ارتفعت وتيرة الأشغال في مشروع تنفيذ مد خط أنبوب الغاز السورياللبناني (GASYLE)، بناء لطلب مجلس الوزراء من وزارة الطاقة والمياه اللبنانية، تسريع هذه الأشغال، وتسليم قبل نهاية تموز المقبل، بعد انجاز الجانب السوري مد الخط من محطة بانياس الى الحدود المشتركة مع لبنان بطول 12 كيلومتراً.
لكن على الرغم من التأخر الذي شهده المشروع نحو 3 أشهر، وزيادة تكلفته نحو 4.5 ملايين دولار، فإن رئيس الشركة الملتزمة (حاوي إخوان) سامي حاوي، تعهد بتسليم المشروع في 25 تموز المقبل، وعزا ارتفاع التكلفة في المشروع من 13.6 مليون دولار الى 17.5 مليون دولار الى الأعمال الإضافية التي طلبها كل من الاستشاري شركة كيرشنر الألمانية والمصمم المتعاقد مع شركته UKRAGAZPROJEKT الأوكرانية.
لكن من الملاحظ هو غياب الاستشاري، وقال مصدر في الشركة "إن الألمان يأتون كل مدة من ألمانيا للإشراف على الأعمال، إلا أنهم الآن غير موجودين في البلد".
خط الغاز الذي يخترق سهل عكار بدءاً من العبودية وانتهاء بمنشآت البداوي على مشارف طرابلس الشمالية، بطول 33 كيلو متراً، لا تزال الأعمال فيه جارية، ففي مجال تلحيم أنابيب الـ24 إنشاً، وقد أنجز نحو 95% من عمليات التلحيم والتنزيل والطمر، في المنطقة الممتدة من العبودية (الحدود اللبنانية ـ السورية)، وينتظر انجازها خلال الأسبوع المقبل، فيما هذه العمليات أنجز منها نحو 75% في المنطقة الممتدة من العبدة وصولاً الى منشآت البداوي، بحسب ما شاهدناه في هذه المنطقة، وبحسب المشرف على عمليات اللحام والطمر.
إلا أن أيا من المحطات اللازمة للمشروع لم يركب حتى الساعة، والبالغ عددها 16 محطة، ويقول حاوي "أمامنا نحو شهر و10 أيام لانجاز هذه المهمة، وهي جاهزة للتركيب في أقل من هذه المدة".
وإذ أكد أن الشركة ستشرف على هذا المشروع لمدة سنة عقب التسليم، نفى حاوي لـ"المستقبل" معرفته بمن سيدير المشروع داخل معمل دير عمار الكهربائي، في ظل غياب شركة تشغيل وصيانة للمعمل، بعد طلب الحكومة اعادة المناقصة لتشغيل وصيانة معملي دير عمار والزهراني، وقال "إن مهمتنا تنتهي عند تسليم الغاز السوري، ولا علاقة لشركتنا بموضوع الكهرباء".
بدوره، نفى مدير منشآت النفط في طرابلس اسحاق الياس، في اتصال مع "المستقبل"، صحة ما تردد عن وقف الأعمال في هذا المشروع، وقال "إن خط الـ10 إنش أنجز بنسبة 85%، أما خط الـ24 إنشاً فقد تم استكماله"، وأكد أن تسليم المشروع سيكون في 25 تموز المقبل، والشركة الملتزمة تعهدت بذلك.
والسؤال اللافت في هذا الموضوع أن شركة P.S.M اللبنانية التي تدير المعملين بموجب عقد التمديد لها لثلاثة أشهرتبدأ من 15 أيار الماضي وتنتهي في 15 آب المقبل، هل يكون بمقدورها تحمل هذه المسؤولية، والاشراف على مشروع اقليمي بهذا الحجم، بعد رفض عرضها لتشغيل وصيانة المعملين مدة سنتين من قبل مجلس الادارة، أم أن المناقصة ستجري قريباً وهذا مستبعد، لأن أي شركة ستتسلم المشرع ستكون بحاجة الى 5 أسابيع كفترةMOBILIZATION للتحضير وتركيب المعدات.
