8 حزيران 2020 | 08:28

صحافة بيروت

إقرأ كل الصحف.. عبر "مستقبل ويب"

خاص- مستقبل ويب

النهار

لبنان وقف على مشارف الفتنة في يوم القطوعات المذهبيّة

الجمهورية

محاولات لإستدعاء الحرب الاهلية... والطبقة السياسية مصدومة

اللواء

قطوع الفتنة: الجيش يحمي السلم الأهلي.. فمن يحمي الوحدة الوطنية؟

نداء الوطن

بالأرقام... هكذا يتم "توزيع الأعباء" في خطة الحكومة!

"الاستراتيجية الدفاعية"... ماذا تنتظر فخامة الرئيس؟

الأخبار

اقتراح زيادة سعر المازوت: كارثة جديدة تلوح في الأفق!

مصارف أجنبية توقف التعامل مع لبنان

الشرق الأوسط

لبنان يتفادى فتنة مذهبية... والجيش يتوعد "العابثين"

المعارضة عدّت عون "مسؤولاً" عن عدم لجم الاحتقان

الشرق

معادلة جديدة: نزع السلاح = الحرب الأهلية

الديار

حتى الجوع لم يُوحّد اللبنانيين... أجندات خارجية تحاول إشعال مؤامرة في لبنان

العماد جوزف عون نشر الجيش بقوة ومنع الفتنة وسيطر على الاوضاع دون شهداء

-----------------

الحريري في كليمنصو لـ"منع الفتن الطائفية والمذهبية"

أضاءت الصحف على الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري برفقة مستشاره الوزير السابق غطاس خوري إلى كليمنصو، حيث التقى رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط بحضور النائب وائل أبو فاعور والوزير السابق غازي العريضي.

وأشارت الصحف إلى أن اللقاء كان للتباحث في كيفية احتواء التوتر الذي حصل السبت، ومنع أي شكل من اشكال الفتن الطائفية، والمذهبية.

وعلمت "الجمهورية"، انّ الحريري علم بحراك جنبلاط قبل زيارة الاخير للرئيس نبيه بري في عين التينة، فأبلغه جنبلاط ‏انه سيكون في كليمنصو ليلاً، وتناول الاجتماع بينهما كل ما يجري على الساحتين المحلية ‏والاقليمية. وخصوصا انّه كان هناك بحث سابق بين الحريري وبري في اللقاء الذي جمعهما ‏على هامش آخر جلسة لمجلس النواب‎.‎

ولفتت الصحف إلى أن الرئيس الحريري كان قد توجّه، في سلسلة تغريدات، الى "كل المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة"، وحضّ على "التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردات فعل يمكن أن تهدد السلم الاهلي وتفسح في المجال امام الجهلة لاشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد".

وقال: "إنّ أي تطاول على السيدة عائشة هو أمر مشين ومرفوض أصابنا جميعاً في الصميم ويشكل إهانة لكل المسلمين من دون استثناء وليس لطيف واحد من أطيافهم، وهو ما كان محل استنكار وادانة من أولي الامر في السياسة ورجال الدين من اخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن أهل السنّة ودار الفتوى تحديداً".

وأضاف: "ندائي الى كلّ الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية. لعن الله الفتنة ومن يوقظها".

جنبلاط في عين التينة: لن نستسلم ولن نتردد وسنتابع بالحوار

توقفت الصحف عند زيارة رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط يرافقه، نجله النائب تيمور جنبلاط، إلى عين التينة، للتباحث في ما "يتعلق القيام به، لمنع تكرار ما حدث السبت، والذهاب إلى صندوق النقد الدولي، قبل فوات الأوان".

وأشارت "اللواء" إلى أن الرجلين اتفقا على سلسلة خطوات، بدأ جنبلاط، تنفيذ الشق المتعلق به، باستقبال الرئيس سعد الحريري في كليمنصو، رغم ان موعد اللقاء كان مقرراً قبل تطورات السبت.

وقالت اوساط عين التينة وكليمنصو، لـ"الجمهورية"، انّ التطورات التي شهدتها بيروت مساء أمس الاول ‏استدّعت تحركاً عاجلاً على الجبهة السنّية ـ الشيعية. فبادر جنبلاط الى زيارة بري و"تناول ‏البحث سبل مواجهة ما طرأ من تطورات قبل ساعات في بيروت، ورفعت منسوب القلق ‏على الامن في المدينة وتداعياتها في مناطق مختلفة من لبنان‎".‎

ولفتت الصحف إلى أن جنبلاط قال بعد لقاء عين التينة: "أمام ما يجري إما على المرء أن يستسلم أو يتردد أو يتابع، إننا لن نستسلم ولن نتردد وسنتابع وبالحوار بالرغم من فداحة وقساوة الظروف خاصة الاقتصادية والمالية، ونأمل ونتأمل بأن نواجه المؤسسات الدولية بكل صلابة من أجل أن نخرج بشيء من النتائج، آخذين بعين الاعتبار ثغرات كثيرة، لكن لا بد من الاتصال بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما لا بد من تحسين الظروف الداخلية فهي معقدة جدا".

بري: حذار الوقوع في أتون الفتنة

أفادت الصحف بأن بري علّق لاحقاً على الاحداث التي شهدتها العاصمة بيروت ‏وبعض المناطق، و"التي ارتدى بعضها طابعا طائفيا ومذهبيا"، وقال: "هي الفتنة مجددا ‏تطل برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية واستهداف سلمه الاهلي …هي أشد من ‏القتل، ملعون من يوقظها، فحذار الوقوع في أتونها فهي لن تبقي ولن تذر ولن ينجو منها ‏حتى مدبروها وممولوها‎!".‎

"النهار": بري: حذارِ مشروع الفتنة والدم... و"لا علاقة لي بالخليوي"

كتب رضوان عقيل في "النهار": بري: حذارِ مشروع الفتنة والدم... و"لا علاقة لي بالخليوي"

سارت الساعات الاولى من التظاهر في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في اجواء مقبولة، الا ان ما استوقف المراقبين هو توجه مجموعات كبيرة من المتظاهرين وسيرهم مئات الامتار من ساحة الشهداء في اتجاه الطريق المؤدي الى محلة الخندق الغميق حيث توجه فقراء لملاقاة فقراء. وعندما تبلّغ الرئيس بري بهذه التفاصيل وجّه تعليماته الى كوادر "أمل" في هذه المحلة بممارسة أعلى درجات الانضباط والتعاون مع الجيش والاجهزة الامنية والعمل على إبعاد الاهالي عن اي اشتباك ودفعهم للعودة الى منازلهم، مشددا على عدم ممارسة اي استفزازات. وكان يخشى وقوع دم في هذا المكان وترجمة ما أعده مخططون لهذه الاعمال وحرف التظاهرة عن مسارها. في غضون ذلك، ارتفعت درجات الحذر عند رئيس المجلس لدى تلقيه معلومات عن تجمعات في عين الرمانة والشياح، فأقدم على اجراء اتصالات اخرى وسريعة مع المسؤولين "الحركيين" يحذرهم فيها من الانجرار الى مشروع الفتنة، ونبههم من محاولات الاستدراج الى اي فتنة او الوقوع في شباكها السامة مع أي من المكونات اللبنانية. وتلقت مكونات الحكومة جملة من الانتقادات حيال تعاطيها مع ملف التعيينات الخليوية حيث تتهم بأنها تطبق اسلوب المحاصصات. وتردد كلام كبير هنا حيال ما رافق تعيينات مجلسي الادارة الانتقاليين في شركتي "الفا" و"تاتش" بعدما عملت الدولة على استرداد قطاع الاتصالات، وان الاسماء التي حلت في المجلسين تعود لـ"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل". ويرد بري بغضب على كل الاتهامات "غير الدقيقة والملفقة" وعلى المعلومات والاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ويؤكد: "لم أدخل في اي محاصصة لا سياسية ولا طائفية". ويختصر موقفه حيال هذا الموضوع بأنه لم يتدخل لا من قريب ولا من بعيد في تعيينات هاتين الشركتين ولم يقم على الاطلاق بأي اتصال او فتح هذا الموضوع مع النائب جبران باسيل ولا النائب فيصل كرامي ولا مع وزير الاتصالات طلال حواط. ولا حاجة في نظر المحيطين به للرد بدليل عدم حلول اسم شيعي على رأس مجلس ادارة اي من الشركتين، وان كان المعيار الذي يجب ان يسود في هذا القطاع الحيوي والمنتج هو حلول وجوه كفية ومجربة في قطاع الاتصالات وغيره من القطاعات. مع الاشارة هنا الى ان السيد علي ياسين (شيعي) هو عضو مجلس ادارة سابق في "تاتش".

"نداء الوطن": جنبلاط والثنائي الشيعي: الفتنة خط أحمر... وسعد الحريري أيضاً

كتبت غادة حلاوي في "نداء الوطن": جنبلاط والثنائي الشيعي: الفتنة خط أحمر... وسعد الحريري أيضاً

خلال اليومين الماضيين لعب بري دوره المحوري في تجنيب البلد المأزق الكبير. وهو أشاد امام جنبلاط بدور الحريري الوطني في تدارك القطوع الذي مر به البلد. وزار الرئيس الحريري امس جنبلاط الذي زار بري في عين التينة. مصادر المجتعمين قالت إن اللقاءات التي عقدت كان هدفها لملمة الوضع في البلد أمنياً ومذهبياً ومالياً، ومنع الانزلاق نحو الفتنة الاسلامية التي يتخوف جنبلاط كما الآخرون من تمددها، لتشمل المناطق الدرزية كما السنية والشيعية. كان المشهد مرعباً للقوى السياسية التي اعتبرت ان انسداد الافق لا بد ان يواجه بحركة ما لخلق شبكة امان على المستويات كافة بصرف النظر عن موالاة ومعارضة، صحيح ان الحكومة تتحمل جزءاً من المسؤولية لكن يجب ان يساندها الجميع من اجل مصلحة البلد، ومن هنا جاءت خطوة جنبلاط السياسية. واذا كانت الخطوة صارت في العلن فان خطوات اخرى شهدتها الايام الماضية بدأت منذ يوم الجمعة، حيث أبلغ جنبلاط والحريري بري انهما غير معنيين بالتحرك في الشارع في وقت ابلغ "حزب الله" القوى الامنية انه بذل جهده لضبط الشارع، وبقي على تنسيق متواصل معها وهو فوجئ فعلاً بحجم التفلت الذي حصل وبذل جهوداً لتطويقه. وانه بالفعل استدرك موضوع عين الرمانة وما حصل في بربور. وتقول مصادر "الاشتراكي" ان جنبلاط كان تلمس مخاطر الوضع مسبقاً، وكان واضحاً ان النزول الى الشارع تتولاه احزاب سياسية وليس حراكاً شعبياً ومجموعات اهلية، ولذا هو أكد على الرئيس بري فعل ما امكن من اجل قيام الحكومة بما امكن من خطوات تريح الناس، لتجنب الذهاب نحو غضب شعبي والاستفادة من المبلغ المرصود للأسر الاكثر فقراً، والبحث عن مخارج مقبولة والتنسيق مع صندوق النقد. أما على مستوى اللقاء مع الحريري والعلاقة معه فهنا كان تركيز بري كما جنبلاط على دور الحريري على الساحة السنية التي كثر اللاعبون عليها، ما يستوجب مساعدة الحريري ودعمه في جهوده لإعادة لملمة الوضع السني وعدم السماح لاي فريق طارئ العبث بالامن. لغاية اليوم يمكن القول ان مشهد اليومين الماضيين انتهى، واضعاً الجميع امام مسؤولياتهم التاريخية أقله هذا ما تلمسه الفرقاء واستنفروا لاجله، مستدركين ان الآتي سيكون اعظم ولكن السؤال كيف ستكمل الحكومة رحلتها بعد اليوم؟ وهل ما حصل يصب في مصلحة الحفاظ عليها او العكس؟ رغم تأكيد القوى الفاعلة فيها على استمرارها لكن التشكيك يبقى مشروعاً وللبحث صلة.

أحمد الحريري: المس بالمقدسات الإسلامية مرفوض وسنعمل دائماً على إطفاء نار الفتنة

أكد الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، في حديث إلى إذاعة "الشرق"، أن "المس بالمقدسات الإسلامية مستنكر ومرفوض، ولا أحد يقبل به لا سنة ولا شيعة، وسنعمل دائماً على إطفاء نار الفتنة".

وإذ لاحظ أن "نواب "التيار الوطني الحر" وقياداته أعادوا إثارة موضوع سلاح "حزب الله" في الاسبوعين الماضيين قبل تظاهرة السبت"، سأل:"هل أصبح "التيار الوطني الحر" من جماعة السفارات في نظر "حزب الله" الذي يتهم كل من يثير مسألة سلاحه بأنه من جماعة السفارات"، مؤكداً على "أن معالجة معضلة سلاح "حزب الله" تكون على طاولة الحوار ومن ضمن استراتيجية دفاعية".

وشدد أحمد الحريري على أن "اللعب في توازنات البلد خطير، ولا يتوهم أحد أن تهميش طائفة معينة في موقعها الرئيسي في النظام قد يمر مرور الكرام، ولا يشكل مدخلاً لإثارة العصبية لدى أبناء هذه الطائفة. فليأخذ بعض من يمارس هذا الأمر العبرة من تجربته، عندما عانى 15 عاماً من التهميش في ظل الوصاية السورية، التي نفت العماد ميشال عون، وسجنت الدكتور سمير جعجع، لمَ يكررون نفس ممارسات الوصاية اليوم؟!".

واعتبر أن "ثمة محاولة من أحد العقول المخربة لضرب آخر عامودين في البلد، عامود اسمه مصرف لبنان والمصارف وعامود آخر اسمه الجيش اللبناني. لماذا الخوف من جوزيف عون؟ لم يعلن أنه مرشح للرئاسة؟ ولماذا محاولات اقحام الجيش في اللعبة السياسية وتحويله إلى طرف، من إشكال قبرشمون الى قضية التهريب والمعابر غير الشرعية، وصولاً الى طرح توزير قائد الجيش في سياق ظن من يسعى للرئاسة أنه بذلك يحرق ورقته!".

وتوقف عند انجازات حكومة حسان دياب متسائلاً :"تمنع لبنان عن السداد هذا انجاز ! ارتفاع سعر صرف الدولار انجاز! الورقة الاقتصادية التي قدمت ولم يوافق عليها أحد إنجاز! زيادة عزلة لبنان الدولية والعربية انجاز! العودة إلى إنشاء معمل في سلعاتا بهذه الطريقة إنجاز! التشكيلات القضائية أين هي؟ التعيينات الادارية اين هي؟ هربوا من الآلية".

وسأل أحمد الحريري:"كيف يُشهّرون بالسياسات الحريرية ويلجأون إلى "سيدر" الذي أنجزه الرئيس سعد الحريري باعتباره الحل؟"، مشيراً إلى أنهم " يحاولون تدمير قطاع الاتصالات كما دمروا الكهرباء وأثبتوا فشلهم في النفط والسدود والسياسة الخارجية".

لبنان إجتاز السبت 3 قطوعات طائفية ومذهبية

لاحظت "النهار" أن لبنان بالكاد اجتاز ثلاثة قطوعات بالغة الخطورة توالت فصولها بسرعة مريبة السبت الماضي الذي أريد له ان يكون تاريخاً لانطلاقة متجددة للانتفاضة الاحتجاجية، فإذا بفِخاخ الفتنة ومحاولات نصب شارع في مواجهة شارع تحوّله الى يوم القطوعات الطائفية والمذهبية.

ورأت "النهار" ان الإعداد المتقن لإجهاض الانتفاضة المتجددة قد اتخذ مداه، فبدأ الامر باستدراجات مشتبه فيها لاثارة ردود فعل جمهور الانتفاضة مثل اطلاق شائعة عن خطف أحد الناشطين، وتوجه عدد من المتظاهرين نحو شارع بشارة الخوري، فيما كانت مجموعات من أنصار الثنائي مستنفرة وجاهزة للزحف في الاتجاه المعاكس، أي في اتجاه المعتصمين في ساحة الشهداء. ومع مسارعة الجيش وقوى الامن الداخلي والأجهزة الأمنية الى توزع مهمات الفصل السريع بين الجمهورين، لم تجد مجموعات أنصار الثنائي أي حرج في تنظيم اطلاق شعارات مذهبية.

كان هذا القطوع الأول. أما القطوع الثاني فبدا لـ"النهار" أخطر عند تقاطع عين الرمانة - الشياح حيث تصاعدت لوهلة أخطار اشعال فتنة طائفية. وكشفت المعلومات المستقاة من شهود عيان ان ما حصل كان مفتعلاً من خلال حضور مجموعات من خارج المنطقة على دراجات نارية الى عين الرمانة وإطلاقها شعارات استفزازية في موضوع السلاح والمقاومة. وتجمع على الأثر عدد كبير من الأهالي وأنصار "القوات اللبنانية" في مواجهة هؤلاء وحصل اشتباك بالعصي والزجاجات الفارغة، وما لبث الامر أن أدى الى اطلاق رصاص في الهواء لم يعرف مطلقه. وانتشرت بسرعة وحدات التدخل العسكرية بأعداد كثيفة كما وحدات من قوى الامن الداخلي وفصلت بجدران بشرية عسكرية بين الفريقين، فيما تسارعت المساعي لتطويق التداعيات ومنع تجدد الخلاف والاحتكاكات.

وأشارت "النهار" إلى أن القطوع الثالث كاد يغدو الأخطر مع تفشي الاحتقان السني - الشيعي على خلفية تداول شتيمة وجهت الى أم المؤمنين السيدة عائشة، عملت على إذكاء ليل صاخب في بعض شوارع العاصمة، إذ سُمع إطلاق رصاص كثيف في محيط كورنيش المزرعة، في إطار ردّ الفعل الغاضب. كما سُمع إطلاق نار كثيف في محيط كورنيش المزرعة وساقية الجنزير، وتصاعدت أصوات من الطائفتين السنّية والشيعية تدعو الى التعقل ورفض جرّ البلد إلى فخ الفتنة.

