8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

سوق العقارات والبناء في البترون تنمو 500% الحرك: البلدية جاهزة لتقديم الحوافز والتسهيلات

تشهد مدينة البترون الغارقة في المشهد التاريخي والسياحي والأثري، نهضة عمرانية واقتصادية، وخصوصاً في السنوات الأربع الأخيرة.
وتنطلق مقومات الجذب الاستثماري للمدينة الشمالية، من الموقع الطبيعي والاستراتيجي، الذي تحتله، اذ أن موقعها الوسطي بين طرابلس وبيروت، والتصاق ساحلها بجبلها، يجعل زيارتها كما يقولون "في متناول اليد"، وتلعب الآثار الدينية وغير الدينية، مقصداً للسياح من مختلف البقاع اللبنانية، لكن الحوافز والتسهيلات التي يقدمها المجلس البلدي للمستثمرين الى أقصى الحدود دون تجاوز القوانين والأنظمة المرعية الاجراء، تبقى هي السمة الأبرز في تحول البترون من مرحلة الركود الاقتصادي الى موقع ريادي على صعيد محافظة الشمال، ولاحقاً على مستوى المناطق اللبنانية.
ومع الحفاظ على الطابع الأثري والسياحي للمدينة، والاتجاه نحو إعادة الإعمار، وانتشار المطاعم والنوادي الليلية والمنتجعات السياحية والفنادق، منذ 4 سنوات، ارتفعت أسعار العقارات والأراضي، بنسبة 500%، وهي قد تكون الأعلى في لبنان، ويبلغ سعر المتر المربع في الأماكن غير المطلة على الشارع العام نحو 600 دولار، فقد كان لا يتجاوز الـ50 دولاراً منذ 5 سنوات، وقد أثر ذلك في ارتفاع الايجارات أيضاً بـ5 أضعاف عن السابق، وهو ما يجعل المدينة الممتدة على مليون متر مربع، في حالة إشغال دائمة، وهو ما جمد بيع الأراضي الى حين، لمعرفة أين سترسو الأسعار، فمثلاً لا يوجد أي متر مربع في وسط المدينة معروضاً للبيع.
وتمتلك البترون الآن نحو منتجعات سياحية وفندقية، من أبرزها "سان ستيفانو، أكوا لاند، الصواري، بترون فيلاج كلاب"، كما تمتلك أكثر من 50 مطعماً ونادياً ليلياً، من أهمها بيت مرشاق والتايغا وسانترو والليالي العتيقة، كما أن أسطح المباني المطلة على الشارع الرئيسي العام، تحولت بمعظمها الى مقاهٍ ومطاعم، ويبلغ ايجار السطح الواحد نحو 2000 دولار في الشهر.
ويبقى الأهم أن انتفاضة الحجر في البترون، ساهمت في توفير نحو 400 وظيفة، لأبناء البترون والجوار، وهو ما يجعل المدينة الممتدة على مساحة من الزمن، ومساحة من الأرض تبلغ نحو مليون متر مربع، لؤلؤة البحر بامتياز، وهي التسمية التي يفضل البترونيون اطلاقها على مدينتهم.
ويشير رئيس بلدية البترون مرسيلنو الحرك، الذي يعتبره "البتارنة" رائد النهضة الاقتصادية الحديثة للبترون، أن البلدية قامت بتحقيق تسهيلات لجميع المستثمرين، دون الدخول في زواريب السياسات المحلية، ويقول "إن عاملي الثقة والشفافية التي أرساها المجلس البلدي، في التعامل مع الناس ومع القطاع الخاص، كانا سببين كافيين، لإحداث التغيير الذي تشهده البترون الآن".
ويلفت الى أن خطة التطوير، انطلقت من المخزون الأثري في المدينة، كما انطلقت من ترميم الأسواق القديمة، وقد ساعد على ذلك الجو العام في البترون، اذ أن شعب البترون يحب الآخر والانفتاح عليه، وكرم الضيافة الذي هو إحدى خصاله كانت مساعداً مهماً في هذا الموضوع.
