء للمحاسبة؟ لكن الأمر لم يحدث ولن يحدث، فهذه الشعارات بالذات هي جزء من التقاليد التي أصبحت أصيلة من تحديد من هم «نحن» للتفريق عمّن «هم». وهذا أساس الشحن المذهبي الذي يؤدي إلى المزيد من التصلّب السياسي. لذلك فإننا لن نرى أحداً من هؤلاء قيد المحاسبة لأنّه فقط من عدّة الشغل، أي أدوات السعي المحموم نحو السلطة على حساب أمن وأمان الناس.
تخبط سلطوي وحكومي.. وفوضى الأرقام المالية
توقفت الصحف عند التخبط السلطوي والحكومي في نتائج الاجتماع المالي الثاني الذي انعقد في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال عون سعياً الى توحيد الأرقام المالية التي يجري الوفد اللبناني المفاوض محادثاته مع صندوق النقد الدولي على أساسها.
ولفتت الصحف إلى أن الاجتماع خلص الى بيان شديد الاقتضاب يفيد أن "المجتمعين توافقوا على ان تكون الأرقام الواردة في خطة الحكومة منطلقا لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي".
وعلمت "النهار" أن ما أعلن من حصيلة للاجتماع عاكس ما كان واقعياً مخرجاً شكلياً لنتائج الاجتماعين اللذين انعقدا في بعبدا واللذين لم يتوصل المشاركون فيهما الى توحيد الأرقام المالية.
وأفادت معلومات "النهار" بأن الأسباب التي تحول دون الاتفاق عليها من حيث المبدأ تتصل بإعادة هيكلة الدين، ذلك أن الأرقام المتعلقة به تخضع، للتعديل والتغيير بحسب المفاوضات بين الحكومة والدائنين في الخارج وفي الداخل علماً أن اختلافات واسعة للغاية تقوم بين الجهات المعنية حول حجم القروض المتعثرة وهي خلافات تتمظهر بقوة بين خطة الحكومة وأرقام مصرف لبنان وورقة جمعية المصارف. لذا فإن النظرة غير إيجابية من جانب صندوق النقد الدولي حين يكون هناك تباين هائل في أرقام الجانب اللبناني مما يضعف موقفه التفاوضي.
ورأت "الأخبار" أن اجتماع بعبدا المالي كان مفصليا من ناحية وضع حد لتقديرات سلامة، إذ خضع الأخير لوجهة نظر الحكومة وأرقام الخسائر التي أوردتها في الورقة (نحو 241 تريليون ليرة) بعد احتسابها على أساس سعر صرف للدولار يوازي 3500 ليرة لبنانية؛ ما يعني أن الرقم ليس نهائياً، على ما تقول المصادر، وقابل للتعديل بحسب ارتفاع أو انخفاض سعر الصرف في حينه. هكذا، خلص الاجتماع الى اعتبار الأرقام الواردة في خطة الحكومة الإصلاحية المالية منطلقاً صالحاً لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. والرقم المعتمد هنا بحسب المصادر يأخذ بعين الاعتبار شطب ثلث القروض المالية ويعتمد سعراً لاحتياطي الذهب بحسب السعر الذي وصل اليه حتى تاريخ 2 نيسان.
ولاحظت "النهار" أنه ما أن انتهى الاجتماع وصدر البيان الرسمي، حتى تبيّن أن ما ورد فيه من حيث اعتماد الأرقام الواردة في خطة الحكومة منطلقاً واضحاً لاستكمال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي لم يكن مطابقاً لما اتفق عليه بدقة من أن خطة الحكومة لا أرقامها هي المنطلق للمفاوضات، علماً أن حاكم مصرف لبنان ظل متحفظاً عن ارقام الحكومة.
وكشفت "نداء الوطن" أن المعلومات المستقاة من مجريات الإجتماع تشي بأنه أسهم في تأزيم الأمور وتعميق الهوة أكثر بين الحكومة والقطاع المصرفي، بعدما انتهى، وفق مصادر مالية، إلى محاولة فرض "أمر واقع" يطيح بكل الملاحظات والمشاورات والاجتماعات التي حصلت وزارياً ونيابياً ومصرفياً في سبيل توحيد الأرقام.
وأعربت مصادر مالية لـ"نداء الوطن" عن أسفها لكون "الحسابات السياسية غلبت الحسابات المالية في نهاية المطاف"، وسألت: "بعد شهرين من الاجتماعات وبذل الجهود لتحقيق التقارب بين الحكومة والمصرف المركزي والمصارف، هل يجوز أن تأتي مجموعة مستشارين لترمي بكل التقدم الذي حصل في البحر؟ وهل التعاطي المسؤول يكون بالانسياق وراء خطة تريد من خلالها الحكومة تصفية الدين حتى العام 2050؟"، لتجيب: "خطة الحكومة ستؤدي للأسف إلى "فرط" الدولة وليس إنقاذها".
وإذ أكدت مصادر نيابية لـ"نداء الوطن" أنّ اللجنة الفرعية المنبثقة من لجنة المال والموازنة ستعقد اجتماعاً جديداً الخميس بحضور كل الأطراف المشاركة فيها لاستكمال البحث المالي في ضوء ما خرج به اجتماع بعبدا، يجزم مرجع نيابي لـ"نداء الوطن" بأنّ خطة الحكومة "لن تمر في مجلس النواب" معتبراً أنها مجرد "عملية تركيب جمل إنشائية"، واستطرد متهكّماً: "يبدو أننا سنطلب وساطة صندوق النقد بين المجلس والحكومة".
مشاورات صندوق النقد.. تابع
أفادت الصحف بأن الوفد اللبناني المفاوض برئاسة وزير المال غازي وزني عقد اجتماعه الحادي عشر مع صندوق النقد الدولي يوم أمس، في حضور فريق من البنك المركزي.
ووفق ما نقلته الصحف عن المكتب الاعلامي في وزارة المال، تناول الاجتماع "موضوع إطار تطبيق القواعد في المالية العامة، على أن تتابع المشاورات اليوم".