واعتبر مصدر بارز في المعارضة لـ"الشرق الأوسط" الرئيس ميشال عون "مسؤولاً" لعدم لجم الاحتقان، مضيفا أن من يود تنقية الأجواء للحفاظ على العيش المشترك وتحصين مشروع الدولة المدنية لا يشكل حكومة لا تتمثل فيها المكوّنات الرئيسية في الشارع السنّي. وأكد أن رئيس الجمهورية يتحمّل مسؤولية حيال تغييبه لهذه المكوّنات عن المشاركة.

وقالت مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية"، تعليقاً على ما جرى السبت، انّ "هناك شعوراً أكثر من جدّي لدى كلّ المستويات بأنّ ثمّة جهات خارجيةٍ تحاول عبر جهاتٍ داخلية باتت معلومة بالإسم، أخذ لبنان إلى أزمةٍ كبرى تبدّت نذرها السيئة في محاولة استدعاء الحرب الأهلية".

وبحسب المصادر نفسها، فإنّ ما حصل "أحدث صدمةً كبرى لدى الطاقم السياسي بكلّ تنوّعاته وباتت مفاعيلها الخطيرة تحتّم التقاء القوى السياسية حول هدفٍ وحيد هو إعادة تحصين البلد، خصوصاً وأنّ ما حصل من حيث خطورته وقرعه لباب الفتنة، وضع مصير لبنان واللبنانيين على المحكّ".

وسألت "نداء الوطن" أين أصبحت "استراتيجية الدفاع الوطني" فخامة الرئيس؟ وأين أصبح وعدك أمام البعثات الديبلوماسية بأنّ هذا الملف سيحتل صدارة أولوياتك بعد الانتخابات النيابية الأخيرة؟ ماذا تنتظر؟ إسحب صاعق التداول بموضوع السلاح من الشارع واسحب ملف "الاستراتيجية الدفاعية" من درجك درءاً لفتائل الفتنة ومنعاً لإشعالها واستغلالها في تجييش الناس على بعضهم... وليكن ما جرى "جرس إنذار" حسبما حذرت صادقاً بالأمس من "أنّ أي انتكاسة أمنية إن حدثت لا سمح الله لن تكون لمصلحة اي كان".

فهمي: دخول "طابور خامس" على خط التظاهر

وقال وزير الداخلية العميد محمد فهمي لـ"الجمهورية"، إنّه "كانت توجد لدينا مؤشرات أولية ‏الى امكان دخول "طابور خامس" على خط التظاهر لإحداث فتنة، وهذا ما حصل"، مؤكّداً ‏‏"انّ القوى الامنية ممسكة بالأرض جيداً وهي على جهوزية تامة لتحمّل مسؤولياتها في ‏حماية السلم الاهلي والاستقرار الداخلي"، ومشدّداً على انّ "من غير المسموح إحداث اي ‏فتنة طائفية او مذهبية مهما كلف الأمر‎".‎ ‎

واشار فهمي الى انّه على إقتناع بأنّ بعض الأحداث والهتافات التي سُجلت امس الأول ‏‏"كانت مفتعلة ومخططاً لها عن سابق تصور وتصميم"، كاشفاً انّ هناك موقوفين ‏والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات ما جرى‎.‎

مصادر عسكرية لـ"الشرق الأوسط" : ما حصل ليل السبت الأحد كاد يدخل البلاد في الفتنة

جددت مصادر عسكرية، التأكيد لـ"الشرق الأوسط" على أن ما حصل ليل السبت الأحد كاد يدخل البلاد في الفتنة، مشددة على أن موقف الجيش واضح في هذا الإطار وهو بذل كل الجهود لاحتواء ما حصل وعدم تمدد الإشكالات الأمنية ونجح في ذلك، وهو ما لم ولن يتهاون به كما في كل مرة تحصل محاولات للعبث بالاستقرار الأمني.

"الجمهورية": "نكسة" 6 حزيران: كيف لاحت الفتنة وماذا كشف فهمي؟

كتب عماد مرمل في "الجمهورية": "نكسة" 6 حزيران: كيف لاحت الفتنة وماذا كشف فهمي؟

تلفت اوساط سياسية الى انّ 6 حزيران لا يشبه 17 تشرين، للعوامل الآتية: 1- ضآلة الحضور بالمقارنة مع الزحف البشري الهائل في 17 تشرين، بحيث انّ تحرك 6 حزيران بَدا غير قادر على استقطاب الجزء الاكبر من المواطنين العاديين. 2- مقاطعة مجموعات أساسية وحيوية كانت تشكّل عصباً لانتفاضة 17 تشرين ومدداً معنوياً وفكرياً لها، ساهَم في إثراء تجربتها. 3- تبعثر الشعارات وانقسام المتظاهرين بين من يعطي الاولوية للمطالب المعيشية والاصلاحية وبين من ينادي بنزع سلاح حزب الله تنفيذ القرار 1559، في حين انّ خطاب انتفاضة 17 تشرين كان خالياً الى حد كبير من المواد السياسية المتفجرة. 4- خطورة الانقسام الحاد بين جمهور ساحة الشهداء وعين الرمانة من جهة وجمهور خندق الغميق والشياح من جهة أخرى، ما هدّد بنَبش القبور القديمة وفتح قبور جديدة، بينما يُسجل لانتفاضة 17 تشرين، خصوصاً عند انطلاقة شرارتها في الأيام الأولى، أنها نجحت في تذويب جزء كبير من الشوارع المتعارضة ضمن وعاء واحد، قبل أن تخضع في مراحل لاحقة الى نوع من الضَم والفرز. على الجانب الآخر أبلغ وزير الداخلية محمد فهمي "الجمهورية" انه كانت توجد لدينا مؤشرات أولية الى إمكان دخول طابور خامس على خط التظاهر لإحداث فتنة، وهذا ما حصل، مؤكداً انّ القوى الامنية مُمسكة بالأرض جيداً وهي على أتَمّ الجهوزية لتحمّل مسؤولياتها في حماية السلم الاهلي، ومشيداً في هذا المجال بالتعاون والتكامل بين الجيش والامن الداخلي. مؤكداً انه من غير المسموح إحداث أي فتنة طائفية او مذهبية مهما كلف الأمر. وأشار فهمي الى انه على قناعة بأنّ بعض الأحداث والهتافات التي سجلت امس الأول كانت مفتعلة ومخططاً لها عن سابق تصور وتصميم، كاشفاً انّ هناك موقوفين والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات ما جرى. وأمل فهمي في أن يتم تحويل التهديد بالفوضى الى فرصة للتلاقي، ملاحظاً انه بينما كان المقصود عبر التصرفات المشبوهة والمريبة استدراج اللبنانيين الى وَحل الفتنة أتّى الإجماع الوطني على رفض السلوك المذهبي المُسيء والتحريضي ليعزل المصطادين في الماء العكر ويعيد الاعتبار الى الوحدة الوطنية حول قواسم مشتركة، وفي طليعتها رفض الانزلاق مجدداً الى مستنقع النزاع الأهلي ومنع تحويل الاختلاف السياسي الى اقتتال داخلي.

"النهار": "رغيف" الانتفاضة مُستهدَف... واعتداءات "الحزب" تشهد

كتب مجد بو مجاهد في "النهار": "رغيف" الانتفاضة مُستهدَف... واعتداءات "الحزب" تشهد

اللافت في أحداث "متراس" الرينغ المستعادة بين فقراء يهاجمون فقراء أنّها كانت متوقّعة، إذ أشارت أجواء سياسية الى أنّ من يخال أن ما حصل مفاجئ هو مخطئ، باعتبار أن الاستناد الى "لعبة" اثارة الشارع والشارع المضاد هي معادلة قديمة - جديدة، الغاية منها شدّ العصب والعصب المقابل ومحاولة قتل احتماليّة عودة مشهد 17 تشرين. والخلاصة التي توصّلت اليها أوساط سياسية معارضة، في أنّ أيّ حكومة جديدة لن تساهم في تبديل الأمور لأنها لا تملك عصا سحريّة، وهي ستكون أشبه بحكومة "ديكور" أيضاً، في حال لم تتظهّر أي معطيات جديدة متعلّقة بتنازلات يقدّمها "حزب الله" أو راعيته الاقليمية ايران في الساحة اللبنانية. فقد أضحى لبنان اليوم محطّة انتظار لغالبية القوى السياسية حتى "تقطيع" المرحلة وتبلور مشهد عنوانه "التنازل الايرانيّ"، في وقت تستشفّ الأوساط المعارضة نفسها معطيات تشير الى تشبّث ايراني بورقة "حزب الله" في كونها الورقة الأبرز التي يمكن أن تقاتل بها حتى مقايضتها بأي تسوية أكثر ربحيّة لها. وتشير مصادر مطّلعة في قوى 8 آذار الى أنّ "الكلام عن تعديل حكومي أو تشكيل حكومة جديدة لا يمكن اعتباره جديّاً حتى اللحظة، لكنّ ثمة احتمالا ضئيلا للبحث في مراجعة الوضع الحكوميّ بعدما حصل بعض التعثّر على صعيد التعيينات وفي بعض الملفات خلال الأسبوع الماضي، من دون تقرير ما اذا كان تعديلاً وزاريّاً في بعض الوجوه الوزاريّة أو تغييرا كليّاً للحكومة. وما يمكن تأكيده حتى الساعة أن فكرة المراجعة الحكومية غير مطروحة، ولا حديث عن أسماء أو شخصيات لتولي مناصب رئاسيّة أو وزارية في أيّ حكومة، باعتبار أنّ البحث عن تشكيل حكومة جديدة لم يتبلور حتى اللحظة. وتعتبر القوى السياسية على اختلافها - وخصوصا الثلاثي الموالي - أن الحكومة لم تأخذ فرصتها حتى اللحظة، وأن لا أحد مستعدّاً للمغامرة أو مراجعة الوضع الحكومي في هذه الفترة، من دون القدرة على تشكيل حكومة جديدة. ولا أحد يتجرّأ على طرح هذه الفكرة خصوصا أن تجارب الحكومات السابقة غير مشجّعة مع أشهر من الفراغ قبل التوصّل الى صيغة ترضي جميع المكوّنات. وتبقى شروط المراجعة الحكومية – اذا ما احتُكم اليها في الأيام المقبلة - مبنيّة على اليأس من الحكومة الحالية أولاً، والاتفاق على طريقة تشكيل الحكومة الجديدة ووجوهها، خصوصاً أن الدخول في قضية الأسماء وتوزيع الحقائب مسألة شاقة.

"الاخبار": أنقِذوا البلاد من الرعاع

كتب رضوان مرتضى في "الاخبار": أنقِذوا البلاد من الرعاع

فجأة استيقظت الفتنة النائمة! هذا ليس صحيحاً، إذ لم تكن أحداث فوضى ليل السبت مفاجئة للأجهزة الأمنية. فقد صدقت توقّعات مخبريها بأنّ اشتباكات متنقلة ستقع. فالتعبئة الطائفية كانت قد بلغت حدّاً غير مسبوق مع رفع مجموعات مشبوهة شعاراً ملغوماً لتظاهرة السبت: نزع سلاح المقاومة. ورغم محاولات بعض مجموعات حراك ١٧ تشرين إعادة توجيه الشعارات نحو الشعارات المطلبية، وإعلان عدد كبير منها الانسحاب، إلا أنّ التوتّر كان قد بلغَ أشُدّه. الشعارات المرفوعة استفزّت مناصري حركة أمل وحزب الله. بدأ ذلك افتراضياً على وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات تنشط على تطبيق واتساب. ثم بدأت التعبئة استعداداً للمواجهة، إلا أنّ القرار لدى قيادتي الحزب والحركة كان التطويق لمنع أي صدام. نُسِّق ذلك مع استخبارات الجيش لضبط الشارع للحؤول دون الاصطدام بين الشارعين. أقفل الجيش مداخل ضاحية بيروت الجنوبية منذ الساعة الثانية من بعد الظهر لمنع خروج المجموعات للحؤول دون أي صدام. كذلك عمدت حركة أمل إلى إقفال مسربين يوصلان خندق الغميق إلى جسر الرينغ ومنع التجمعات، وسط استقدام تعزيزات من فوج المغاوير. كان القرار بمنعهم من الوصول إلى ساحة الشهداء. في هذه الأثناء، نشطت مجموعات على واتساب لتنسق التحرك باسم شباب الضاحية. كما أن الاجراء المتخذ لم يحُل دون وصول عشرات الدراجات النارية إلى نقطة تبعُد رمية حجر عن مئات المتظاهرين الذين لم يجتمعوا على شعارٍ واحد. فمن أشعل الشرارة الأولى للفتنة؟ رواية الأجهزة الأمنية لأحداث السبت تنطلق من نشرِ خبرٍ وسط بعض المتظاهرين عن أنّ مجموعة من أهل الخندق الغميق اختطفت متظاهراً. هذا الخبر دفع بنحو مئة متظاهر إلى التوجه فجأة من ساحة الشهداء باتجاه جسر الرينغ، لكن القوى الأمنية منعت وصولهم إلى مقربة من الخندق. معظم هؤلاء كان من أنصار حرّاس المدينة، الائتلاف الذي يضم شباناً طرابلسيين، بينهم أنصار الوزير السابق أشرف ريفي. وكان بينهم مجموعات تتبع للناشط ربيع الزين الذين كان غائباً لكونه موقوفاً، إلا أنّ ملائكته كانت حاضرة. شتم هؤلاء رئيس مجلس النواب نبيه بري وزوجته رندة بري، ثم بدأوا برشق الحجارة. كان الأمر في «الميدان» لمجموعات الرعاع الذين شتموا زوجة النبي محمد بالقرب من ساحة الشهداء، ثم توجهوا من دون أي سبب إلى عين الرمانة، في ظل انتشار معلومات عن توجيههم الشتائم للصليب. ترافق ذلك مع خروج أصوات من مجموعات مشبوهة في الشارع المقابل. شُتم أهل الضاحية ورموز كالإمام موسى الصدر.

"الاخبار": طرابلس: مؤشّرات التصعيد حضرت مسبقاً

كتب عبد الكافي الصمد في "الاخبار": طرابلس: مؤشّرات التصعيد حضرت مسبقاً

كانت كلّ المؤشرات في طرابلس، يوم الجمعة الماضي، تشير إلى أنّ تظاهرة السبت لن تمرّ على خير. هذه المؤشّرات تمثلت في أكثر من تطوّر، أبرزها كان الاعتصام الرمزي الذي أقامه عدد من مناصري حزبي الكتائب وسبعة والوزير السابق أشرف ريفي وبهاء الحريري في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور)، مطالبين بنزع سلاح المقاومة، وهو ما أثار معارضة كثير من الناشطين والمحتجين، لا يشكل سلاح المقاومة حساسية عندهم، وأولئك الذين لا يرون أن التوقيت مناسب حالياً لطرح هذه المسألة. كانت شائعات تبثّ في المدينة عن أنّ يوم السبت سيشهد فوضى ومشاكل، وسط دعوات إلى الإعداد لذلك واتخاذ الاحتياطات الاحترازية، حتى إن البعض كان يُروّج أنّ انفلات الوضع والتصعيد على الأرض سيؤديان إلى انتشار حالات السرقة والتعدّي على المحال التجارية والسيارات وغيرها. ومع مغادرة عدد من الباصات إلى بيروت، السبت، محمّلة بمواطنين للمشاركة في الاعتصام، كلّ منهم يحمل أجندة مختلفة عن الآخر، عاشت طرابلس ساعات ترقب وقلق، خصوصاً بعد نقل مباشر لمشاهد العنف والفوضى التي سادت التظاهرة، وزاد من نسب القلق والخوف ما بثّ في التظاهرة من شعارات مذهبية مسيئة، الأمر الذي ترجم مساء على الأرض بعد عودة محتجي طرابلس من بيروت، حيث صبّوا غضبهم بمشاركة آخرين في الشارع، في ظلّ مواقف سياسية ودينية واسعة في عاصمة الشمال حذرت من مخاطر التعرّض للرموز الدينية. هذه التحرّكات الغاضبة ظهرت على شكل قطع طرقات وشوارع وساحات عامّة في طرابلس وجوارها. وكان أبرز تلك التحركات ما حصل في محيط سراي طرابلس، حيث استخدمت القوى الأمنية المكلفة بحمايته القنابل المسيلة للدموع، وهو نادراً ما كان يحصل، في وجه محتجّين حاولوا اقتحام السراي. وحاول محتجّون اقتحام مخفر التل، وسط المدينة، ومقر السجل العدلي والشرطة القضائية، الموجودَين في المبنى ذاته، بعدما كسروا واجهة المبنى الزجاجية والنوافذ المطلة على الشارع، قبل وصول الجيش اللبناني إلى المكان، حيث ضرب طوقاً أمنياً وأبعد المحتجّين الذين كان عناصر المخفر قد أطلقوا فوقهم أعيرة نارية في الهواء بهدف إبعادهم.

