انهارت أمس الشبكة الكهربائية في لبنان كلياً لساعات وعم البلد تعتيم شامل بما فيه العاصمة بيروت، وذلك بعد خروج معمل دير عمار (450 ميغاوات) عن الشبكة لأكثر من ثلاث ساعات وتوقف جميع المعامل الكهربائية عن الانتاج.
وقال رئيس لجنة الطاقة النيابية النائب محمد قباني لـ"المستقبل"، "إن الانهيار استمر ساعات عدة، عولج بعدها وعادت الكهرباء الى بيروت بعد نحو ساعة ونصف، فيما بقي الوضع في المناطق ساعات ووصل الى 16 ساعة قطع، وبلغت الطاقة المنتجة نحو 900 ميغاوات، مع توقف معمل الزهراني، فيما الجية لا ينتج أكثر من 100 ميغاوات من أصل 374 ميغاوات، ووصل انتاج معمل الذوق الى 300 ميغاوات من أصل 642 ميغاوات".
وسأل قباني: "هل من المقبول في أي بلد في العالم أن تنهار الشبكة الكهربائية خلال 6 أشهر، وفي أي بلد يتوقف معمل لا يتجاوز عمره الـ7 سنوات، لفقدان الصيانة الجيدة، وهل هذا مقبول ولا يحاكم المسؤول؟". وتوعد بمحاسبة المسؤولين خلال الاجتماع الذي تعقده اللجنة صباح غد والمخصص لمناقشة وضع الكهرباء.
وإذ تسبب الطقس العاصف وعدم تفريغ بواخر الفيول أويل، بمفاقمة حدة الأزمة الكهربائية، فإن الوضع الراهن في معمل الزهراني، لا يبشر بتصحيح الخلل الذي ضرب
المجموعة الغازية الثانية (150 ميغاوات) قبل 60 يوماً في أقل تقدير (20 يوماً لتحديد العطل و40 يوماً لاصلاح المجموعة)، على الرغم من تأكيد وزارة الطاقة والمياه ومؤسسة الكهرباء، أن العمل جارٍ، بالاستعاضة عن الكشف العام على المجموعة الغازية الأولى (150 ميغاوات)، الذي بدأ في 30 كانون الثاني الماضي، والذي يستلزم نحو 45 يوماً لانجازه، بكشف جزئي (مدته 9 أيام)، ويتوقع انتهاؤه الأربعاء المقبل، غير أن أي خبير لم يزر معمل الزهراني حتى الآن.
وقال مصدر في وزارة الطاقة "لم يجد شيء في معمل الزهراني، على صعيد المجموعة الثانية"، وهذا يعني أن المفاوضات مع خبير انسالدو لا تزال جارية حول التكاليف التي طلبها (100 ألف يورو).
في هذا الوقت، قالت مصادر مقربة من شركة P.S.M اللبنانية، التي تتولى الآن الإشراف على صيانة معملي دير عمار والزهراني وتشغيلهما بموجب عقد موقت، لـ"المستقبل"، إن خبير "انسالدو" الايطالية، لن يزور معمل الزهراني قبل غد الاثنين.
وإذ قدرت هذه المصادر تكلفة عطل المجموعة الثانية بنحو 50 ألف يورو، لفتت الى أن المشكلة ليست في التكلفة وانما في الوقت الذي سيستغرقه اصلاح هذه المجموعة، والذي سيأخذ شهراً أو أكثر بقليل.
وعلى الوجه الآخر من أزمة الكهرباء، والمتعلق بنقص مادة الفيول أويل، فقد ذكرت مصادر نفطية لـ"المستقبل"، أن التقنين مرشح للازدياد، بعد فشل المفاوضات في تفريغ باخرة "انفا" العائدة لمصلحة شركة غولف انترستيت في معمل الجية والتي تحمل 30 ألف طن من الفيول أويل مخالفة للمواصفات، على الرغم من عدم ممانعة مؤسسة المواصفات والمقاييس "ليبنور" في إدخال هذه الباخرة.
ولفتت مصادر أخرى الى أن باخرة "انفا" غير المطابقة للمواصفات، لم تكن وجهتها الى لبنان في الأصل لبنان، وإنما تمت الاستعانة بها تفادياً لوقوع أزمة كهرباء.
وأوضحت المصادر، أن باخرة أخرى تحمل نحو 35 ألف طن تنتظر إفراغها في الجية، بعد هدوء العاصفة، وقالت "تمت الاستعانة الآن بنحو 22 ألف طن من الفيول أويل من خزانات المنشآت في طرابلس، بنقلها براً بالشاحنات"، وتوقعت هذه المصادر ازدياد التقنين، إذا ما استمرت العاصفة في منع تفريغ البواخر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.