8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مجلس الكهرباء يدرس توصية الى الحكومة غداً بتثبيت سعر النفط والخزينة تتحمل الفرق

عمّ التقنين سائر المناطق اللبنانية، وتجاوز في بعضها 20 ساعة قطع في اليوم، وبمعدل وسطي بلغ 15 ساعة قطع في اليوم، وبات اللبنانيون الليلتين الماضيتين، على هدير مولدات الكهرباء الخاصة التي رفعت قيمة الاشتراك من 20 الى 40 ألف ليرة لكل 5 أمبير، وتحولت القرى والمدن الى قرى ومدن أشباح.
وكانت مؤسسة كهرباء لبنان، قد اعترفت في بيان الجمعة الماضي، بوضع برنامج تقنين حاد، بسبب النقص في مادتي الفيول والديزل أويل لزوم معامل الانتاج التابعة للمؤسسة، نظراً الى عدم تمكنها من فتح الاعتمادات المستندية الضرورية في ظل الارتفاع الحاد والمستمر بأسعار المشتقات النفطية في الأسواق العالمية، حيث وصل سعر برميل النفط الى 50 دولاراً، ومع توقع وصول ثلاث بواخر محملة بالديزل والفيول أويل بدءاً من أمس، توقعت المؤسسة انحسار التقنين بدءاً من بعد ظهر اليوم.
وقالت مصادر في المؤسسة، إن باخرة محملة بـ 25 ألفا من مادة الديزل أويل، تقف قبالة معمل دير عمار، بانتظار تفريغها في غضون الساعات القليلة المقبلة، وفي هذا الوقت بدأ سريان تطبيق اتفاقية استجرار الطاقة من سوريا بتوريد 140 ميغاوات الى مؤسسة كهرباء لبنان، للتغلب على المشكلة التي تعانيها في مجال التغذية. وبحسب مصادر في المؤسسة، فإن ما قدمته سوريا يحل جزءاً من الأزمة، ويزيد الانتاج حتى 1500 ميغاوات بعد وصول المشتقات النفطية المطلوبة، بسبب الأعطال التي تعانيها معامل الانتاج، وخصوصاً الجية والذوق اللذين يبلغ انتاجهما نحو 400 ميغاوات من أصل 920 ميغاوات، كما أن معمل دير عمار يتراوح انتاجه نحو بين 200 و290 ميغاوات لوجود أعطال، كما أن معملي بعلبك وصور (90 ميغاوات) لا يشغلان في الوقت الحاضر.
وقالت "إن المؤسسة حولت 3 ملايين يورو صباح السبت الى المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية في سوريا، بموجب آلية سداد فواتير استجرار الطاقة بحسب العقد الموقع بين الدولتين، أي أن مؤسسة كهرباء لبنان تعطي سلفة عن استجرار الطاقة مدة شهرين، وفي الشهر الثالث تستمر سوريا برفد لبنان بالطاقة المطلوبة على أن تؤمن خلاله سلفة للشهرين المقبلين".
وأضافت هذه المصادر، أن الكهرباء المستجرة من سوريا تشكل ما نسبته 20% من حاجة لبنان، وقالت "إن المطلوب هو 1860 ميغاوات لتلبية الحاجات الضرورية، وهو ما يعني أن لبنان يعاني نقصاً يبلغ 360 ميغاوات راهناً".
وأوضحت أن مجلس ادارة المؤسسة الذي سيعقد اجتماعاً غداً الثلاثاء، سيرفع توصية أو اقتراحاً الى مجلس الوزراء لحل أزمة الكهرباء بشكل دائم، وهو اللجوء الى تثبيت سعر برميل النفط بـ25 دولاراً، على أن تتحمل الدولة فرق السعر.
وإذ لفتت الى أن المؤسسة استهلكت موازنتها المخصصة لشراء المحروقات والبالغة 632 مليار ليرة، إضافة الى سلفة الـ150 ملياراً، قالت "إن حجم السلف الممنوحة للمؤسسة العام الحالي تجاوز الـ500 مليار، ومنها سلف التجهيز والانشاء".
وأضافت "إن المؤسسة تواجه وضعاً دقيقاً بسبب ارتفاع سعر البرميل، وفي أي حال فإن طلب سلفة للتغلب على أزمة المؤسسة المالية ما زال وارداً، وهذا ما سيناقشه مجلس ادارتها خلال اجتماعه المقبل".
وأعلن وزير الكهرباء في سوريا منيب صائم الدهر "أن عملية التزويد تمت من خلال خط الربط الكهربائي بين طرطوس ومحطة دير نبوح شمال لبنان، وذلك باستطاعة قدرها نحو مئة ميغاواط في الساعة، اضافة الى تزويد منطقة عنجر من خلال الربط الكهربائى بين محطة الديماس في سوريا ومحطة عنجر في لبنان باستطاعة قدرها نحو 40 ميغاواط في الساعة".
