على عكس ما خلصت اليه الدراسة الموجزة التي نفذتها مديرية الدراسات في مؤسسة كهرباء لبنان عن "امكان الاستفادة من الطاقة الشمسية في انتاج الكهرباء"، والتي أفضت الى "عدم جدوى فنية اقتصادية على الأقل في الوضع الراهن، وضعف امكان انشاء نظم شمسية حرارية في لبنان"، تؤكد لجنة الطاقة في "اسكوا" بلسان الخبير فيها الدكتور محمد قرضاب، أن الطاقة الشمسية تشكل حلاً للبلدان التي تعتمد على استيراد المشتقات النفطية لتوليد الطاقة، ومن ضمنها بالتأكيد لبنان.
ويستغرب قرضاب الجزم بعدم جدوى استخدام هذه الطاقة، على الأقل في استخدام جزء منها، مثل استخدام "سخانات المياه الشمسية"، ويؤكد أن "اسكوا" تهتم بالوضع الذي آل إليه مصير الكهرباء في لبنان، ويشير الى أن استخدام المواطنين اللبنانيين لـ"سخانات المياه على حساب مؤسسة الكهرباء في لبنان، يساوي قيمة استجرار الطاقة من سوريا".
ويدعو الى ضرورة ترشيد استخدام الطاقة في هذا البلد الذي أصبح فيه فاتورة الكهرباء "أرقاً" لكافة الشرائح اللبنانية، باعتبار أن الكهرباء في لبنان هي الأعلى تكلفة، ويعتبر أن استخدام اللبنانيين في المرحلة الراهنة لسخانات المياه العاملة بالطاقة الشمسية، من شأنه أن ينسف أكثر من الثلث الفاتورة الكهربائية للمشتركين العاديين، كما أن من شأنه توفير استخدام الطاقة التي تنتجها مؤسسة الكهرباء لاستخدامات أخرى، قد تكون كفيلة بانهاء التقنين، وتوفير مبالغ تتكبدها المؤسسة جراء كميات المحروقات التي تحتاجها لانتاج الطاقة.
وفي هذا الاطار لا بد من الاشارة الى أن الارقام الاحصائية في لبنان تفيد بتوفر اشعاع شمسي على مدى 3000 ساعة في السنة، بمعدل نحو 4.7 كيلووات ساعة بالمتر المربع يومياً، ونحو 1800 كيلووات ساعة للمتر المربع سنوياً.
وتعد تكلفة انشاء أنظمة شمسية وفقاً لدراسة قام بها البنك الدولي، في البلدان النامية تراوح بين 200 و4000 آلاف دولار للكيلووات ذروة.
ويلفت قرضاب الى دراسة عينية، أجرتها لجنة الطاقة في منطقة كفركلا جنوب لبنان، في 11 أيلول الحالي، تقارن فيها بين النفقات لاستخدام:
ـ سخان مياه بالكهرباء.
ـ سخان مياه يعمل بالمازوت.
ـ سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية.
وتظهر هذه الدراسة أن استخدام السخان العامل بالطاقة الشمسية هو الافضل اقتصادياً بالنسبة لأسرة مؤلفة من 6 الى 7 أفراد.
وفي ما يلي تحليل نفقات بدائل أجهزة تسخين المياه:
نفقات بدائل أجهزة تسخين المياه
بفرض وجود شقة سكنية قيد الانشاء لتقطنها أسرة مكونة من 6 ـ 7 أفراد وإن كمية المياه الساخنة اللازمة للأسرة يومياً 200 لتر ماء ساخن في اليوم وأمام الأسرة ثلاثة خيارات لتأمين ذلك:
(أ) سخان مياه بالكهرباء.
(ب) سخان ميان يعمل بالمازوت.
(ج) سخان مياه يعمل بالطاقة الشمسية.
سوف نجري مقارنة لتحليل نفقات هذه البدائل المتاحة لتحديد الأفضل اقتصادياً بالنسبة للأسرة:
(1) التكلفة التأسيسية للسخان الكهربائي بحجم 80 لتراً مع التوصيلات والتركيب، 100 دولار.
(2) التكلفة التأسيسية لسخان المازوت مع التوصيلات 130 دولاراً.
(3) التكلفة التأسيسية لجهاز تسخين المياه بالطاقة الشمسية 600 دولار، 800 دولار.
(4) سوف يتم تغيير المقاومة الكهربائية في السخان الكهربائي كل سنة بتكلفة تقديرية، 12 دولاراً.
(5) الصيانة السنوية لسخان المازوت مع المدخنة 10 دولارات. وسوف يتم تغيير مدفأة سخان المازوت كل خمس سنوات مرة بتكلفة تقديرية 40 دولاراً.
(6) الصيانة السنوية لجهاز التسخين الشمسي 2% من تكلفته التأسيسية وتساوي 12 دولاراً.
(7) كمية الطاقة اللازمة يومياً لتسخين المياه: 9.75ك.و.س/يوم.
(8) كمية الطاقة الكهربائية اللازمة سنوياً باستخدام السخان الكهربائي:
9.75* 365 يوماً= 3560 ك.و.س.
