8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

أنهار حجازي: التكلفة مليونا دولار ومن أهدافه إنشاء المشاريع الصغيرة وخلق فرص العمل

ما العلاقة بين الطاقة والريف، وأي أثر يمكن أن تتركه الطاقة في التنمية الريفية؟
يتبين أن النقص في امدادات الطاقة والمياه، من أهم التحديات التي تواجه تنمية المناطق الريفية والنائية، إذ تعمل الطاقة على توفير البدائل العصرية لمقتضيات التنمية على حساب الوسائل البدائية، التي باتت عائقاً أمام النمو السريع وتحسين القدرات الاقتصادية للريف، لاسيما في البلدان النامية ومنها الدول العربية.
وإذ كان لبنان أسرع من كثير من البلدان العربية في التقاط تلك الاشارات، والتنبه الى القيمة العالية لمردود امداد أريافه بالطاقة، فإن الحاجات مع انفتاح الأسواق بعضها على بعض، تبدو متطلبة بوتيرة أسرع مع كل إشراقة شمس لا تُلبى فيها ولو أجزاء بسيطة من هذه الحاجات.
من هنا، تعنى اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا) بحل المشاكل التي تعوق التنمية في المناطق الريفية والنائية، حيث تمثل تلك المناطق ما يربو على 40 في المئة من مجمل السكان، في منطقة تعاني قصوراً في الموارد يؤدي الى تدهور مقومات التنمية فيها، خاصة تلك اللازمة لتطوير إمكانات التعليم والصحة وتطوير أوضاع المرأة.
وانطلاقاً مما تتضمنه أهداف "اسكوا" في مجال تعزيز إمدادات الطاقة الى المناطق النائية، التي يصعب ايصال إمدادات الوقود التقليدي او الطاقة الكهربائية اليها، عبر الشكبات القائمة لتزويدها بإمكانات التنمية، وإزاء تطور تقنيات الطاقة المتجددة ووصولها الى حيز الاستخدام التطبيقي، مع إمكانات ميسرة لتحقيق اقتصاديات هذا التطبيق خاصة في المناطق النائية، وفي ضوء برنامج العمل الصادر عن مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة، فضلاً عن الأهداف الانمائية الواردة في إعلان الأمم المتحدة بشأن الألفية، تتبنى "اسكوا" مشروعاً "لنشر تطبيقات الطاقة المتجددة لمكافحة الفقر في المناطق الريفية والنائية في دول اسكوا" والغاية منه دعم إمكانات التنمية المستدامة في المناطق الريفية والنائية.
وتقدر التكلفة الاجمالية المطلوبة لتنفيذ هذا المشروع الذي يمتد 4 سنوات نحو 2.1 مليوني دولار.
"المستقبل" تلقي الضوء على هذا المشروع الذي يهتم بأرياف بلدان "اسكوا" ومن ضمنها طبعاً لبنان، في حوار مع رئيسة مجموعة عمل الطاقة ـ شعبة التنمية المستدامة والانتاجية في "اسكوا" الدكتورة أنهار حجازي، عن أهداف المشروع.
وفي ما يأتي نص الحوار:
* * *
ما هي أهداف المشروع؟
ـ يستهدف المشروع بناء القدرات الوطنية في مجال الطاقة المتجددة، ونشر تطبيقاتها، خاصة في المناطق الريفية والنائية، باعتبارها وسيلة لتزويد هذه المناطق بمقومات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الفقر، فضلاً عن تخفيف العبء عن النساء وذلك من خلال:
ـ تأمين خدمات محلية في مجال الطاقة في المناطق الفقيرة، تسهم في تحسين إمكانات الانتاج وخدمات الصحة والتعليم.
ـ زيادة المصادر المحلية والنظيفة للطاقة، وتحسين فرص المرأة في التنمية ورفع المعاناة عنها.
ـ الحفاظ على البيئة من خلال تقليص استخدام المصادر الملوثة للطاقة والتحول الى استخدام المصادر النظيفة.
ـ إتاحة الفرصة للقطاع الخاص لإنشاء مشاريع صغيرة في هذا المجال، وذلك من خلال حملات التوعية لتعزيز المعرفة في أوساط العمل الخاصة بالإمكانات العملية لاستخدام تقنيات الطاقة المتجددة وبفرص الاستثمار المتاحة في مجال الطاقة المتجددة.
