وقّع وزير الطاقة والمياه أيوب حميّد، ووزير الكهرباء السوري منيب صائم الدهر، أمس في العاصمة السورية، اتفاقية عقد جديد لاستجرار الطاقة من سوريا إلى لبنان، تبلغ 150 ميغاوات، تستجر عبر محطتين، الأولى محطة دير نبوح (100 ميغاوات)، والثانية محطة عنجر (50 ميغاوات)، وحدد العقد آلية الدفع، وهي عبارة عن إعطاء سلفة مدتها شهرين ثمناً للطاقة المستجرة مع إعطاء شهر راحة لمباشرة دفع السلفة الثانية، وينص العقد على حق الجانب السوري في فسخ العقد في حال تخلف لبنان عن الدفع.
ويلحظ العقد الذي يمتد إلى 31/12/2005، إمكان تلبية حاجة لبنان من الطاقة في حال لم تكف الـ150 ميغاوات.
وكان الوزيران حميد وصائم الدهر قد عقدا أمس اجتماعاً في دمشق للجنة اللبنانية ـ السورية المشتركة للكهرباء، بحث خلاله المواضيع المشتركة، ولا سيما استكمال الربط بين المنظومتين الكهربائيتين على خط التوتر 400 ك.ف. والتي هي من ضمن مشروع الربط الكهربائي السباعي.
وعقب توقيع الاتفاقية بين البلدين، أكد صائم الدهر حرص سوريا على الاتفاقية.
ومن جهته، أكد الوزير حميد على أهمية التواصل والتعاون القائم بين البلدين، وقال إن سوريا كانت عوناً في الملمات الصعبة التي مر بها لبنان، وأضاف ان من شأن هذه الاتفاقية تأمين الاستقرار وتخفيف الأعباء وخصوصاً في مجال الكهرباء.
وكانت اللجنة المشتركة عقدت قبل توقيع الاتفاقية، سلسلة اجتماعات متواصلة بحثت خلالها آفاق وآليات التعاون على صعيد قطاع الكهرباء.
وبعد اجتماعات اللجنة المشتركة، تحدث الوزير صائم الدهر، فأكد أن العلاقات القائمة بين لبنان وسوريا في مجال التعاون الكهربائي مرضية جداً، كما أنها أثمرت تعاوناً ملحوظاً.
وعرض الوزير السوري المواضيع التي سيبحثها الاجتماع، وهي متابعة مشروع الربط الكهربائي السباعي، والذي يسير وفق برنامج زمني محدد من قبل سوريا ولبنان. وأعلن ان الأمور في هذا المجال تسير على خير ما يرام.
ونوه الوزير حميد بالتعاون القائم مع سوريا على صعيد قطاعات الري والنفط والكهرباء والثروة المعدنية، ولفت إلى أن هناك سعياً بين البلدين للوصول إلى أفضل الصيغ التكاملية في هذه المجالات، خصوصاً وأن هناك اتفاقية أخوة وتعاون مشترك ترعى علاقات البلدين.
وأكد صائم الدهر لـ"المستقبل" أن ما يتعلق بالأعمال القائمة على شبكة الـ400 ك.ف. إن الجانب السوري أنجز منها نحو 60 في المئة وهي ستستكمل بعد شهرين أو آخر العام الجاري في أبعد حد.
وأوضح أنه لمس من الجانب اللبناني تجاوباً في هذا الموضوع، وقال إن التأخير في الجانب اللبناني يعود لأسباب تقنية وفنية ومنها موضوع الاستملاكات.
وفي هذا الإطار، أكد الحايك لـ"المستقبل" أن مجلس إدارة الكهرباء رفع تقريراً إلى مجلس الوزراء حول موضوع شبكة الـ400 ك.ف. وهو جاهز للانطلاق، ريثما يصدر مجلس الوزراء قراره بهذا الشأن.
ورداً على سؤال حول مدى انعكاس قرار مجلس الأمن على المنطقة، أكد حميد ضرورة رصّ الصف الداخلي واحتضان الجميع في إطار مواجهة المرحلة المقبلة والمزيد من التعاون مع الأشقاء في سوريا، والتحرك والسعي إلى تغيير بعض القناعات عند البعض وبالتأكيد قرار مجلس الأمن الأخير.
ومن جهته، استغرب الوزير صائم الدهر القرار وقال "ان مجلس الأمن هو الذي يدعو إلى إقامة علاقات دولية ودية"، وأكد أن المسيرة قائمة بين لبنان وسوريا والقيادات السياسية في كلا البلدين تعي حاجة الشعبين في لبنان وسوريا.
وبعد اجتماعات اللجنة المشتركة زار الوزيران حميد وصائم الدهر رئيس الحكومة السورية محمد ناجي عطري، وبحثوا في مجمل العلاقات بين البلدين.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.