"الجمهورية": الحكومة ميتة.. ولا مساعدات من الصندوق
كتبت ليال الاختيار في "الجمهورية": الحكومة ميتة.. ولا مساعدات من الصندوق
تتلخص في أن لا مساعدات من صندوق النقد الدولي تلوح في الافق القريب، ما خلا بعض الفتات. فإما الثمن السياسي، واما مواجهة مصير الانهيار منفردين. راسل احد وزراء القصر السابقين البارزين الاميركيين، عبر القنوات الديبلوماسية، متعهداً بتسلّم ملف ترسيم الحدود البحرية، من مبدأ فصل المسارين البري والبحري. الّا انّه اصطدم بالرفض الاميركي لتكليفه بملف كهذا، بحجة انّه في عهدة الرئيس نبيه بري.إثر هذا الرفض، جرت محاولة اقناع عين التينة بتلزيمه الملف من باب المصلحة الوطنية، حماية للبنان من الانهيار الكامل، بعدما عُلّقت المفاوضات بعد رفض فصل المسارين البري والبحري .. مهمة الإقناع هذه حُملت لأحد الوسطاء الأمنيين، الّا انّها طبعاً جوبهت برفض قاطع من عين التينة، المقتنعة بأنّ الموضوع ابعد من ترسيم حدود. بل هو محاولة قديمة جديدة لترسيم العلاقة مع الاميركيين. مقابل محاولات الخرق هذه، التي وان كانت بمضمونها تحمل مآرب شخصية، انما في الشكل هي ساعية لإنقاذ ما تبقّى من العهد. بعدما اصبح الانفجار الكبير اقرب من اي وقت مضى. هنا تقبع الحكومة الاكاديمية عاجزة عن انجاز او تحقيق اي خرق يُذكر، فهي بحسب المعطيات، كل القنوات الغربية والعربية تتعامل معها اليوم تحت مسمّى الحكومة الميتة، وسط إقتناع هذه القنوات، بأنّ ما من بديل حتى الساعة، وبالتالي ما من ضوء اخضر لتفجيرها لا في الشارع ولا في السياسة. الحكومة الميتة، بحسب تعبير الدول التي تعوّل الاخيرة على مساعدتها، تركض كمن يركض مكانه عاجزاً عن التقدّم او الرجوع. وزراؤها مشلولون وقراراتها ملك القيّمين عليها، وبالتالي فالتخلّي عنها هو رهن للتوقيت الذي لم يحن حتى الساعة. حزب الله بدوره يعيش حالة تخبّط، مقتنع بأنّ الحكومة انتهت على وقع أربعة استحقاقات (مرحلة ما بعد كورونا، طرح القرارات الدولية، قانون قيصر والمحكمة الدولية)، كما وحائر بعدما قوبل طرحه بجس نبض الرئيس سعد الحريري بالعودة على رأس حكومة سياسية بالرفض التام لدى بيت الوسط.
"الاخبار": أيّهما أولاً القروض أم تحرير الليرة؟
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": أيّهما أولاً القروض أم تحرير الليرة؟
يواجه الحوار بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي إشكالية، تبدو حتى الآن غير قابلة للحل. كلا الطرفين ينطلق من ثابتة مرتبطة بالليرة اللبنانية لا يتزحزح عنها، ولا يتصرّف حيال الآخر بتساهل. طلب صندوق النقد تحرير سعر صرفها للفور، كي يتمكن من تقدير القروض التي يمكنه أن يقدمها للبنان من ضمن تصوّره للاصلاحات. في المقابل اجاب الوفد اللبناني المفاوض بمعادلة معاكسة، مفادها ان القروض التي يمكن ان يقدمها صندوق النقد تتيح للدولة اللبنانية تقدير موعد تحرير سعر صرف الليرة. الفريق الاول يربط القروض بتحرير سعر الصرف اولاً وللفور، بينما الثاني يضعه في مرحلة لاحقة للقروض التي يدرجها في رأس اولوياته. اضافت وجهة نظر الوفد المفاوض اللبناني بلسان وزير المال غازي وزني، ان حصول لبنان على 10 مليارات دولار مقسّطة على ثلاث سنوات يجعل تحرير سعر صرف الليرة متاحاً عام 2021، لكن على مراحل، بحيث يصير الى تطبيقه بمرونة وتدرّج. لا تزال الاشكالية هذه شائكة وقائمة، وإن لا تبدو وحدها عثرة في طريق تقدم المفاوضات بين الطرفين. الى تحرير سعر صرف الليرة، يطلب الصندوق شرطين مهمين آخرين، هما معالجة المالية العامة للدولة عبر عجزي الخزينة وميزان المدفوعات، ومباشرة اصلاحات بنيوية اساسية اولها الكهرباء والجمارك والتهرب الضريبي، ولا تنتهي برفع الدعم عن الخدمات الاساسية وفرض ضرائب صارمة. بمقدار ما تكمن مشكلة الانهيارين النقدي والاقتصادي في ارقامهما، تقيم المشكلة السياسية في صلبهما، كون المرجعية الفعلية لهذين الانهيارين تتركز على التوالي على الطبقة الحاكمة ومصرف لبنان. ما يشترطه الصندوق من اصلاحات لتقديم القروض يُصوَّر لدى المتحمسين لدوره على أنه اشبه بمَن يمدّ يده الى ما اضحى قطاعات موزّعة على الطبقة الحاكمة: الكهرباء والاتصالات والمرافق والمعابر الحدودية. لذا سهل على اكثر من فريق تفسير مهمة الصندوق على انها تستهدفه هو بالذات لانتزاع هذا الامتياز، ما يفضي الى تعذر الخوض في سبل توفير المظلة السياسية للتفاوض التقني. ما بات معلوماً ان المهمة المنوطة بحكومة الرئيس حسان دياب، بازاء التفاوض مع صندوق النقد، الاكتفاء بالدور التقني، فيما يُعزى القرار السياسي الى الكتل التي اتت بها. المشكلة نفسها يطرحها التعامل مع خطة ماكينزي. رغم ان حكومة الرئيس سعد الحريري ومن بعدها حكومة دياب تبنتاها، لما تزل حبراً على ورق، ولم يصر الى وضع آلية تطبيقية لها، على اهمية اقتراحاتها لولوج الاقتصاد المنتج، الملازم للاصلاحات البنيوية.