"نداء الوطن": "حزب الله" يوجّه الرسائل بدل استيعاب الضغط

كتب وليد شقير في "نداء الوطن": "حزب الله" يوجّه الرسائل بدل استيعاب الضغط

ثمة من يعتقد أن "حزب الله" ليس بوضعية إرسال الرسائل في ظل المأزق اللبناني والحصار الذي يتعرض له البلد، بالتوازي مع الحصار الأميركي على إيران ونظام بشار الأسد. بل يفترض به أن يستوعب الضغوط عليه من الخارج وأن يمتص الاعتراض الداخلي والذي انتقل إلى جمهور حليفه المسيحي، "التيار الوطني الحر"، كما ظهر من التباينات مع رموزه. وهذا يعني أنه مع اختلال ميزان القوى المحلي لمصلحة السلاح، فإن توازن الرعب في الصراع الأهلي ليس بالاختلال نفسه، على رغم أن أيّاً من الطوائف والمذاهب الأخرى ليس مستعداً لأي نوع من الحرب. أغرقت موقعة السبت "الحزب" في مجاهل الصراع الأهلي، بحيث اضطر إلى العدول عن توجيه تظاهرة بالأمس إلى السفارة الأميركية في عوكر. في الانتظار بدا واضحاً من موقعة 6 حزيران أن الثورة الشعبية تعرضت لانتكاسة كبرى بعدما غلب عليها الانقسام حول الشعارات، على رغم الجهد الذي بذله الناشطون من أجل استبعاد الشعارات التي تسببت بالانقسام. ضاعت أهداف الثورة في الساحات المذهبية والطائفية. وإعادة لملمة مكوناتها الشعبية تحتاج جهداً استثنائياً. وبدا واضحاً أن البلد في هشاشة لا يحسد عليها أمام المجتمع الدولي. فأي دعم يمكن أن يقدمه المجتمع لدولي لبلد بهذه الهشاشة لمنع انهياره، في وقت عليه تحدي التجاوب مع قانون "قيصر" للعقوبات على التعامل مع سوريا؟

"الشرق": جهوزيّة الحرب الأهليّة

كتبت ميرفت سيوفي في "الشرق": جهوزيّة الحرب الأهليّة

لن تغيّر أحداث السبت الماضي مصير مواجهة لبنان الاقتصاديّة والماليّة، ولا من حقيقة أنّ البلد يلفظ أنفاسه في انتظار من يمدّه بشهور عمر إضافيّة، ولا يزال الحصول على هذه المساعدة متعذّراً، ولا يزال السياسيّون اللبنانيّون يستحقّون الضرب بالأحذية لأنّهم لا يزالون يستثمرون الأحداث كلّ لمصلحته متجاهلين أنّ البلد لم يعد يحتمل هذه الممارسات الدنيئة !!ما بعد 6 حزيران ليس كما قبله أبداً، البلد في كامل جهوزيته لحروبٍ أهليّة متعدّدة، والأرضيّة مهيّأة لها وبشدّة، بيانات الشّجب والاستنكار لن تمحو الجروح النفسيّة التي طاولت اللبنانيين بسبب إهانة مقدّساتهم الدينيّة، والبلد جاهز جديّاً للفدرلة وخيارات الصّيغ التقسيميّة، وحزب الله وسياساته وأجنداته هي التي أوصلت كثير من اللبنانيين إلى استحالة استمرار العيش المشترك مع فريق يصرّ على ربط مصير البلد بمصير إيران ومصالحها، حتى الّذين يصنّفون بأنهم حرصاء على العيش المشترك ولبنان الرسالة، بدأوا يفكّرون بأن العيش المشترك يحتاج إلى طرفين، وأنّ سلوك وممارسات حزب الله تؤكّد أنّه غير معني بهذا العيش المشترك، فيختصرون حالهم معه بجملة بلاه وبلا عيشتو!!

"الديار": حتى الجوع لم يُوحّد اللبنانيين... أجندات خارجية تحاول إشعال مؤامرة في لبنان

كتب شارل ايوب في "الديار": حتى الجوع لم يُوحّد اللبنانيين... أجندات خارجية تحاول إشعال مؤامرة في لبنان

حتى الجوع لم يوحد اللبنانيين فماذا الذي يوحدهم؟ اللبنانيون المحرومون من لقمة عيش كاملة والذين ضاعت رواتبهم وتم صرف عدد كبير منهم من اعمالهم، ومع ذلك لم يستحقوا الوحدة الوطنية المطلوبة بل انغمسوا امام ازمة وطنية بشعة، وذلك بعد نشر فيديو مسيء للسيدة عائشة، فاشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي هجوماً سنياً شيعياً ثم نزلت تظاهرات كبيرة مسلحة في الشوارع. لكن التدابير التي اتخذها قائد الجيش العماد جوزف عون منذ ليل السبت وفجر يوم الاحد منعت اي اشتباك بين متظاهرين من الطائفة السنية والطائفة الشيعية. وما حصل على خط الشياح ـ عين الرمانة بين عناصر شيعية وشبان من عين الرمانة المسيحية، الشرارة كانت فيلم «فيديو» مسيء عن السيدة عائشة وفيه اهانة موجهة للسيدة عائشة، فرد السنة بتظاهرات وقابلهم الشيعة في تظاهرات في مناطقهم. لكن وجود الجيش اللبناني منع الفتنة واي اشتباك، وتابع العماد جوزف عون تحرك الجيش اللبناني بشكل لم يسقط فيه شهيد بل سقط له 25 جريحاً بحسب بيان اصدرته قيادة الجيش، وهكذا اسقط الجيش اللبناني المؤامرة المذهبية التي انتشرت في لبنان، وكادت تتحول حرباً ميليشاوية مذهبية سنية ـ شيعية بكل معنى الكلمة لولا وجود الجيش بكثافة وقوة، واتخاذ تدابير للفصل بين المتظاهرين المسلحين او غير المسلحين. اذا كان الجوع لم يوحد الشعب اللبناني، واذا كانت لقمة العيش لم توحد اللبنانيين، واذا كان الوضع الاقتصادي منهاراً بشكل فظيع، واذا كانت الليرة اللبنانية سقطت قيمتها فلم تعد تكفي لشراء ربطة الخبز، فمتى يتوحد اللبنانيون؟ سؤال مطروح على الدولة اللبنانية بعد ان نجح الجيش اللبناني في منع المؤامرة على لبنان، ماذا فعلتِ ايتها السلطة منذ سنوات كي لا تحصل فتنة او مؤامرة وتؤدي الى زعزعة البلد اضافة الى اصابته بازمة سياسية وازمة اقتصادية وأزمة مالية وأزمة الكورونا وغيرها من الازمات؟ ماذا فعل الطائف للبنان؟ وحده عهد الرئيس اميل لحود كانت السلطة فيه مسيطرة على الارض وكانت تلجم كل تظاهرة في مهدها، وكان الحكم قوياً جدا ايام العماد اميل لحود بفضل الجيش ومن خلال السلطات الامنية، وفي ذات الوقت فتح خطوطاً سياسية مع القوى المتصارعة، لكن لم تكن هنالك لا رحمة ولا شفقة حيال من يمس السلم الاهلي والوحدة الوطنية.

"الديار": الـقــطــوع الفتـنـوي مرّ بسلام وســط وعــي سياسي وأمــنـي... والإستنفار مُستمرّ

كتب علي ضاحي في "الديار": الـقــطــوع الفتـنـوي مرّ بسلام وســط وعــي سياسي وأمــنـي... والإستنفار مُستمرّ

تؤكد اوساط بارزة في تحالف حزب الله و8 آذار ان جمهور المقاومة ولا سيما حزب الله وحركة امل تحرك بعضه من تلقاء نفسه والبعض الآخر شعر بإهانة الشهداء والسلاح وخصوصاً من منطقة زقاق البلاط والخندق الغميق. وتقول ان قيادة فريقنا راضية عن جمهورها الذي نزل الى ساحة الشهداء ورياض الصلح وجسر الرينغ وتفاوض مع الجيش والقوى الامنية وأوصل رسالته ان المقاومة ليست وحدها وان جمهورها واسع وأكدوا للغرب واميركا وأصحاب المشروع الفتنوي ان خيار المقاومة هو خيار وطني واسع وليس محدوداً او بلا غطاء شعبي. وان فئة الغوغائيين المأجورين وهي قلة قليلة عبرت عن العنوان العريض لمشروع طويل الامد وهو يطال السلاح والمقاومة. وتكشف الاوساط ان الشبان الذين نزلوا لم يمكثوا الا وقتاً قليلاً وتجاوبوا مع القوى الامنية وانسحبوا من الساحة تلبية لنداءاتها وهم ليس لديهم مشكلة مع اي احد ولا مع القوى الامنية، وتؤكد الاوساط ان ليس لفريقنا مصلحة او لاي لبناني في زج شارعين في مقابل بعضهم البعض او لسقوط قطرة دم واحدة في الشارع. وتلمح الاوساط الى ان المجموعات التابعة لبهاء الحريري ونبيل الحلبي واشرف ريفي هي من قامت بالشغب كما تعاملت القوى الامنية بالحد الادنى مع الشدة معهم منعاً لسقوط اي قطرة دم او سقوط ضحايا من المشاغبين، وتلفت الى ان التجاوب مع حملات نزع سلاح المقاومة لم تكن كما اراد هؤلاء وكان التجاوب ضعيفاً رغم تفخيخ الحاضرين من الشمال ومن المجموعات التابعة للحلبي وبهاء الحريري وريفي ببعض الوجوه الناضجة والتي تتجاوز الـ60 عاماً للايحاء بأن هذا المطلب مطلب شعبي واسع وانه ينم عن خبرة ودراية من شخصيات ناضجة.

"الديار": تداعيات إنتفاضة 6 حزيـران قضـت نـهائياً على أيّ حراك شعبي مُرتـقـب...

كتبت صونيا رزق في "الديار": تداعيات إنتفاضة 6 حزيـران قضـت نـهائياً على أيّ حراك شعبي مُرتـقـب...

لفت مصدر سياسي عتيق الى ان ما حصل يوم السبت كاد ان يفجّر كل لبنان، بسبب غياب التخطيط والتنظيم والرؤية السياسية المطلوبة، وعدم وجود قائد لتلك الانتفاضة، وعدم توحيد المطالب التي بدت مبعثرة، في ظل دعوات وُجهّت اليها من مصادر مجهولة وغير معروفة، اطلقت على نفسها تسميات مختلفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن دعوات من مجموعات مدنية ويسارية وبيئية وحراك مدني، وصولاً الى حزب سبعة والمجموعات المؤيدة لرجل الأعمال بهاء الدين الحريري، شقيق رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، إضافة الى حزب الكتائب ذي الضعف السياسي الكبير غير القادر على الحشد حتى من مؤيديه، فكيف يطالب الآخرين بتلبية دعوته الى يوم 6 حزيران؟ اذ كان مطلبه دائماً شعبوياً وهو إجراء انتخابات نيابية مبكرة، مع العلم انها لن تفيده ابداً، وهو يعلم جيداً ان إجراء تلك الانتخابات في الظروف الحالية من رابع المستحيلات، ومع ذلك وضعه في سلّم اولوياته إنطلاقاً من إمكانية حصوله على مكسب شعبي لم يحصل عليه، فضلاً عن مطالب اخرى لم يغب عنها ابرزها نزع سلاح حزب الله الذي يتكرّر يومياً ضمن مطالب الحزب المذكور. واشار المصدر الى ان عدم دعوة زعماء الاحزاب السياسية الفاعلة كالقوات اللبنانية وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي، ساهم كثيراً في فشل الانتفاضة، على الرغم من مشاركة جزء بسيط من مناصريهم لا من عناصرهم الحزبية، فضلاً عن إعلان العميد شامل روكز عدم المشاركة، الامر الذي أثر كثيراً لان اللبنانيّين يعوّلون دائماً على مشاركة العسكريّين المتقاعدين في أي حراك شعبي، نظراً للشفافية ونظافة الكف التي يتمتعون بها.لافتا الى القضاء نهائياً على أي حراك شعبي مرتقب، لان اللبنانيين «قرفوا» من المشاهد التي اعادتهم خلال دقائق الى الحرب اللبنانية وويلاتها. ل

"الانوار": هل قدّمَ مثيرو الفتنةِ في 6 حزيران هديةً الى حسان دياب؟

كتبت الهام فريحة في "الانوار": هل قدّمَ مثيرو الفتنةِ في 6 حزيران هديةً الى حسان دياب؟

ما جرى يوم السبت 6 حزيران كان مؤلماً وحزيناً ومثيراً للغضب في الوقت نفسه. فعلى مدى الايام التي سبقت اشارت كل المعطيات الى ان ثمةَ ما يُحضّر لاختراق ساحة الثورة إن بالبيانات المفخخة ام بالمجموعات المتنقلة او حتى بدس اشخاص محسوبين على الثوار لكنهم عملوا باجاندات من ارسلهم... في المحصلّة ما عاشته بيروت والمناطق كان يُشبه الثورة "الاقليمية" اذا صحّ التعبير. استعراضُ عتادٍ، استعراضُ شتائمَ يجرّ للفتنة وللحرب الاهلية في لحظة.. من الذي استحضر بشكلٍ غريب شعارات من خارج العناوين التي انطلقت يوم السابع عشر من تشرين الاول؟ يومها سأل الناس الذين يقهرهم الجوع عن تعبهم، عن ارزاقهم، عن اموالهم التي نُهبت، عن الفساد الذي ينخر الدولة، عن السارقين، عن اموالهم المودعة بالمصارف... وتوحدت المطالب.. لكنّ من يصيغون القرارات ويفرضونها بشكلٍ وحشي على الناس اختاروا ان لا يسمعوا فمضوا في خطة نحر احلام الناس واستحضروا حكومة مستشارين تنقصهم العبقرية ويسكنهم عدم الرؤية فاضاعوا اشهراً وهم يعدون الناس بخططٍ وخططٍ وخطط... والنتيجة استيقظ اللبنانيون على دعوات للنزول من جديد الى الشارع. فاذا بهم امام افخاخٍ لاقتناصِ الثورة. المعادلةُ كانت بسيطةً وواضحةً: أنشروا الذعر، أطلقوا عناوين فتنوية، اجعلوا الناس يخشون من النزول الى الشارع، فرَقوهم تحت عناوين كبيرة، وهذا ما حدث.. والا كيف نفهم ان الجميع كان بصورة احتكاكات ومشاكل على الارض يوم السبت؟ من وزَع الكلام المدسوس عبر بعض وسائل الاعلام. ومن الذي فبرك فيديوهاتٍ ومن الذي بث شائعاتٍ وتسجيلاتٍ صوتيةً تعود ربما للحرب الاهلية؟ من المستفيد مما جرى؟ حكماً هذه السلطة العاجزة عن ان تحقق اي شيء للناس ستبحث في تفريقهم حتى لا يضغطوا في الشارع لاسقاطها... ماذا تراهُ يفعل اليوم الرئيس حسان دياب...؟ اعتقد انه يبتسم في قرارةِ نفسه... يعرف تماما ان من دعموهُ ليصل لن يسمحوا له بالسقوط؟ وفي الوقت نفسه يريدون لهذه الثورة ان تنتهي... وان تدفن لأن الآتي من الايام سيحمل الكثير من الازمات التي تجعل الناس تنزل الى الشارع ليس آخرها الجوع...

"الشرق الاوسط": لبنان ينجو من فتنة مذهبية... والمعارضة تعتبر عون مسؤولاً عن عدم لجم الاحتقان

كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": لبنان ينجو من فتنة مذهبية... والمعارضة تعتبر عون مسؤولاً عن عدم لجم الاحتقان

نجا لبنان من فتنة مذهبية كادت تتجدّد من بعض أحياء في الشطر الغربي من بيروت إلى عين الرمانة في الضاحية الجنوبية، على خلفية قيام مجموعات غير منضبطة قدّرت بالمئات بإطلاق شعارات وهتافات شكّلت استفزازاً وإساءة للرموز الدينية. وكادت الأمور تفلت لو لم تبادر المرجعيات الروحية الإسلامية والقيادات السياسية إلى التدخّل لوأد نار الفتنة في مهدها ومحاصرة من حاول إشعالها ورفع الغطاء السياسي عن مسببيها. وقال مصدر بارز في المعارضة لـ"الشرق الأوسط" بأنه لم يكن من مبرر لمذهبة وتطييف الصراع حول سلاح المقاومة طالما أنه لا يزال يشكّل نقطة اختلاف، وبالتالي ليس هناك من يطرحه على الأقل من قبل القيادات السنّية وتتعامل معه على أنه بمثابة ربط نزاع من دون أن تتنازل عن موقفها المبدئي منه. ولفت المصدر نفسه إلى أن القيادات السنّية وعلى رأسها الحريري، تصرّ على وأد الفتنة المذهبية وقطع الطريق على من يحاول العودة بالعلاقات الشيعية - السنّية إلى المربّع الأول، وقال إن الحوار الذي كان رعاه الرئيس بري وجمع فيه حزب الله وتيار المستقبل على طاولة واحدة كان يراد منه تنفيس الاحتقان بين الطرفين وإنما من موقع الاختلاف. وسأل المصدر عن دور الدولة لمنع إثارة الأجواء التي تؤدي إلى فتح الباب لعودة هذا الاحتقان وتبديد أجواء الغليان في الشارع السنّي، وقال إن هذا لا يعالج بمواقف إعلامية واستعراضية وإنما بخطوات ملموسة، ورأى أن من يود تنقية الأجواء للحفاظ على العيش المشترك وتحصين مشروع الدولة المدنية لا يشكل حكومة لا تتمثل فيها المكوّنات الرئيسة في الشارع السنّي بخلاف المكونات الأخرى التي تشارك في حكومة الرئيس حسان دياب ولو من خلال وزراء تكنوقراط ليس بيدهم قرار الحسم والفصل إنما بيد من عيّنهم. وأكد أن رئيس الجمهورية ميشال عون يتحمّل مسؤولية حيال تغييبه لهذه المكوّنات عن المشاركة وأنه سرعان ما تراجع عن دعوته لتشكيل حكومة تكنوسياسية كان اشترط على الحريري القبول فيها لتولّي رئاسة الحكومة لكنه وافق على حكومة تكنوقراط التي هي من الشروط التي وضعها الحريري وإنما برئاسة دياب. استيعاب الاحتقان المذهبي وإن كان سيُدرج على رأس جدول أعمال الثنائي الشيعي في حواره مع القيادات السنّية وأبرزها المستقبل، لا يعفي الرئيس عون من مسؤولياته، خصوصاً أنه جاء بحكومة على قياس بعض الأطراف في محور الممانعة ومعها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بدلاً من أن يأتي بحكومة وحدة وطنية لأن الحالية ليست قادرة على مواجهة التحدّيات.