واللافت أكثر هو زيادة مبلغ 4.5 ملايين دولار على الاتفاق، في وقت كان يجدر فيه أن لا تكون هذه الإضافة "طارئة" أو بسبب أعمال إضافية كان يجب أن يتنبه إليها العقد من الأساس، وخصوصاً في مستوى مشروع إقليمي، له انعكاساته وتأثيراته الاقتصادية في البلد، وإذ كان الاستشاري والمصمم لم يتنبها لهذا الموضوع سابقاً، فما هو الذي دعاهما اليوم لهذه "الأعمال الإضافية"؟ .
أما لماذا الاستشاري (كيرشنر) غائب في هذه المرحلة الدقيقة من نهايات "الأعمال الإضافية"، فالسؤال مشروع عندما يكون موعد التسليم في 25 تموز المقبل.
ويقول حاوي " في 5 شباط 2003، وقعت وزارة الطاقة عقد تنفيذ المشروع مع شركة أوكرانية، بقيمة 12.9 مليون دولار، على أن ينفذ في 11 شهراً، إلا أن العقد ألغي بعد شهر من توقيعه، لأن الشركة الأوكرانية لم تؤمن الكفالة المصرفية المطلوبة، ووقعت شركتنا العقد أواخر آذار 2003، ومدته 11 شهراً، بقيمة 13.6 مليون دولار، وباشرنا الأشغال في 25 أيار العام 2003".
وأضاف "إن التأخير في التسليم، كان بناء لطلب الشركة مدة شهرين ونصف الشهر، بسبب فصل الشتاء، وقد حصلت الشركة على الموافقة المطلوبة، ولفت الى أنه لا يمكن احتساب 11 شهراً من تاريخ توقيع العقد وانما من تاريخ المباشرة بالعمل.
ولفت الى أن الشركة أنجزت الأعمال المطلوبة منها كافة، وخصوصاً حفر وتنزيل القساطل المطلوبة، وأن خط الـ24 إنشاً (31.5 كيلو متراً) قد أنجز وهو يمتد من حدود النهر الكبير الجنوبي الى مصفاة البداوي، كما أنجز خط الـ10 إنش (1500 متر) الممتد من مصفاة البداوي الى معمل دير عمار الكهربائي.
وقال "إن المشروع تموله تشرف عليه المديرية العامة للمنشآتوزارة الطاقة، وهي التي ستتسلم المشروع بعد انجازه".
وأوضح أن الأنابيب الموضوعة في هذا المشروع، مستوردة من المصانع الأوروبية ومغلفة بطبقةPOLYETHYLENE ، ضد الصدأ والتأكّل، لاستخدامها أكبر مدة زمنية ممكنة، ولها القدرة على تحمل الضغط العالي، وهذه الأنابيب تلحم بطريقة محكمة وتوضع على عمق مترين، وهي تخضع لرقابة الشركة المصممة UKRAGAZPROJEKT الأوكرانية، والاشراف عليها من قبل الاستشاري شركة "كيرشنر" الألمانية، وتبلغ وصلات الأنبوب نحو 3 آلاف وصلة، صورت جميع أعمال التلحيم على الأنبوب تصويراً شعاعياً، وفقاً للمواصفات العالمية.
وقال حاوي "إن مشروعنا هو لتأمين الغاز الطبيعي لتوليد الطاقة الكهربائية في معمل دير عمار بداية والزهراني في المستقبل، ولذلك فإن الأنابيب الموضوعة قادرة على استيعاب كميات الغاز الكافية لمعمل دير عمار والحاجات المنظورة للبنان".
ولفت الى أن الغاز الطبيعي الآتي من سوريا الى المنشآت في البداوي سيكون بقوة ضغط عالٍ يقدر بـ70 بار، وقد تمت عمليات الربط مع الأنبوب السوري (قبل النهر الكبير الجنوبي).