وطغى موضوع ارتفاع أسعار النفط على محادثات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مع المسؤولين في صندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن السبت الماضي، وقال سلامة للصحافيين "لقد كان موضوع تأثير ارتفاع سعر النفط في الاقتصادات العالمية تحت الاضواء، ومن المواضيع والهموم الاساسية في النقاش، ودرسنا مع بعض المؤسسات المالية والدولية الكبرى السبل المناسبة لحماية اقتصادات الدول في ظل تقلبات اسعار النفط، وطريقة المحافظة على استقرار الاسعار عموما على رغم ارتفاع سعر البرميل".
وأوضح "أن الاوساط المالية والنفطية الدولية تتوقع ان يبقى سعر النفط مرتفعا، وربما قد يرتفع اكثر، ومن هنا ركزنا الاهتمام على درس الاليات الناجعة لحماية الاستقرار في الاسعار، وبما يساعد الحكومة اللبنانية ومؤسسة كهرباء لبنان على التعامل مع هذا الواقع باتخاذ اجراءات الحماية الضرورية، وهنا يمكن لمصرف لبنان ان يلعب دورا استشاريا في هذا المجال لجهة بعض الحلول والهندسات المالية".
وفي ما يأتي ما سجله مراسلو "المستقبل" حول التقنين في المناطق:
عكار
تشهد محافظة عكار تقنيناً قاسياً في التيار الكهربائي يصل حتى 16 ساعة يومياً بحسب مصادر فنية في المنطقة... ويتزامن هذا التقنين بحسب المصادر عينها مع اجراء بعض التصليحات القائمة على شبكة التوتر العالي 166/150 ك ف حيث تقوم الشركة المتعهدة بتصليح خطوط التوتر العالي في القبيات ـ حلبا ـ وادي جهنم وكرم شباط في عكار.
وعلمت "المستقبل" من مصادر فنية ان مؤسسة كهرباء لبنان استقبلت صباح امس عبر خط التوتر العالي 166/150 ك. ف من شركة كهرباء طرطوس عبر خط التوتر العالي في لبنان المتصل بمحطة تحويل دير نبوح لتغذية مناطق الشمال والبقاع وجبل لبنان، وأشارت المصادر عينها ان وضع الكهرباء في لبنان سيعود إلى طبيعته باستثناء بعض المناطق التي تخضع لتقنين مؤقت.
كذلك علمت "المستقبل" ان مشروعا انجز مؤخراً في منطقة وادي خالد ممولا من وزارة الطاقة بتكلفة مئة مليون ليرة (بقوة 20 ك.ف) في محلة شريعة البترول في وادي خالد..
هذا ولا تزال تعيش منطقة عكار والشمال حالة تقنين قاسية وعشوائية في بعض المناطق.
وأفادت مصادر في منشآت نفط طرابلس ان مخازن (مادة المازوت) التي تغذي محطة دير عمار لتوليد الطاقة الكهربائية لا تزال تنتظر تعبئتها. فيما أشارت مصادر أخرى الى ان باخرة الديزل اويل لا تزال موجودة في عرض البحر، بانتظار دفع المستحقات المتوجبة على مؤسسة كهرباء لبنان، لتفرغ حمولتها في الساعات القليلة المقبلة.
طرابلس
ودخلت طرابلس، في اتون التقنين بعد ان ظلت بمنجاة منه، وبلغ امس اوجه، ليرتفع انقطاع التيار في بعض المناطق لاكثر من عشر ساعات بشكل متواصل، الامر الذي تسبب بتكبيد المواطنين خسائر مادية مرتفعة، فضلا عن تلف المواد الغذائية المبردة. واعتمد العديد من المواطنين استعمال المولدات الخاصة التي ابقوها حتى وقت الحاجة نظرا لانعدام الثقة مع الكهرباء.
وقد بات انقطاع التيار الكهربائي في مدينة طرابلس والجوار، والمرشح للازدياد، مشكلة حقيقية للمواطنين بشكل عام وأصحاب المصالح والمؤسسات الصناعية والغذائية بشكل خاص، في ظل الحديث عن نفاد المواد المشغلة للمعامل الرئيسية، اضافة الى تأخر الباخرتين المقرر وصولهما لافراغ حمولتهما في معمل دير عمار في الشمال.
وحتى أمس رفض اي من المسؤولين والمشرفين في معمل دير عمار الاشارة أو الحديث عن وصول باخرة أو امكانية تحديد وقت للوصول، مؤكدين ان المدير العام وحده الكفيل بالاعلان عن المواعيد.
صيدا
على الرغم مما أعلن عن انفراجات في أزمة الكهرباء والناجمة عن نفاد مادتي الفيول أويل والديزل من معامل الانتاج، بقي التقنين في التيار الكهربائي سيد الموقف في مناطق صيدا والزهراني وجزين.