"اللواء": لإخماد الشرارة..قبل أن تُشعل الحرائق

كتب صلاح سلام في "اللواء": لإخماد الشرارة..قبل أن تُشعل الحرائق

كشفت هزالة تظاهرة السبت، وإمتناع الأحزاب السياسية عن دعمها والمشاركة فيها، سذاجة المصرِّين على إقحام سلاح حزب الله مع المطالب المعيشية، وإصرارهم على تلغيم الحراك لحساب أجندات خارجية، وكأن اللجوء إلى مثل هذه الأساليب المستهلكة كافية لإحراج الحزب، والنيل من رصيده في بيئته. وبالمقابل، فقد كانت ردة فعل بعض أنصار الحزب بعيدة عن التفكير بإستيعاب سذاجة تلك المحاولة وإجهاضها، وساهمت الشعارات المذهبية والفئوية التي رددها الشباب في تأجيج أجواء الإحتقان والصدام، التي وجدت فيها أطراف معروفة فرصتها لإشعال الفتن الطائفية في عين الرمانة، والمذهبية في كورنيش المزرعة. يمكن القول أن صدامات السبت الساخن كانت بمثابة إختبار وتمهيد للإشتباك الكبير المتوقع على الساحة الداخلية، في حال فشلت المفاوضات غير المعلنة، بين الولايات المتحدة وإيران، ولم يتم التوصل إلى حل سياسي في سوريا، وإستمرت الإختراقات الحالية للعقوبات الأميركية في لبنان، خاصة بعدما دخل قانون قيصر حيّز التنفيذ. ولكن هل يجوز أن يبقى أهل الحكم على حالهم من الضياع والتعثر في التصدي لأخطر الفتن التي تهدد وحدة النسيج اللبناني؟ وهل يكفي إصدار بيانات الإستنكار والإدانة، وإبداء النصائح والإرشادات، دون إتخاذ مبادرة على مستوى الأحداث، أقلها الدعوة إلى طاولة حوار وطني لتبريد الأجواء الملتهبة، والتوافق على خطوات محددة لتجنيب البلاد والعباد مغبة الوقوع في آتون حرب داخلية جديدة ولحساب أجندات خارجية مُلتبسة؟ وهل سيتم إجراء التحقيقات اللازمة لكشف ملابسات ما حصل، وتحديد من يقف خلفه من أطراف محلية وجهات خارجية؟

لا يستطيع رئيس الجمهورية أن يبقى في موقع المتفرج من بعبدا على ما يتهدد السلم الأهلي في بيروت والمناطق الأخرى..، كما لا تستطيع الحكومة أن تدفن رأسها في الرمال الباردة، وتكتفي ببيانات الإستنكار الصادرة عن رئيسها؟ الوضع المتفجر أصبح من الخطورة ما يستوجب تحركاً فورياً وعلى أعلى المستويات الرسمية والسياسية والحزبية، ليتحمل كل مسؤول منهم مسؤولياته الوطنية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن . لقد علمتنا التجارب المريرة في لبنان أن الشرارة التي لا يتم إخمادها فوراً، تُشعل الكثير من الحرائق التي لا يعود من الممكن السيطرة عليها!

"الجمهورية": رسائل السبت الاسود

كتب جوني منير في "الجمهورية": رسائل السبت الاسود

أجمعت معظم الآراء على انّ ما حصل السبت هو نتيجة حسابات ضيقة بشعارات كبيرة وجّهت في الحقيقة ضربة لحراك 17 تشرين. فخلال مرحلة التحضيرات لتظاهرة السبت اندفع أنصار بهاء الحريري في عملية التحضير شمالاً وبقاعاً، وفي المقابل عمل تيار المستقبل ليس فقط على مقاطعة التظاهرة، بل ايضاً على الحد من تجاوب الشارع السني معها وهو ما يفسّر ايضاً غياب صيدا عن المشاركة. كان الهدف عدم مَنح بهاء الحريري باباً واسعاً بل نافذة صغيرة جداً. وبالتالي، فإنّ الشعار السياسي الذي طُرح بَدا وكأنه من إنتاج داخلي ولأسباب داخلية، خصوصاً انّ شعار مواجهة حزب الله هو شعار جذّاب على مستوى الشارع السني. وكما كان متوقعاً فإنّ الامور تدحرجت تلقائيّاً نحو الأسوأ وبسرعة. عند جسر الرينغ بداية، والاهم بين عين الرمانة والشياح والأخطر ليلاً في الطريق الجديدة وبربور، وسط شائعات وتحريض مذهبي. مصدر ديبلوماسي أوروبي رفيع ومهتمّ بالتفاصيل اللبنانية، اعتبر انّ كل ما حصل كان متوقعاً باستثناء ما حصل في الشياح - عين الرمانة، والذي جاء وليد لحظته ومن دون تخطيط مسبق، كما قال السفير الاوروبي البارز. ولكن ماذا في النتائج السياسية؟ أولاً، توجيه ضربة للحراك الشعبي الفعلي، وقد يكون من الصعب إعادة إحياء تحركات شعبية في المدى القريب. ثانياً، بَدا انّ موقع رئاسة الحكومة لم يؤمّن لحسان دياب موقعاً ولو بالحد الادنى داخل طائفته، فظهرَ وكأنه غير موجود.ثالثا، ظهرَ انّ نتائج يوم السبت لعبت لصالح سعد الحريري القادر في ظروف مماثلة على تأمين الغطاء المطلوب والحضور اللازم. وهو ما لمسه جميع أخصامه بدءاً من حزب الله نفسه. رابعاا، لم يكن هنالك من وجود للحكومة، وظهر مرة جديدة انّ قدراتها ضعيفة جداً. خامساً، كسبحزب الله في إعادة توحيد الساحة الشيعية خلفه وترميم كل التصدعات التي كانت تُقلقه، لكن في المقابل ضاعفَ من خسارته على الساحة المسيحية بسبب مواجهات عين الرمانة، والتي ستستفيد القوات اللبنانية من نتائجها في إطار توسيع مساحة نفوذها الشعبي.

"الجمهورية": ... إنّهم يحرقون البلد!

كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": ... إنّهم يحرقون البلد!

ثمة من يتوقّع أنّ ما قبل 6 حزيران لن يكون كما بعده، فالأحداث التي حصلت فيه حملت رسائل متعدّدة الاتجاهات: الرسالة الأولى، موجّهة إلى الحراك الشعبي نفسه - الذي يمكن اعتباره اكبر متضرّر مما جرى - بأنّ الطريق إلى الجحيم معبّدة بالنوايا الحسنة والسيئة في آنٍ واحد. الرسالة الثانية، إنّ 6 حزيران هو إيذان بميلاد حالة أكثر تطرّفاً في الشارع السنّي - أشرف ريفي وبهاء الحريري - من شأنها أن تحمل انقلاباً على قواعد الاشتباك السياسي المرسومة بدقّة بين الشارع السنّي الأكثر اتزاناً - سعد الحريري - وبين الشوارع الأخرى، وأنّ هذا الشارع المستجد قادرٌ على المبادرة إلى فعل يجرّ ردّ فعل مضاد من شارع ضدّ آخر، سواء أكانت هذه الثنائية سنّية - شيعية أو شيعية - مسيحية أو سنّية - مسيحية، وهو ما يخدم أجندات خارجها لم تعد ادواتها الداخلية مخفية على أحد. اما الرسالة الثالثة، وهي الرسالة التي تفسّر الاستنفار في البيئة الحاضنة للمقاومة، فهي موجّهة الى حزب الله والعهد معاً، ومذيّلة بتوقيع خارجي واضح، مفادها أنّ لبنان دخل في مرحلة المقايضة بين الاستقرار الامني ونزع سلاح المقاومة، وأنّ ما لا يمكن فرضه بالاقتصاد قد يكون من الممكن فرضه بلعبة الأمن. اذا ما صحّت هذه الخلاصة - وهي الأقرب إلى المنطق إذا ما نظر إليها المرء بعين محايدة - لا يمكن استبعاد أن يدخل 6 حزيران تاريخ لبنان الحديث، كـبروفة لمشروع فتنة، بعض اهدافها واضحة وبعضها الآخر ما زال معتّماً عليه داخل الغرف السوداء! وإن صحّت فرضيّة البروفة، فهذا معناه ان هناك ارادة - محلية او خارجية لا فرق - تحاول أن تشعل النار لإحراق البلد. واللبنانيون بكل طوائفهم ومذاهبهم وتلاوينهم السياسية وغير السياسية سيكونون هم وحدهم وقودها رغماً عنهم.

"نداء الوطن": عين الرمانة ليست القصير!

كتب طوني أبي نجم في "نداء الوطن": عين الرمانة ليست القصير!

لم يصطدم "حزب الله" يوماً بـ"القوات اللبنانية"، مع العلم بأن "القوات" سلّمت سلاحها منذ العام 1991، وباتت تعمل كحزب سياسي صافٍ بالمعنى الكامل للكلمة، لكن الإرث العسكري يبقى حاضراً، كما الخبرات التي اكتسبها رجالها، وحتى شبابها وطلابها يُولدون "مقاتلين بالفطرة"، بفعل تشبّثهم بالتاريخ الماروني الذي يحفر في وجدانهم كما حفر أجدادهم في صخور وادي قنوبين. ولم ينسَ "حزب الله" أبداً ما ظهر في وثائق "ويكيليكس"، يوم طلب رئيس "القوات" الدكتور سمير جعجع من السفيرة الأميركية في لبنان في فترة 7 أيار ميشال سيسون، تزويده بالسلاح، وأن لديه أكثر من 10 آلاف مقاتل جاهزون للمواجهة، ولم ينفِ جعجع الموضوع حين سُئل عنه بل أجاب: "إذا هاجمنا "حزب الله" ماذا تريدوننا أن نفعل؟ أنراشقه بالورود"؟!

في الخلاصة، وكما يُفاخر "حزب الله" بإقامة نوع من توازن الرعب مع إسرائيل، فإنه يُدرك جيداً أن ثمة توازنات داخلية قائمة في مواجهة لا تقلّ رعباً، وأن لا قُدرة له على تجاوزها، وخصوصاً أن تاريخ لبنان حافل بالدروس... فهل يتّعظ "الحزب" قبل فوات الأوان بأن عين الرمانة والأشرفية والشوف وغيرها من المناطق ليست القصير؟!

"نداء الوطن": عين الرمانة ردَّت الهجمة... "الأمن السياسي" أولاً!

كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": عين الرمانة ردَّت الهجمة... "الأمن السياسي" أولاً!

صدّ أهالي عين الرمانة الهجمة، لتشتعل بعد وقت قليل جبهات عدّة وترتسم خطوط تماس قديمة - جديدة بين السنة والشيعة على خلفية شتم السيدة عائشة. كل تلك التطورات قلبت حسابات محركي مهاجمي عين الرمانة رأساً على عقب، إذ فوجئوا بردّ الأهالي السريع وبالإلتفاف المسيحي، حتى ذهب البعض إلى القول إن "جس النبض" بذهنية 7 أيار فشل على الساحة المسيحية. لا تُقلل الأجهزة الامنية من حجم الذي حصل، خصوصاً أن كل فريق سيدافع عن نفسه إذا دعت الحاجة، وما حصل في عين الرمانة أكبر دليل، وهي لا تزال تعتبر أنّ الأمن هو أمن سياسيّ في الدرجة الأولى، فمهما فعلت الأجهزة والإستقرار السياسي غائب فستبقى الأمور مشتعلة ولا يعرف أحد متى تشتعل. وتتحضّر الأجهزة الأمنية للسيناريوات الأسوأ، إذ تشير بعض المعطيات الى قلاقل واضطرابات محتملة، لذلك تحاول أن تفعل ما وسعها للحفاظ على الأمن وعدم الإنجرار نحو الصدامات المتنقلة وخرق الخطوط الحمراء، التي قد تؤدّي بالبلاد إلى حروب طائفية ومذهبية متنقّلة. وتقف الأجهزة الامنية مستعدةً لأي تطورات سلبية أخرى، لأن التوتر السني - الشيعي قابل للازدياد، خصوصاً أن قوى جديدة دخلت إلى الساحة ولا تهادن القوى الشيعية الموجودة وعلى رأسها "حزب الله". وأمام غياب الوعي لدى أحزاب السلطة ومحاولتها خرق الثورة لحرقها، يبقى الرهان على أن لا قرار دولياً بإشعال لبنان، بل السيناريو هو إبقاء الوضع على ما هو عليه حتى انتهاء الكباش الأميركي- الإيراني.

"النهار": الثورة "تفرملت" وراكبو الدراجات سابقوا "بوسطة" عين الرمانة

كتب وجدي العريضي في "النهار": الثورة "تفرملت" وراكبو الدراجات سابقوا "بوسطة" عين الرمانة

تقول مصادر سياسية عليمة لـ"النهار"، إنّ ما جرى في الساعات الأخيرة كان أمراً خطيراً، فبلحظات كان من الممكن أن ينفجر الوضع في أكثر من منطقة، ولعل مسارعة الجيش على نحو لافت إلى منطقة الشياح – عين الرمانة، كانت "ضربة معلم"، وكشفت المصادر أنّ اتصالات جرت على أعلى المستويات من جانب مرجعيات سياسية، بغية وأد الفتنة في مهدها، وثمة معلومات عن اتصالات جرت على خطوط عين التينة و"بيت الوسط" وكليمنصو ومع "حزب الله"، من أجل ضبط الوضع قبل انفجاره بشكل تصعب معه المعالجة لاحقاً. وهنا أوعز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى محازبيه وأنصاره بضرورة الانتباه واليقظة والتمسك بالوحدة الوطنية، خوفاً من استغلال البعض أية حادثة قد تجري في الجبل. وتضيف أنّ كل المؤشرات التي سبقت الأحداث الأخيرة تصب في خانة ضرب النظام، بمعنى تطيير الطائف والتوجّه نحو مؤتمر تأسيسي أو تغيير الكثير من بنية النظام الحالي، وعلى هذه الخلفية لوحظ أنّ هناك اجتهادات خارج إطار الطائف تنامت بشكل لافت، على مستوى رئيسي الجمهورية والحكومة، بينما الطامة الكبرى تمثلت بالمواقف التي صدرت داعيةً إلى نسيان الميثاق الوطني وصيغة العام 1943، ما يدل على أنّ شيئاً ما يُحضَّر للبلد، في وقت أنّ شماعة سلاح المقاومة تكون حاضرة وجاهزة لدى أية تظاهرة أو حدث سياسي معين، لا سيما بعدما شعر "حزب الله" أنّ سلاحه يتعرض للهجوم من قِبل أكثرية ساحقة من اللبنانيين، داعين إلى نزعه ووقف ممارساته الميليشيوية وتدخّله في عدد من الدول. فكان الرد واضحاً كي لا تتفاعل تلك المواقف، ما نتج منه هجوم معاكس على الثوار والتظاهرة التي عطّلها شعار "سلاح الحزب" السبت المنصرم. ويبقى أخيراً أنّ المخاوف وصلت إلى كل المقار الرئاسية، وقد تكون الحكومة أكثر الذين شعروا بالصدمة والقلق، أي لا بد من قراءة مواقف بعض السياسيين الذين يصنَّفون في خانة الفريق المؤيد للعهد والحكومة أو من جاء بها، وفي طليعتهم نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي، إذ توالت الدعوات لتغيير الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومرد ذلك المخاوف المتأتية من أي انفجار سياسي وربما أكثر من ذلك.

"الجمهورية": القوات لـحزب الله: هناك خطوط حمر وعين الرمانة جزء منها

كتب رولان خاطر في "الجمهورية": القوات لـحزب الله: هناك خطوط حمر وعين الرمانة جزء منها

بالنسبة الى القوات اللبنانية، عين الرمانة هي قلعة الصمود، وهي في الحرب كانت باب الدخول إلى المنطقة الحرّة، ولا تزال. من هنا، «ما حصل في عين الرمانة لا تتحمّله القوات اللبنانية، هذا ما تقوله مصادرها لـ"الجمهورية". والدليل انّ حادثاً أمنياً مماثلاً وقع في كورنيش المزرعة والطريق الجديدة. هذا يعني أنّ هناك طرفاً يستخدم لغة الاستفزاز عن سابق تصور وتصميم، بشعارات فئوية دينية مذهبية، منطلقاً من واقع عسكري وأمني مُنتفخ. لذا، فإنّ من يتحمّل المسؤولية في حادث 6 حزيران، ليس عين الرمانة التي كانت في موقع الدفاع عن النفس، ولن تسمح لأيٍّ كان أن ينتهك كرامتها وكرامة الناس فيها. فكما في 13 نيسان 1975 كانت في موقع الدفاع عن النفس، هكذا في 6 حزيران 2020 كانت عين الرمانة في موقع الدفاع عن النفس. وتضيف مصادر القوات: هناك خطوط حمر ممنوع على أيّ طرف أن يتجاوزها، وعين الرمانة جزء من هذه الخطوط الحمر. وتؤكد أنّ عين الرمانة، هي التي أوضحت الرسالة لمَن يعنيهم الأمر، بعدم تجاوز حدودهم معها، وعدم انتهاك أعراض ناس في مناطق لها هوية سياسية واضحة. هو درس إضافي لـحزب الله أنه ممنوع الاقتراب من عين الرمانة وعلى كل طرف أن يتحمّل مسؤوليته. وترى أنّ الارباك الأكبر الذي أصاب حزب الله هو عندما رُفعت العناوين المعيشية في كل ساحات لبنان، وهو يريد ان يتخلّص من هذا الارباك لأنّ الضغط الشعبي سيؤدي في نهاية المطاف إلى كَف يد الأكثرية الحاكمة عن ممارسة سطوتها على مؤسسات الدولة بكل اتجاهاتها. من هنا، فإنّ من مصلحة حزب الله أن يجعل الأمور تذهب باتجاه التَسييس من أجل تجنّب الضغط الشعبي ومواصلة إمساكه بمؤسسات الدولة.