(9) عدد الأيام الغائمة السنوية بين 38 يوماً و65 يوماً سنفترضها 60 يوماً/سنة.
(10) كمية الطاقة الكهربائية اللازمة عند استخدام جهاز التسخين الشمسي
9.75 * 60 يوماً = 585 ك.و.س/سنة.
(11) كفاءة سخان المازوت 30% ـ 35% في أحسن الظروف والسعة الحرارية للمازوت 9.78 ك.و.س/لتر. وعليه فإن كمية المازوت اللازمة يومياً 2.8 لتران/يوم.
وكمية المازوت اللازمة سنوياً 2.8 لتر/يوم * 365 = 1022 لتراً/سنة.
(12) بتحديد سعر لتر المازوت للمستهلك هو 0.2825 سنت/لتر، وفق قرار وزير الطاقة والمياه رقم 138 بتاريخ 27/8/2003، وبتحديد سعر الكيلواط ساعة في تعرفة الشرائح المعتمدة في مؤسسة كهرباء لبنان:
(1) تعرفة الشريحة 301 ـ 400 ك.و.س/ شهر وتساوي 6 سنت/ ك.و.س.
(ب) تعرفة الشريحة 401 ـ 500 ك.و.س/شهر وتساوي 8.6 سنت/ك.و.س.
(جـ) تعرفة الشريحة أكثر من 500 ك.و.س/ شهر وتساوي 13.9 سنت/ك.و.س.
(13) سنفترض بقاء سعر الكهرباء والمازوت ثابتين طيلة فترة الدراسة:
تكون تكلفة استهلاك الطاقة الكهربائية السنوية للسخان الكهربائي 213 دولاراً وفق الشريحة الأولى و306 دولارات وفق الشريحة الثانية و495 دولاراً وفق الشريحة الثالثة.
تكون تكلفة المازوت السنوية لجهاز التسخين بالمازوت 288 دولاراً/سنة.
نفقات التشغيل السنوية لجهاز التسخين الشمسي:
35 دولاراً تكلفة طاقة + 12 دولاراً صيانة + 48 دولاراً الفائدة المصرفية السنوية على تكلفة التأسيس = 95 دولاراً.
نفقات التشغيل السنوية لسخان المازوت:
في السنوات 4.3 (288 تكلفة مازوت + 10 صيانة + 10.4 دولارات الفائدة المصرفية السنوية على = تكلفة التأسيس 348.4 دولاراً وفي السنة الخامسة).
نفقات التشغيل السنوية للسخان:
بالنسبة للشريحة (أ) 233 دولاراً/سنة
بالنسبة للشريحة (ب) 326 دولاراً /سنة
بالنسبة للشريحة الثالثة 515 دولاراً /سنة.
النتيجة:
(أ) يتكافأ السخانات (سخان المازوت والسخان الشمسي) بعد سنتين وشهرين ويبقى العمر الباقي للسخان الشمسي مجانياً.
(ب) يتكافأ السخان بالطاقة الكهربائية بالنسبة للشريحة الأولى والسخان بالطاقة الشمسية بعد 4 سنوات وأربعة أشهر ويبقى العمر الباقي للسخان الشمسي مجانياً، وبالنسبة للشريحة الثانية بعد سنتين وثمانية أشهر ويبقى العمر الباقي للسخان الشمسي مجانياً، وبالنسبة للشريحة الثالثة بعد سنة وشهرين ويبقى العمر الباقي مجانياً.
العوائق أمام استخدام التسخين الشمسي
إلا انه رغم توافر المؤشرات الاقتصادية الايجابية لاستخدام اجهزة التسخين الشمسي للمياه يوجه العديد من العوائق التي تقف حائلاً أمام استخدامها وفي مقدمها: (1) ارتفاع نفقات التأسيس اللازمة لشراء جهاز التسخين الشمسي مما يتعذر على عدد كبير من المستهلكين ذوي الدخل المحدود اقتناؤه، (2) عدم وجود الحوافز المشجعة لهم لاستخدام مثل هذه الأجهزة، (3) عدم توافر الوعي لدى المستهلكين حول أهمية استخدام أجهزة التسخين الشمسي والفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال استعمالها، (4) عدم تمكن العديد من القاطنين في الأبنية المتعددة الطبقات من تركيب أجهزة التسخين الشمسي بسبب عدم توافر مكان على سطح البناء الذي يقطنونه وذلك يعود الى عدم تنظيم استخدام هذا السطح اذا كان ذا ملكية مشتركة بحيث يتعذر تركيب جهاز التسخين الشمسي ليعمل بكفاءة. والأبنية التي فيها نظام للتدفئة المركزية تتوافر المياه الساخنة فيها عن طريق دارة تسخين المياه المربوط مع دارة التدفئة المركزية ولا بد من التنويه الى أن استخدام جهاز تسخين مياه يعمل بالطاقة الشمسية ويرتبط مع دارة المياه الساخنة في المبنى توفر عمر مرجل التدفئة طوال أيام الربيع والصيف والخريف، مما يخفف من استهلاك الوقود ويزيد من عمره.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.