8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"أنفة" بلدة الملح في شمال لبنان تذوب استثمارياً وعقارياً

على الرغم مما شهدته بلدة "أنفة" الفينيقية في قضاء الكورة شمال لبنان، من ارتفاع السعر العقاري والنشاط الاستثماري، ونشوء منتجعات سياحية مهمة أواخر الثمانينات، تزامن مع حركة اعمار وتحسين لمداخل البلدة، ومحاكاة منازلها للحجر الذي بدأته البلدية بالتعاون مع البنك الدولي، فقد تراجعت هذه الأسعار والأنشطة، منتصف العام الماضي، مع قرار خفض نسبة الاستثمار في مناطق أنفة العقارية جميعها الى نسبة 2%، ولم يستثن منها سوى المنطقة الوسطى، التي تعد منطقة سكنية بامتياز، وهو ما أدى الى تراجع الاستثمار والتدفق المالي لاقامة المشاريع المتنوعة.
وأكد رئيس البلدية مكارم نبيل مكاري، "أن مشروع المرسوم الذي أحيل الى مديرية التنظيم المدني، حاولت البلدية الاتصال بالمعنيين والمسؤولين، لتعديله، باعتباره يلغي البلدة ويمنع الاستثمار والبناء فيها، فإذا أراد أحد بناء منزل بمساحة 200 متر مربع، فهو يحتاج الى شراء نحو 10 آلاف متر مربع، وهذا ظلم". وأضاف أن هذا القرار صنف "أنفة" بـD8، وهي البلدة التي تمتد على أكثر من مليوني متر مربع، ولم تستثن إلا منطقة صغيرة في الأطراف الشمالية للبلدة في منطقة دير الناطور، تعود ملكيتها الى النائب موريس الفاضل والرئيس السابق لجمعية الصناعيين اللبنانيين جاك صراف لاقامة مشروع سياحي عليها".
ولفت الى أن هذا القرار، يأتي على خلفية أن "أنفة" تتعرض للتلوث من شركات الامنت الموجودة في شكا على الحدود الجنوبية للبلدة، كما يأتي على خلفية الحفاظ على الطابع الأثري للبلدة".
وقال مكاري ان اسعار الاراضي وصلت الى الصفر، والمطلوب هو إعادة انصاف هذه البلدة، ومنع أهلها من هجرتها.
وفي المقابل، يقول أحد تجار العقار في بلدة أنفة الكورانية في الشمال، أن أنفة ظلت بلدة جذب عقاري سياحي واستثماري، حتى منتصف 2004، عندما تبلغت البلدية من مديرية التنظيم المدني، محضراً، يقضي بخفض نسب الاستثمار في جميع نواحي البلدة المطلة والسياحية وحتى الزراعية منها الى 2%، واستثنيت منه المناطق السكنية الداخلية، التي تبلغ فيها نسبة الاستثمار فيها بين 30 و50%، وهو ما أدى الى خفض القيمة المالية والاستثمارية في شراء الأراضي، وتوجه أصحاب الرساميل والمستثمرين الى مناطق ووجهات أخرى، قد تكون أكثر ضماناً وربحاً، لكنها بالطبع لن تنافس أبداً، أنفة بلدة الملح والشمس.
ويلفت التاجر الذي رفض ذكر اسمه، أن أسعار الأراضي والعقارات تدنت بشكل لافت، المنطقة البحرية يبلغ سعر المتر بين 70 و100 دولار، ولا تتجاوز في المناطق الأخرى الـ40 دولاراً، فيما المنطقة السكنية المسموح فيها الاستثمار، يتراوح سعر المتر المربع بين 50 و70 دولاراً.
وإذا كانت نظرية المؤامرة، هي التي أدت الى تحجيم "أنفة" عقارياً، فإن مشروعاً سياحياً ضخماً سينشأ في منطقة دير الناطور المتاخم لأنفا هو الذي جمد أسعار الأراضي، وأدى الى ذوبان بلدة الملح في مياه المؤامرة.
وتستقطب "أنفة" زائريها من الشمال بحكم موقعها على الأوتوستراد الدولي الذي يربط بين بيروت وطرابلس، ووقوعها أيضاً على الطريق الساحلي القديم الذي يربطها ببلدة شكا من جهة الجنوب ومدينة القلمون من جهة الشمال، كما تتمتع "أنفة" بسهولة المواصلات الى المناطق الأثرية والسياحية الشمالية، وكذلك بمدينة جبيل الأثرية، ولا يبعد عنها مطار بيروت أكثر من ساعة.
واذا كانت "أنفة" تشبه رأس الحربة في البحر المتوسط، الذي تداعب مياهه أطراف البلدة الشمالية، فإن "أنفة" البلدة القديمة ظلت مقصداً للسياح والزائرين، لزيارة الآثار التي تعج بها، ومقصداً لزيارة سوق السمك، المشهور بأسعاره وجودته، وهي قد اشتهرت باستقطاب المشترين من جميع المناطق اللبنانية لهذا الغرض، أما أبناء "أنفة" فإن الكرم الذي يطبع وجوههم والثقة التي تطبع معاملتهم، سمة تسمح للدخول الى قلوب الأنفاويين والتشابك التجاري معهم.
لكن "أنفة" تملك منتجعات سياحية وفندقية هامة، من أهمها منتجع مارينا دال سول، ومنتجع وفندق لاس ساليناس، وتتراوح أسعار الشاليهات بين 35 ألف دولار و120 ألف دولار، أما أسعار الكبائن فهي تتراوح بين 6 و8 آلاف دولار، وتقول المسؤولة عن فندق لاس ساليناس ماري عقل، أن المنتجع أضفى مادة جديدة للجذب السياحي الى هذه البلدة الجميلة، وتشير الى أن بيع شاليهات والكبائن، ليس واحداً، وانما يعود الى الميزات التي يتحلى بها الكابين أو الشاليه وكذلك المساحة والاطلالة على البحر، أما في ما يتعلق بالايجارات فهي بالإضافة الى الميزات التي تتعلق بالبيع، فهي حسب الموسم، أي ينخفض سعر الايجار شتاء ويرتفع صيفاً.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00