عزز عدم وصول باخرة الفيول أويل الى معمل الجية الحراري ولأسباب مجهولة أمس، المخاوف من احتمال أن يشمل التقنين العاصمة بيروت، والتي استثنيت منه منذ بداية الأزمة أواخر الأسبوع الماضي، فيما سيشتد التقنين في سائر المناطق خلافاً للمعدلات التي أعلنت عنها المؤسسة، وقد بدأت ملامحها مع زيادة ساعات القطع والتي وصلت الى أكثر من 10 ساعات يومياً.
لكن الاسباب المجهولة وراء ازمة الكهرباء فضحتها امس مصادر نيابية وقالت لـ"المستقبل" ان "خلافات حادة بين وزير الطاقة والمياه بسام يمين ومدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك هي السبب في هذه الازمة". وعزت منشأ هذه الخلافات الى تعيينات ومناقلات ادارية ارادها الوزير يمين في مؤسسة قاديشا في الشمال واعترض عليها الحايك كونها تخل بسيطرته على المؤسسة، مما ادى الى عرقلة حسن تسيير امور مؤسسة كهرباء لبنان ومنها عدم تأمين الفيول لمعامل الانتاج، حيث ابدى الحايك تشددا ازاء المواصفات المطلوبة لهذه المادة.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان قد أعلنت الأسبوع الماضي، عن وصول الباخرة "أستير" من روسيا محملة بـ28 ألف طن فيول، لانهاء أزمة نفاد هذه المادة في أعقاب فشل مناقصتي استيراد المشتقات لمصلحتها، لعدم دفع مستحقات الموردين القدامى والبالغة نحو 178 مليون دولار.
ورفض مكتب وزير الطاقة والمياه بسام يمين الخوض في موضوع وصول الباخرة أو عدم وصولها، وقال "إن موعد وصولها رهن بعمل مؤسسة الكهرباء، وليس من اختصاصنا، نحن علينا الدفع فقط"، في حين بقيت خطوط المدير العام للمؤسسة وأركانه مقفلة، وغائبة عن السمع أو اعطاء أي توضيح لما يحصل والى أين تسير البلاد، رددت مصادر في المؤسسة أن التوتر بين الوزير يمين وحايك على أشده، نتيجة لأزمة الفيول أويل الحاصلة.
وتوقعت المصادر اياها في اتصال مع "المستقبل"، أن تصل الباخرة السابعة والنصف صباح اليوم الى معمل الجية، إلا اذا طرأت مستجدات، ولفتت الى ان اوساط الحايك بررت تأخرالباخرة بأعطال فنية اصابتها في عرض البحر. وأكدت أن مادة الديزل أويل لن تكفي لأكثر من أسبوع، وهو ما يضع البلاد في أزمة كهرباء من "العيار الثقيل"، يقل عن انتاج 1000 ميغاوات من جميع المعامل، بحيث لا تستثنى أي من المناطق من التقنين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.