"الشرق": معادلة جديدة

كتب عوني الكعكي في "الشرق": معادلة جديدة

أي رفع لشعار سلاح المقاومة، سترد عليه المقاومة بإثارة الفتنة الطائفية. وهذه المرّة باتت هذه المؤامرة مكشوفة ومفضوحة. فالذين اعتدوا على المتظاهرين الذين يرفعون شعار: لا لسلاح حزب الله، لم يكتفوا بالإعتداء على المتظاهرين في الرينغ والخندق الغميق بل امتدت الى فتح جبهة جديدة، هي جبهة الشياح – عين الرمانة حادثة بوسطة عين الرمانة، والتي تذكرنا ببداية الحرب الأهلية عام 1975. هنا لا بد من التوقف أمام هذه الأحداث، وخوفاً من تداعياتها، سارع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى طلب الهدوء مشيراً الى أنّ الفتنة تطلّ برأسها لاغتيال الوطن ووحدته الوطنية وتستهدف سِلمه الأهلي. وأكد أنّ التطاول أو الإساءة للمقدّسات والرموز والحرمات الاسلامية والمسيحية مُدان ومُستنكر، فكيف إذا ما طاولت زوجة نبي الرحمة السيدة عائشة. أمّا رئيس الحكومة السابق سعد الحريري فقد غرّد عبر تويتر كاتباً: أتوجّه الى كافة المواطنين الذين هالهم التعرّض لأم المؤمنين السيدة عائشة، منبّهاً الى إلتزام حدود الوعي والحكمة وعدم الإنجرار الى ردّات فعل. وناشد الأهل والأحبّة في كل المناطق أن تأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير الجماهير من الوقوع في فخ الفتنة. وهنا لا ننسى أيضاً تصريح رئيس الجمهورية الذي أدان التعرّض للرموز الدينية من أي طرف جاءت، وأدان الإعتداءات على المتاجر والمؤسّسات والقوى العسكرية والأمنية. وأضاف: إنّ كلمة إدانة لما حصل لا تكفي، لأنّ أي تعرّض لأي رمز ديني هو التعرّض للعائلة اللبنانية بأكملها… ثم أضاف انه يتوجه الى ضمير كل سياسي وروحي، وممّن عايش أحداث 1975، محذراً من المساس بمقدّسات بعضنا البعض الدينية والروحية التي تؤدي إذا استعَرّتْ الى تقويض الهيكل علينا جميعنا. وهنا أيضاً لا بد من شكره على قيامه بواجباته الدستورية، متمنين عليه العمل بمبدأ: إبدأ بنفسك ثم بأخيك… وهذه إشارة لما يجري داخل بيته وبين الأصهرة والبنات، وهو أمر لا يعطي مثلاً تقتدي به العائلات اللبنانية. وكلمة أخيرة نقولها: إنّ رفع شعار إسقاط سلاح حزب الله وهو بداية النهاية.

"الشرق": هل فوجئتم؟

كتب خليل الخوري في "الشرق": هل فوجئتم؟

هل فاجأكم ما حصل على “خطوط التماس” بين عين الرمانة والشياح؟ هل فاجأكم ما حصل بين كورنيش المزرعة وبربور؟ هل فاجأكم ما حصل في منطقة الطريق الجديدة – قصقص؟ هل فاجأكم ما حصل في وطى المصيطبة؟ أما أنتم الذين نتوجّه إليهم بهذا السؤال، فأنتم قيادات زمنية وغير زمنية. أنتم بالذات من تأكلون طائفية ومذهبية، وتشربون طائفية ومذهبية، وتتنفسون طائفية ومذهبية، وتراوغون طائفية ومذهبية، وتكذبون طائفية ومذهبية… أنتم أنفسكم من تغسلون أيديَكم القذرة من دماء هذا الصدّيق. أولستم، من دون أي استثناء تقريباً، ترعَون في مرعى الطائفية والمذهبية، وتسرحون في وهاد الطائفية والمذهبية، وتوقظون المشاعر الطائفية والمذهبية، ومن ثم تتبرأون مما يذهب إليه أتباعكم ومحازبوكم وخاصتكم والمرتزقة على أبوابكم؟!. أولستم، أنتم، من تحمون الفاسدين في طوائفكم ومذاهبكم، وتدافعون عن المرتكبين، وتبرئون المجرمين، وتؤثرون الزعران على الأوادم، وتغذوّن الفتنة كلما غفت أو حاولت أن تنام؟!. أوليست لقاءاتكم، البعيدة عن الأضواء، مشحونةً بالتحريض والكراهية والبغضاء؟!. كفاكم ما تفعلون بهذا الوطن زعزعةً لآخر مقومات صموده.كفاكم تحريضاً لـ الرعايا. كفاكم أقنعةً تحجبون بها الوجوه القبيحة. هل نناشدكم أن ترحموا البلاد والعباد، أنتم الذين تبنون حضوركم السياسي على ما تدفعون إليه الناس مباشرةً أو مداورة!؟ ويبقى أن نُعلن بالصوت الأعلى، وبأشد الإدانة، أن الكلام الذي تناول أم المؤمنين السيدة عائشة (ر.ض) هو ساقطٌ مثل صاحبه وهذا موقفنا الذي ينطبق على سائر الذين يتعرّضون للرموز الدينية والمقدسات كافةً.

"نداء الوطن": هكذا تمّ دسّ القرار 1559 في حراك 6 حزيران!

كتب علي الأمين في "نداء الوطن": هكذا تمّ دسّ القرار 1559 في حراك 6 حزيران!

السحر انقلب على الساحر أمس، وضبط "حزب الله" بـ"الجرم المشهود" وهو يدس شعار القرار 1559 ونزع سلاحه في صفوف وعقول أدواته، التي كانت تخلو منها الساحات، وشن معارك "طواحين هواء" وهمية على المنتفضين لاستخدام مظلومية جوفاء ومحاولة بائسة لإفشال صرخة الجوع والقهر بوجهه وبوجه العهد والحكومة تهرباً من مسؤوليتهما. "شيطنة" الحراك مستمرة وستستمر، من خلال محاولات استعادة ما طوته "انتفاضة تشرين"، عندما رمى اللبنانيون خلف ظهورهم لعبة السلطة الطائفية، وقرروا النزول الى الشارع كمواطنين لبنانيين متحدين في مواجهة سلطة النهب والمصادرة، لذا كانت محاولات استحضار خطوط التماس المذهبية والطائفية، هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق امرين: اولاً، القضاء على الانتفاضة التي وحدت اللبنانيين، تلك التي ادرجها امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في الخانة الاسرائيلية قبل اسابيع، من دون ان يطاول في اتهامه ايّاً ممن كان يدرجهم في السابق في خانة المتآمرين لا سيما (سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع) بل حصر التهمة بمجموعات الحراك. ثانياً، حماية حكومة حسان دياب التي سيعني سقوطها فقدان "حزب الله" أداة سياسية هو من صنعها ويحميها ولا وظيفة لها سوى حمايته، وسقوط هذه الحكومة في نظر "الحزب" وحلفائه، هو دخول في مرحلة لا يريد الحزب الاقتراب منها، اي بدء الاصلاح وضرب نظام المحاصصة والفساد الذي يحتمي به. سلاح المقاومة لم يكن هو من جمع المحتجين في ساحة الشهداء، لكن مطلب الدولة وتطبيق القانون كان جوهر التحرك، فيما كشف يوم السادس من حزيران هذا السلاح، في وظيفته الفعلية التي باتت تحول دون التغيير، ويمنع ضبط الحدود، ويدير مجموعات لا وظيفة لها الا استدعاء الفتنة من عين الرمانة الى الطريق الجديدة.

"الديار": ما حصل مساء السبـت بــروفة أولـيّة للفتـنـة تـدفـع اليها السفارات وأدواتها فــي الـداخـل

كتب حسن سلامه في "الديار": ما حصل مساء السبـت بــروفة أولـيّة للفتـنـة تـدفـع اليها السفارات وأدواتها فــي الـداخـل

ليس صدفة او مجرد حوادث عابرة ما حصل عصر يوم السبت حتى ساعات متقدمة من الليل، بل انه نتيجة متوقعة لفعل اولئك الذين حاولوا ضخ السموم والفتن من خلال رفع شعار تطبيق ما يسمى القرار 1559، الذي جرى دفنه منذ فترة طويلة، فهؤلاء الذين تحركهم سفارات معادية للبنان والمقاومة وفي الاخص السفارة الاميركية، ومعظمهم يعتاشون على فتات تمدهم به هذه السفارات وباتت اكثريتهم مكشوفة لدى كثير من اللبنانيين ولو انهم اقلية جدا من الذين شاركوا في اعتصام يوم السبت ولدى الجهات الامنية وفق تأكيد مصدر حزبي بارز. ويرى المصدران مشاركة بعض القوى السياسية بدءا بحزب الكتائب بالاعتصام وما سبقه ومواقف تحريضية لقيادات في الحزب بالدعوة لتنفيذ القرار 1559، بحملة مسؤولية مباشرة عن دفع البلاد نحو مزيد من الانقسامات التي رغم مسارعة بعض المسؤولين في الحزب لنفي تنفيذ هذه الدعوة خلال الاعتصام، وكذلك الامر بما خص بعض الاحزاب الصغيرة التي كانت تنتمي سابقا الى فريق 14 اذار كما ان مشهد مجموعات تابعة لبهاء الحريري والمنشقين عن تيار المستقبل وجهات سياسية معروفة ومجموعات اسلامية متطرفة في طرابلس والشمال شكل الرافعة الفصلية لاولئك الذين دفعوا وحرضوا لتوجيه الاعتصام ضد حزب الله والدعوة لتطبيق القرار الدولي المشبوه، كما ان مشاركة مجموعات من انصار القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي وتيار المستقبل، رغم اعلان هذه الاحزاب مباشرة للاعتصام، كل هذه القوى والاطراف والمجموعات لها ضلع بما حصل يوم السبت، وان هذه المشاركة اما انها تتبنى بالخفاء الدعوة لتنفيذ القرار 1559 واما انها تسعى للفوضى. ويؤكد المصدر الحزبي ان كل هذا الغبار من اصحاب الاجندات الخارجية مساره السقوط والفشل ولن يؤثر في قوة المقاومة وقدرتها، لكن في الوقت نفسه لم يعد مقبولاً استماتة اهل السلطة وقواها السياسية للابقاء على الستاتيكو السياسي في البلاد، وعلى نفس السياسات التي دفعت لبنان الى منحدر منخفض وخطر جداً.

"النهار": اللعب الخطير على حافة هاوية الفتنة

كتبت روزانا بو منصف في "النهار": اللعب الخطير على حافة هاوية الفتنة

اعتبر مراقبون كثر ان الرسالة الابرز في مواجهة لبنان خطر الفتنة او الحرب الاهلية في انتفاضة متجددة شهدها يوم 6 حزيران ان "حزب الله" يمكن ان يدفع لبنان الى هذه الحدود رفضا للمطالبة بنزع سلاحه تطبيقا للقرار 1559 وذلك قياسا الى اعتباره ان المنتفضين تحركهم اهداف مشبوهة على رغم الاسباب المبررة في الوضع الانهياري الذي يواجهه لبنان.وهذا كان واضحا في التلويح المسبق بشارع سيقابل الشارع الذي سيتظاهر فيه المنتفضون وعلى نحو يكون اكثر عنفا ما دامت الشعارات خرجت عن اطار المطالبة باسقاط الطبقة السياسية ومحاربة الفساد. وشهد لبنان في الواقع نموذجا من ذلك لدى اغتيال الرئيس رفيق الحريري بذريعة انه هو من صنع القرار 1559 او كان وراءه كسبب مباشر تم تكراره لاغتيال الرجل الذي اعاد اعمار البلد. لكن هؤلاء المراقبين انفسهم تساءلوا اذا كان الحزب يستطيع الذهاب ابعد من التهديد علما ان كل القوى الرئيسية في البلد لم تتحدث عن المطالبة بالقرار 1559 ونأت عن الدفع بهذه المطالبة الى الواجهة بما فيهم حزب الكتائب باعتباره كان احد الداعين الى التظاهرة في وسط بيروت، لكن رئيس الحزب سامي الجميل نأى بنفسه عن طرح هذا الشعار في هذا التوقيت وكذلك فعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على رغم انه اثار جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي لمطالبته المنتفضين بعدم تشتيت المطالب المعيشية. الرسالة هي للاميركيين اذا في الدرجة الاولى تخوفا او خشية واعتقادا من الحزب ان المنتفضين يستخدمون راهنا كما استخدموا في اعتقاد الحزب في انتفاضة 17 تشرين الاول التي اعتبرها انذاك صراحة بتحريك من السفارة الاميركية وربطا ايضا بما كان يجري انذاك في العراق ضد ايران. الاشكالية راهنا بالنسبة الى الحزب انه يخوض كباشا على ارض لبنان وبناسه ويكبر الهوة مع اللبنانيين الذين لطالما تغنى بوحدتهم الى جانب "المقاومة"، فيما ان الذهاب الى كسر لبنان او اغراقه في الفتنة سيدفع ثمنه الجميع بمن فيهم الحزب وبيئته لانه يقيم راهنا على واقع ذهبي اذا صح التعبير لن يخاطر بتطييره على كل الصعد.

"الجمهورية": الخائف من الموت... يموت من الخوف

كتب فارس سعيد في "الجمهورية": الخائف من الموت... يموت من الخوف

تجرّأت بالأمس مجموعة من الشابات والشباب وفي وسط بيروت، ليس في شارع سامي الصلح خلف قصر العدل أو ساحة ساسين أو ساحة النور، بل في ساحة الشهداء في وسط بيروت، حيث عدسات كل الصحافة العربية والعالمية التي وثّقت وشهدت على أنّ هناك مجموعة- صغيرة أو كبيرة، ليس هذا هو الموضوع- طالبت بتطبيق القرارات 1559، 1701 و1680 وربطت موضوع الأزمة المالية بموضوع السلاح. هذا هو الحدث الذي أزعج حزب الله البارحة ودفعه إلى التلويح بإمكانية ضرب السلم الأهلي في لبنان. فافتعل الهجوم على عين الرمانة والهجوم على طريق الجديدة، للقول بأنّه قادر على إشعال حربٍ أهلية مع المسيحيين وحربٍ مذهبية مع السنّة. الغريب في ما حدث هو استجابة اللبنانيين، أحزاباً ومجتمعاً أهلياً، لمشروع حزب الل»! هناك من يقول الخوف، وهناك من يقول التقدير، وآخرون يقولون البراغماتية وقيل أيضاً موازين القوى لا تسمح، كل هذه الاعتبارات كانت قائمة خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان، لكنها سقطت كلّها حين أعلن لقاء قرنة شهوان بزعامة البطريرك صفير أمام اللبنانيين، أنّ أزمة لبنان الاقتصادية والسياسية والمعنوية وحتى المسيحية، هي أزمة وطنية وليست مسيحية أو سنّية أو شيعية. إذا لم يعد اللبنانيون إلى الأساس لن يكون هناك مخرج مما نحن نتخبّط فيه على كل الأصعدة. أي أنّه لا حلّ في لبنان إلّا بالجميع، ولا حلّ في لبنان إلّا للجميع، وإنّ موضوع إدارة الشأن الداخلي يحتاج إلى دولة، ووجود هذه الدولة يكون باحتكار السلاح وفقاً لقرارات الشرعية الدولية 1559، 1680 و1701 ووفقاً للدستور طبعاً، وباحترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني وكل القرارات الشرعية ذات الصلة.

ذكرى رحيل غسان تويني

"النهار": "دعوا شعبي يعيش" نداء كل يوم

كتبت نايلة تويني في "النهار": "دعوا شعبي يعيش" نداء كل يوم

في اليومين الأخيرين، تحركت "فتنة نائمة". وما ابشع تلك العبارة، اذ هل يجوز ان تبقى "فتنة نائمة" بعد 30 سنة على انتهاء "حروب الآخرين على أرض لبنان"؟ هل يجوز ألاّ تكون المصالحة الوطنية قد اكتملت بعد؟ انها مسؤولية من تولوا الحكم منذ ذلك الحين، ومن يسعون باستمرار الى اذكاء المشاعر الطائفية والمذهبية وتجييش الناس للالتفاف حولهم وحماية كراسيهم، لان انفكاك العقد المذهبي يطيحهم. هؤلاء لا يصلحون لدولة مدنية علمانية متحررة وعصرية. هؤلاء من زمن مضى، توقف في الماضي السحيق. "دعوا شعبي يعيش" يطلقها مع غسان تويني كل الشرفاء ليقولوا بالفم الملأن: دعونا نعيش. من حقنا ان نعيش كأي شعب آخر يشعر بالامان والاستقرار. لا يفتش عن قوته وامواله في المصارف، بل عن العلوم الجديدة التي تطور حياته، وعن سبل الهناء والترفيه، وبناء المستقبل، فيما نحن غارقون في الماضي غير المشرف اطلاقاً. ثم تأتي دعوة غسان تويني الى اللبنانيين أنفسهم "فلندفن الحقد والثأر"، لانهما يقتلان أصحابهما. وما نشاهده من فصول عنف وتخريب وربما قتل، ينم عن حقد لا سبب له. حتى الشتيمة التي تناقلتها الألسن لا تستأهل الفتنة، لانها تصدر أحياناً عن رعاع، ولا تعبر عن طائفة أو مجموعة ذات وزن، وقد تكون عملاً مدبراً لاثارة النزاعات، وهي امور صارت رائجة بقوة عبر وسائل التواصل الحديثة القادرة على بث أي شائعة أو خبر مركب في دقائق معدودة. أعود الى غسان تويني الذي آمن بلبنان السيد الحر المستقل، وكان رؤيوياً، متقدماً، وانسجم مع نفسه فصالح الثقافات وجمع المتناقضات وقدم للبلد الكثير من الجهد والعرق... والدم. لا تنقذوا البلد وفاء للذين ضحوا، ولا للشهداء، ولا للجهود التي بذلت لإقامة لبنان الكبير، أو للمحافظة على الاستقلال، بل أنقذوا البلد من أجل أنفسكم، وأولادكم، وحياتكم، وهناء عيشكم، ومستقبلكم، حتى لا تكتشفوا فجأة ان لا مستقبل للبلد، ولا مستقبل لكم فيه، فينتهي بكم الأمر لاجئين على أبواب الأمم.

