أسف وزير الطاقة والمياه أيوب حميد لما آل إليه وضع الكهرباء في ظل التقنين الحاد الذي تعيشه المناطق اللبنانية، والذي تجاوز "خطوطه الحمر" إذ وصل في بعض المناطق الى 14 ساعة في اليوم، ليعلن الناس سخطهم من الاسلوب الذي تتبعه مؤسسة كهرباء لبنان في برامج التقنين الفجائية وغير المنتظمة، في وقت تحول أصحاب مولدات الكهرباء الخاصة في المناطق الى "مؤسسة الكهرباء الجديدة".
وقال حميد خلال اتصال اجرته معه "المستقبل"، "أقولها بكل بساطة، أنا متأسف من هذا الوضع، لقد حذرت من هذه المشكلة منذ خمسة أشهر".
وأكد أن "الناس سيشكون أكثر خلال الأيام المقبلة اذا لم يتم تأمين مادتي الفيول والديزل أويل"، وحول سبب الأزمة، قال: "كنا ننتظر باخرة الديزل أويل، إلا أنها تأخرت".
وفي معلومات استقتها "المستقبل" من مصادر مختلفة، أكدت هذه المصادر احتمال وصول الباخرة خلال اليومين المقبلين.
ودخلت أمس مدينة طرابلس ومعها محافظات الشمال وعكار والبقاع في ظلام شبه كلي، و"الحبل على الجرار" بالنسبة لبقية المناطق، وفي ظل غياب أي توضيح رسمي يبقى شعار الايام المقبلة شيئاً فشيئاً نحو الظلام لكل المناطق بما فيها العاصمة بيروت ومناطق الاصطياف.
وبالتزامن مع الانقطاع الحاد الذي عاشه الشمال أول من أمس، اعلنت شركة كهرباء قاديشا في بيان أمس برنامج تقنين صارماً للتيار حيث سيتم تزويد المناطق مداورة 5 ساعات تغذية و10 ساعات قطع، الا أن مصدراً في مؤسسة الكهرباء شكك خلال اتصال مع "المستقبل" في صحة هذا البرنامج. وأكد أن مادة الديزل أويل فقدت كلياً من معملي دير عمار والزهراني، وأنه حتى هذه اللحظة لم تفرغ أي باخرة هذه المادة في المعملين.
وقال المصدر ان برنامج التقنين سيشتد، ولا يمكن التغذية بهذا الشكل، اذا لم يتم انقاذ الموقف سريعاً، ويجب أن يعالج الموضوع ولو في منتصف هذه الليلة "أمس".
و"حذر" المصدر من دنو "الليل الطويل" بدءاً من الرابع من أيلول المقبل، في حال استمرت الاوضاع على هذا النحو، ولم يتم رفد هذه المعامل بحاجاتها المطلوبة لانتاج الطاقة، ورأى أن المعدل حالياً من انتاج الطاقة هو بنسبة الثلث في جميع المناطق اللبنانية، ومن المعلوم أن الانتاج خلال الاسبوعين الماضيين لم يتخط الـ1250 ميغاواط فيما تصل الحاجة الى نحو 1600 ميغاواط.
وقال المصدر "ان معملي الزهراني ودير عمار يحتاج كل منهما يومياً الى الفي طن من مادة الديزل أويل، لكن ليس هناك "تنكة مازوت" في أي منهما". وأوضح "أن التغذية حالياً للمناطق تتم عبر استجرار الطاقة من معامل الفيول أويل في الذوق والجية والحريشة (يعمل بربع قوته التشغيلية) وبعض المعامل المائية عبر الشبكة اللبنانية للكهرباء"، وأضاف "ان الموجود حالياً في هذه المعامل هو بحدود الـ10 آلاف طن من مادة الفيول أويل وهي تكفي الى 4 أيلول المقبل اذا استمرينا ببرنامج التقنين المعمول به حالياً".
وأفاد مراسلو "المستقبل" في المناطق أن برنامج التقنين سيتم بشكل حاد وبشكل "مفاجئ" وغير منتظم، وتوزع على التالي:
ـ محافظة عكار بمعدل 14 ساعة قطع.
ـ مدينة طرابلس والمناطق المجاورة بمعدل 14 ساعة قطع.
ـ محافظة البقاع بمعدل 10 ساعات قطع.
ـ محافظتا النبطية والجنوب تقنين متفاوت في المناطق يترواح من 6 الى 8 ساعات.
ـ محافظة جبل لبنان تفاوت في التقنين من 6 الى 8 ساعات.
وقال المراسلون "ان الاهالي القادرين على الدفع يشتركون في المولدات، أما الباقون فهم ساخطون على مؤسسة الكهرباء".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.