شككت مصادر مقربة من شركة سيمنس، (التي تتولى بموجب عقد رضائي، عملية تأمين قطع الغيار والمواد الاستهلاكية كافة، والأشغال واللوازم كافة دون استثناء ليصبح معمل دير عمار بمجموعاته الثلاث جاهزاً للتشغيل "الدارة المركبة" بالغاز الطبيعي)، بأن تكون عملية تركيب أنبوب خط الغاز السورياللبناني، مطابقة للمواصفات التي يتطلبها خط الغاز.
وفي هذا الوقت، أكد رئيس الشركة الملتزمة (حاوي إخوان) سامي حاوي، تنفيذ مشروع مد خط أنبوب الغاز السورياللبناني (GASYLE)، وأن تشكيك سيمنس، غير صحيح، ولفت الى أن سيمنس تحتاج على الأقل ما بين 3 و6 أشهر لتأهيل وتشغيل معمل دير عمار للعمل بالغاز الطبيعي، وهو ما يعني التأخير في استعمال الغاز السوري المورد الى لبنان لاستعماله في انتاج الكهرباء على الغاز.
وإزاء هذا التباين، في تحديد الموعد النهائي لتحويل معمل دير عمار لانتاج الطاقة الكهربائية على الغاز الطبيعي، فإن مدة انجاز الخط مع عملية التحويل المطلوبة ستبلغ الـ 10 أشهر على أقل تقدير.
وكان وزير الطاقة والمياه أيوب حميد قد تفقد الأعمال الجارية على الخط أواخر تموز الماضي وأعطى الشركة مدة تتراوح بين شهرين و3 أشهر، لتنفيذ الأعمال المطلوبة، تحت طائلة الملاحقة القانونية بعد التأخير أكثر من 6 أشهر في تسليم الخط، ويذكر أن مجلس الوزراء كان قد حدد 25 تموز الماضي موعداً لتسليم المشروع.
وفي موضوع تكلفة الخط بالنسبة الى الجانب اللبناني، فقد بلغت بحسب حاوي، حتى الآن نحو 18.2 مليون دولار، وهو ما يعني زيادة تقدر بنحو 4.6 ملايين دولار، على العقد الأساسي الذي أبرم بـ13.6 مليون دولار، وهو ما يعزوه حاوي الى الأعمال الإضافية للمشروع والتي شملت تركيب محطات إضافية.
ونفى حاوي لـ"المستقبل"، أن تكون الشركة قد تباطأت في تنفيذ الأعمال، وأن موعد التسليم سيكون بين 23 تشرين الأول و10 تشرين الثاني كحد أقصى، وأبرز كتاباً كان قد وجهه الى ادارة منشآت النفط في 13 الجاري، جاء فيه ما يلي "الموضوع: مشروع تنفيذ خط أنابيب الغاز الطبيعي السورياللبنانيGASYLE24 البرنامج الزمني لإنهاء تنفيذ المشروع، جواباً على كتابكم رقم 183/49 في 9/9/2004، نود أن نعلمكم أن جميع أعمال المشروع المذكورة أعلاه ستكون منجزة في 23/10/2004، ويعتبر هذا التاريخ هو التاريخ المحدد لاستلام الغاز من الجانب السوري".
وقال "إن عملنا ينتهي في 23 الشهر المقبل، و10 تشرين الثاني كحد أقصى، اذا كان هناك حالة طارئة، مع مدة سنة للإشراف على الخط، ونحن علينا فقط تسليم الغاز الى معمل دير عمار، أما تشغيل الكهرباء على الغاز فهو من مهمة مؤسسة الكهرباء".
وأشار حاوي الى أن سماكة الخط 24 إنشاً و10 إنشاً المستعملة في المشروع، تتراوح سماكتها بين 12 و14 ملليمتراً، وهي من تصنيع شركةCORINTH اليونانية، ونوعيتها هي APISL*60، ولفت الى أنه نفس نوعية الخط المستعملة في الجانب السوري، لكنها بسماكة لا تزيد عن 9.6 ميلليمترات. وأوضح أن الغاز الطبيعي الآتي من سوريا الى المنشآت في البداوي سيكون بقوة ضغط عالٍ يقدر بـ70 بارا، ومن ثم يتم خفضها الى 18 باراً، ولفت الى أن تجربة الضغط المائي أثبتت قدرة التحمل لأكثر من 70 باراً.
وكانت "المستقبل" جالت على الخط، ولاحظت تركيب محطة LAUNCHER على الحدود اللبنانية ـ السورية في منطقة العبودية، وقال حاوي "إن العملية ستستغرق نحو أسبوع"، وأضاف "أصبحنا في المرحلة التشطيب، وقد أجرينا تجربة ضغط مائي، الأسبوع الماضي على نصف الخط وقد نجحت"، وتابع أنه بعد مرحلة تركيب محطة العبودية، ستبدأ عملية الفحوص، تمهيداً لبدأ انتاج الطاقة الكهربائية على الغاز في معمل دير عمار في حال جهوزيته.
وأكد أن 97% من أعمال المشروع قد أنجزت بحسب تقارير تقدم الأعمال، وأشار الى أن التقرير النهائي بهذا الخصوص سيصدر في آخر الجاري، وان الاستشاري الألماني كيرشنر، نوه بنوعية المحطات المستخدمة في المشروع والمستوردة من شركة METANO IN PIANTI الايطالية.
وأعلن أن وصلات الأنبوب تبلغ نحو 3 آلاف وصلة، صورت جميع أعمال التلحيم على الأنبوب تصويراً شعاعياً، وفقاً للمواصفات العالمية.
وبالعودة الى المشروع، يشار الى أنه في 5 شباط 2003، وقعت وزارة الطاقة عقد تنفيذ المشروع مع شركة أوكرانية، بقيمة 12.9 مليون دولار، على أن ينفذ في 11 شهراً، إلا أن العقد ألغي بعد شهر من توقيعه، لأن الشركة الأوكرانية لم تؤمن الكفالة المصرفية المطلوبة، ووقعت شركة حاوي اخوان العقد أواخر آذار 2003، ومدته 11 شهراً، بقيمة 13.6 مليون دولار، وباشرت الأشغال في 25 أيار العام 2003.
وفي هذا الإطار، يذكر أن الجانب السوري أنجز مد الخط من محطة بانياس الى الحدود المشتركة مع لبنان بطول 12 كيلومتراً، كما أنجزت شركة حاوي الأعمال المطلوبة منها كافة، وخصوصاً حفر وتنزيل القساطل المطلوبة، وأن خط الـ24 إنشاً (31.5 كيلو متراً) قد أنجز وهو يمتد من حدود النهر الكبير الجنوبي الى مصفاة البداوي، كما أنجز خط الـ10 إنش (1500 متر) الممتد من مصفاة البداوي الى معمل دير عمار الكهربائي،ويبلغ طول الخط في الجانب اللبناني نحو 33 كيلومتراً.
يذكر أنه بموجب الاتفاق اللبنانيالسوريGASYLE ، تزود سوريا لبنان بكمية من الغاز الطبيعي تراوح بين 1.5 و 3 ملايين متر مكعب يومياً في المرحلة الأولى، ثم ترتفع الى 6 ملايين في المرحلة الثانية، وبحسب مصدر في وزارة الطاقة فإن التكلفة في معمل دير عمار الذي يستخدم الغاز أويل، ستنخفض بين 33 و40%.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.