8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة خلافاً للتوقعات تحرز 8 مليارات دولار استثماراً في 6 سنوات

في سباق مع زمن التحول الاقتصادي العالمي، وفي مناخ المنافسة المحمومة بين دول المشرق قفزت المملكة الأردنية الهاشمية قفزة بنجاح منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، التي أنشأت قبل 6 أعوام، بجذب استثمار قيمته 8 مليارات دولار في مشاريع منوعة، أي 133% وهو أمر قلب توقع سلطة المنطقة التي كانت تتوقع استقطاب استثمار قيمته 6 مليارات دولار في العام 2020.
فتحت عنوان: لننثر الرمال ذهبا، احتفلت سلطة منطقة العقبة أول من أمس الخميس، إلى وقت متأخر من الليل بمرور 6 أعوام منذ إعلان العقبة منطقة اقتصادية خاصة، بحضور كبار رجال الدولة، وأكثر من 200 صحافي أجنبي وعربي وأصحاب مشاريع الاستثمار ومديريها من مختلف الدول العربية والأجنبية وممثلي المجتمع المحلي في العقبة.
وللمناسبة نظمت سلطة العقبة سلسلة جولات وزيارات ميدانية لمواقع أهم مشاريع الاستثمار والتطوير القائمة وتلك التي قيد التنفيذ في المنطقة، لإتاحة المجال ليتعرف المشاركون من كثب على ما أنجز في العقبة في مختلف المجالات.
وعقد رئيس مجلس مفوضي السلطة نادر الذهبي مؤتمرا صحافيا شرح فيه تفصيلا فلسفة منطقة العقبة وانطلاقها والأسس التي استندت إليها لإنجاز سلسلة المنجزات خلال مسيرتها منذ العام 2001.
وتناول الذهبي الخطة المتكاملة لتحويل العقبة منطقة اقتصادية خاصة، لتكون مركزا تجاريا على مستوى عالمي، فترفع مستوى عيش المواطنين. ولفت إلى أن هذا المشروع "رؤية ملكية تنفذ بأيدي أردنية"، إذ بدأت مع مصادقة الملك عبد الله الثاني على الخطة في نيسان 2000، وإعلان العقبة منطقة اقتصادية خاصة العام 2001، لتطوير قطاعات اقتصادية متعددة وهي متحررة ومنخفضة الضرائب، وكذلك معفاة من الرسوم والجمارك، وأوضح أن خطة وضعت لبلوغ أهداف منها استقطاب الاستثمار واستحداث نحو 70 ألف فرصة عمل، وذلك في نهاية العام 2020. ولفت إلى أن الخطة اختارت 3 أوجه نشاط أساسية بنسب متفاوتة، إذ أولت السياحة الجزء الأكبر، وخصصت لها 50%، تلتها الخدمات بنسبة 30%، والنسبة الباقية للصناعة وهي 20%.
وقال الذهبي إن العقبة اختيرت منطقة اقتصادية، لكونها تقع بين 3 دول و3 قارات. وذكر مرافق البنية التحتية الحديثة فيها، وأهمها مطار الملك الحسين الدولي، وموانئ العقبة المتعددة (حاويات وإسمنت ونفط وصناعة) والميناء الأساسي، وشبكة الطرق الحديثة التي تربط المملكة الأردنية بالدول المجاورة، وشبكة السكك الحديد. وتحدث الذهبي عن مشاريع السياحة في العقبة، ومنها مشروع خليج "تالا" على مساحة 2700 دونما ونادي الغوص الملكي والمنتزه البحري والحمامات التونسية و3 مراكز تسوق وبوابة العقبة (مطاعم ومقاه وصالة عرض سينما ثلاثية الأبعاد) ومشروع أيلة بلازا وتأهيل قرى وادي الرم وفندق إنتركونتننتال ومشروع المخازن العمومية الكويتية وتنوال، كذلك المشاريع التي قيد التنفيذ: مشروع واحة أيلة وسرايا العقبة وحي الكرامة ومختبر الغذاء والبيئة ومشروع فنادق كمبنسكي والكابتن وهوليداي إن ومنتجع البحر الأحمر ومشروع الأميرة هيا ومشروع هورايزن أو مدينة العقبة الجديدة. وذكر الذهبي أيضا نشاط التطوير في شركة تطوير العقبة.
وأشار رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي في شركة تطوير العقبة، عماد فاخوري، إلى فرص الاستثمار والدور الذي تلعبه الشركة بصفتها ذراع تطوير المنطقة. إذ تعمل الشركة لتسريع تنفيذ الخطة الشمولية لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتحول العقبة إلى مركز رائد للأعمال، وواجهة سياحية على البحر الأحمر. كذلك تطرق إلى مشروع نقل مرافق الميناء الأساسي إلى موقع المجمع الصناعي في المنطقة الجنوبية، كأحد أبرز المشاريع التي يتوقع البدء بتنفيذها قبيل الفصل الثاني من العام الجاري. وسيطرح عطاء دولي قيمة فوق 3 مليارات دولار أميركي، لنقل مرافق الميناء 20 كيلومترا إلى الجنوب، ليتاح بعدئذ تطوير منطقة الساحل التي ستخلى بمشاريع سكن و تجارة و سياحة.