"النهار": "فلندفن الحقد والثأر... اتركوا شعبي يعيش"

كتب امين الجميل في "النهار": "فلندفن الحقد والثأر... اتركوا شعبي يعيش"

غسان تويني هو اللبنانيّ في عروبته والعربيّ في لبنانيته. كان خصماً عنيداً للاستبداد ومدافعاً أكثر عناداً عن الحرية. هو الرجل الذي سخّر أدواره الكثيرة والكبيرة كما سخّر معبد الصحافة خدمة لقضيتة الأساسية: لبنان السيّد الحرّ الديموقراطيّ المستقل، المرتكز على التعايش الخلّاق بين أبنائه. كل هذه القامات اجتمعت في رجل واحد جعلته رجلاً استثنائياً وأسطورة في الإيمان أمام أصعب الجراح الشخصية والوطنية. مَن غير غسان تويني، يقدر أن يقف متكلماً في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس أمام جثمان ابنه الذي سقط اغتيالاً ليقول: "فلندفن الحقد والثأر"، وكأنه يستكمل ما سبق له أن صرخ به أمام أكبر المحافل الدولية: "اتركوا شعبي يعيش"؟ بدا يومها كفارس... فارس لم يجبره حزنه على الترجل أو الانكسار. كان غسان تويني في حياته جزءاً من صناعة القرار في لبنان والعالم العربي، وما زال حتى في غيابه حاضراً أبداً عبر ما تركه من إرث وتراث. وفي هذه الأوقات الصعبة من تاريخنا العربي بعامة واللبناني بخاصة، يحضرني سؤال طرحه تويني بقلق عن مصير شعوب العالم العربي عندما قال : "هل يختار الشعب محرريه أم يظل، كالمريض الجاهل، يفضل الدجال المراوغ على الطبيب الموجع، فيقوده جهله إلى التضحية بسلامته حتى لا يقاسي التضحية بالزهيد الزهيد من راحته ومن الطمأنينة التي يتوهم أنه متمتع بها؟". غسان تويني هامة عملاقة بقي حتى آخر عمره يعمل من أجل شغفيه، لبنان والكلمة، بهمة الشاب العشريني الذي تسلّم جريدة "النهار" بعد وفاة والده، على رغم ظهره الذي أحنته السنون اللبنانية والعربية الصعبة وفقدان أولاده الثلاثة وآخرهم جبران... ندعو الله ألا يفجعه في قبره بفقدان كبيرة بنات فكره، جريدة "النهار"، وألا يتوقف ديكها بقيادة حفيدته نايلة عن الصياح دفاعاً عن الحرية وإجلالاً لكل من سقط شهيداً على مذبحها، ليبقى صوت الحق والتحدي عالياً وهو الصوت الذي جسّده غسان عندما عنون الصفحة الأولى من "النهار" غداة مقتل ابنه: "جبران لم يمت و"النهار" مستمرّة".

"الشرق الاوسط": صار الخوف مزدوجاً

كتب سمير عطا الله في "الشرق الاوسط": صار الخوف مزدوجاً

يقف لبنان طوال تاريخه على حافة الاشتعال. مثل 1840، مثل 1958، مثل 1975. هو بلد الانفتاح وبؤرة التطرف. ولذلك، دائماً ما يمثل الغير في نزاعاتهم وحروبهم، أو ما سمّاها غسان تويني حروب الآخرين. وهو اليوم في أدق مراحله ومراحل الأمة، لأن النزاع السياسي والقومي في المنطقة اتخذ منحى مذهبياً مرضياً، يزدهر كالعادة في أوساط الجهلة والدهماء. ويلعب المتآمرون والجهلة على الأوتار الأكثر حساسية واشتعالاً. ولبنان اليوم في أكثر حالاته ضيقاً وتوتراً. مجتمع يائس بكل طوائفه، ودولة واقفة أمام المايكروفون ليس لديها ما تقدم للناس سوى الكلام. ولا جديد فيه سوى الجرأة على تكراره. وسط هذا التأزم المعيشي والسياسي والوطني والعجز الحكومي، تُقرر مجموعة من السفلة أن تردد هتافات من فئة نبش المقامات. كان الأحرى أن يُلقى القبض على هؤلاء السوقة فوراً. أو بعد قليل. أو الآن. الجريمة لا تُحارب بتصريح أو بيان. والدولة الجادة تستنكر الجريمة، لكنها لا تكتفي باستنكار المجرم. خصوصاً أن هذه الدولة نزلت بكل قواها لإفشال مظاهرة تعترض على حالة التردي الاقتصادي الذي أُغرقت البلاد فيه. لم يحدث أبداً أن مرّ لبنان في مثل هذه الحال من الهبوط العام. لا بصيص أمل في أي مكان. والآن تضع الحكومة الجيش في مواجهة الطلاب وأصحاب المطالب من بسطاء ومقهورين ويائسين. لكنها لن تنجح. سوف يظل الجيش ملاذ القانون والناس وحامي الجميع، ويقدم قائده، العماد جوزف عون، صورة القائد المرجع في الأزمات الصعبة. الرجل الموحد بطيبته وخلقه وتواضعه وحزمه.

"النهار": حين استرحل معه لبنان!

كتب نبيل بو منصف في "النهار": حين استرحل معه لبنان!

من دون تردد ترانا امام لبنان آخر غامض خطير لا ندري كنهه ولا ما يحمل من خصائص كبيرة صنعها كبار، لا بفعل ما يثار حول أخطار الانهيارات وتداعيات الإفلاسات وضحالة خيالية لطبقة سياسية تعصى أوصافها على معجم شعراء الهجاء في العصر العباسي، بل قبل وبعد كل ذلك لأننا نكتشف بعد ثمانية أعوام على رحيل غسان تويني ان الكثير الكثير مما كتبه عن عصور معايشته ومواكبته ومساهماته في صنع ذاك اللبنان الذي كان قد رحل معه الى لارجوع. صرنا كلما فقدنا هامة كبيرة فكرية او ثقافية او سياسية، نستشعر الذعر لان جزءا من لبنان يذهب معها. ومع غسان تويني، والآن تحديدا بعد السنوات الثماني من رحيله، نستشعر فقدان كل تلك العظمة والمهابة والأحلام والوقائع والحقائق التي زرعها لدى اللبنانيين والعرب ودأب على التبشير بها عقوداً، من قضية فلسطين الى قضايا لبنان وما بينهما من قضايا الانسان العربي حيث كان غسان تويني بذاته لبنان متجولاً يحمل تلك القيم التي سطّرها في آلاف المقالات والخطب والمؤلفات والمقابلات. ان تشعر اليوم بالذات كأنه توفي للساعة فأكبر دليل على فداحة ذهاب كبير لا يحل مكانه تعويض ولا يسد بلد ما أفنى الرجل عمره الغني بتجارب أسطورية من اجل اعلاء اسمه. وستكون لنا عودة لمعاينة "ثقافة" أجيال شابة سمعناها بالأمس فقط لا تتقن إلا التخوين والحنين الى فتنة بائسة تنهي بقايا لبنان في ذكرى أفول لبنان غسان تويني.

"الأخبار": لا بديل عن دياب

أكدت مصادر في 8 آذار لـ"الأخبار" أن كل ما حكي عن استقالة الحكومة قريباً هو بعيد عن الواقع الذي لا يزال على حاله، مشيرة إلى أن القوى المشكّلة للحكومة لا تزال مقتنعة أن لا بديل عن الرئيس حسان دياب وأن أي مغامرة من هذا النوع، ستعيد لبنان إلى الفراغ، في ظل صعوبة الاتفاق على اسم بديل. حتى الرئيس سعد الحريري، الذي تردّد اسمه خلال اليومين الماضيين، بوصفه عائداً إلى رئاسة الحكومة، يدرك أن الوقت لم يحن بعد ببساطة لأن الظروف التي أخرجته من الحكومة لم تتغير.

الفرزلي لـ"النهار": دعوتي إلى تغيير الحكومة تنطلق من طبيعة التحديات

كتب ابراهيم بيرم في "النهار".. الفرزلي: دعوتي إلى تغيير الحكومة تنطلق من طبيعة التحديات

أبلغت مصادر حزب الله" وحركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" "النهار" أنها سمعت بموضوع تبديل الحكومة لكنها لم تقارب الموضوع بشكل جدي، خصوصا أن أحدا لم يفاتحها، فضلا عن واقع آخر ما زال فارضا نفسه، وهو أن الظروف والوقائع غير مهيئة إطلاقا لفتح الأبواب الموصدة أمام فكرة استيلاد حكومة جديدة، فأمر التأليف دونه في الأحوال الطبيعية عوائق وعراقيل بالجملة، فكيف بالأحوال الحاضرة التي يعلم الجميع تداعياتها. واللافت ، أن يكون نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أول من حمل بوضوح لواء الدعوة إلى حكومة جديدة، في خطوة عدت مغايرة لتوجهات فريقه السياسي، فبدا وكأنه يغرد وحيدا خارج سربه. ويقول الفرزلي بالقول لـ"النهار": الأمر عندي لا ينطلق إطلاقا من رغبة أو من تمهيد لأمر أو من عداوة للرئيس دياب والكوكبة من الوزراء معه، بل من تشخيص وقراءة معمقة للمشهد الماثل أمامنا بعناد. فباختصار، يضيف الفرزلي: نحن جميعا أمام تحديات إقليمية متعاظمة قبل قانون "سيزر" وما بعده ولا سيما ما يتركه من تداعيات على المستوى الداخلي، لا يمكن لأحد أن ينكر عمق الانقسام السياسي العمودي حيال الكثير من الملفات. وقبل ذلك نحن أمام الازمات المالية والاقتصادية والصحية المتراكمة والتي ألقت بظلالها الثقيلة على كل اللبنانيين. وعليه، ومن إدراكنا لكل هذه المخاطر المفتوحة دائما على مخاطر أخرى، ألا يحق أن نطرح فكرة حكومة وحدة وطنية، تنفتح أمام مشاركة كل القوى، علما اننا في السابق وفي ظروف أقل حراجة من ظروفنا الحالية كنا نلوذ بمثل هذه الحكومة، وننتظر أسابيع وشهورا لتأمين فرص نضوجها وإخراجها إلى النور؟ ولا بد لنا أن نذكر أن الحكومة لم تطل لحد الآن برؤية علمية واضحة للملفين المالي والاقتصادي، بل ان خطتها هي خط سير نحو أن ينهي لبنان نفسه وموقعه المالي، ولا ننسى أنها تفاوض صندوق النقد الدولي برقمين مختلفين. ويخلص الفرزلي: أكرر إن الدعوة التي انا بصددها ليس موقفا شخصيا، بل ينطلق من موقف وطني ينطوي على رغبة أكيدة وعاجلة بأن تكون حكومتنا على "قدر الحمل الصعب" الذي يواجهها، مع إدراكي أن أمر التغيير الحكومي ليس بتلك البساطة أو اليسر، ولكن ما الذي يمنع أن ندعو الجميع إلى وقفة مسؤولة وجادة؟

"الجمهورية": ما خلفية الكلام عن تغيير حكومي؟

كتب شارل جبور في "الجمهورية": ما خلفية الكلام عن تغيير حكومي؟

هناك من لا يستبعد ان يتراجع حزب الله عن تمسّكه بدياب، في حال وجد انّه مع الرئيس سعد الحريري يمكنه تلافي الانهيار وشراء الوقت بشكل أفضل وأضمن، بخاصة انّ خطواته ومواقفه تندرج في سياق ما يخدم مصلحته وأجندته، وهذا ما حصل تحديداً مع إحياء الحزب خطوط التواصل مع المستقبل، الذي أنتج حكومة الرئيس تمام سلام بوظيفة احتواء الغضب السنّي. فهل تتكرّر التجربة مع عودة التوتر إلى هذا الشارع والحاجة إلى تهدئته؟ أما لجهة الرئيس بري، فإنّه يفضِّل عودة الحريري إلى السرايا، ليس فقط لغياب الانسجام الشخصي مع دياب، بل في سياق تسجيل النقاط ولو الضمنية على العهد والحزب معاً، والتهيئة للمرحلة المقبلة، مع عودة ثلاثية بري والحريري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى الواجهة السياسية مع ضعف العهد وفشل هندسات الحزب الإقليمية والمحلية. ولا يبدو انّ الحريري في وارد العودة إلى السرايا، لإدراكه صعوبة الإنقاذ في ظل مجتمع دولي في غير وارد المساعدة ما لم تُقدم الحكومة على إصلاحات واضحة المعالم، فيما العهد والحزب لن يُقدما على كل ما يمسّ بنفوذهما ومكتسباتهما ودورهما، وبالتالي ستشكّل عودته مقتلاً له، كما انّ العودة بشروطه لتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين لن تحظى بموافقة هذا الثنائي. وتبعاً لذلك لن يقدِّم التغيير الحكومي ولن يؤخِّر، طالما أنّ الأكثرية الحاكمة لن تتخلّى عن إمساكها بمركزية القرار، وستبقى في موقع الحاجز أمام أي إصلاح جدّي ممكن، وبالتالي سيكون مصير اي حكومة جديدة كمصير الحكومة الحالية، وإذا كان بنية هذا الفريق التنازل فبإمكانه اختصار الوقت والطرقات والتنازل لحكومة دياب. فالتغيير مطروح ولكن ليس في الأسابيع المقبلة، إنما في اللحظة التي يشعر فيها حزب الله انّ الضغط وصل إلى حدّ بات يستدعي التخفيف من وطأته بإدخال تعديلات على الحكومة توحي الثقة، أو إجراء تغيير سريع ومُتفق عليه سلفاً بين قوى الأكثرية تجنّباً لفراغ طويل يساهم في تسريع الانهيار الشامل واستطراداً الفوضى.

"النهار": ودُّد باسيل لأميركا ثابت فهل تبادله إيّاه؟

كتب سركيس نعوم في "النهار": ودُّد باسيل لأميركا ثابت فهل تبادله إيّاه؟

تفيد الجهات السياسيّة المُطّلعة جدّاً والجديّة جدّاً نفسها أنّ رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون اقترح في مجلس وزراء، بعدما رُفض التمديد للنائب السُنّي لحاكم مصرف لبنان محمد بعاصيري لأسباب تمّ شرحها، أن يُعيَّن الأخير رئيساً للجنة الرقابة على المصارف ويتمّ في الوقت نفسه اختيار أعضائها بعد انتهاء ولايتها. والجميع يعرفون أنّ هذا الموقع المالي أكثر أهميّة من النيابة الثانية للحاكم. وقد يكون دافعه إلى الاقتراح عدم رغبته في زيادة "عداء" الولايات المتّحدة للحكومة التي تعتبرها حكومة "حزب الله" أو بالأحرى تتمتّع بتأييده وتدين له ولحلفائه بالوجود، ولا سيّما بعدما تمّ رفض اقتراح سفيرتها إبقاء بعاصيري في موقعه. وكان تعليق عدد من الوزراء على ذلك ومنهم رئيس "التيّار الوطني الحر" الذي أسّسه عون أن واشنطن قد لا تقبل ذلك رغم أهميّة الموقع الجديد المُقترح لإرضائها. وهنا استعاد بعض هؤلاء محضر الاجتماع أو ربّما الاجتماعات التي عقدها الأخير مع السفيرة الأميركيّة شيا للتأكّد من إمكان قبول الاقتراح الجديد. في هذا المجال تشير المصادر نفسها إلى أمر مُهمّ في هذه المرحلة هو محاولة النائب جبران باسيل بموافقة عمّه استرضاء الولايات المتّحدة أو على الأقل ترطيب علاقته الجافّة معها. وقد وظّف لهذه الغاية جهود أصدقاء له كثيرين في واشنطن أيّام كان وفريقه ضد المحورالسوري، وأيّام عمل مع النافذين فيها على تنوّع انتماءاتهم الدينيّة والإقليميّة لمواجهة سوريا الركن البارز في حينه في هذا المحور. لكنّه لم ينجح في ذلك حتّى الآن على الأقل. ومن العوامل التي أفشلته تبنّيه سياسة "المحور" تجاه حلفاء أميركا من العرب، وفي مقدّمهم دول الخليج وأولاها المملكة العربيّة السعوديّة ثمّ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة وغيرهما. السفيرة دوروثي شيا فتحت أو بالأحرى انفتحت على باسيل ردّاً على سعيه الدؤوب وإن غير الناجح حتّى الآن لفتح باب التواصل معها ومع رؤسائها في الخارجيّة الأميركيّة. فالتقته أكثر من مرّة وعقدت معه اجتماعات معمّقة الأبحاث ومطوّلة كان بعضها بعيداً عن الأضواء. طبعاً عرف باسيل و"الشركاء" المتنوّعون والمتناقضون معنى ذلك، فبدأت لفلفة فضيحة الفيول المغشوش على ما يقول كثيرون. وعلماً أيضاً أن الطريقة التي تناول فيها مجلس الوزراء أخيراً "قانون قيصر" (Ceaser) الاميركي الذي يكاد أن يصبح نافذاً بعد أيّام يشير إلى أن التودّد إلى أميركا مستمر وإن هذه المرّة بغير لسان باسيل بل بألسنة ربّما تكون معه في السياسة وغير مُعادية لأميركا. هل يُحقِّق باسيل أخيراً حلمه الأميركي؟ وهل الكلام الإعلامي عن قِصَر عمر حكومة دياب وعودة سعد الحريري إلى السرايا الحكوميّة مُحتمل أم يعبّر عن تمنّيات؟

عون يعيد طرح زيادة خمسة آلاف ليرة على سعر صفيحة المازوت

أضاءت "الأخبار" على احتمال عودة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى طرح مسألة زيادة الخمسة آلاف ليرة على صفيحة المازوت في جلسة مجلس الوزراء، خاصة أن النقاش في الأمر لم ينته في الجلسة الماضية.

