8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"الكهرباء" تستدعي "انسالدو" بعد انسحاب "تعميرات"

قرّر مجلس ادارة كهرباء لبنان في جلسة استثنائية مساء أمس دعوة شركة "انسالدو" الايطالية للتفاوض معها على تشغيل وصيانة معملي دير عمار والزهراني، بعد انسحاب شركة "تعميرات" الايرانية من عقد تشغيل هذين المعملين، من جهة، واستقالة عضوين في مجلس الادارة على الرغم من حضورهما الجلسة.
وأوضح مصدر مسؤول في كهرباء لبنان انه استناداً الى النظام المالي للمؤسسة وتحديداً المادة 105 منه يمكن لإدارة المؤسسة استدعاء الشركة التي جاءت في المرتبة الثانية في مناقصة تشغيل المعملين وهي شركة "انسالدو"، للقيام بالمهمة، وفقاً للسعر الذي تقدمت به الشركة الفائزة وهو 20.8 مليون دولار أي أقل من عرض "انسالدو" بمليوني دولار.
وأشار الى اجتماع يعقد في العاشرة من صباح اليوم بين الطرفين للتفاهم حول الصيغة المطروحة. وقرر المجلس أيضاً مصادرة كفالة "تعميرات" المالية والبالغة 470 ألف دولار واعتبارها "ناكلة" للعقد الذي أبرمته مع المؤسسة.
من جهته أبدى وزير الطاقة والمياه أيوب حميد استياءه من الأزمة الجديدة، ورفض الاجابة عن أسئلة "المستقبل" في هذا الاطار، وقال: "اسألوا جماعة الكهرباء".
وحمّل مصدر متابع لهذا الملف رئيس مجلس ادارة كهرباء لبنان كمال حايك مسؤولية التأخر في انهاء الأزمة التي خلّفتها "تعميرات" خصوصاً ان هذه الأخيرة قد تمنعت عن توقيع سند التنفيذ في التاريخ المحدد اي في 8 أيار الجاري.
وكانت أزمة "تعميرات" قد فجرت الخلاف في مجلس ادارة كهرباء لبنان، اذ قدم عضوان في المجلس وهما رياض شديد ووليد مزهر استقالتهما احتجاجاً على طريقة حايك في التعاطي مع "تعميرات".
وعزا مزهر لـ"المستقبل" الأسباب التي دفعته لتقديم استقالته وشديد الى التجاذبات الحاصلة حول تشغيل المعامل والضغوط التي تمارس على اعضاء مجلس الادارة اضافة الى الهيكلية الادارية للمؤسسة وامور اخرى.
وفي السياق نفسه فقد فشلت المفاوضات التي أجراها مجلس ادارة كهرباء لبنان صباح أمس مع "تعميرات"، بعد قرار الأخيرة التخلي عن صفقة تشغيل وصيانة معملي دير عمار والزهراني.
وأكد الجانب الايراني برئاسة ممثل الشركة في لبنان محمد مطلبي، قرار انسحابه من تنفيذ بنود العقد الموقع من قبله، وأفاد أن هذا القرار اتخذ من قبل مجلس ادارة الشركة في طهران، واضعاً الشركة في تصرف مؤسسة الكهرباء وجهوزيتها لتقديم أي مساعدة فنية أو تقنية للمؤسسة، كما أفاد بتقبله أي قرار سيصدر عن المؤسسة جراء هذا الانسحاب وفق القوانين والأنظمة المرعية الاجراء فيها.
وقالت مصادر في مؤسسة الكهرباء لـ"المستقبل"، ان الايرانيين أصروا على التخلي عن الصفقة، على الرغم من معرفتهم أن هذا الإخلال بالعقد سيؤدي الى خسارتهم كفالة بنحو نصف مليون دولار.
ولفتت هذه المصادر الى أن الايرانيين يعتبرون أنفسهم مغبونين في السعر الذي أعطوه للتشغيل والصيانة وهو 20.8 مليون دولار زائد 10% قيمة مضافة، وأنهم قد أساؤوا التقدير بالنسبة الى التكاليف الفعلية للتشغيل والصيانة، وهو الأمر الذي يجعلهم قد يخسرون أكثر مما يربحون، وبناء عليه فضلوا الانسحاب.
وقال مصدر آخر في المؤسسة، إن الشركة الايرانية كانت تشكو من العلاقة الفاترة بينها وبين مجلس ادارة المؤسسة واهمالاً مقصوداً، وأن العلاقة بين الطرفين ستكون صعبة خلال الفترة المقبلة.
وأشار المصدر أن العودة الى "انسالدو"، سيقضي بالتمديد للشركة اللبنانية P.S.M المتعاقدة مع "اينيل" الايطالية، والتي تقوم الآن بتشغيل المعملين بموجب عقد تمديد ينتهي في 15 الجاري.
ولم يستبعد مصدر آخر، امكان التمديد لشركة ـP.S.M، بين 3 و6 أشهر، لإعادة تنظيم وضع الكهرباء، وقال "ان الفوضى التي تعم مجلس ادارة الكهرباء والتخبط في القرارات، هي التي أدت الى هروب "اينيل" و"تعميرات".
واعتبر أن عدم مصداقية المؤسسة في الدفع للشركات التي تعاملت معها، هي السبب الذي أخاف الايرانيين ودعاهم الى فسخ العقد مع المؤسسة، وقال "إن مؤسسة الكهرباء لم تدفع مستحقات "اينيل" البالغة 4 ملايين دولار، كذلك هناك مليونا دولار لشركة P.S.M غير مدفوعة.
وعلمت "المستقبل" أن "اينيل" سترفع دعوى قضائية أمام المحاكم على مؤسسة الكهرباء مطلع الشهر المقبل للحصول على مستحقاتها، كما أن P.S.M بصدد إقامة دعوى على "اينيل" للحصول على مستحقاتها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00