بعبدا ترفض إمضاء مرسوم التشكيلات القضائية.. والأسباب؟؟؟
توقفت الصحف عند انفجار خلاف بين قصر بعبدا والسراي الحكومي على خلفية مرسوم التشكيلات القضائية الذي كان شق مسيرته الجديدة عبرها بعدما اقترن باكتمال تواقيع وزيرة العدل ووزير المال ورئيس الوزراء عليه السبت الماضي وأرسل الى دوائر قصر بعبدا في انتظار موقف رئيس الجمهورية منه.
واكتفت مصادر بعبدا بالتشديد لـ"نداء الوطن" على كون "المرسوم ستتم دراسته لكي يبني فخامة الرئيس على الشيء مقتضاه"، لافتةً الانتباه في الوقت عينه إلى أنه "مرسوم عادي أي أنّ توقيعه غير مقيّد بزمن".
إلا أن "النهار" كشفت أن السراي تبلغت أمس من دوائر القصر أن الرئيس ميشال عون لن يوقّع المرسوم، وعلمت أن السبب المباشر الذي برّر به عدم التوقيع هو انزعاج بعبدا من أداء رئاسة الوزراء وتحديداً الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، فاعتبرت أنه تصرف حيال توقيع مرسوم التشكيلات القضائية بشكل مخالف للأصول، كما أخذت عليه إحجامه عن حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية بعدما باشر مهماته رئيساً موقتاً بالتكليف لمجلس الخدمة المدنية. وتفيد المعلومات أن الرئيس عون وجه رسالة جوابية الى السرايا ليضع الأمور في نصابها وأن "لكل سيّئ حدوداً في التعاطي مع الرئاسة".
ولاحظت "النهار" أن ملامح موقف بعبدا برزت مع تغريدة للوزير السابق سليم جريصاتي انتقد فيها مكية قائلاً: "دعوة قوية الى أمين عام مجلس الوزراء في شأن خطوتين أقدم عليهما بخفّة لم نعهدها فيه. تغريدة في شأن مسار مرسوم عادي في سياق احتفالية توقيع في رئاسة الحكومة، وتولي رئاسة مجلس الخدمة المدنية بالوكالة من دون حلف اليمين أمام رئيس الجمهورية. يكفينا غير المألوف في معرض الجد".
أشارت الصحف إلى أن مكية غرّد السبت الماضي معلناً ورود مرسوم التشكيلات القضائية الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء وأضاف: "اليوم أرسلته الأمانة العامة للتوقيع من قبل وزيرة الدفاع ووقّعت ووزير المال ووقع واليوم وقعه دولة الرئيس. اليوم أرسل الى المديرية العامة لرئاسة الجمهورية".
ذكرى القضاة الأربعة
أشارت الصحف الى ان رئيس الجمهورية ميشال عون تناول الوضع القضائي في كلمة له أمس في الذكرى الـ21 لاغتيال القضاة الأربعة في صيدا، فاعتبر أن "مسؤولية حمل ميزان العدل والحكم وفق الضمير والأخلاق الإنسانية يحتمان على القاضي ملاحقة من أوصلوا البلاد الى هذا الدرك الاقتصادي الخطير الذي نعيشه اليوم". وقال: "إن لم يشعر اللبنانيون أن من أفقرهم بات تحت المحاسبة وفي يد القضاء فلن يتحقق اصلاح مرجو ولن نتمكن من بناء وطن حديث تسوده سلطة القانون". وجدّد "التعهد للقضاة بأن يكون مظلة واقية لهم في مواجهة الضغوط السياسية التي قد يتعرضون لها".
التعيينات: جلسة مجلس الوزراء الأربعاء بدلاً من الخميس.. لماذا؟
لفتت "النهار" إلى أن موعد جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية في قصر بعبدا قدّم من الخميس الى غد الأربعاء لاستعجال إقرار التعيينات الإدارية التي أرجئت من الجلسة السابقة.
وردّت "النهار" أسباب تقديم الموعد إلى أن المرشح المتوافق عليه لتولي منصب المدير العام لوزارة الاقتصاد محمود أبو حيدر يبلغ الخميس الأربعين من العمر بما يحول دون تعيينه ولذا سيعين قبل يوم واحد من هذا "الاستحقاق"!
ورأت "الأخبار" أن الوقاحة في التعيينات تبدأ من الشكل. الجلسة تُعقد الأربعاء، بخلاف المعتاد، لسبب وحيد: المرشح لتولي منصب المدير العام لوزارة الاقتصاد، من خارج الملاك، محمد أبو حيدر، يبلغ التاسعة والثلاثين من عمره يوم الخميس. والقانون لا يسمح بتعيين أحد من خارج الملاك إلا إذا كان سنّه يسمح له بالبقاء في الإدارة 25 عاماً، قبل أن يبلغ سن التقاعد (64 عاماً). ولأجل ذلك، ستُعقد الجلسة الأربعاء لا الخميس.
وفي المضمون، بحسب "الأخبار"، ورغم أن رئيس الحكومة حسان دياب سبق أن رفض التعيينات المقترحة، ومعه عدد من الوزراء، إلا ان المفاجئ أنه قرر العودة إلى أسلوب المحاصصة الذي تعمل وفقاً له جميع القوى السياسية المشاركة في السلطة، "كلّن يعني كلّن". وبدل ان يتمسّك دياب بتقديم تجربة مغايرة، قرر، على ما يبدو، أن يكون "واحد منّن".
وكشفت "الأخبار" أن المراكز الشاغرة المنتظر تعيين شاغليها الأربعاء هي: النواب الأربعة لحاكم مصرف لبنان، مفوض الحكومة لدى مصرف لبنان، رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، رئيس وأعضاء هيئة الأسواق المالية، المدير العام لوزارة الاقتصاد (عضو حكماً في المجلس المركزي لمصرف لبنان)، المدير العام للاستثمار في وزارة الطاقة، محافظ بيروت. ولم يتضح بعد إذا ما كانت قد حُلَّت أزمة المرشح للتعيين رئيساً لمجلس الخدمة المدنية.
ولاحظت "نداء الوطن" أن هناك تكريساً لمبدأ المحاصصة في السلة المنوي إقرارها مع تثبيت كل فريق لحصته ضمن قائمة الأسماء على الشكل التالي: مروان عبود محافظاً لبيروت، محمد بو حيدر مديراً عاما لوزارة الاقتصاد والتجارة، غسان نور الدين مديراً عاما للاستثمار في وزارة الطاقة والمياه، ورندة يقظان رئيسة لمجلس الخدمة المدنية.