وأوضحت "الأخبار" أن الاقتراح يجري التسويق له تحت عنوانَي مكافحة التهريب إلى سوريا واستخدام الاموال لتقديم الدعم للأسر المتضررة من الأزمة المالية وأزمة كورونا. لكن دعم هؤلاء عبر تحميل كل الناس المسؤولية أمر مختلف، لافتة إلى أن فرض رسم كهذا يفترض أن يسبقه إجراء دراسة لآثار وأضرار هكذا ضريبة على قطاعات عديدة. هذه الزيادة التي تعد 30 في المئة من السعر الحالي، ستسمح بزيادة فاتورة المولّدات الكهربائية الخاصة، كما ستؤدي إلى زيادة الأعباء على الأسر التي تستخدم المازوت للتدفئة، كما على العديد من الصناعات، فيما تشهد البلاد مساعي (كلامية على الأقل) لتعزيز الانتاج المحلي. وكل ذلك سيكون له تأثير كبير على الناس، الذين يدفعون، في الاساس أكثر من نصف سعر صفيحة البنزين ضرائب ورسوماً.

وأشارت "الأخبار" إلى أن هذه الإشكاليات طرحت في الجلسة الأخيرة، لكن نقطتين استرعتا الانتباه، وأدتا إلى اعتراض وزراء ٨ آذار. الملاحظة الأساسية أتت على لسان وزير المالية، التي ذكّر بأن القانون لا يجيز تخصيص إيراد لنفقة محددة، بل إن أي رسم أو ضريبة يفترض أن يدخل إلى الخزينة. النقاش طال أيضاً كيفية قوننة هذا الرسم. فئة من الوزراء اعتبرت أن استحداث رسوم إضافية يحتاج إلى قانون يقره مجلس النواب، فيما أوضح آخرون أن الحكومة قادرة على إقرارها، من خلال الصلاحيات التشريعية المعطاة لها في القضايا الجمركية.

وتساءلت "الأخبار" هل هذا هو الوقت المناسب لزيادة الرسوم على المازوت؟ وهل حقاً يمكن أن توقف زيادة الأسعار عمليات التهريب، كما سبق أن قال رئيس الجمهورية؟

صندوق النقد الدولي.. تابع

لاحظت "نداء الوطن" أن الأنظار تتجه اليوم الى قصر بعبدا لمتابعة نتائج الاجتماع الذي يترأسه رئيس الجمهورية ميشال عون على خط مساعي توحيد الارقام والمقاربات وتوزيع الأعباء في ما يتعلق بخطة الحكومة ومفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، علمت "نداء الوطن" أنّ مجريات الأحداث الميدانية في عطلة نهاية الأسبوع لم تسفر عن "فرملة" حركة الاتصالات الجارية على هذا الخط لا بل استكملت في شكل متواصل بين الحكومة ومصرف لبنان وجمعية المصارف ولجنة المال والموازنة النيابية.

ووفق معلومات "نداء الوطن" فإن اقتراحات بدأت تسلك طريقها تتعلق بسندات الخزينة بالعملة اللبنانية والتي كانت خاضعة بحسب الخطة لاقتطاع بنسبة 75%، أي ما يقدر بـ 60 الف مليار ليرة من الودائع بحسب خطة الحكومة وهو ما كان سيشكل عبئاً كبيراً" على المصارف والمودعين.

وكشفت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أنّ هناك تصوراً يتم العمل على إنضاجه خلال الساعات المقبلة من شأنه أن يخفف من الأعباء، لا سيما وأن المصادر أشارت إلى وجود أرقام وجوانب في الخطة المالية لا علاقة لها بمصرف لبنان، إنما بالودائع والمودعين وهي تشمل تقدير التسليفات المتعثرة والتي قد تتعثر من جراء الوضع الراهن.

أما على صعيد مصرف لبنان، وبعدما أقر صندوق النقد بمبلغ إعادة تقييم الذهب البالغ حوالى 47 ألف مليار ليرة، في ميزانية 15 نيسان 2020 على سعر 3500 ليرة، وإقرار الصندوق كذلك بمبلغ 9 آلاف مليار العائد إلى ما يُعرف بـ"unused seigniorage" ، يستكمل المصرف المركزي التفاوض مع صندوق النقد حول 15 ألف مليار للـ "seigniorage" أي تمويل السياسات النقدية التي طبّقها المصرف والقائمة على تأجيل الأكلاف لإطفائها لاحقاً من إيرادات مستقبلية وهو ما يطلق عليه مصطلح: "carry forward".

وتوازياً، يستمر التفاوض على مسألة القيمة الصافية للموجودات بالعملات الأجنبية التي تصبح إيجابية إذا ما اعتمدت قاعدة "Fair Valuation" أي التقييم العادل للمطلوبات والموجودات بالعملات الأجنبية. وهو ما يطالب به مصرف لبنان ويرفضه صندوق النقد. وبناءً عليه، تؤكد مصادر "نداء الوطن" أنّ "المحادثات والنقاشات والاتصالات مستمرة ساعة بساعة وكل كلام عن أن الموضوع انتهى إنما ينم عن جهل أو تسريبات بنية سيئة".

"النهار": أرقام صادمة تفضح التقديرات الخاطئة للحكومة.. برسم اجتماع بعبدا

كتبت سابين عويس في "النهار": أرقام صادمة تفضح التقديرات الخاطئة للحكومة.. برسم اجتماع بعبدا

تبين ان الخسائر المقدرة في الخطة الحكومية الاصلاحية بحجم ٢٤٠ الف مليار ليرة ، لا تتجاوز ١٠٤ آلاف!. وكان لا بد بالنسبة الى النائب نقولا نحاس وبعد التشاور مع عدد من النواب ان يوضع الملف في عهدة لجنة المال والموازنة. بحسب مقاربة الحكومة، وزعت الخطة الخسائر كالتالي: سندات اوروبوند: ١٦،٦ مليار دولار منها ٥ مليارات دولار على المركزي، و١١،٦ مليارا على المصارف. سندات بالليرة ٥٨ الف مليار ليرة، منها ١٧،٦ الف مليار يحملها المركزي، و٤٠ الف مليار تحملها المصارف. بعملية الهيركات المقترحة بنسبة ٧٥ في المئة، تشطب الخطة ٤٣ الف مليارا ( ١٣ الف مليارا من المركزي و٣٠،٥ الف مليار من المصارف). سندات الخزينة بالليرة: ٥٠ الف مليار يحملها المركزي و٢١ الف مليار تحملها المصارف، بعد الاقتطاع بنسبة ٤٠ في المئة، تصبح الخسارة ٢٠ الف مليار للمركزي و٨،٦ آلاف مليار المصارف، ليصبح مجموع خسائر المركزي ٣٣،٤ الف مليار ليرة والمصارف ٣٩ ألفا اي ما مجموعه ٧٢،٦ الف مليار ليرة. في بند الموجودات الاخرى للمصرف المركزي، والذي يشكل عمليا الخسائر غير المعترف بها، باعتبار انه يمكن اعادة تحصيلها وفق مفاهيم عمل المصارف المركزية، ٤٧،٩ الف مليار ليرة، يضاف اليها خسائر دعم الليرة والهندسات المالية البالغة ١٨ الف مليار ليرة، اي ما مجموعه ٦٦ الف مليار ليرة، تقترح الخطة تصفيتها فورا. على محور المصارف، تشكل الديون المشكوك بأمرها ٢٣ الف مليار ليرة وبالدولار ما يعادل ١٠٧ مليار ليرة اي ما مجموعه ١٣٠ الف مليار ليرة، اعتبرت الخطة ان ٣٠ في المئة منها هالكة. في بند المطلوبات والموجودات، تحتسب الخطة موجودات المركزي بخمسين مليار دولار ( الذهب، احتياطات)، فيما المطلوبات ٨٩ مليارا ، ليصبح الصافي ٣٨،٩ مليارا او ما يعادل ٧٧ الف مليار ليرة. اما موجودات المصارف فقدرت ب١٣٤ مليار دولار والمطلوبات ب١٢٦ مليارا والفارق ٧ مليارات او ما يوازي ١٥ الف مليار ليرة. يشكل مجموع خسائر المركزي والمصارف وفق الخطة ٢٤٠،٨ الف مليار ليرة. في الخيار البديل الذي اقترحه نحاس، ان تخفض نسبة الهيركات من ٧٥ الى ٦٠ في النئة على الاوروبوند ومن ٤٠ الى ٣٠ في المئة على سندات الخزينة، فتتراجع بذلك الخسائر من ٧٢،٦٧٧ الف مليار ليرة الى ٥٦،٦٩٥ ألفا على سندات الدين. اما على ميزانية المركزي، فلم تحتسب الخطة اصوله من الذهب ومن النقد بالتداول ومؤؤنات الامور الطارئة وتبلغ ٣٢ الف مليار ليرة، ما يسمح بخفض الخسائر من ٦٦ الف مليارا الى ٣٢ الفا. ويلحظ هذا الخيار كذلك ديون القطاع الخاص، فيخفض نسبة القروض الهالكة او المشكوك بتحصيلها لا سيما تلك التي تقابلها ضمانات، ما يتيح خفض خسائر المصارف الى ١٥ الف مليارا بدلا من ٤٠ الفا. ويحتسب هذا الخيار مطلوبات المركزي ب٤٧ مليار دولار بدلا من ٨٩،٤ مليارا مقترحة في الخطة على اساس ان هناك ٣٣ مليارا تستحق بين سنة ٢٠٢٠ و٢٠٤٠. ما يسمح للمركزي بتحقيق وفر ب٦،٩ آلاف مليار بدلا من خسارة ب٧٧ الف مليارا. وبهذه العملية، تتراجع الخسائر الى ٨١،٢٩٩ الف مليار ليرة بدلا من ٢٤٠ الف مليار ! وينتظر ان تكون هذه الارقام التي تمت مناقشتها والتوافق على المقاربة التي اعتمدتها كأحد النماذج المتاحة للبناء عليه والتفاوض على اساسه، على طاولة قصر بعبدا، حيث يؤمل ان يتم توحيد الارقام انطلاقا منها، مما يخفف كثيرا حجم الازمة ( من دون ان يلغيها)، ويستعيد شيئا من الثقة التي ضربتها خطة الحكومة بمقاربتها المتناقضة!

"الاخبار": تعثّر التدقيق في حسابات مصرف لبنان: تستّر على الفضائح أم خوف من اختراق العدوّ؟

هل تعثرت أو تأخرت عملية التدقيق في حسابات مصرف لبنان؟ السؤال مردّه الى أن رئيس الحكومة حسان دياب سأل وزير المال غازي وزني أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية عن سبب عدم مباشرة عمل شركة KROLL العالمية التي اتفق معها على عمليات التدقيق بكل ملفات مصرف لبنان. وهو القرار الذي اتخذته الحكومة قبل أكثر من شهر. كان جواب وزني أن هناك إجراءات قانونية ينجزها قبل المباشرة. ومع ذلك لم تباشر الشركة عملها. ونقل عن مصادر قريبة من وزير المالية ومن رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن التأخير سببه عملية تدقيق في طبيعة الشركة المفترض بها القيام بالتدقيق. وتقول هذه المصادر إن هناك مشكلة رئيسية كون هذه الشركة تعمل بإشراف فريق يقرّ علناً بتعاونه مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وحسب المصادر، فإن وزني سيقدّم قريباً الى الحكومة طلباً بالتعاقد مع شركة أخرى، على أن يشرح فيه المعطيات التي دفعته إلى رفض التوقيع، وفيها تقارير أعدّها جهازان أمنيّان لبنانيان حول الشركات، حيث جرى التحذير من خطورة التعاقد مع شركات إسرائيلية أو لها صلات بأجهزة إسرائيلية، ما يتيح للأخيرة الحصول على كمية هائلة من البيانات. في المقلب الآخر، يبدو أن موقف رئيس الحكومة كما موقف رئيس الجمهورية ميشال عون لا يقف عند فكرة وجود تعاون بين شركات عالمية ومؤسسات إسرائيلية. وذلك من زاوية أن أي شركة عالمية متخصصة سيتم العثور على علاقات عمل بينها وبين إسرائيل، أو بينها وبين إسرائيليين. وتشير مصادر الى أن موقف وزير المال يخفي رغبة قسم من الطبقة النافذة سياسياً واقتصادياً ومالياً بعدم إجراء أي عملية تدقيق تقود الى معرفة تفاصيل تدخلهم وعملياتهم غير القانونية، ومعرفة تفاصيل الصناديق السوداء التي كان أركان الحكم يستخدمونها لأغراض خاصة بقواهم السياسية أو جماعتهم المقربين. وتشير المصادر الى أن التدقيق سيشمل عملياً ليس مصرف لبنان وحده، بل المؤسسات التابعة له من شركة إنترا الى بنك التمويل الى كازينو لبنان الى شركة الميدل إيست. وإن هذه المؤسسات كانت ولا تزال تخضع لإدارات تم اختيارها من قبل النافذين في الدولة وتعمل باتفاقات وتأثير الطبقة المهيمنة اقتصادياً ومالياً.

"الجمهورية": لهذه الأسباب قرّرت الحكومة التضحية بالمودعين

انطوان فرح في "الجمهورية": لهذه الأسباب قرّرت الحكومة التضحية بالمودعين

يمكن الاستنتاج بوضوح لماذا اختارت الحكومة مسبقاً طريق سرقة مال المودعين، وإفلاس القطاع المالي، إذ أنها تدرك انّ كل الطرق الأخرى التي سيعرضها صندوق النقد لها أثمانٌ سياسية لا تريد دفعها، أو عاجزة عن ذلك. لا هي تريد ان تُخصخص مؤسسات عامة لأنها مَرتع للتوظيف والنفوذ والسرقة، ولا هي تريد تقليص حجم القطاع العام لأنه وسيلة للزبائنية والمحاصصة، بالاضافة الى تحاشي مخاطر الاضطرابات الشعبية، ولا هي تريد إغلاق المعابر غير الشرعية لأنها على صلة بالسياسة الاستراتيجية الكبرى، وبخطوط حمر يضعها من يضع يده على القرار في البلد، ولا هي قادرة حتى على منع التهريب عبر المعابر الشرعية للأسباب نفسها، ولا هي قادرة على زيادة الرسوم والضرائب لأنّ الايرادات قد تتراجع اكثر، والنقمة الشعبية قد تزيد. هكذا، ولأنّ الحكومة عاجزة عن سلوك كل هذه الطرق التي تؤدّي الى تحسين المالية العامة، للحصول على مساعدة صندوق النقد، اختارت التضحية بالمودعين. قبل توحيد الأرقام، لا بد من توحيد النهج ورفع مستوى الاخلاق في التعاطي مع ملف الانقاذ. ومن دون ذلك، لا قيمة لكل الأرقام، لأنها ستبقى مجرد أرقام على دفاتر، لا أكثر ولا أقل.

"الاخبار": استراتيجية اكذب اكذب، لا بد أن يعلق شيء: الإعلام السعودي لا يرى إلا حزب الله

كتبت زينب حاوي في "الاخبار": استراتيجية اكذب اكذب، لا بد أن يعلق شيء: الإعلام السعودي لا يرى إلا حزب الله

أول من أمس، ومع تخلل التظاهرة التي دعت إليها قوى سياسية وشعبية مختلفة شعار نزع سلاح المقاومة، استمر الإعلام الخليجي في تلفيق الأكاذيب ومجافاة الواقع الذي رصدته الكاميرات بحضور هزيل للمتظاهرين. هكذا، ركّزت الشبكة السعودية على شعار تطبيق القرار 1595، ووصفت التظاهرة التي وصلت إلى عشرات المحتجين بأنها ضخمة، وقالت إنّها تخرج للمرة الأولى للمطالبة بنزع سلاح حزب الله. هكذا، تصدّر شاشتها أول من أمس عنوان: تظاهرات ضخمة في بيروت تطالب بنزع سلاح حزب الله للمرة الأولى، فيما كانت الشاشات المحلية تظهر بصورها الجوية والأرضية أن حجم المتظاهرين ضئيل جداً. لعلّ أبرز ما حضر في تغطية الإعلام السعودي إصراره على تغييب باقي الأطراف التي تصادمت أول من أمس في شوارع بيروت، واتهامه «مناصري حزب الله وحركة أمل بأنهم جابوا شوارع بيروت وأطلقوا شعارات طائفية»، إلى جانب ربطه ما حدث أول من أمس بأحداث السابع من أيار (مايو) من عام 2008. أضف إلى ذلك أنّه نشر صوراً لأمين عام «حزب الله» تُداس بالأقدام ضمن مقال على موقع القناة الإلكتروني بعنوان: توّتر في بيروت... غاضبون يحرقون صور حزب الله. كذلك، تبنّت العربية الفيديو الأرشيفي الذي روّجت له mtv، ويظهر شباناً ينزعون صوراً لسعد ورفيق الحريري، ويهتفون بأنّ «بيروت شيعية» من دون التدقيق في صدقية الفيديو وتاريخه. هذه الأجواء التحريضية حضرت بقوة على الشاشة السعودية التي اقتنصت الفرصة لبثّ مزيد من الأكاذيب والدعاية الممزوجة بأدوات الفتنة المتنقلة. وفي صحيفة الشرق الأوسط السعودية كانت هناك إطلالة سريعة في رئيسيتها على أحداث الشارع الملتهبة في بيروت، مع اعتبار أن الاحتجاجات اصطدمت بعقدة السلاح، في تصوير بأن فشل تظاهرات أول من أمس سببها سلاح المقاومة! في الخلاصة، دخل الإعلام السعودي بقوة على تظاهرات وصدامات يوم السبت الماضي، لينتقي أحد شعاراتها المتعلقة بسلاح المقاومة، ويتخذ منه منصة لبث الأكاذيب ومجافاة الواقع اللبناني الذي ظهّر أن العديد من المجموعات نأت بنفسها عن الدخول في هذا المعترك، مقابل التركيز على المطالب المعيشية. مع ذلك، كان هنالك إصرار من قِبل هذا الإعلام على تشويه الحقائق وبناء سردية تربط الأوضاع الاجتماعية بسلاح حزب الله، وتتحدث عن تململ حاصل في بيئته!

