سيبقى "خراب" المجموعة الغازية الثانية في معمل الزهراني الذي أنشئ قبل سبع سنوات، مثار تساؤل، حول من يتحمل المسؤولية الفعلية عن هذا "الخراب"، وكيف يمكن لمجموعة أعطت انذاراً بإمكان حدوث عطلٍ، "أن ترغم" على الانتاج؟.
وإذا كانت المسؤولية تتوزع بين مؤسسة كهرباء لبنان، والشركة المشغلة الآن P.S.M، فإن الساعات الماضية كشفت عن بداية العد العكسي لتحديد هذه المسؤولية بعد وصول الخبراء الايطاليين أمس الى معمل الزهراني للكشف عن العطل الذي ضرب المجموعة الثانية.
وعقد مجلس إدارة الكهرباء جلسة مساء أمس للتداول في أزمة الكهرباء، وبحث مشكلة الزهراني، وذكرت مصادر مطلعة، أن المجلس لم يعفِ P.S.M من مسؤوليتها عن الاهمال الذي أدى الى عطل، غير طارئ، خصوصاً وأن المجموعة أعطت انذاراً مسبقاً بذلك، واستمر التشغيل.
في هذا الوقت، حمّل رئيس مجلس إدارة شركة P.S.M اللبنانية وليد عهد بارودي، مؤسسة كهرباء لبنان، مسؤولية الأعطال في معامل الانتاج، ولفت في اتصال مع "المستقبل"، الى أن P.S.M هي شركة مشغلة لمعملي الزهراني ودير عمار بموجب عقد موقت لثلاثة أشهر، وأن الصيانة التي تقوم بها هي في الحد الأدنى.
وفي ما يتعلق بأعطال معمل الزهراني، كشف بارودي "أنه بالنسبة الى المجموعة الغازية الأولى في الزهراني كان يلزمها MAJOR OVER HALL، بدلاً من الـMINER OVER HALL الذي يجري الآن حتى لا تتوقف، وهذه عملية ترقيع، بعد العطل الذي طرأ على المجموعة الغازية الثانية التي تعطلت بفعل النقص في قطع الغيار المطلوبة، وفي كل حال فإن المجموعة الأولى لن تعمل أكثر من ثلاثة آلاف ساعة، وإلا توقفت بدورها".
وأكد أن عطل المجموعة الثانية، "جاء نتيجة عدم وجود قطع غيار ولا أي برغي في الزهراني، بعثنا أكثر من 100 رسالة حول هذا الموضوع وقلنا إن المعمل يحتاج على الأقل لمليون دولار صيانة وكذلك معمل دير عمار هو الآخر يلزمه قطاع غيار، بالحد الأدنى يجب أن يكون هناك نصف مليون دولار للصيانة سنوياً لكل من المعملين المذكورين، منذ سبع سنوات لم ترسل المؤسسة أي قطعة غيار للمعمل، نحن نقوم بالمطلوب، إلا أن العملية ترقيع بترقيع".
ونفى بارودي أن لا يكون لشركته بوليصة تأمين، لكنه قال "إن البوليصة هي كذلك في الحد الأدنى، بين المئة والمئتي ألف دولار في الشهر، ولكن عقدنا موقت ولا يتجاوز الثلاثة أشهر، فهل يعقل أن يكون التأمين أكثر، ونحن كشركة نعلم أن لا شيء مضموناً في معملي الزهراني ودير عمار، نحن سنرفع التأمين إذا أعطونا عقداً لمدة سنتين".
واتهم البارودي إدارة المؤسسة بإفشال كل المناقصات، وقال "هناك عطل في المؤسسة"، وسأل من "المسؤول عن إفشال المناقصات المتتالية منذ شانهان الى اليوم، لماذا فشلت تعميرات وهشلت وخسرت نحو 500 ألف دولار جراء تركها العقد... لماذا الخلاف مع شركة اينيل الايطالية؟".
ولفت الى أن "اينيل" شركة تتبع الحكومة الايطالية، وهذه الأخيرة سترفع دعوى على مؤسسة كهرباء لبنان، لعدم دفعها 4 ملايين دولار لمصلحة الشركة الايطالية، بموجب أتعاب قدمتها الشركة للمؤسسة.
وفي ظل هذه الاتهامات الصريحة، والتي يكشف النقاب عنها للمرة الأولى، أكدت مصادر نيابية لـ"المستقبل"، أن مؤسسة الكهرباء تتعامل مع الشركة اللبنانية كمتعهد غير أساسي، وهناك نوع من الاستخفاف في صيغة هذا التعامل، والدليل أن لدى P.S.M عشرات الرسائل الموجهة الى إدارة المؤسسة، بخصوص الصيانة وقطع الغيار، إلا أن المؤسسة لم تعر هذه الرسائل أي اهتمام، ولفتت المصادر النيابية الى أن خطأ P.S.M، هو في كيفية سيرها في عقد دون تأمين.
وفي موضوع آخر، أكدت هذه المصادر أن موضوع عدم استكمال شبكة الـ220 ك.ف. في منطقة المتن هي محض انتخابية، ولا شيء آخر يمنع من استكمالها.
الى ذلك، عقد مجلس إدارة الكهرباء مساء أمس، جلسة لمناقشة أزمة الكهرباء وعلى جدول أعماله، الاستماع الى جدول الخبراء الايطاليين، الذين زاروا معمل الزهراني أمس، وكشفوا على المجموعة الغازية الثانية، لإعطاء تأشير إما بمكان اصلاحها في لبنان أو بضرورة نقلها الى خارج لبنان، وقالت مصادر مطلعة لـ"المستقبل"، "إن الخبراء الايطاليين لن يرفعوا تقريرهم حول الأعطال قبل أسبوعين"، وكشفت هذه المصادر، أن مجلس إدارة الكهرباء، لم يعفِ شركة P.S.M، من الاهمال الذي حصل، والذي أدى بالنتيجة الى "خراب" المجموعة الغازية الثانية، إذ أن المجموعة أعطت انذاراً مسبقاً، وبالتالي استمر التشغيل، وهو ما أدى الى توقف هذه المجموعة.
في هذا الوقت كثفت الشركة اللبنانية P.S.M، جهودها لاعادة تجميع المجموعة الغازية الأولى خلال اليومين المقبلين، وإعادة تشغيل الزهراني بثلثي طاقته نحو 220 ميغاوات.
وفي موضوع إفراغ بواخر المحروقات، لم تتمكن الباخرة "MINATO" من إفراغ حمولتها في معمل الجية (29 ألف طن فيول أويل)، كما أفرغت الباخرة "BOQUOD" حمولتها (27 ألف طن من الديزل أويل) أمس في معمل دير عمار، وبلغ الانتاج في المعمل نحو390 ميغاوات من أصل 450 ميغاوات، بسبب عطل جديد طرأ على محطة التحويل في دير نبوح، بحسب مصادر فنية في معمل دير عمار.
وينتظر مع نزوع العاصفة الى الهدوء، أن تتمكن الأخريان من إفراغ حمولتهما، وهو ما يبشر بإمكان التخفيف من التقنين الذي وصل الى 19 ساعة أمس في منطقتي حاصبيا ومرجعيون و18 ساعة في ضاحيتي بيروت الجنوبية والشرقية. وحتى مساء أمس كان التقنين لا يزال يلف أحياء العاصمة.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.