وعلمت "الأخبار" أن غالبية الأسماء المقترحة للتعيين لا تزال هي نفسها التي اقتُرِحت في آذار الماضي، وجرى تقاسمها بين القوى السياسية الممثلة في الحكومة، كما لو أن البلاد لا تزال تعيش رغد ما قبل الانهيار، وأن القوى السياسية لم تجد نفسها معنية بإدخال أي تغيير على سلوكها.
"نداء الوطن": دياب والتمسّك بكرسي السراي... "قيصر" يفرض التغيير؟
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": دياب والتمسّك بكرسي السراي... "قيصر" يفرض التغيير؟
تكشف مصادر وزارية أن "الرئيس دياب لن يرضخ للضغوط من أي جهة أتت، فهو مستمرّ بعمله كما يجب ولا أحد يستطيع إملاء شيء عليه، ومسار عمله تحدّده متطلبات المرحلة لا أي شيء آخر". وتشدّد المصادر على أنّ كل ما يحكى عن مواجهة ستخوضها حكومة دياب مع الأميركيين لا أساس له من الصحة، فدياب متمسّك بكل ما يساعد لبنان على النهوض من أزمته، وبالتالي فإن العداء مع الأميركيين في هذه اللحظات الحرجة من تاريخ لبنان سيؤدّي إلى مزيد من التدهور الإقتصادي، الأمر الذي لا يتحمّله الشعب، مشيرةً إلى أن أفضل ما يمكن أن تفعله الحكومة في هذا التوقيت هو العودة إلى مبدأ "النأي بالنفس"، من دون أن يعني ذلك تجاهل المجتمعين العربي والدولي، أو التعامل مع قانون "قيصر" باستخفاف. وتؤكّد المصادر الوزارية أن القوى السياسية الراعية للحكومة وحتى المعارضة لها تعلم جيداً أنّ أي خطوة ناقصة في مجال خرق العقوبات الأميركية ستجلب المزيد من الويلات على لبنان، من دون أن يعني ذلك أن ينصاع لبنان لكل ما تريده واشنطن أو أي دولة مؤثّرة أخرى، وكدليل على تعامل الحكومة بجديّة مع "قيصر" فإنها شكّلت لجنة لدراسته وتقرير كيف سيتعامل لبنان مع هذا القانون الأميركي الجديد. وعلى رغم الإنتقادات التي توجّه إلى بعض الوزراء من أنهم يروّجون لهذا القانون ويريدون التعامل معه كأمر واقع، يسأل بعض الوزراء عن آلية المواجهة وكيف تتمّ، ويعطون مثالاً كيف أنّ "التيار الوطني الحرّ" الذي يُعتبر الحليف الأول لـ"حزب الله" بدأ تغيير لهجته تجاه الأميركيين، وبالتالي فإن هذا الأمر يثبت ما هو مقبل على لبنان والمنطقة. وفي المحصلة، فإن كل الإحتمالات مفتوحة على مصراعيها، لكن البارز حالياً أن كل المطالبات باجراء تغيير حكومي لن تسلك طريقها نحو التنفيذ، إلا إذا أعطى قانون "قيصر" مفعوله سريعاً وحصلت الصفقة الدولية المنتظرة في سوريا... عندها لكل حادث حديث.
"الشرق": حكومة الإنقاذ بحاجة لإنقاذ…؟!
كتب يحي جابر في "الشرق": حكومة الإنقاذ بحاجة لإنقاذ…؟!
مع صدور مرسوم فتح الدورة الاستثنائية، لمجلس النواب، التي تستمر حتى ٢٠ تشرين. الاول المقبل، فان الرئيس نبيه بري، يعد العدة لعقد جلسة تشريعية… وهو عازم على انجاز مجموعة ملفات من ابرزها ملف التعيينات بطريقة تخلو، الى حد بعيد من المحسوبيات والخصوصيات، على ما اكدت ذلك لـ"الشرق" مصادر وثيقة الصلة بعين التينة، وذلك بالتوازي مع خطوات مطلوبة، وباسرع ما يمكن لوضع قطاع الكهرباء على سكة الانجاز… الذي. ان تحقق، فسيوفر على خزينة الدولة، ما يعادل الملياري دولار سنويا… في ظل العجز الحكومي عن تحقيق اي انجاز ملموس بعد، على كل مستويات الازمات التي يعانيها اللبنانيون، في غالبيتهم الساحقة، سياسيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا، فان الحكومة امام اختبار جدي، على مستوى الاجراءات المطلوبة لخفض سعر الدولار… وقد بدأت الاوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة، تعطي خصوم العهد والحكومة، فرصة ذهبية، لاستهدافها، بالعودة الى الشوارع والساحات، احتجاجا على ما الت اليه الاوضاع… خصوصا وان بند التعيينات، سحب من جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء، الخميس الماضي، على خلفية، الاختلاف على العديد من الاسماء….لقد كان كل ذلك فرصة امام العديد من الافرقاء، لتحميل الحكومة مسؤولية عدم مراعاة الحد. الادنى من هيبة مجلس الوزراء، وموقع هذه المؤسسة في النظام السياسي…؟! وفي قناعة البعض ان الانتخابات النيابية المبكرة، هي المدخل الى كل الحلول المطلوبة، والى التغيير المنشود، الذي من دونه لا يمكن للبنان الخروج من ازماته… وهو امام استحقاقات بالغة الاهمية، من بينها على سبيل المثال، لا الحصر، مطالبته بتمديد ولاية قوات الطواريء الدولية، اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان… وقد ابدى سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، ارتياحا لما يجب ان تقوم. به الحكومة اللبنانية، من اصلاحات ومكافحة الفساد والتغيير نحو الافضل… وتبقى العبرة في التنفيذ…