كذلك عرض فاخوري عرضا الخطة التي تعمل بها الشركة وتعتمد على تأسيس بنى تحتية وفوقية جيدة، وتوسيع البنى التحتية والفوقية الموجودة، وإيجاد عوامل تمكين الأعمال لمنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، من خلال الاستثمار في التعليم وعوامل التمكين الأخرى للأعمال، وأشار إلى أن العمل جار للبدء بمشاريع الاستثمار الجديدة في مجال النقل والسياحة وقطاعات الخدمات، ضمن الشراكة مع شركات التشغيل والمستثمرين الدوليين بتعظيم مشاركة القطاع الخاص.
وتحدث مفوض شؤون تنمية الاقتصاد والاستثمار صالح الكيلاني عن بيئة الاستثمار في المنطقة والميزات التي توفرها السلطة للمستثمرين. كذلك عرض أهداف السلطة وسعيها في مد المستثمر بالدعم والمساندة السريعة والفعالة، بنافذة استثمارية واحدة خاصة بالمستثمرين توفر جميع أنواع الخدمات وتلبي الحاجة على صعيد الأعمال، بفضل الخطوات المبسطة لتسجيل النشاط الاقتصادي والترخيص له.
وردا على سؤال عن حوافز المنافسة التي توفرها منطقة العقبة، مقارنة مع المناطق الاقتصادية الناشئة والمزمع إنشاؤها في المنطقة، قال الذهبي إن العقبة تتميز بسهولة اتخاذ القرار، وكذلك بقانون الإعفاء الجمركي، وعدم تقاضي ضريبة مبيعات. وأشار إلى قانون النافذة الاستثمارية. ورفع الذهبي سقف توقعه للاستثمار حتى العام 2020 إلى نحو 12 مليار دولار. وقال إن ذلك يتطلب إعادة تموضع خطة المنطقة الاقتصادية. وأشار أيضا إلى أن العقبة أحرزت نموا منذ إنشائها حتى اليوم، بلغت نسبته 13%.
ويجدر ذكر أن التزام سلطة المنطقة رفع مستوى عيش مجتمع العقبة المحلي، ورفده بكل ما شأنه أن يطور قدرتهم، ما هو إلا دليل على إيمان السلطة بأن أسباب النجاح مرهونة برفع كفاية أبناء المنطقة وقدرتهم. ولهذا أنشأت السلطة مشروعي الكرامة والشامية السكنيين، وأعلنت بادرة تبني القطاع الخاص المدارس الحكومية، وبرنامج بناء قدرة المنظمات غير الحكومية الشريكة في برامج تنمية المجتمع المحلي، وتنفيذ مجموعة من مشاريع التنمية الرائدة الرامية إلى تعزيز قدرة المجتمعات المحلية وزيادة دخل الأسرة وتوعية المجتمع وتكاتف جهود التنمية في المنطقة.
وعملت السلطة للتعريف بمنطقة العقبة الخاصة، والترويج لها في السنوات الست الماضية بحملات التسويق في مختلف دول العالم، وبالتعاون مع أهم المستثمرين والمطورين وأبرزهم وقد أسهمت إسهاما ملموسا في استقطاب مشاريع تطوير و استثمار.
ويشار إلى أن شركة تطوير العقبة تمتلك أصولا إستراتيجية، تتضمن موانئ العقبة، جوا وبحرا، ومجموعة أراضي إستراتيجية، وحقوق الإدارة والتطوير في قطاعات أساسية ضمن اقتصاد المنطقة.
ومن أبرز المشاريع التي زارها المدعوون خلال الجولة الميدانية التي نظمتها السلطة للصحافيين، مشروع سرايا العقبة ومشروع واحة أيلة ومشروع الكرامة الإسكاني ومنتجع البحر الأحمر و مشروع خليج تالا، الذي شارف على الانتهاء، وبيعت المرحلة الأولى والثانية والثالثة منه وشركة "أجيليتي لوجستكس" وميناء الحاويات ومطار الملك حسين الدولي وفندق كمبنسكي.
هذا وقد اختتم اليوم الثاني بعشاء تكريم رعته شركة تطوير العقبة، تقديراً من أسرة السلطة لكل من أسهم في دعم مسيرة الإنجاز في المنطقة. وألقى صالح كيلاني والمهندس عماد فاخوري كلمتي شكر وترحيب بالضيوف.
واستكمل اليوم الثالث من الاحتفال بجولة ميدانية للإعلاميين والصحافيين إلى موقع مشروع فندق كمبنسكي ومطار الملك حسين الدولي، كذلك نظمت السلطة جولة سياحية وغداء في وادي الرم للضيوف.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00