8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مشروع لتأهيل 5 مدن تاريخية لبنانية ترميم آثار ودعم الاقتصاد المحلي

في اطار اهتمام الحكومة بالشأن الرسمي وبالشأن السياحي والثقافي، يوقع قبل ظهر اليوم في مجلس الانماء والاعمار، اتفاقية قرض بين المجلس والوكالة الفرنسية للتنمية )DFA(، بقيمة 12 مليون دولار، وهو أحد روافد تمويل "مشروع الارث الثقافي والتنمية المدينة"، ففي تموز الماضي وقعت اتفاقية قرض بين المجلس والبنك الدولي في السراي الحكومي بقيمة 31.5 مليون دولار، كما ان مساهمة الحكومة الايطالية المقترحة لهذا المشروع تبلغ 10 ملايين دولار، وستساهم الحكومة اللبنانية والبلديات المعنية والقطاع الخاص بنحو 8.5 ملايين دولار، فتكون تكلفة المشروع 62 مليون دولار.
وتستفيد من هذا المشروع خمس مدن هي: طرابلس، جبيل، صيدا، صور وبعلبك.
ويهدف المشروع الى دعم التنمية الاقتصادية للمدن القديمة، ويهدف المشروع ايضاً الى تحسين ادارة وحماية المواقع التاريخية والأثرية في لبنان، ويشمل تأهيل الوسط التاريخي وتحسين البنى التحتية لمراكز المدن التراثية الخمس، وترميم بعض المعالم التاريخية فيها، ودعم ترميم المساكن التراثية، كما يتضمن حماية المواقع الأثرية وتحسين ادارتها، ولا سيما موقع القلعة في بعلبك، موقعي الميناء والبص في صور، قلعة طرابلس (سان جيل) والقلعة البرية في صيدا، كما يغطي المشروع برنامج الدعم المؤسساتي، ولا سيما توفير الدعم التقني للبلديات الخمس المعنية للمديرية العامة للآثار، وتأمين مساعدة تقنية المديرية العامة للتنظيم المدني في مجال تنظيم المدن التاريخية، ومساعدة تقنية لإدارة تنفيذ المشروع في مجلس الانماء والاعمار.
وتبلغ مدة تنفيذ المشروع الذي يبدأ في العام المقبل، من 5 الى 6 سنوات، أما مدة القرض فهي 15 سنة، بما فيها فترة سماح تبلغ 6 سنوات.
وتشرح الدكتورة وفاء شرف الدين (مديرة المشروع والمسؤولة في مجلس الانماء والاعمار)، أهداف المشروع:
1 ـ المساعدة على ايجاد شروط التطور الاقتصادي المحلي وتحسين الظروف الحياتية والعمرانية في كل مدينة من المدن الخمس، حيث يتم التركيز على القسم القديم في كل واحدة منها، وسيتطلب اعادة تأهيل البنى التحتية والحفاظ على المباني المصنفة وذات الطابع المميز.
2 ـ تطوير ادارة المواقع الأثرية والتراثية، وإجراء دراسات أعمال الترميم ووضع مخططات لإدارتها وخصوصاً لمدينتي بعلبك وصور.
وتضيف ان المشروع يركز على المحاور التالية:
أ ـ حماية الارث الثقافي عبر اشغال حماية المواقع الأثرية الرئيسية وتطويرها، وإعادة تأهيل المباني التاريخية المعتبرة أساسية لناحية طابعها العمراني، والعمل على حماية جزر عمرانية ذات أهمية تراثية محددة.
ب ـ ادارة المواقع وتنظيم حركة الزوار عن طريق تحسين زيارة المواقع المختارة عبر ايجاد التجهيزات الضرورية للزوار ولحركتهم، ولعرض المواقع والصروح التاريخية (اللوحات التوضيحية، الاشارات وغيرها...) والتدريب على ادارة المواقع والادلاء السياحيين.
ج ـ حماية مدينتي صيدا وطرابلس القديمتين عن طريق تأهيل المساحات العامة في المدينتين القديمتين، المساعدة على تطوير المبادرات الخاصة الجارية في هذا المجال ودعمها.
