تلقت مؤسسة كهرباء لبنان بعد ظهر أمس كتاباً من شركة P.S.M المشغل الآن لمعملي دير عمار والزهراني بموجب عقد تمديد (انتهى اول من أمس)، تبدي فيه موافقتها على الاستمرار في تشغيل المعملين مدة 3 أشهر، بسعر 410 آلاف دولار لكلا المعملين في الشهر، أي نحو 1.7 مليون دولار خلال 3 أشهر، كما قدّمت عرضاً لتشغيل المعملين مدة سنتين بسعر 15.1 مليون دولار، على ان تتحمل المؤسسة مسؤولية التأمين (العرض ص10). ويقول مصدر مطلع ان دخول P.S.M على خط تشغيل المعملين قد يفرض إعادة المناقصة بالنسبة إلى تشغيل المعملين بعد ثلاثة أشهر، وهو الأمر الذي سيزيد "بلبلة" الأمور داخل مؤسسة الكهرباء.
وتداركاً لأزمة تشغيل المعملين، عقد أمس اجتماع في وزارة الطاقة والمياه شارك فيه الوزير أيوب حميد ومجلس إدارة كهرباء لبنان برئاسة كمال حايك، ولم يسفر الاجتماع عن قرار واضح بشأن الأزمة التي تعيشها المؤسسة بعد انسحاب شركة "تعميرات" الإيرانية من صفقة تشغيل وصيانة المعملين لأسباب قال عنها الوزير حميد "غير مبرّرة أو معقولة"،
ولم يبحث الاجتماع الذي دام نحو الساعة موضوع العرض الذي تقدّمت به شركة "إنسالدو" الإيطالية للحلول مكان "تعميرات" بموجب كتاب خطي منها يوم السبت الماضي، ولم يناقشه مجلس إدارة الكهرباء، كما ان الحايك لم يدع إلى أي اجتماع لبحثه حتى الساعة لأسباب وصفتها مصادر في مؤسسة الكهرباء بـ"المجهولة".
وقد أكد عضوا مجلس الإدارة رياض شديد ووليد مزهر استقالتهما عقب الاجتماع، وأبديا استياءهما من جراء عدم بت استقالتهما، وطلبا تسجيلهما لدى مكتب الوزير بعد امتناع مجلس إدارة الكهرباء منذ 5 أيام على رفع هاتين الاستقالتين إلى وزير الوصاية للموافقة عليهما أو رفضهما.
كما هدّد عضو مجلس الإدارة سامر دوغان بالاستقالة نتيجة الوضع القائم في المؤسسة ونتيجة امتناع الحايك من بحث موضوع عرض "إنسالدو".
وقالت مصادر المجتمعين ان الوزير حميد رفض اقتراحاً تقدّم به احد اعضاء مجلس الإدارة لرفع موضوع تشغيل المعملين إلى مجلس الوزراء، باعتبار ان موضوع التشغيل يمكن مناقشته في مجلس إدارة الكهرباء دون الحاجة إلى تدخل مجلس الوزراء في هذا الموضوع.
وعلمت "المستقبل" أن مجلس إدارة الكهرباء سيعقد اجتماعاً اليوم لم يوضع على جدول أعماله موضوع كتاب "إنسالدو". وقال مصدر في المؤسسة ان "الاجتماع قد لا يحصل بسبب عدم توافر النصاب القانوني للجلسة بعد تأكيد مزهر وشديد استقالتيهما واحتمال استقالة دوغان"، وأضاف: "ان المواضيع التي ستبحثها الجلسة هي أقل من عادية، في وقت لا تزال هناك أزمة تشغيل المعامل".
وقال الوزير حميد عقب الاجتماع ان "الاجتماع عرض الواقع المستجدّ بعد انسحاب "تعميرات"، والمؤسسة تبحث عن الخيارات القانونية والإدارية التي تمكنها من استمرارية العمل في المعامل لجهة التشغيل".
بدوره قال الحايك عقب الاجتماع ان "مجلس الإدارة وضع الوزير في صورة ملف تلزيم وتشغيل المعملين"، وأضاف "هناك مواضيع خارجة عن إرادة المجلس، ولم نجد لها تفسيراً، وقد أدى هذا إلى قلق معين".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.