عشية وصول مشروع قانون خطة الكهرباء التي أقرتها الحكومة، الى اللجان النيابية المشتركة لمناقشتها، وفي ظل التشبيح العوني على جبهات عدة، بدءاً من خطة الكهرباء مروراً بالهجوم الحاقد والمبتذل للعم والصهر على الطائفة السنية والحريرية السياسية ووصولاً الى مهاجمة الرئيس نجيب ميقاتي، أطلق عضو كتلة المستقبل النيابية غازي يوسف، سلسلة من المواقف ستشكل مادة دسمة للنقاش، لا سيما في ما يتعلق بخطة الكهرباء التي يراد لها أن تكون كلمة حق لكن المراد منها باطل، خصوصاً وأنً هناك فارقاً في التكاليف يصل الى نحو 280 مليون دولار لا نعرف كيف وضعت والى أين ستذهب، كما أوضح النائب يوسف.
وقال النائب يوسف في اتصال مع المستقبل، إن وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون يلزمهما طبيب نفسي للتحرر من عقدة الحريرية السياسية، خصوصاً وأن كلاً منهما يقوم بشن الحملات على الحريرية السياسية، وهذه باتت عقدة لديهما يجب أن تعالج نفسياً.
وفي ما خص موضوع الكهرباء، ردّ يوسف على كلام باسيل الأخير الى تلفزيون الـأم.تي.في من أنه حقق إنجازاً بإقرار حكومة نجيب ميقاتي لموضوع خطة الكهرباء، التي ستبدأ مناقشتها في اللجان النيابية المشتركة اليوم، وقال إن ما يعتبره باسيل إنجازاً نحن لا نعتبره كذلك، لأسباب عدة، منها:
ان الجميع يعرف أن مشكلة قطاع الكهرباء في لبنان، تتعلق بمسألة ضعف الانتاج مقابل زيادة الطلب، وهذا يتحقق من ضمن تقنية عالية ومن ضمن مشروع متكامل، دون أن نتحمل تكاليف إضافية، وهذا ما لا تحققه الخطة بالطرق التي يعتمدها باسيل.
ولفتني خلال المقابلة التلفزيونية، حديث باسيل عن قدراته وشفافيته، وخصوصاً عندما تحدث عن تلزيم خزانات الوقود في الشمال، التي تقدمت اليها 6 شركات في 26 شباط (فبراير) الماضي.
وسخر يوسف من شفافية الـباسيل التي أدت الى الغاء المناقصة في 6 الشهر الجاري، موضحا أن الشركات الـ6 التي تقدمت الى المناقصة المذكورة، رفض منها اثنتان الأولى تم رفضها بسبب ملفها المالي، والثانية بسبب أوراقها الثبوتية المصورة لكنها رسمية، وهناك شركة ثالثة كان لديها تحفظات بسبب دفتر الشروط فانسحبت، وحصرت المنافسة بين الشركات الثلاث، ومنها الشركة التي فازت فيها شركة نزار يونس بيوتك والتي تطابق وضعها مع دفتر الشروط والأسعار المطلوبة، وكلام الوزير من أنه ألغى المناقصة ليوحي بأنه رغم التقارب السياسي مع يونس فقد ألغى المناقصة، ما هو إلا ذر رماد في العيون، لأنّ الحقيقة في مكان آخر، وهو ما لم يقله باسيل.
وأشار يوسف الى أنه كانت هناك شركة إي أس جي وهي إيرانية ولديها شريك لبناني من آل الزاخم، وباسيل هو لا يستطيع أن يغضب حلفاؤه فألغى المناقصة ليوحي بالشفافية، وعلى هذا الأساس نسأل كيف ستكون المناقصات في مشاريع الكهرباء؟.
اضاف يوسف: أما الأمر الآخر اللافت في كلام باسيل، فهو اعتباره أن المهلة التي أعطاه إياها مجلس الوزراء بالنسبة لتشكيل الهيئة الناظمة، ما هي إلا عملية حث، بمعنى أنها ليست فرضاً كما يراها، وهذا استخفاف بقرارات الحكومة، بمعنى أنه إذا لم تشكل فهو ماضٍ في تنفيذ الخطة دون الالتفات الى هذا الأمر، وهو ما يكمل مسيرة الاستهزاء التي بدأها باسيل.
-هناك أمور تتعلق بمسألة مشاريع القوانين وموافقة الحكومة عليها وعلى دفتر الشروط وكلها أمور لا يجب الاستخفاف بها، وكذلك مسألة التمويل بـ1،2 مليار دولار، فهو بامكانه أن يأخذ الآن هذا المبلغ لأن القرار ليس واضحاً لجهة عملية ايجاد مصادر التمويل، ونحن نخشى من أن يضع دفتر شروط لا يتلاءم مع الشروط التي تقبل فيها الصناديق أو الدول المانحة للدخول في عملية التمويل، وهو ما يجعل التمويل داخلياً، فلماذا يعتبر أنه بامكانه السير بدون هيئة منظمة للقطاع، التي يجب أن تشكل من الآن الى ثلاثة أشهر، أفلا يجدر أن نؤخر تنفيذ الخطة المذكورة 3 أشهر، لتكون العملية سليمة وحتى يكون دفتر الشروط متلائماً مع شروط التمويل من قبل الصناديق؟!.
