8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

شاطئ الهري الرملي اللازوردي يجذب المستثمرين ويرفع أسعار العقارات والأراضي والمنتجعات السياحية

ارتفعت أسعار العقارات في منطقة الهري شمال لبنان نحو 1900%، ويأتي هذا الارتفاع مع ازدياد الحركة السياحية الى هذه المنطقة المصنفة سياحياً، وارتفاع عدد المنتجعات السياحية الى 15 منتجعاً، وهي تتضمن فنادق ومطاعم وشاليهات وكبائن وملاعب رياضية وغير ذلك من وسائل الرفاهية.
وارتفع سعر المتر المربع من 6 دولارات مطلع التسعينات الى نحو 100 دولار اليوم في أطراف البلدة السياحية، كما زاد سعر المتر المربع على المناطق المتاخمة للشاطىء فيها الى نحو 300 دولار، وفي المقابل زادت حركة ايجار ومبيع الشاليهات بشكل لافت، وهو ما يعكس الرغبة في زيادة الاستثمار في هذه المنطقة وجني مزيد من الأرباح في المستقبل المنظور.
وتتميز الهري البلدة الساحلية، الممتدة على نحو 1.6 مليون متر مربع، بشاطىء رملي لازوردي، يأخذ شكل الجون بين منطقة رأس الشقعة ومنطقة أنفا، ما جعلها متنفساً بحرياً منذ أمد طويل لمحافظة الشمال والمناطق اللبنانية، نظراً لموقعها الجغرافي الوسطي بين بيروت وطرابلس، وسهولة الوصول إليها من المدن اللبنانية كافة، والانطلاق منها نحو المناطق السياحية والأثرية بسبب موقعها على الأوتوستراد الدولي، فمثلاً تبعد عن مطار بيروت الدولي نحو 60 دقيقة وعن الوسط التجاري 45 دقيقة وكازينو لبنان 20 دقيقة، ومدينة جبيل الأثرية 15 دقيقة ومدينة طرابلس ذات الآثار المملوكية 10 دقائق، وعن منطقة الأرز نحو 35 دقيقة.
واذا كانت القاعدة في البيع العقاري، تتماشي وفقاً لمبدأ العرض والطلب، فإن هذا المبدأ محكوم بعوامل قد تكون غير محسوبة، فمثلاً ساهم منتجع فلوريدا بيتش في الهري، الذي يضم شاليهات وكابينات وملاعب تنس وناديا رياضيا وسلسلة مطاعم، ويعتبر الأضخم في منطقة الشمال، في دفع السعر العقاري نحو الارتفاع وخصوصاً في المنطقة المحيطة به، وأيضاً الى ادخال تحسينات على المنتجعات الأخرى، من شأنها رفع بدلات الايجار والشراء للشاليه والكابين.
كما يسهم المجلس البلدي من خلال تحسين مداخل البلدة وتجميل الساحات الداخلية وتطوير البنى التحتية من مياه وكهرباء وتعبيد الطرقات والانارة، إضافة الى التسهيلات الادارية التي يمنحها للمستثمرين، في جذب الاستثمار الى الهري، وإن بقي هذا الاستثمار حتى الآن استثماراً لبنانياً شمالياً ولبنانياً اغترابياً، دون دخول مستثمرين عرباً أو أجانب حتى اللحظة.
ويشير رئيس البلدية عدنان أحمد، الى أن الأسعار بسبب المنتجعات البحرية المتزايدة يوماً بعد يوماً، ارتفعت في مناطق الأطراف في الهري من 6 دولارات للمتر المربع أواخر الثمانينات الى 100 دولار اليوم، أما في المواقع المطلة على البحر أو الشاطئية فهي ارتفعت من 50 الى 300 دولار، وهذه الأسعار تخضع لمعيار حجم القطعة المعروضة للبيع، ولنوعية المستثمر أيضاً.
ويضيف أن هذه المنتجعات بما تحتويه من مطاعم وأندية، استطاعت توفير فرص عمل كبيرة لأبناء الهري والجوار، وهو الأمر الذي يدفعنا أكثر الى ارساء مبدأ التعاون بين الأهل والبلدية من جهة، والتعاون بين البلدية والمستثمرين الوافدين الى بلدتنا من جهة ثانية.
ويقول إن البلدية، حريصة على جذب الاستثمارات من الدول العربية، وهي بصدد تنظيم خطة لأجل ذلك، وهي تقوم الآن بتأمين الانارة وبحملة تنظيف يومية على الشاطئ، إضافة الى أنها طورت البنى التحتية، كما أنها تؤمن الكهرباء بشكل مستدام للمنتجعات البحرية، وكذلك تنوي انشاء فريق خاص بالانقاذ البحري، ومنارة لمراقبة رواد البحر خلال الصيف المقبل، ويستقبل شاطئ الهري بدءاً من أيار وحتى مطلع تشرين أول من كل سنة نحو 50 ألف زائر، وهو ما يشكل مورداً هاماً لخزينة البلدية، وتطويراً للحركة التجارية فيها.
وينفي رئيس البلدية أن تشكل شركة "هولسيم" التي تستحوذ على 40% من أراضي البلدة، مصدراً للتلوث، اذ إن الشركة تلتزم المعايير البيئية في هذا الصدد، ويلفت الى أن البلدية لديها مشروع مهم عقارياً وسياحياً، في حال تم تخليص وضع قطعة الأرض التي تضع وزارة التربية يدها عليها، وذلك بعد وصول المسألة الى مجلس شورى الدولة، ويوضح أن هذه القطعة يقدر ثمنها اليوم بنحو مليار ليرة، كانت قد وهبتها البلدية للوزارة مطلع السبعينات لانشاء مجمع مدارس مشروطة بمدة 10 سنوات، إلا أن الأمر لم يحصل ولم يتم البناء، ولهذا الغرض تطالب البلدية باعادة هذه القطعة، وهي تناشد الحكومة ووزير الداخلية سليمان فرنجية للبت بهذا الأمر.
ويقول إن الهري لديها حتى الآن، 15 منتجعاً وفندقاً، من أهمها:
سان ريمون، سان ايلان، غرين بيتش، بيني بيتش، ساندي بيتش، ميرالاند، اسبادون، حميدو، صان شاين، بلاج نور، الأزرق، صالح بيتش، الخيمة، بالميرا.
وهي تحتوي شاليهات وكبائن ومطاعم وفنادق، وأندية سباحة ورياضة، وتتدرج من حيث النوعية من "الشعبية" الى مواصفات عالية جداً، ولذلك فإن الأسعار في هذا المجال، تتراوح من 35 ألف دولار للشاليه الواحد وتصل الى 200 ألف دولار، أما الايجار فيتراوح في الموسم الواحد (أشهر الصيف الثلاثة) من 1500 دولار الى 10 آلاف دولار، وذلك بحسب المنتجع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00