د ـ اعادة الاحياء العمراني للمدن المذكورة وتطوير البنى التحتية الضرورية مما يساعد في زيادة جاذبية هذه المواقع للسياحة المحلية والخارجية، ودعم تطوير النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالسياحة والخدمات في هذه المدن، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص ومشاركته في السياحة.
هـ ـ دعم وتطوير القدرات المتعلقة بحماية الارث الثقافي، وإنماء السياحة عبر صياغة استراتيجية لحماية الارث الثقافي وإنماء السياحة، وتقديم الدعم التقني والتدريب في المديرية العامة للآثار في مجالات ادارة التراث وتطوير الأدوات القانونية لحماية الارث الثقافي وإنماء السياحة، ودعم وزارة السياحة في التسويق للسياحة الثقافية في لبنان، وتطوير الأبحاث والاحصاءات المتعلقة باقتصادياتها وإدارتها، ودعم البلديات المعنية في المدن المذكورة في مجالات ادارة العمران، ودعم ا مكانات السياحة الثقافية في النطاق البلدي المعني والافادة الاقتصادية للمقيمين في نطاق هذه البلديات.
وقالت شرف الدين "ان اختيار هذه المدن، يعود الى أن موقعها خارج منطقة بيروت الكبرى وضواحيها، وأن ثلاثاً منها موضوعة على لائحة التراث العالمي في الأونيسكو وهي بعلبك، صور وجبيل، يضاف الى ذلك ان المشروع يتوجه الى دعم الاقتصاد المحلي لهذه المدن، ولا سيما ان هذه المواقع كانت مهملة خلال فترة الحرب ولم تستفد من مرحلة الاعمار".
وتشير الى أن المشروع سبقته مرحلة تحضيرية تتعلق بالمواقع الأثرية والأحياء القديمة في هذه المدن، وتضيف ان المشروع سيبدأ مرحلته التنفيذية بعد نحو شهرين، بعد اقراره في مجلس النواب.
وتؤكد شرف الدين ان الدراسات المتعلقة بتحسين هذه المدن، استعان خلالها مجلس الانماء والاعمار باقتصاديين وخبراء آثار وبالتنسيق مع البلديات المعنية.
وتقول إن الجهات المعنية بالمشروع هي مجلس الانماء والاعمار، المديرية العامة للآثار، المديرية العامة للتنظيم المدني وبلديات المدن الخمس، والبنك الدولي، والأونيسكو.
وتوضح شرف الدين مكونات تكلفة المشروع أو ما يعرف بـ"بنود الاتفاق على المشروع"، وهي مقسمة كالآتي:
ـ 42.6 مليون دولار للتأهيل والترميم في هذه المدن.
ـ 13.7 مليون دولار للمواقع الأثرية في صور وبعلبك بشكل أساسي.
ـ 5.3 ملايين دولار لدعم المؤسسات ومديرية الآثار المالكة لهذه المواقع الأثرية.
وتؤكد ان المردود الاقتصادي لهذا المشروع سيكون مهماً، فأولاً سيستعان بيد عاملة محلية خلال مرحلة تنفيذ المشروع (بناء ـ ترميم)، وعقب انتهاء المشروع سيستفيد أهالي هذه المدن من زيادة الحركة السياحية الأمر الذي يتطلب الاستعانة بزيادة العمالة في هذا القطاع.
وتلفت الى أن المشروع سيعمل على انشاء متحفين في كل من صور وطرابلس، وتوسعة المتحف القائم في بعلبك.
وتوضح شرف الدين ان المرحلة التنفيذية للمشروع، سيتم خلالها تشكيل فريق عمل لتنفيذ المشروع، والالتزام بقوانين تحمي المحيط العمراني للمناطق الأثرية والملحوظة في المشروع، وسيتم الاستعانة خلال هذه المرحلة بـ11 خبيراً سيشكلون "الوحدة التنفيذية".
ولفتت الى أنه تم اصدار قوانين حماية للمدن الخمسة وقرار من المجلس الأعلى للتنظيم المدني الذي وافق على ذلك. وبعد موافقة البنك الدولي على بنود الاتفاق، سيتم عرضها على مجلس الوزراء للموافقة عليها ثم على مجلس النواب لإقرارها".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00