"الديار": اوساط نيابية معارضة : الهوة كبيرة بين الحكومة والمواطنين وعملية ترميمها تجري في الكواليس
فادي عيد في "الديار": اوساط نيابية معارضة : الهوة كبيرة بين الحكومة والمواطنين وعملية ترميمها تجري في الكواليس
كشفت أوساط نيابية عن أن عملية ترميم للتضامن الحكومي تجري في الكواليس السياسية، بعدما تبيّن للمرجعيات أن طرح فكرة العودة إلى حكومة الوحدة الوطنية، هي ضرورية بعد ما شهدته الساحة الداخلية من اختبارات قاسية لمتانة السلم الأهلي، خصوصاً وأن الوزراء «التكنوقراط»، كانوا في موقع المتفرّج على الإشتباكات بين شارعين منقسمين، الأمر الذي دفع بالمرجعيات الدينية إلى التدخّل من أجل لجم التدهور في الشارع، والذي كان ينذر بفتنة عمياء تفرض إيقاعها الخاص على كل الأطراف الداخلية، وعلى الحكومة بشكل خاص. الأوساط نفسها، قد لفتت إلى أن الهوّة قد باتت كبيرة ما بين الحكومة والمواطنين، مما أسقط الثقة بها نيابياً وشعبياً، لا سيما بعدما دعا نواب عدة، وفي طليعتهم نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، إلى تشكيل حكومة قادرة على التعاطي مع التحدّيات المحلية والإقليمية، وفي مقدّمها تحدّي الإجراءات والعقوبات الأميركية المتدرّجة ضد إيران وسوريا وحزب الله. وبالإضافة إلى هذه التحديات، تابعت الأوساط السياسية نفسها، أن تحدّي الفشل في الملف المالي، وعودة الأمور إلى المجلس النيابي لوضع أرقام جديدة للخسائر المالية، شكّل صدمة كبيرة لدى المواطنين، كما لدى المسؤولين، من المقاربة التي تعتمدها حكومة الرئيس دياب للإنقاذ المالي، والتي أدّت إلى تأخير أي خطوات جدية وإنقاذية وإصلاحية. وخلصت الأوساط النيابية نفسها، إلى أن الخشية من عدم الإتفاق السياسي على صورة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة، هي العائق الوحيد أمام طرح احتمال تغيير الحكومة على طاولة النقاش السياسي الداخلي، وبالتالي، فإن هذه الخشية قد تزيد من حظوظ الحكومة الحالية في الإستمرار، ولكن من دون أن يكون النجاح حليفها في خطتها وأدائها لتجنيب لبنان خطر الوقوع في الفتنة أو في الإفلاس.
"النهار": "ما خَلُّونا"
كتب رشيد درباس في "النهار": "ما خَلُّونا"
بعد هذا هل يسوغ إذًا لفتى الجمهورية الممسِكِ بتلابيبِ "العهدِ القويّ"، أو لأيِّ فتى آخر، أن يذرف دمعة ويقول "ما خلُّونا"؟؟؟ لقد "خَلّوهم وكتَّروا" حتى تخلَّوا عن مصالحهم ومواقعهم. وهذه الأسطوانة الرتيبة المشروخة التي ما زالت تدورُ تحت إبرة صَدِئَة، وتردِّدُ على المسامع ليلَ نهار: "على دلعونا على دلعونا... بَدْنا نِشْتِغِلْ بَسْ ما خلّونا"، لم تعد تُصْدِرُ إلا النشازَ الذي من أمثلته نغمات "الثلاثين سنة من التبعات" و"الفساد السياسي" و"الفساد القضائي" و"وضع العصي في دواليب الإصلاح". والأغربُ أنَّ الحَبْلَ أُرْخِيَ على الغارب فباتت الواو (ضميرُ الغائب المتَّصِلُ في "ما خلّونا")، تشملُ الخصومَ والحلفاءَ على السّواء. لهذا ينبغي للشَّعْبِ، كلِّ الشّعب، كي لا يُتَّهَمَ بالجَهْلِ، أن يعترف بأنَّ مقولةَ "ما خلُّونا" سَقَطَتْ بعدما آلت المقاليد بقضِّها وقضيضِها إلى من يدَّعي استحقاقها، فتمَّ إنجاز أمور كثيرة، منها على سبيل المثال: 1- أن الكهرباءَ لم تعُدْ تيّارًا فَحَسْب، بل صارت "سلعةً" جَذْرُها "سلعاتا"، فلا تُطْلَبُ إلّا هناك، تمامًا كمعاني الألفاظ في القواميس لا يُعْثَرُ عليها إلا في مواقع جذورِها. 2- أنَّ الليرة اللبنانية أصبحت صكًّا تاريخيًّاً، تتكاثر ملايينها وتضمحل مضامينها. 3- أنْ ليس لأبناء السابلة ورعاعِ القوم حقٌّ في العفوِ العام، فإنَّه وكالةٌ حصريَّةٌ ووسيلة موقوفةٌ على النُّخَبِ وحدهم دون سواهم، لتطهير صفحاتِهم من أسبقيّاتِهم. 4- أنَّ من يسيطر على الكورونا يستطيع السيطرة على صندوق النقد الدولي، الذي إذا تمرَّدَ ركَلناه بعيدًا وذهبنا إلى اقتصاد مشرقي "باهر الازدهار". 5- أنَّ شعار الـ 24/24 الخالد سيتحقَّق قريبًا باعتماد الشموع حتى تنفد منها الأسواق. 6- أنَّ سلامةَ القضاء هي في تشجيع إنشاء جُزُرٍ قضائية عشوائية، وفي تعليق التشكيلات حتى انتهاءِ "القاضية" من القضاء على الفساد. 7- أن الاستراتيجية الدفاعية وإعلان بعبدا والنأي بالنفس صارت كلُّها أوراقًا لبَلِّها وشُرْبِ زومِها الناضحِ بالحبرِ "المغشوش". 8- أنَّ الوطنية السَّمْحةَ لم تعدْ إلّا قصائدَ رثاءٍ على قبر محسن ابراهيم ورجال زمنِه، رفاقاً وخصوماً، وأنَّ الطائفيَّةَ البغيضةَ سيَّدةَ العواطفِ والحناجر، توشِكُ أن توقعَ الوطنَ في فتنة دامية.