"الاخبار": رمضان عبد الله: القائد المفكر والمناضل الواقعي

كتب ابراهيم الامين في "الاخبار": رمضان عبد الله: القائد المفكر والمناضل الواقعي

ارتبط الدكتور رمضان بعلاقة خاصة مع الشهيد الراحل عماد مغنية. ربما كان من القلائل الذين كانوا يعرفون الهوية الحقيقية للحاج رضوان قبل استشهاده. وكان دائم التواصل معه. بعد تحرير العام 2000، أخذه الشهيد رضوان الى الجنوب، وسار معه على الحدود مباشرة مع فلسطين. وفتح له الباب أمام مرحلة الاستعداد للعبور نحو فلسطين. وتعاونا في مرحلة لاحقة على إدخال مجموعة من عناصر الجهاد لتنفيذ عملية في مستوطنات شمال فلسطين المحتلة. علاقتهما كانت تتجاوز التشاور حول أبعاد سياسية وعسكرية وأمنية للصراع مع العدو. كانا يشاهدان الأفلام ويستمعان إلى الأناشيد معاً، ويتحدثان في أمور كثيرة. قبل يوم من عملية 12 تموز 2006، كان الحاج في دمشق. زار الدكتور رمضان، وقرّر ليلاً المغادرة، فدعاه الأخير للبقاء الى الغد. لكن رضوان أصرّ على العودة. لم يقل له شيئاً. في اليوم التالي، عندما وقعت العملية، وتم أسر الجنديين، تواصل الرجلان من جديد. يومها اقترح الدكتور رمضان على الحاج إطلاق اسم الوعد الصادق على العملية، قائلاً إنه أقل الوفاء للسيد حسن الذي أدخل ثقافة جديدة على جيل القادة، إذ لم يحصل أن أخلف بوعد. عانت حركة الجهاد من مشكلات تنظيمية مختلفة. دخل اليها وخرج منها كوادر وقيادات. وظلت على الدوام محل نقاشات داخلية متنوعة. لكنها مع الدكتور رمضان، احتلت مكانة متقدمة في الصراع مع العدو. كان الرجل، مثل غالبية القيادات في الحركة، يعي جيداً أنهم ليسوا تنظيماً سلطوياً، ولا ينافسون الآخرين على الحشود لأجل الحشد يوم الانتخابات. لكنهم كان يهتمون بتطوير البنى التحتية للجسم العسكري والأمني للحركة. رمضان عبد الله من عينة القادة المفكرين والمناضلين الواقعيين. هو من قلة نجحت في المزج بين الدورين، وسيكون له أثره وإرثه في حرب ستقود حتماً الى استعادة فلسطين!

"نداء الوطن": خيارات "التوتر العالي"

كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": خيارات "التوتر العالي"

عن سابق تصور وتصميم، يرفض "حزب الله" اعتبار "ثورة 17 تشرين" انتفاضة محقة ضد "المنظومة الفاسدة" لتحقيق الإصلاح وإخراج لبنان من الانهيار. فهو يدرك ان مآلها الدعوة الى احترام الدستور والتزام القوانين وعدم تحميل لبنان وزر أي مشروع إقليمي، وهنا بيت القصيد. لذلك خاض ضدها حرباً استباقية رغم علمه بأن موضوع السلاح ليس على أجندتها وبأن اعتبارات السلاح الإقليمية والدولية أكبر من قدرة طرف محلي على تحقيق أي "اختراق" فيه. حجة الممانعين أن السلاح لم يمنع الازدهار زمن رفيق الحريري هي ذاتُ معنى. لكنهم يقصّرون عن تفسير مقنع لعدم تطبيق المبدأ نفسه من خلال تبني مطالب الإصلاح التي نادت بها الثورة. ويرفضون الاعتراف بضرورة فك الارتباط بين السلاح والفساد. ولا يجدون غير "نظرية المؤامرة" لتبرير مسارعة "حزب الله" الى مواجهتها منذ اندلاعها واضعاً خطاً أحمر لمنع سقوط حكومة سعد الحريري، ومنتقلاً الى مباشرة قمعها حيث طالت أياديه. واضح ان مأزق "حزب الله" الإقليمي ينعكس توتراً على سلوكه المحلي، فيُفقده صورة المتبصِّر و"الحسّيب" التي شكلها لدى كثيرين. ففائض الهدر سابقاً سهَّلَ عناق السلاح مع الإعمار، وبذلُ الدم لتحرير الجنوب أتاح استثمار الإنجاز على المستويين الشعبي والسياسي. أما اليوم فإن ضيق ذات اليد الإيرانية والضغط الاميركي الكبير يضيّقان خيارات الحزب ما دام مصرّاً على انه جزء من محور وليس شريكاً في معادلة الكيان اللبناني. نجح "حزب الله" في منع 6/6 من تشكيل اندفاعة قوية لاستكمال ثورة 17 تشرين، لكنه مخطئ بالحساب النهائي. ذلك ان رفضه تمييز حفنة من المطالبين بنزع سلاحه عن سائر الثائرين جَعَلَه ناسخاً شعار "كلن يعني كلن" التبسيطي مُرفَقاً بالتخوين، ما يمكن ان يوسع الحفنة بالتوازي مع تضييق خيارات الثائرين، فيقفز مطلب السلاح الى رأس برنامج أي مُطالب بالتغيير أو متمسك بالسيادة وحرية التعبير. عَمَدَ "حزب الله" الى أسوأ خيار يلجأ اليه طرف سياسي أساسي، خصوصاً انه لامَسَ خطَّ توتر السلم الأهلي... هو خيارُ قويٍّ مستكبر، وليس خيار منتصرِ حكيم.

"الشرق الاوسط": محسن إبراهيم وبيروت التي تموت

كتب غسان شربل في "الشرق الاوسط": محسن إبراهيم وبيروت التي تموت

الحقيقة هي أن بيروت تموت. تموت بصفتها تجربة تعايش. واقتصادها يموت. وأمنها يتصدّع. البطالة قياسية والخبز يزداد صعوبة. وعلى الصعيد العملي شاركت الدولة الفاسدين في السطو على مدخرات الناس. ها هي بيروت تموت. قطاعها المصرفي يموت. جامعاتها اللامعة تستعد لمصير سيئ. لم تعد المدينة تعد بشيء في حسابات المستقبل. ومن لم يهاجر يحسد مَن فعل. قبل يومين من هذه المشاهد البيروتية المريعة كنت غارقاً في مشاهد بيروتية مختلفة. غاب محسن إبراهيم، الأمين العام لـمنظمة العمل الشيوعي، صاحب القدرة الاستثنائية على القراءة والتحليل غيابه فتح لدى جيل من اللبنانيين الذين لم يقدموا بعد استقالتهم من وطنهم دفاتر الذكريات. تعرف بيروت جيداً هذا الفتى الجنوبي الذي تقدم مظاهراتها واعتلى منابرها وشغلها بمقالاته ومعاركه وتحليلاته. تعرف بيروت الرجل الذي لم يكسر الغزو الإسرائيلي لبيروت في يونيو (حزيران) 1982 إرادته. الرجل الذي أطلق مع جورج حاوي، الأمين العام لـالحزب الشيوعي اللبناني، نداء المقاومة الوطنية من منزل كمال جنبلاط في بيروت. وتشاء الصدفة أن يرتبط شهر يونيو (حزيران) أيضاً باستشهاد حاوي، واستشهاد سمير قصير. يصحح محسن إبراهيم الروايات. ينفي أن يكون لعب مع جورج حاوي دوراً في تحريض كمال جنبلاط على التشدد في لقائه الأخير مع حافظ الأسد. ويقول إنهما طلبا من جنبلاط ألا يرجع بأجواء خلاف مع الرئيس السوري. يؤكد أن ياسر عرفات كان خائفاً على حليفه جنبلاط، وكان يعتقد أن لقاءه مع الأسد قد يجنبه المصير الذي انتهى إليه. سألت محسن إبراهيم عن سبب سير عرفات في خيار أوسلو، فقال: «قرأ الوضع الدولي بعد غياب الاتحاد السوفياتي. وقرأ الوضع الإقليمي بعد معاقبة العراق على غزو الكويت. قرأ الأوضاع العربية وموازين القوى الدولية والأحوال المالية، وخاف على قضيته من النسيان والضياع. عد الانتظار على أي شبر فلسطيني نوعاً من الضمانة، بعدما تأكد أنه ممنوع من الإقامة على خط التماس للاشتباك مع الجيش الإسرائيلي والتذكير بحقوقه.

"الشرق": مزحة القيصر!!

كتب وليد الحسيني في "الشرق": مزحة القيصر!!

كما حجزت المصارف أموال المودعين بالإكراه، يحجز قصر بعبدا صلاحيات حسان دياب بالتراضي.

ربما كان للمصارف أعذارها. كذلك للقصر أعذاره. إنه العهد القوي… والأقوياء دائماً يحكمون. فلا كهرباء بلا سلعاتا. ولا تشكيلات قضائية تزحزح قاضية القصر من مكانها. ولا آلية للتعيينات تتناقض مع آلية جبران باسيل. ولا سد يقف في وجه سد بسري. ولا تصديق على نتائج إمتحانات الخدمة المدنية، إذا لم تكن في خدمة التيار الوطني الحر. ولا نأي بالنفس ينأى بحزب الله عن التدخل في ما يعنيه… ولو كان لا يعني لبنان. صلاحيات بالجملة أخفاها حذاق رؤساء الحكومات المتعاقبة على السرايا، من عهد الياس الهراوي إلى عهد ميشال سليمان، مروراً بعهد الرئيس المقاوم إميل لحود. لكن سرقة الصلاحيات انكشفت. ونجح الرئيس ميشال عون في نبش مخابئها، ومن ثم، إعادتها إلى الحياة الدستورية. ويقال أن الرئيس حسان دياب، الذي لا يخطئ في الإملاءات، هو من أفشى سر مكان إخفائها، وهو من منحها شرعية الإغتصاب، تقرباً من عهد وحزب، يعتقد دولته أنهما صنّاع رؤساء الحكومات. كل هذا لا يهم، في ظل تكاثر الهموم الثقيلة. الأهم، كيف نواجه الإنهيار المستعجل؟. ومع هذا فإن الأهم لم يأت بعد… ونعني وباءالقيصر الأميركي، رغم أنه يخبط اليوم على أبواب لبنان. لكن الحكومة ترفض أن تسمع الخبيط الأميركي. فالسمع والطاعة متفرغان لدول الممانعة وتنظيماتها المسلحة، فهناك للبناني رب يحميه من سم قيصر أميركا القاتل. لماذا نخافه؟. سنقاومه بالمقاومة. وبقرارات مجلس الدفاع الأعلى. وبإنجازات الـ97 بالمئة. وبالصلاحيات الدستورية المبتكرة والمفبركة. وبالمعارضة التي تحولت إلى معارضات شتى. وبالثورة المصابة بالإنفصام وبزهايمر الأهداف. وبالفتنة التي لم تنم منذ ألف وأربعمئة عام. وبالإنفتاح على كرم الصين، الذي سقط سهواً من كتاب البخلاء للجاحظ. وبالاستعانة بإيران التي تبحث عن معين. وبالإستنجاد بقيصر روسيا، الذي يبحث بدوره كيف يحمي نفسه من قيصر أميركا. وبالقنابل المسيلة لدموع ترامب. يا أيها العهد القوي، ويا وزراء لا حول ولا قوة، أي عدة تعدون لمواجهة الوباء الأميركي الزاحف إلينا… وبماذا تعدون اللبنانيين؟. من أقنعكم بأن قانون قيصر مزحة؟… ومتى تتعاملون مع مصائب لبنان بجدية ومسؤولية… وتكفون عن المزاح؟.

"الشرق": الانفجار الاجتماعي… والحلول المطلوبة بإلحاح…؟!

كتب يحي جابر في "الشرق": الانفجار الاجتماعي… والحلول المطلوبة بإلحاح…؟!

لا يخفي عديدون من الافرقاء الممثلين في الحكومة، قناعتهم بـان الحكومة ليست بخير… ومنذ فترة، تتكرر الاقوال ان الانقسامات داخلها، من اعلى الهرم، الى اخر وزير فيها، واضحة وصريحة… وهم يرمون المسؤولية على رئيس الجمهورية، لافتين الى ان الدستور والقوانين والشراكة، انتهكت، بشكل متواصل، منذ بدء العهد. العوني…؟! وقد تحول اللبنانيون الى شعب مخنوق، على المستويات الاقتصادية و المالية والمعيشية… وقد تعاظم وضع نسبة اللبنانيين الذين تحت خط الفقر بنسبة تصل الى ٥٢ في المئة، بحسب تقارير البنك الدولي…؟! لقد كان لافتا، ومثيرا للادانات الجماعية دخول الاوغاد على خط محاولة اثارة الفتنة الطائفية والذهبية، التي لم تبق كلاما بكلام… وقد سارعت مرجعيات روحية وقيادات سياسية، الى ادانة هذه الظاهرة البالغة الخطورة على لبنان الدولة والشعب ووحدة حياتهم ومصيرهم، ولا يفيد منها سوى اعداء لبنان واللبنانيين… وقد قالها الرئيس نبيه بري، وبكل وضوح وصراحة ان كل فعل، من اي جهة اتى، يستهدف وحدة اللبنانيين وامنهم واستقرارهم وعيشهم الواحد، هو فعل اسرائيل…. ما حصل اول من امس، مؤشر بالغ الخطورة، الى ان الانفجار الاجتماعي بدأ يأخذ طريقه الى ما لا حدود له… واركان الدولة واخرين، اصابهم الطرش، والعمى… فإلى أين …!؟

"الاخبار": استراتيجيّة جديدة لليونيفيل: خفض عدد الموظفين

تحدّيات من جوانب مختلفة تحيط بقوات اليونيفيل في الجنوب، آخرها التلويح بخفض عدد الموظفين المدنيين اللبنانيين والأجانب كمرحلة أولى، قبل البحث في خفض عديد القوات العسكرية كمرحلة ثانية. الخفض المقترح يندرج ضمن دراسة استراتيجية تجريها قيادة اليونيفيل حالياً لمهمتها وأركان منظومتها المدنية والعسكرية. وتأتي الاستراتيجية الجديدة في خضمّ الابتزاز الذي تمارسه الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول الغربية لتعديل مهمة اليونيفيل على أعتاب التجديد الدوري لعملها في لبنان منتصف آب المقبل في مجلس الأمن. فضلاً عن تكرار أميركا تهديدها السابق بخفض مساهمتها في المهمة لأن المبالغ «تنفق بلا جدوى على مهمة لم تحرز أي تقدم في تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701. ووفق مصدر من داخل القيادة، فإن خطة الخفض صوّبت بداية على قسم الترجمة الذي يضم حوالى 110 موظفين وموظفات لبنانيين يعملون في الناقورة ومع القوات المنتشرة جنوباً. ومن المحتمل خفض عدد المترجمين إلى النصف، ولا سيما بالتزامن مع خفض المهمات إلى الحد الأدنى عملاً بإجراءات مواجهة كورونا. قرار الخفض ليس جديداً. قبل سنوات، وعند طرح تغيير الاستراتيجية لتعديل قواعد الاشتباك، طرح بند خفض عدد الموظفين من دون تنفيذه وشمل عدداً كبيراً من اللبنانيين وقلّة من الأجانب ذوي الرواتب العالية.

أسرار وكواليس

 لاحظت أوساط سياسية أن الإدارات الرسمية ستخلو من فئة معينة من مكاتب الوزراء قريبا بعدما جمدت العقود ‏التي ظللتها جهة دولية بقرار دولي ومحلي‎.

 إستغرب مرجع سياسي كيف أن زعيما سياسيا ينادي بمعالجة ملف المخالفات البحرية في وقت يرفض المس ‏بمخالفة بحرية تديرها شركة تابعة له‎.

 تلقى مسؤول كبير من بعض السياسيين نصيحة بالتقليل من إطالالته الإعالمية فجاء الجواب: لا شأن لكم بذلك‎.‎

 إستبعدت مصادر حزبية تشكيل حكومة جديدة في الفترة المتبقية من العهد، في حال أُضطرت حكومة دياب إلى ‏الإستقالة في حال إستمرار التعثر في المعالجات المالية، وإشتداد الضغوط الخارجية بعد قانون "قيصر‎"!

 إستغربت أوساط "حارة حريك" الحماس الذي يبديه بعض نواب التيار الوطني للإلتزام بتطبيق العقوبات ‏الأميركية الجديدة على سوريا، بحجة الحرص على عدم إقحام لبنان في مزيد من العقوبات‎!

 سجلت "رادارات" ديبلوماسية ناشطة دخول دولة إقليمية غير عربية على خط تظاهرات ? حزيران، وما تخللها ‏من مواجهات عنفية وقطع طرقات في أكثر من منطقة‎.‎

 الأربعاء الماضي، في نهاية اجتماع اللجان المشتركة بحضور وزيرة العدل ماري كلود نجم، انتقد معظم النواب ‏غياب دور الوزيرة عن الاستدعاءات العشوائية التي تقوم بها النيابات العامة وطالبوا بجلسة عامة لمساءلتها ‏ومحاسبة القضاة من أصحاب هذه الممارسات‎.

 تفيد تقارير رسمية أن الأزمة الاقتصادية ستنتج أكثر من مليون عاطل عن العمل بحلول شهر أيلول المقبل‎.

 يتردد أن طرح مسألة زيادة خمسة آلاف ليرة على المازوت لا يزال على جدول أعمال الحكومة على الرغم من ‏الاعتراضات الكبيرة عليه‎.‎

‎ ‎ إعداد: هيئة شؤون الإعلام

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 حزيران 2020 08:28