وتابع يوسف: أمرٌ آخر بالغ الأهمية، وهو التكلفة المرتفعة لانتاج 700 ميغاوات ب850 مليون دولار، ويقول إن تكلفة إنشاء معمل لانتاج 450 ميغاوات في الشمال بطريقة COMBINE CYCLE، وهذا أمر لافت، أولاً لأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري عندما أنشأ معمل دير عمار في العام 1994 لانتاج نفس القدرة أي 450 ميغاوات وكانت التكلفة آنذاك هي 400 مليون دولار، إلا أنّ الرئيس الشهيد كان يعلم مدى التطور للطلب فأمر بانشاء بنى تحتية تهيئة للتوسعة وزيادة قدرة الانتاج، وبامكانها استيعاب المعمل الجديد مع وفر لا يقل عن 100 مليون دولار، فلماذا 450 مليون دولار؟.
ـ تقول الخطة التي قدمها، إنه سيأتي بمولدات لانتاج 260 ميغاوات بتكلفة لا تقل عن 550 مليون دولار، أليس المبلغ مرتفعاً؟، فهذا المبلغ يخولنا شراء ما لا يقل عن 500 ميغاوات، وهذا استهزاء لأن التكلفة يجب ألا تكون مرتفعة الى هذا الحد.
ومن المعروف أنه ووفقاً للسوق العالمية أن تكلفة كل ميغاوات تساوي 800 ألف دولار، فلماذا ستكون 1،2 مليون دولار، هناك فارق هو 400 ألف دولار في انتاج كل ميغاوات، المضحك أن هناك 280 مليون دولار لا نعرف كيف أتوا بها الى الخطة ولا أين ستذهب؟!.
وقال إن كتلة المستقبل وقوى 14 آذار سيكون لها موقف حاسم خلال جلسات اللجان المشتركة، وفي مقدمها سنسأل عن الالتزام بالضوابط التي سبق وقدمناها ولم يؤخذ بها، ومن مسألة التمويل، تشكيل الهيئة المنظمة للقطاع، الضوابط والإدارة، وسنؤكد أن مجلس الوزراء ليس للاطلاع كما يريد باسيل بل هو للموافقة.
وفي الشأن السياسي، استهجن يوسف الكلام التجريحي والمذهبي للنائب ميشال عون. إلا انه لم يستغرب هذا الخطاب باعتباره وحدة من العناصر التي تشكل منهجية لديه في أسلوب الخطاب، القائم على التجريح وعدم قبول الآخر، وهو يعتبر ان أفكاره هي دائماً صحيحة وكل رأي مخالف ليس صحيحاً. وقال بماذا يهدد الرئيس نجيب ميقاتي؟، العمليةهي في الحقيقة عملية هجوم مبرمج ضد ميقاتي، ففي المرة الأولى وضعوا مقايضة إما إقرار خطة الكهرباء أو تطيير الحكومة، واليوم هدف الهجوم إما إلغاء مسألة تمويل المحكمة الدولية أو الحكومة، وهكذا درج عون عند كل استحقاق، ولا نستغرب هجومه وهو جاد.
أمّا بشأن عاصفة التصريحات حول كلام رئيس كتلة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، الذي رفض فيه ارتباط مصير لبنان بتحرير مزارع شبعاً، والذي استدعى في المقابل سيلاً من التصريحات المعنّفة، لا سيما من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد. فقد ثمّن يوسف كلام جنبلاط وموقفه، وقال إن مواقف النائب جنبلاط واضحة لجهة تموضع لبنان في شرق أوسط جديد، وهو يعتبر أن ليس مصلحتنا التموضع كأقليات في لبنان إزاء ما يراد لنا في الشرق الأوسط الجديد، فليس هناك أي أقلية في لبنان، ونحن لا نريد أن ننفصل عن بعضنا البعض، وعلينا أن نبقى موحدين إزاء أي تطورات أو أزمات.
أما بخصوص تصريحات البطريرك بشارة بطرس الراعي الباريسية وما أعقبها من توضيحات وردود فعل، اعتبر يوسف أن تفهمه لكلام البطريرك الراعي رغم أني لا أوافق معه، ورأيه لا يمثل مصلحة لبنان. وقال: يجب ألا ننسى أن البطريرك يمثل الموارنة في لبنان وسائر المشرق، وربما هو نقل هواجس الأقليات في البلدان التي تشهد الآن تغيرات سياسية وما تتعرض له، إلا أن هذا الكلام لا يمكن أن يصح في لبنان لأن الجميع هنا أقليات، ولا طائفة على مر التاريخ اللبناني أذابت فيها طائفة أخرى، بل إن قوة لبنان هي في تنوعه وتعدديته واللحمة الموجودة بين طوائفه ومذاهبه وثقافاته المتعددة، هي ميزة لبنان.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.