"الشرق": حلّوا عن القضاء
كتب عوني الكعكي في "الشرق": حلّوا عن القضاء
في القضاء اليوم قضية ملف الفيول المغشوش، حيث أفرغت الباخرة من قِبَل الجمارك بالتنسيق مع القضاء فيما بعد، رغم ان الباخرة وصلت في 2020/4/30، وأمر الوزير بتفريغها لكن الجمارك رفضت افراغها… وفي 2020/5/23 أصدرت القاضية غادة عون قراراً بمصادرة الباخرة والقضية لا تزال عالقة. نقول هذا الكلام لأنّ المعلومات تقول إنّ الجزائر مالكة شركة سوناطراك هي التي أرسلت الباخرة، ولا علاقة لآل البساتنة بها، لأنّ الأمر هو عقد بين الشركة وبين الدولة اللبنانية. وتفيد المعلومات أنّ الشركة البترولية سوناطراك راسلت وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر لإبلاغه بعدم الرغبة في تجديد عقد إستيراد وقود الفيول أويل لصالح مؤسّسة كهرباء لبنان والذي ينتهي في 31 كانون الأول 2020 (أي بعد ستة أشهر) وتمنّت الشركة التوفيق للدولة اللبنانية في عقودها المستقبلية… إشارة الى أنّ المراسلة جاءت بلهجة قاسية رداً على فشل وزارة الطاقة اللبنانية في اتخاذ أي إجراء أو إصدار أي بيان علني للحفاظ على سمعة سوناطراك علماً بأنّ الشركة الجزائرية تعتبر الرقم 12 عالمياً… كذلك سوف تلجأ الشركة الى رفع دعوى أمام محكمة التحكيم الدولية، لأنها ستطالب بالعطل والضرر، وأنّ كلفة إحتجاز الباخرة 30 ألف دولار، كل يوم يعني هناك مليون دولار بالإضافة الى مليون ثانٍ عن الباخرة الثانية التي تنتظر لتحميل الفيول المرفوض.
"النهار": هكذا طار قانون العفو... والحريري "أخذ الموضوع بصدره"
كتبت منال شعيا في" النهار": هكذا طار قانون العفو... والحريري "أخذ الموضوع بصدره"
دخل النواب القاعة العامة، والتسوية حول قانون العفو لم تنضج. كان النائب جميل السيّد هو من خط بيده فقرة المبعدين الى اسرائيل، واوضح آلياتها. انما لا الشيعة وافقوا على بند المبعدين، ولا المسيحيون كانوا اصلا في عِداد الموافقين على قانون العفو. ولم تنجح المفاوضات الاخيرة التي قادها النائبان علي حسن خليل وميشال معوض في التصويت على القانون، كمادة وحيدة. فكان المخرج في خروج كتلة "نواب المستقبل" من القاعة، "وبالاتفاق"، لئلا يصوّر الموضوع مذهبيا او طائفيا. هكذا، اخذ الحريري الموضوع بصدره. وعلى عكس ما اشيع، كانت هذه "التخريجة" متفقا عليها ولم تفاجىء احدا، بل عزّزها كلام الرئيس نبيه بري: "لن نصوّت على القانون الا بالوحدة الوطنية". فأتت المرة الثالثة ثابتة في عدم اقرار القانون... وربما طار القانون، اقلّه في المدى القريب. قبل اسبوع، وقّع رئيس الجمهورية ميشال عون مرسوم فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، فهل سيبقى بند قانون العفو بندا دائما على جدول الاعمال؟ عمليا، الاقتراح لا يزال مطروحا، انما ما جرى في الجلسة الاخيرة، لن يجعله ممرا سهلا الى الهيئة العامة مجددا، لاسيما وسط تساؤلات جدّية حول توقيع عون على القانون اذا اقرّ. وحتى يحين موعد جلسة تشريعية جديدة، لم يبق امام اللجان المشتركة او اللجنة الفرعية، اي عمل في ما خصّ قانون العفو، بدليل ان اللجان رفعت الاقتراح، بتبايناته، الى الهيئة العامة. "النهار" حاولت القيام "بجردة" حول الاقتراحات التي تفرّعت من الاقتراح الاصلي لقانون العفو. هذا الاقتراح قدّمه النائبان ياسين جابر وميشال موسى، ليكون اول اقتراح يُطرح في جلسة 12 تشرين الثاني 2019، يوم كان "لهيب" الحراك او الثورة مرتفعا، فكانت محاولة تهدئة الشارع او جزء منه، من خلال قانون العفو. هذا الاقتراح يتألف من مادة وحيدة و11 فقرة، ويحوي الكثير من الاخطار والتحديات، ولعلّ ابرزها اربعة اخطار. الخطر الاول: نوع الجرائم. اهم ما يشمله هذا القانون هو الجنايات اي ما يتعلق مثلا بالقتل واغتصاب الاولاد وممارسة العنف، بمعنى اننا نتعامل مع اناس خطيرين على المجتمع وسبق لهم ان ارتكبوا جنايات، ونأتي اليوم كي نعفو عنهم. الخطر الثاني: اسقاط الدعاوى. اذ تسقط كل دعاوى الحق العام وكل الملاحقات وبلاغات البحث والتحري، ليس فقط ضد من هو في السجن يقضي محكوميته، انما ايضا ضد الفارين من وجه العدالة. الخطر الثالث: من لا يستفيد من قانون العفو، تخفض في حقه العقوبات (الفقرة العاشرة من الاقتراح) الى الثلثين، كما لو اننا نمنح عفوا مخفضا لمن لا يستفيد من العفو العام. وهذا الخفض يشمل كل انواع الجرائم، وسواء كانت امام المحاكم العادية او الاستثنائية، او تتعلق بالتزوير المالي والتهرب الضريبي والاخلال بالوظيفة، او بجرائم الفساد والارهاب. على سبيل المثال، يستفيد (الوزير السابق) ميشال سماحة من هذا الخفض ويخرج بعد نحو شهرين من سريان مفعول القانون!. اتى لاحقا اقتراح قانون من النائبة بهية الحريري. في هذا الاقتراح "عجيبة": ان السنة السجنية تصبح ثلاثة اشهر... فاذا كانت الغاية تقضي "بانصاف" بعض من دفع ثمن بطء المحاكمات، فان المعالجة لا تكون في عفو عام، انما في حل مشكلة تسريع المحاكمات. ومن ثم اتى الاقتراح الذي عملت عليه اللجنة الفرعية، بحيث ابقت معظم المواد على حالها، كما في اقتراح جابر وموسى، وانما ادخلت بند المبعدين الى اسرائيل.