وبشأن المحطات فإن هناك محطات متنوعة، تبدأ من مركز الربط وهي لتنقية الغاز ومحطة قياسية (قياس الكميات الموردة الى لبنان)، وهناك محطة ثالثة لتنظيف الغاز من أول الخط الى آخره، ويتفرع من منشآت النفط خط 10 إنشات نحو معمل دير عمار الكهربائي وتستقبله هناك أيضاً محطتان واحدة للتنقية وأخرى للتعداد والقياس، وهذه المحطات مهمتها خفض الضغط من 70 بار الى 18 بار لتستطيع الماكينات تحملها وتحويلها الى توربينات توليد الطاقة.
وأشار الى التقنية العالية التي تتحكم بالمشروع عبر جهاز SKADA SYSTEM للتحكم بسير الغاز عبر الأنبوب وهي من تصميم شركة CONTRACOM الانكليزية، وقد وضع على الأنبوب FIBRE OPTICS تخرج منه كل كيلومتر تفريعة للفحص، وهو يرتبط بغرفة التحكم داخل المنشآت، التي مهمتها المراقبة على مدار 24 ساعة لأي أعطال أو ترويح أو تنفيس أو ارتفاع ضغط.
وحول الأعمال الإضافية التي طلبها الاستشاري ووافق عليها المصمم، قال حاوي "هي عبارة عن 16 محطة كانت قد لوحظت في المشروع الذي وضع منذ 10 سنوات، إلا أن كثيراً من الحداثة والتكنولوجيا المتطورة دخلت عليها، ولذلك كان الطلب بتغيير هذه المحطات، وهي تشمل الآتي:
ـ محطتي طوارئ في حال حدوث أي حريق أو انفجار أو أي حادث عرضي، واحدة على الحدود وأخرى في المنشآت في البداوي.
ـ محطةMAIN MONITORING ، وهي للقياس على الوزنMASS FLOW، وقد اقترحها كل من الاستشاري والمصمم.
ـ محطة تنقية.
ـ محطتي LAUNCHER على الحدود اللبنانية السورية و RECEIVING عند منشآت البداوي، ولفت الى أن الـLAUNCHER مهمتها إسال طابة ذات فراشات حديدية لتنظيف الأوساخ داخل الأنبوب أما الثانية فمهمتها استقبال الطابة التي تأتي بضغط عالٍ جداً.
ـ محطتي LAUNCHER داخل المنشآت في البداوي و RECEIVING في معمل دير عمار، للخط 10 إنشات، إضافة الى محطة طوارئ.
ولفت الى أن جميع هذه المحطات مستوردة من شركة METANO IN PIANTI الايطالية، وهي ستكفل هذه المحطات مدة سنة بعد التشغيل
وأشار الى أن الخط سيوضع عليهULTRA SONIC EQUIPMENT لمراقبة الطابة الحديدية ومسارها أو توقفها.
وأضاف أن 3 نقاط وضعت على الخط لرؤية التآكل، وهي تعمل وفقاً لنظام الطاقة الشمسية، وهي ترتبط بجهاز التحكم.
وقال إن المشروع مصمم لاستقبال 6 ملايين متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي، ولتغطية معملي البداوي ودير عمار".
وأوضح أن المشروع يستخدم اليوم نحو 300 موظف وعامل، وقد طلب من الشركة تدريب جهاز بشري لاستخدام التقنيات التي يسير عليها المشروع.
يذكر أنه بموجب الاتفاق اللبناني ـ السوريGASYLE ، تزود سوريا لبنان بكمية من الغاز الطبيعي تراوح بين 1.5 و 3 ملايين متر مكعب يومياً في المرحلة الأولى، ثم ترتفع الى 6 ملايين في المرحلة الثانية، وبحسب مصدر في وزارة الطاقة فإن التكلفة في معمل دير عمار الذي يستخدم الغاز أويل، ستنخفض بين 33 و40%.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.