فبعدما استبشر المواطنون خيراً بقرب وصول بواخر المحروقات، والمبادرة السورية بمد الشبكة اللبنانية بالكهرباء من الاراضي السورية، عادوا ليصطدموا بالواقع الذي عكسه برنامج عشوائي للتقنين، يتراوح بين 4 و6 ساعات تغذية كل ثماني ساعات قطع، ويصل في بعض المناطق مثل عبرا وبعض مناطق شرق صيدا وعدد من احياء المدينة الى 3 ساعات تغذية كل ثماني ساعات قطع كما كانت الحال نهاية الأسبوع (يوم أمس الأحد).
وفي منطقة الزهراني بدأت المؤسسة بتقنين على التقنين، مع أعطال وقطع عشوائي للتيار خلال فترات التغذية التي لا تتجاوز أساساً الساعات الست مقابل كل 6 الى 8 ساعات قطع أي ما معدله 8 الى 12 ساعة تغذية في اليوم.
وفي منطقة جزين، تراوح ساعات التغذية بين 10 و12 ساعة على مدار اليوم.
صور
وفي صور، تضاعفت معاناة المواطنين في المدينة والمناطق المحيطة بها نتيجة التقنين غير المبرمج للتيار الكهربائي، والذي تجاوزت ساعاته الأربع عشرة ساعة، وذلك بعد اتفاق أصحاب مولدات الطاقة الكهربائية في المنطقة الذين يزودون المواطنين بالتيار عند انقطاعه برفع الاشتراك الى أربعين ألف ليرة شهرياً بعدما كانت "المقطوعية" في الأشهر الماضية تراوح بين 15 ألف ليرة والعشرين ألفاً.
وفيما أعرب معظم المواطنين عن رفضهم لرفع "التسعيرة" لأن لا طاقة لهم على تحمل المزيد من الأعباء المعيشية، أشار عدد من أصحاب المولدات الى أنهم لم يكونوا يعلمون بازدياد ساعات التقنين الى هذا الحد، والتي ترافقت مع الارتفاع الملحوظ في أسعار "المازوت"، في وقت تحدث بعضهم عن أن "المشتركين" إذا رفضوا دفع "التسعيرة" الجديدة لن يكون من مجال أمامهم إلا وقف المولدات عن العمل لأن أوضاعهم المادية لا تسمح بتراكم الخسائر.
وفي هذا الإطار، دعا رئيس اتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني المواطنين الى عدم دفع أكثر من 30 ألف ليرة لاشتراك الـ5 أمبير، وقال "هناك معلومات عن استجرار للطاقة الكهربائية، ومعلومات عن قرب وصول مادة الفيول، ونأمل أن يتحسن الوضع عما قريب"، مشيراً الى ان الوضع لم يعد يحتمل المزيد من التدهور.
شتورة
وللأسبوع الثاني على التوالي، ما زالت مدن وبلدات البقاعين الأوسط والغربي ومعهما قضاء راشيا، تدفع ضريبة تقنين التيار الكهربائي، الأمر الذي اثر سلباً في كل جوانب الحياة اليومية لأهالي هذه المناطق.
والأزمة الراهنة، والمتجددة بين فترة وأخرى، تجاوزت الحد الذي يمكن تحمله، حيث بلغت مدة التقنين نحو 20 ساعة يومياً في بعض القرى والبلدات البقاعية ما وفر على المواطنين، لاسيما أصحاب المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية المطالبة ببرنامج يحدد ساعات التقنين لأن الأمر بالنسبة لهم غير مجدٍ، إذ ما نفع المطالبة بهكذا برنامج في الوقت الذي يخيم الظلام ليلاً، وتنعدم الكهرباء نهاراً.
مصدر مسؤول في مؤسسة كهرباء لبنان في البقاع، تحدث عن انفراج وعدت به الإدارة اعتباراً من اليوم الاثنين، نافياً علمه بمضمون هذه الحلول.
وأكد أن "عملية التغذية بالتيار تتم مركزياً، ولا علاقة لنا بها على الاطلاق".
وعن سبب عدم الاستفادة من توليد الطاقة الكهربائية في معمل مركبا في مثل هذه الظروف، أكد "أن معامل توليد الطاقة من مياه بحيرة القرعون لم تتوقف"، مجدداً الاشارة الى ان توزيعها خاضع لبرنامج تتولاه الإدارة ولا علاقة للمنطقة بذلك".
شكاوى المواطنين تواصلت خلال الأسبوع الماضي وأمس عن الآثار السلبية الناتجة عن انقطاع التيار. ولفت العشرات منهم الى الأعباء المادية المترتبة نتيجة اضطرارهم للتحول للاعتماد على المولدات الخاصة، فيما فرضت الظروف الاقتصادية على المئات تحمل الواقع الراهن رغم صعوبته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00