"نداء الوطن": "كلن يعني كلن" في الفتنة... والفساد
كتب طوني فرنسيس في "نداء الوطن": "كلن يعني كلن" في الفتنة... والفساد
ليس المواطن البسيط الذي ينزع قميصه ويهتف بشعارات قد لا يفهم معناها، أو تأثيرها، هو من ينظم الخراب، انه ببساطة ذلك الذي يستثمر في جذور الانقسام ويحرق عوامل الانسجام المجتمعي، هو من يهدد السلم المذكور، ومن يحذر من المساس به في آن. ومن يقوم بذلك في لبنان اعتاد ان يبني زعامته على الاستنفار الطائفي والمذهبي في وجه الآخرين من الطوائف والمذاهب المغايرة. انه الزعيم الطائفي المناطقي المُفلس اجتماعياً وأخلاقياً ووطنياً، لكن زعامته أتاحت وتتيح له غنىً مالياً وعقارياً، وموقعاً يستغله في مناكفة ومفاوضة أمثاله من زعماء الطوائف والمذاهب الأخرى. انه في السلطة القائمة عضو مجلس إدارة يسعى الى تحسين حصته وزيادة أسهمه بهدف إمتلاك القرار التنفيذي في مجلس الادارة المذكور. في لبنان من الزعامات الموصوفة ما لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة، تلعب بأمن الناس ومصائرهم، ولسنا مضطرين الى تسميات، فالولد الصغير قادر على تعداد هؤلاء، وللمصادفة العجيبة والطبيعية في آن، انهم، هم أنفسهم من يتحمل مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي، ومن قاد الدولة الى حالة التفلت الدستوري والقانوني والقضائي. انهم الحكام الفعليون الذين انتفض اللبنانيون ضدهم فواجهوهم بشتى أعمال الترغيب والترهيب، من القمع الى التفرقة الى الإثارة الطائفية واتهامات العمالة، لفرض إعادتهم الى الحظيرة، و"كلن يعني كلن" تشملهم عند الحديث عن تهديد السلم الأهلي والوطني. لن ينفع هؤلاء السادة بيانات استنكار يصدرونها، فبوصفهم حكاماً عليهم إنفاذ القانون بحق مثيري الفتن، وليبدأوا بأنفسهم. الا ان ذلك مستحيل، فهم في معالجة الشق الاجتماعي من المشكلة ما زالوا ينحون باللائمة على مجهول، وفي موضوع الفتنة يفعلون الأمر عينه، فيضعونها في عهدة مئات اعوامٍ مضت، تمهيداً لتأبيدها الى قرون ستأتي.
"الاخبار": ضغط سياسي لتحرير أموال أوجيرو: طعنة لديوان المحاسبة!
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": ضغط سياسي لتحرير أموال أوجيرو: طعنة لديوان المحاسبة!
لا شك في أن أوجيرو تعاني من نقص في السيولة، لكن المشكلة تعود إلى سنوات من المخالفات، التي جعلت عين هيئات الرقابة تُفتح على الهيئة. فكانت النتيجة تقارير بالجملة، تبيّن أن في الهيئة فساداً وهدراً. تلك إشكاليات لطالما ناقشتها لجنة الاعلام والاتصالات، لكنها في اجتماعها الأخير قرّرت التغاضي عنها جميعها والانتقال إلى ضفّة أولوية حصول الهيئة على الأموال، حتى لو كان في ذلك تخطٍ لرأي الهيئات الرقابية. قال رئيس اللجنة حسين الحاج حسن على الملأ إنها طلبت، بإجماع الأعضاء، أن يمشي عقد العام ٢٠١٩، بالرغم من أن النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة كانت لا تزال تحقق فيه. الحجة أن الغرفة المعنية في الديوان سبق أن وافقت على العقد، ولذلك فإن التوصية النيابية سعت للتوفيق بين دفع الأموال الواجبة في عقد ٢٠١٩، لأننا لا نستطيع أن نبقي المرفق العام مجمّداً، وبين تطييب خاطر قضاة الديوان، عبر توجيه التحية لهم، مع حثّهم على توحيد الاجتهاد. بالنسبة إلى رئيس أوجيرو عماد كريدية، الذي لم يشارك في الجلسة لأسباب صحية، فإن قرار اللجنة منطقي، خاصة أنه مضى وقت طويل على قرار التريّث، ولا يجوز حجز أموال المتعهدين أكثر من ذلك، علماً بأنهم أنجزوا كل الأعمال المنصوص عليها في العقود، وأوجيرو ليس لها أي مصدر تمويل خارج إطار العقود الموقّعة مع وزارة الاتصالات. لكن بحسب مصادر قضائية مطّلعة، فإن التوصية النيابية لا قيمة قانونية لها. وحتى لو أتت في سياق تغطية أي خطوة من هذا القبيل قد يقوم بها وزير الاتصالات طلال حواط، فإنها لن تجديه نفعاً عندما يتعرّض للمساءلة عن مخالفته، خاصة أن قانون المحاسبة العمومية ينص على أن يتحمل الوزير مسؤولية أي مخالفة من ماله الخاص، علماً بأن موقف هيئة الاستشارات والتشريع في وزارة العدل واضح في ضرورة إجراء عقود مصالحة في حال التأخر في عرض العقد على ديوان المحاسبة للحصول على موافقته المسبقة. لم يشأ حوّاط تحمّل مسؤولية تفعيل العقد بمفرده، فأعلن في مؤتمره الصحافي الأخير أنه سيطرح الأمر على مجلس الوزراء لنيل موافقته على دفع قيمة العقد. يعلّق مصدر قضائي على الخطوة بالقول: في النهاية، يحق للحكومة أن تفعل ما تشاء، لكن أي قرار من هذا النوع، سيكون قابلاً للطعن من قبل المتضررين.