ويوضح أن معظم المستثمرين هم من أبناء الاغتراب وغالبيتهم من منطقة البترون، الذين يفضلون العمل في بناء وطنهم وتوظيف رأسمالهم بما يخدم البترون وشعب لبنان، ويضيف "إن هذه الصحوة دفعت بسوق العقارات وقطاع البناء، والشقق المفروشة، الى ارتفاع أسعارها بشكل مذهل، يبلغ نحو 500%، ومع تنامي هذه الحركة بلغت التوظيفات 400 وظيفة بشكل ثابت، يضاف إليها التوظيفات الموقتة والتي بلغت المئات في مرحلة البناء والاعمار، وهو قد دفع بقطاعي التجارة والزراعة الى واجهة الاهتمام والنشاط، مع اقبال الزوار والسياح الى مدينتنا".
ويقول "إن البلدية تساعد في هذه الحركة النشطة من خلال نافذتين، يتطلبهما الاستثمار، الأولى هي توفير البنى التحتية من شبكات مياه وصرف صحي وإنارة وتعبيد طرقات من خلال الدولة، الثانية هي تقديم تسهيلات ادارية ومعرفية للمستثمر الوافد الى البترون، دون تجاوز ما يسمح به القانون في هذا المجال".
وعلى الرغم من عدم وجود مستثمرين أجانب أو عرب في مدينة البترون، يقول الحرك "إن معظم الاستثمارات تأتي من أبناء الاغتراب وخصوصاً في منطقة الخليج العربي، ونحن نأمل بتدفق الاستثمار الخليجي، مع ما شهدته البترون العام الماضي، من حركة سياحية نشطة من خليجيين وافدين الى لبنان، وهو ما يعني أن البترون بدأت بفرض نفسها واعادة تموضعها على الخارطة السياحية والأثرية اللبنانية، وهو يصب في سياسة الانماء المتوازن بفعل القطاع الخاص والغيرة الوطنية".
ويشير الى أن هناك مناطق استثمارية في البترون، على وشك الدخول الى معترك النهضة الاقتصادية في البترون، وهي الشاطئ البتروني والبالغ مساحته نحو 200 ألف متر مربع، وهو ما ينفي أن ما تشهده البترون هو مجرد "فورة حليب"، وانما استمرارية بفعل الخطة العملية التي تضعها البلدية نصب أعينها، والتي ترتكز على مبدأ كل يوم هناك شيء جديد في البترون، والآن بيع عقار في البترون بمبلغ 4.5 ملايين دولار لأحد المستثمرين، لانشاء أهم منتجع سياحي في الشمال، وهو يتضمن فندقاً ومطاعم ومرابع ومراقص ليلية وغير ذلك.
ويقول "إن البلدية أنجزت الآن تحسين وتوسعة وتجميل مداخل البترون والطرق الرئيسة فيها، بما يتماشى مع الطرق الحديثة، إضافة الى رصف الأرصفة والأسواق بأحجار البازلت، كما يتم الآن استكمال مشروع ترميم الأسواق القديمة بتمويل من صندوق البلدية وبقرض من البنك الدولي".
ويؤكد الحرك أن البلدية ماضية في مشوارها النهضوي والسياحي، وهي لهذه الغاية تسعى لتحويل لجنة مهرجانات البترون الى لجنة دولية وقد تقدمت بطلب الى الجهات الرسمية المختصة، ويشير الى أن مهرجانات البترون الماضية تكاد تكون من المهرجانات التي حققت أرباحاً اعلى من التكاليف التي تكلفتها البلدية والمنتجعات والمطاعم والمقاهي لانجاح المهرجان الذي أمّه الآلاف من سائر المناطق اللبنانية ومن العاصمة تحديداً، والبلدية ستصدر بياناً مفصلاً بالتكاليف والأرباح انطلاقاً من مبدأ الثقة والشفافية كما ستقوم بتوزيع الأرباح على مستحقيها، والبلدية تخطط الآن لجعل مهرجانات الصيف أطول مدة ممكنة بعد نجاح المهرجان الأول.
يبقى القول إن البترون التي تزخر بكل هذه الطاقات الاقتصادية والاعمارية والعقارية بالإضافة الى الطاقات العلمية والثقافية، مرشحة لمستقبل زاهر وواعد، بفضل سياسة "الريس" مرسيلنو الحرك ونواب المدينة وسياسيها وتجارها وأبنائها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00