أسوأ الناس من لا يعرف حده فيقف عنده، فلا يرحم نفسه ولا يرحم غيره. وأسوأ المرشحين للانتخابات النيابية، من يدعي مبدأ لا يسير فيه، وسياسة لا تقوم إلا على الافتراءات، وتنقل في الترشح على المقاعد من طرابلس الى عكار، الى دراسة امكان الترشح عن مقعد قضاء المنية بعد تصاعد بورصة أسماء المرشحين فيها (مرشح تسوية)، وصولاً الى امكان الترشح عن الضنية.
هذا هو حال المرشح "المزمن" كميل مراد، الذي ضاقت عليه الأراضي اللبنانية الشمالية بما رحُبت من المقاعد النيابية.
وبعد سعيه الدؤوب لحجز أي مقعد وفي أي لائحة، وبعد اقفال الأبواب أمامه باعتباره متسللاً لاقتناص النمرة الزرقاء، ليس لخدمة قدّمها أو لمبدأ يدافع عنه، وانما إرضاءً لغرور في نفسه، نراه يدعي "أنا عراب اللائحة الثانية في الشمال"، ليوسع بيكار اتهاماته لمنجزات الرئيس الشهيد رفيق الحريري، سائلاً عمن "ركّب" على البلد 40 مليار دولار، في ايحاء لا يخفى على أحد، وأن "لا معنى لتيار المستقبل الذي يأخذ بالمحاصصة المقاعد النيابية، وأنهم رفضوه نتيجة لمصالح شخصية بين أركان اللائحة"، متهجماً على انجازات التيار في بلدته، وخصوصاً المهنية الفنية التي أنشئت في البلدة، في عهد وزير التربية آنذاك سمير الجسر، متوعداً في إحدى جلساته بـ"تكسير رأسه" في هذه الانتخابات.
وسياسة "تكسير الرأس" التي استعملها المرشح "المزمن" مع رئيس البلدية في رأسنحاش، المناوئ له، فشلت مع التجديد لرئيس البلدية واكتساحه للائحة المدعومة منه، كما فشلت محاولاته المكشوفة للنيل من المجلس البلدي وفتح النار عليه، وهو الفشل الذي تتابع في جميع الانتخابات النيابية، منذ انتعاش ديموقراطية الانتخابات النيابية في لبنان منذ العام 1992، وصولاً الى ترشحه للانتخابات النيابية الحالية، محاولاً ايجاد مكان له تحت شمس هذه الانتخابات، المهم أن يعطى مقعداً له، مرة باسم "الأقلية السنية" في الكورة والبترون، ومرة بالدفاع عن أي "وطنية لا طائفية"، ومرة بالتهجم على المخابرات السورية، وأخرى على "تيار المستقبل"، وعلى "طرابلس باعتباره دوماً مرفوضا من الطرابلسيين"،..المهم مقعد نيابي له، وبئس هذا التناقض الذي لا يستند الى برنامج أو مبدأ، ولا ينتج إلا أعداء لبلدتنا الآمنة المطمئنة.
وكان آخر المطبات لهذا المرشح "المزمن" الدفاع عن الجنرال العائد من باريس، محاولة يائسة للدخول الى نعيم لائحته، وهو استضاف لهذه الغاية المرشح جبران باسيل عن مقعد البترون، أول من أمس في رأسنحاش، وهي المعروفة بنكهتها "الحريرية"، داعماً لطروحات باسيل، المتناقضة مع بعضها في بيروت وفي كلامه الانتخابي، وكأن طروحات التيار العوني في انتخابات بيروت شيء وفي الشمال شيء آخر، وهي محاولة تذاكي لمراد لضرب "الحريريين" في البلدة، لكن المعلومات تشير الى عدم القبول بهذا المرشح المندفع في الهجوم على "تيار المستقبل" والوزير الجسر، في اللائحة الثانية التي يعربها كما ادعى.
المرشح "المزمن" يشوط الكرة بعيداً عن المرمى، ويشوط في كلامه مرة عن الوطنية ومرة أخرى عن حقوق "الأقلية السنية" في البترون ومعها الكورة، يطعن بقانون الألفين ثم يطالب بقانون انتخاب نسبي، ومع ذلك يترشح ويترشح ويترشح. ورسائل هذا "المزمن" في كل الاتجاهات وهجومه على الكل، ومحاولات الركوب في اللوائح، تثير مشكلة يعانيها أهالي البلدة معه، اذ إن ترشحه "الاستقتالي" سبب حرماناً للبلدة البترونية الوادعة، وهي التي تملك موارد بشرية علمية مهمة وعلى جميع الصعد، من خدمات باعتبار أن "المزمن" يعتقد أنه يملك مفاتيح الناخبين السنة في البترون والكورة، ولذلك ليس من حق أي خدمات تقدم من الجهات السياسية في الشمال الدخول الى رأسنحاش تحديداً إلا من بوابة "فيلته".
رأسنحاش حزينة لتهجم هذا المرشح "المزمن" على "تيار المستقبل"، وهي التي تريد أن ترد الجميل للشهيد رفيق الحريري في الانتخابات النيابية بعد أسبوعين، وهي التي شاركت في 14 آذار، لأن دماء الشهيد الكبير، أصعب من أن يمحوها كلام أقل ما يقال فيه انه "انتهازي". رأسنحاش والناخبون السنة في الكورة والبترون، سيبقون أكبر من الأساليب الرخيصة والمحاولات المشبوهة لمنع الفوز الكاسح لتيار المستقبل، وسيعطون بقدر ما أعطى الرئيس الشهيد والتيار لأبنائها من تعليم ومشاريع تجسيداً لمبدأ الانماء المتوازن بين المناطق الذي أرساه الرئيس الشهيد، "ولو كره المتسللون".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.