"الاخبار": هل يؤجّل الحريري المؤتمر العام للتيار؟
كتبت ميسم رزق في "الاخبار": هل يؤجّل الحريري المؤتمر العام للتيار؟
خلف هذا العنوان الكبير، لا يزال الأمين العام للتيار أحمد الحريري ورئيس جمعية بيروت للتنمية الاجتماعية أحمد هاشمية يتنافسان في سبيل إما الظفر بموقع أو الاحتفاظ بنفوذ. ورغم أن هاشمية أقام منذ أيام مأدبة غداء على شرف أحمد الحريري في منزله في بحمدون، بحضور عضو الأمانة العامة في التيار العميد محمود الجمل، ومنسق عام بيروت سامر سوبرة، والمنسق السابق وليد دمشقية، ونائب رئيس جمعية بيروت للتنمية هشام مكمل وعدد من أعضاء التيار والجمعية كطارق الدنا، ومحمد يموت، وسيف دياب، وسمير الخطيب، وهاشم عيتاني، إلا أن الغداء لن يقدّم أو يؤخر في التوتر الذي طبَع علاقة الأحمدين في الأشهر الماضية، وخلقَ بلبلة داخل التيار، ولا سيما بينَ مؤيدي كل من الحريري وهاشمية على الأرض. المصالحة الشكلية سبقها تشكيل لجنتين: واحدة مقربّة من الأمين العام، ومؤلفة من نائبه وسام شبلي، وعضو المكتب السياسي محمد شومان، ورئيس مؤسسة بيروت باي بايك للدراجات جواد سبيتي إضافة إلى المحامي حسن حلواني (انتدبه التيار في وزارة الداخلية أيام الوزير نهاد المشنوق). وتعمَل هذه اللجنة على اجتراح أفكار تسعى الى تغيير النظام الداخلي، ومنها على سبيل المثال الذهاب إلى إلغاء المكتب السياسي والأمانة العامة واستبدالهما بمكتب الرئيس وإلى جانبه نائبين هما الحريري (أحمد) وهاشمية كنوع من التسوية، على أن ينبثق من هذا المكتب عدة منسقيات، ما يعني نسفاً للنظام الداخلي للتيار. أما الثانية فهي تابعة لهاشمية، وانضم اليها كل من محمد يموت، وطارق الدنا، والعميد محمود الجمل، ووليد دمشقية وسامر سوبرة، ومهمتها بحسب مستقبليين «متابعة كل الشؤون التنموية والقضائية والأمنية، في ظل غياب وتراجع حضور وثقل فريق منسقية بيروت. وفيما قالت مصادِر من الطرفين إنه لا تنافس بينَ اللجنتين، بل هما ستعملان بشكل موازٍ لمصلحة التيار، أشارت إلى أن لا قرار حتى اللحظة بعقد المؤتمر العام، ولا علاقة لظروف البلاد أو وباء كورونا بذلك، لكنه مرتبط باعتبارات داخلية». ولفتت المصادر إلى أن الأفكار التي تطرح أمر طبيعي، لكن لا يُمكن ترجمتها وتحويلها إلى أمر واقع من دون إقرارها في المؤتمر، فأي تعديل في النظام الداخلي يحتاج الى التصويت. بينما تتحدث مصادر أخرى عن أن تأجيل المؤتمر قد يكون سببه عدم رغبة لدى الرئيس سعد الحريري في تأجيج الصراع بين ابن عمته وصديقه في حال إجراء تغييرات في المواقع التنظيمية، خاصة في حال تسلّم هاشمية موقعاً قيادياً، علماً بأن الحريري حتى الآن لم يوقّع على ورقة تعطي هاشمية صفة رسمية داخِل التيار، وكانَ بإمكانه ذلك لو أراد، مع أن حركة الرجل في بيروت تفوق بكثير حركة أحمد الحريري. ورجّحت المصادر أن ينتظر رئيس المستقبل إلى ما بعد الانتخابات النيابية، إذ يكون أمر ترشيح أحمد الحريري في صيدا قد حُسم.
أسرار وكواليس
خلال لقاء مرجع سياسي بسفراء لدول في الاتحاد الأوروبي، سمع كلاماً يؤكد أنّ دولهم منزعجة من غياب المعالجات الاقتصادية والإصلاحية، ما يصعّب مهمة دعم لبنان ومساعدته في هذه الظروف، وتحديداً بعد الأحداث التي حصلت في الشارع.
لوحظ أنّ مشاركة نواب من "التيار الوطني الحر" و"تكتل لبنان القوي" في لقاء تصالحي في إحدى كنائس الجبل استثنت أحد الوزراء السابقين الذي يزيد الوضع تأزماً بتصريحاته المستفزة.
لوحظ أنّ مرجعاً نيابياً وآخر سياسياً يسعيان إلى دعم مرجع حكومي سابق وعدم إضعافه لكونهما يعلمان من يقف خلف أحد المنافسين له لخطورته على الساحتين الإسلامية والوطنية.
يزداد الطلب على مادة المازوت في القرى الجبلية رغم عدم الحاجة اليها صيفا خوفا من فقدانها من الاسواق او غلاء سعرها بشكل كبير.
نقل عن مسؤول كبير قوله: لن يكون هناك انفراج للأزمة في لبنان قبل خمس سنوات.
قال أحد الوزراء إنه يخشى انفجار قنبلة التعيينات في وجه الحكومة فتطيح بها لأن هناك من يصرّ على تعيين قريبين منه.
تبلّغ مرجع سياسي عن تحضيرات تجريها جهة سياسية معارضة لإطلاق تحر ك عنيف ضد الحكومة ورئيسها في مناطق ذات لون طائفي معيّن.
تهتم جهات معنية في لبنان وخارجه بالتدقيق بالأطراف الإقليمية، التي حركت محطات الفتنة يوم "السبت الأسود"!
بعثت جهة رسمية نافذة إلى موظف كبير بالوكالة برسالة سلبية، مما يفسّر عدم الرغبة، بتوليه أي مركز ثابت..
أثارت مقابلة وزير خدماتي ارتياحاً لدى أوساط عدّة، نظراً لإلمامه بالملفات، وسعيه لتقديم صورة حضارية عن وزارته، والعمل على تحقيق الأهداف من ورائها!
قالت مصادر مطلعة إنّ شخصية أساسية تلوذ بفلك "التيار الوطني الحر" مدرجة على لائحة العقوبات بموجب قانون "قيصر" لكن لن يعلن عنها في الدفعة الأولى.
جرت ليلة السبت مشاورات أميركية وبريطانية تتمحور حول التطورات في لبنان فكان تشديد مشترك على وجوب عدم انزلاق اللبنانيين إلى العنف.
حتى الآن، لم توجه أي دعوة الى الجمعية العمومية لمالكي الأسهم في قطاع الخلوي حول تسمية أعضاء مجلسي إدارة الشركتين بعد الإعلان عنهم من جانب وزير الاتصالات.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.