راشد فايد

2 حزيران 2020 | 12:57

مقالات

توابل الإنفجار

توابل الإنفجار

كتب راشد فاید في "النهار"

قد تكون الإنتفاضة الثانیة انطلقت متعثرة، كما قالت "النھار" أمس، لكن الثابت أنھا انطلقت من نقطة الوجع الرئیسي لھذا الوطن: دولة برأسین، رئیس

ومرشد، وجیشین، دولتي یعطف علیھ الغرب، ومیلیشیاوي موئلھ ایران، وھو كیفما تحرك تحت وصایة القوة الناعمة لـ"حزب الله"، ولو أوصلتھ إلى الجوع

والعوز. فكل ما یجري في البلاد، منذ "اتفاق الدوحة" 2008 ،وحتى الغد، یزیدھا تقھقرا، ولا یغرنك أدوار السیاسیین المسرحیة، فھم لا یدرون ماذا

یفعلون، منذ تأبید دور الحزب بثلاثیة خشبیة كما سماھا الرئیس السابق میشال سلیمان، ھذفھا إضفاء الشرعیة على مخطط الحزب لتكریس لبنان "جزءا من

."الجمھوریة الإسلامیة

لم یعد خافیا أن مستقبل لبنان رھن بندقیة یحملھا غلام من الحزب، أقنعھ قادتھ بأن ولایة الفقیھ أعلى شأنا ومقاما وفاعلیة من أي قانون لبناني وضعي، ومن

دستور الطائف، وحتى أي دستور بدیل. والضاحیة ، وغیرھا، نموذج، حیث لم یُقمع أي إعتداء على أنظمة البناء، والمشاعات البلدیة وغیر البلدیة، وحق

الجیرة، وما إلى ذلك، من أمور في المخفر إلا إذا أجاز ذلك المرجع الدیني المحلي، بینما محاربة المخدرات لا "تمشي" إذا لم ینبھ إلى أنھا من أمائر

.الإیمان

منذ 17 تشرین الأول الفائت، والحزب یجس نبض الثورة لیرسم حدود الصدام و"التساھل" معھا. حاول في البدایة ترھیبھا، بتحریك جماعاتھ، وجماعات

حلیفھ في الثنائي الشھیر، من حي الخندق الغمیق، إلى جسر الرینغ، بحجة الذئب الذي اشتكى، وھو یقف عند رأس العین، من كون الحمل، الواقف عند

المصب، یعكر ماءه. وھكذا لم تحل مسافة كیلومتر بین الجسر والخندق دون محاولة جرھا إلى التطییف. وللرد على تعالي الثوار على الانتماءات الطائفیة

والمذھبیة، ارتفع تحریم ذكر قیادات سیاسیة بعینھا، تحدیدا السید حسن نصر الله والرئیس نبیھ بري، اللذین یعرفان أن القداسة لا تجتمع مع السیاسة، ولا

تأتلفان. لكن ھو مسمار جحا الجدید، لضرب الحركة الدیموقراطیة الواعدة. فكل شعار ترفعھ یؤدي إلى رفض بقاء سلاح خارج قرار الدولة باسم مقاومة

.باتت ذكرى، ومیلیشیا تسمى شرطة مجلس النواب

ّ مع ذلك، نذھب إلى صندوق النقد الدولي بمواصفاتنا الھزیلة: حدود مشرعة لكل تھریب ممكن، ودولة كرتونیة تدیرھا میلیشیا، أمنا وسیاسة، وحكامھا

الدستوریون ستارة لكل ما یناقض الدستور.، فیما أكثر من مئة یوم في عمر الحكومة لم تحمل سوى الفشل والروتین، فلا حل "ثوریا" لمشكلة الكھرباء،

ولاحل لمشكلة الأملاك البحریة، فیما تفتقت عبقریة الحزب ومطبلوه عن حل مدمر لما بقي للبنان من احترام العالم :الإنفتاح شرقا على الھلال الشیعي الذي

لا یجد من یطعمھ. أي، ضمنا، تجاھل قانون قیصر الأمیركي، وتناسي قول السفیرة الأمیركیة " لامساعدات من الدول المانحة إلا إذا رسمت الدولة اللبنانیة

."حداً فاصلا بینھا وبین "حزب الله

. ّ بین ما یطلبه الصندوق وما یحملھ الحزب للعھد وحكومتھ، كل "توابل" الإنفجار تنتظر

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

راشد فايد

2 حزيران 2020 12:57