ـ بناء القدرات المحلية والوطنية في مجالات انتاج معدات الطاقة المتجددة وتركيبها وتشغيلها.
ـ خلق فرص عمل للعمالة المحلية من خلال تعزيز أنشطة التدريب على تسويق المعدات وتركيبها وتشغيلها وصيانتها.
ما هي أنشطة المشروع؟
ـ تندرج أنشطة المشروع في أربعة محاور أساسية، وتتنوع الأنشطة الفرعية في كل محور حسب متطلبات تحقيق الأهداف المرجوة. وفيما يلي المحاور الأساسية:
ـ (أ) دراسات احصائية لتقدير إمكانات التطبيق وحجم الطلب على التطبيقات المختلفة للطاقة المتجددة في المواقع المختلفة بين دول المنطقة.
ـ (ب) برنامج اقليمي لنشر الوعي بتطبيقات الطاقة المتجددة وإمكانات استخدامها لتوفير إمدادات الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.
ـ (ج) برنامج لبناء القدرات المحلية والوطنية اللازمة لدعم انتشار الطاقة المتجددة، مع إنشاء صناعات صغيرة وشركات خدمات لمعداتها في المجالات المختلفة.
ـ (د) تنفيذ عدد من مشاريع البيان العملي في الريف اليمني بوصفه نموذجاً للمناطق المستهدفة.
ما هي فترة التنفيذ والميزانية المطلوبة؟
ـ تمتد فترة تنفيذ المشروع على أربع سنوات (2002 ـ 2005)، وتقدر الميزانية الاجمالية المطلوبة لتنفيذه بنحو 2.1 مليوني دولار. وتسعى "اسكوا" لتأمينها من خلال تنفيذ بعض الأنشطة بالارتباط مع الأنشطة الممولة من البرنامج الاعتيادي في "اسكوا" فضلاً عن مساهمات الجهات المانحة وبرامج التعاون الدولي المختلفة. وقد حصلت "اسكوا" بالفعل على موافقة مبدئية بالمشاركة في التمويل من بعض هذه المنظمات ومنها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وصندوق "أوبك" للتنمية العالمية، كما تتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" في سبيل تنفيذ المشروع. وحرصاً على الإسراع ببدء أنشطة المشروع، فقد خصصت "اسكوا" ميزانية مبدئية للمشروع من الصندوق الائتماني في "اسكوا" للبدء ببرنامج بناء القدرات الوطنية في مجالات الطاقة المختلفة، كما تقدر المساهمات المطلوبة من الدول الأعضاء بنحو 220 الف دولار، تتضمن الالتزامات المحلية لتنفيذ الأنشطة والخدمات المختلفة التي تطلبها الدول الأعضاء، اضافة الى 40 الف دولار يتحملها المستهلك النهائي.
التنفيذ والخطط المستقبلية لأنشطة المشروع؟
ـ قامت "اسكوا" بتنفيذ بعض أنشطة المشروع وخاصة تلك المتعلقة ببرامج بناء القدرات المحلية والوطنية، وأنجزت دورتين تدريبيتين متخصصتين في مجال طاقة الرياح، وذلك بالتعاون مع هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بجمهورية مصر العربية. وقد استفاد من الدورتين أكثر من 30 فنياً من الدول الأعضاء في "اسكوا" خاصة الأردن، ولبنان، وسوريا، وفلسطين، واليمن والسعودية. ويساهم بعض من دُربوا الآن في تطوير البرامج الهادفة الى إنشاء وتشغيل محطات لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح في دولهم.
وفي إطار برنامج بناء القدرات الوطنية في مجال الطاقة المتجددة، تعد "اسكوا" الآن وبالتعاون مع المكتب الاقليمي لـ"اليونسكو" لعقد دورة تدريبية متخصصة اخرى في مجال الكهرباء الشمسية في أيلول المقبل، وتعتزم تنظيمها في مدينة حلب بالتعاون مع المكتب الاقليمي في القاهرة بالتنسيق مع مركز الدراسات والبحوث العلمية في مدينة حلب. كما وضعت "اسكوا" قيد التخطيط عدداً من الفاعليات الاخرى التي تصب في تحقيق أهداف وأنشطة المشروع، بما يحقق الفائدة المرجوة لدول المنطقة، والتي ستقوم بتنفيذها تباعاً بالتعاون مع الجهات الوطنية والمبادرات الدولية ذات الصلة بأهداف المشروع.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00