مع تكرار الحوادث المرورية التي تشهدها منطقة الحدود بين لبنان وسوريا، في محلة المصنع ـ جديدة يابوس، ووقوع الكثير من الضحايا، ينتظر أن يرفع وزير الأشغال العامة والنقل ياسين جابر الى مجلس الوزراء، مشروعاً لإعادة تأهيل الطريق الممتدة من الحدود السورية الى لبنان وهي بطول نحو 8 كيلومترات، وسيشمل المشروع، اعادة ترتيب الساحات، ايجاد مواقف، بناء أرصفة، تزفيت، وضع اشارات سير وانارة، اعادة ترتيب طريق الوصول الى المركز من الجهة الشرقية وفصل مسار الشاحنات عن السيارات وبناء سور حول ساحة توقف الشاحنات، كما يشمل المشروع بنى تحتية، تتضمن: تأمين شبكة مياه، شبكة مجارير، شبكة كهرباء ومولد كهرباء للمركز الحدودي، تنسيق الحدائق المحيطة بالمركز والساحات، وبناء صالة انتظار للمسافرين مع منتفعاتها.
وينتظر وضع اللمسات النهائية على المشروع خلال الأسبوع المقبل، لرفعها الى مجلس الوزراء، وأخذ الموافقة لاطلاق مناقصة، لتلزيم المشروع، أما تكلفة المشروع فهي برسم مجلس الوزراء، الذي سبق ان وافق في 5/8/2004، على دراسة رفعها إليه مجلس الانماء والاعمار، تتعلق بتأهيل المراكز الحدودية الخمس: المصنع، البقيعة، العريضة، القاع والعريضة، إلا أنه الى الآن لم يبت بأمر تلزيمها.
وتشهد المنطقة الحدودية في المصنع، يومياً، حركة مرورية في كلا الاتجاهين (سوريا ولبنان)، تقدر بـ4700 سيارة وفان وباص سياحي، ونحو 300 شاحنة (كميون)، وهذه الأخيرة هي الأكثر سبباً في الحوادث التي شهدتها هذه المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية، فضلاً عما يسببه تدفق هذه الآليات من اختناق مروري، يؤدي بدوره الى مضاعفة الحوادث.
وكان وزير الأشغال العامة والنقل ياسين جابر، قد أكد أول من أمس خلال جولته في طرابلس والضنية، أن الوزارة بصدد تطوير سكة الحديد والطرق المؤدية الى الحدود اللبنانية ـ السورية لتحديث شبكة الطرق الى كل الدول العربية وتسهيل حركة مرور الشاحنات، لافتاً الى "أن هناك خطة لتحديث المعابر لإيجاد مواقف كبيرة تتسع لعدد كبير من الشاحنات، بحيث يكون هناك توحيد للنقاط الجمركية بين لبنان وسوريا كما يحدث في الدول الاوروبية، لانه لا يجوز للشاحنة التي تعبر من لبنان الى الدول العربية ان تقف عند اكثر من نقطة جمركية عند الحدود السورية ـ اللبنانية، وهذا الموضوع من المواضيع الاساسية التي سيتم بحثها في الاجتماع المقبل بين رئيسي الحكومتين اللبنانية والسورية عمر كرامي ومحمد ناجي عطري نهاية الشهر الجاري".
ويقول مهندس المرور، مساعد رئيس الفريق الاستشاري المساند من ضمن فريق هبة أوروبية لمديرية الطرق في وزارة الأشغال عمر عطاالله "دائماً هناك حوادث المرور، واجراءات تتخذ وتحقيقات تتم، لمعرفة ما اذا كانت كافية أم لا، أو يجب استكمالها بخطوات أخرى".
ويضيف "في المبدأ العام تمت دراسة المخطط التوجيهي لكل المراكز الحدودية البرية، ومنها المصنع، والهدف من هذه الدراسة هو تفعيل الشراكة بين السلطات اللبنانية والسورية، لتسهيل الحركة المرورية على الحدود بين البلدين".
ويشير الى أن من ضمن ما يتضمنه المشروع، ستكون هناك اجراءات متوسطة المدى وأخرى بعيدة المدى، وأن كل هذه الأمور أخذت في الاعتبار، لوجود حالة استثنائية، تؤدي الى تكرار الحوادث عند نقطة الحدود في المصنع، وبتوجيه من الوزير جابر، أخذت الوزارة على عاتقها، الأولوية لفحص الأسباب المؤدية الى الحوادث من الناحية الفنية، استدراكاً للمعالجات الفنية لهذا الموضوع.
ويؤكد عطاالله، أن أسباب الحوادث في المبدأ العام، تعود الى ثلاثة عناصر أساسية، هي:
السائق، الآلية (المركبة)، والطريق، وهنا تأتي أهمية تحليل الأسباب المؤدية الى الحوادث، بهدف تصويب المعالجة، وبالتالي ايجاد الحل.
لقد أخذت الدراسة في الاعتبار، طبيعة التضاريس في المنطقة الحدودية، بهدف اتخاذ اجراءات على الأرض، أقل عناء وتكلفة وذات جودة عالية.
وحول ماهية الاجراءات التي ستتخذها الوزارة في هذا الاطار، يوضح عطاالله، أنه في ما يتعلق بالسائق وبالتحديد سائقي الشاحنات الكبيرة (الكميونات)، فقد أعطيناه الخيار في حال استشعاره بأنه على وشك أن يقع في حادث، أن يلجأ الى المهارب التي أنشئت على مراحل متعددة على الطريق، كوسيلة لتفادي وقوع حادث مع السيارات الصغيرة، وهذه المهارب التي ستفرش بالبحص بإمكانها امتصاص وتخفيف السرعة، عبر تغريز الدواليب، وهي بحد ذاتها تشكل ملجأ سليماً للسائق وللآلية (المركبة)، يلحظ المشروع إضافة مهربين جديدين يضافان الى المهارب الثلاثة الموجودة سابقاً.
كما أنه في ما يخص السائق، سيتم استحداث اشارات ارشادية، بهدف اعلام السائق، أين هو ومدى قربه من نقطة المركز الحدودي (المصنع)، وتصويب مساره باتجاه المسرب أو الطريق الذي سيستحدث لفصله نهائياً قبل وصوله الى نقطة المركز، وفصله عن الحركة المرورية، وقد خصصت مواقف لهذه الشاحنات الكبيرة، بحيث يتم اجراء معاملاتها القانونية قبل ولوجها الأراضي اللبنانية.
وفي الشق الآخر، سيتم استحداث مواقف جديدة (TEERTS FFO dna TEERTS NO)، وستكون بعيدة عن الطريق، كما ستوضع اشارات ارشادية، لجميع القادمين الى المصنع، بغية تسهيل تنظيم الحركة ومنع الاختناقات المرورية عند نقطة المركز الحدودية.
وإضافة لذلك، سيتم انشاء مخففات للسرعة وعلى وجه الخصوص للشاحنات الكبيرة، وفقاً لمبدأ (EUQINHCET GNIMLAC CIFFART)، كما سيتم انشاء محطة للمعاينة الميكانيكية لقياس الأوزان المحورية، ومدى مطابقتها للأوزان المسموح بها في قانون السير، وفحص الشاحنات، للتأكد من سلامتها وخصوصاً المكابح، وهذه المعاينة برمتها ستكون من صلاحية وزارة الداخلية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.