في سعيها الدؤوب لتحقيق حلمها بإنشاء 7500 غرفة فندقية بحلول العام 2012، تسعى سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الى تجديد خطتها الاستراتيجية، لإضافة المزيد من الاستثمارات في منطقة المثلث الذهبي في هذه المنطقة، بعد أن قلب الواقع توقعاتها في تحقيق 8 مليارات دولار خلال 6 سنوات من إنشائها، بدلاً من 6 مليارات دولار كما كان متوقعاً في العام 2020، وهو الأمر الذي دعا السلطة الى إعادة برمجة خطتها لتحقيق 12 مليار دولار في 2020.
إذاً المملكة الأردنية الهاشمية، تسير قدماً لوضع منطقة العقبة الاقتصادية على خارطة مواقع المناطق الاقتصادية بين دول الشرق الأوسط، ولهذه الغاية فإن حوافز تشجيع الاستثمار في العقبة، يمكن تبيان آثارها من خلال حجم تدفق الاستثمار اليها، وتنامي ورش العمل التي لا تهدأ وتستعجل اليوم قبل الغد، ويكفي النظر الى مشروع سرايا العقبة، الذي يعد من أسرع الورش القائمة الآن، ليدرك المرء أن المعجزة قابلة للتحقق، وأن الرمال يمكن تحويلها الى ذهب.
ويعد مشروع سرايا العقبة، الثمرة الأولى لشركة سرايا القابضة المحدودة، التي تأسست عام 2005، ويمتلك غالبية أسهمها رئيس مجلس إدارتها النائب سعد الحريري.
ويتمركز مشروع سرايا العقبة في الطرف الغربي من مدينة العقبة، ويقام حول بحيرة اصطناعية، وسيتم الانتهاء منه في العام 2009، ليوسع الواجهة البحرية لخليج العقبة بمقدار 1.5 كيلومتر.
ويقول نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة سرايا القابضة المحدودة عن المشروع علي قولاغاصي "يوفر مشروع سرايا العقبة لسكانه وزواره شتى وسائل الراحة والرفاهية. فالمشروع يقع في موقع مركزي حيوي في مدينة العقبة، ليخلق وسطاً جديداً ذا طابع معماري عربي أصيل. ووقع اختيارنا أيضاً على أفضل الشركات حول العالم ليكونوا شركاء لنا في تطوير هذا المنتجع الفريد من نوعه يضاهي أرقى الوجهات السياحية العالمية، وليصبح وجهةً مثاليةً لرجال الأعمال، والسياح والسكان على حد سواء".
ويقول مدير برنامج سرايا العقبة هشام جارودي لـ"المستقبل"، إن شركة سعودي أوجيه قد أنجزت نحو 75% من البنية التحتية للمشروع، فيما تم الانتهاء من بعض الأقسام، ويوضح أن شركة سعودي أوجيه المحدودة هي المتعاقد التنفيذي للمشروع، وقد وضعت كل إمكاناتها وخبراتها في مجال التطوير العقاري وتحقيق الفرص ذات الجدوى الاقتصادية والتجارية.
ويضيف قائلاً "نحن في سباق مع الوقت، خصوصاً أن موعد تسليم المشروع ككل هو أواخر العام 2009".
وإذ ينوه جارودي بالجهود المبذولة من سلطة العقبة لجذب الاستثمارات الى هذه المنطقة، يلفت الى الحوافز التشجيعية في هذا السياق، ويؤكد أن العقبة ضرائبها أقل مما هي عليه في عمان، ويشير الى أن المشروع سيوظف نحو 7 آلاف عامل وموظف، بعد الانتهاء منه.
وانطلاقاً من الأهمية المعطاة من قبل سلطة العقبة لسرايا العقبة وغيره من المشاريع الأخرى، فإن المشروع يشمل تطوير مخطط رئيسي يتألف من نحو 617 ألف متر مربع تقريباً (دون احتساب أرض فندق الراديسون ساس سابقاً)، وهو يضم أماكن مخصصة بالتسوق، والطعام، والترفيه، ومنشآت سكنية، ونشاطات ثقافية تأتي جميعها على طراز مدينة قديمة، وتقدر تكلفة المشروع بنحو 995.7 مليون دولار، فيما تقدر تكلفة البناء بنحو 700 مليون دولار.
يتألف المشروع من ستة فنادق من فئة خمس نجوم، وستقوم شركة "جميرا"، المتخصصة في مجال الضيافة والمنشآت الفخمة بتشغيل ثلاثةٍ من هذه الفنادق وتشغيل الحديقة المائية في هذا المشروع الضخم بالإضافة إلى إدارة الجراند فلل والفلل. بينما تقوم شركة فنادق ومنتجعات "ستاروود العالمية" بتشغيل ثلاثة فنادق أخرى في المشروع.
وبالإضافة إلى هذه الفنادق والحديقة المائية، يحتوي المشروع على العديد من المنشآت السكنية المتنوعة، ومركز للمؤتمرات، وسوق ذات طابع قديم. وقد تم تطوير مشروع سرايا العقبة لتلبية رغبات سكان العقبة، والزوار ورجال الأعمال الأردنيين والأجانب الذين يبدون اهتماماً متزايداً بهذه المنطقة السياحية.
يذكر أن شركاء سرايا المؤسسين لهذا المشروع، هم مؤسسة الضمان الاجتماعي والبنك العربي وشركة تطوير العقبة بالإضافة الى عدد آخر من المستثمرين من الشركات والأفراد.
ولتحقيق أعلى معايير الجودة في بناء وتنفيذ مشروع سرايا العقبة، فقد تم الاعتماد الحصري لشركة "سعودي أوجيه"، ذات الخبرة الكبيرة في تنفيذ المشاريع الضخمة وفقاً لأحدث وأرقى تكنولوجيا هندسة الإنشاء.
وتسعى سرايا العقبة بطريقة متواصلة إلى الحفاظ على البيئة الطبيعية في مدينة العقبة. وتأكيداً على ذلك، فقد قامت بإطلاق أسماء مستوحاة من الطبيعة على المناطق السكنية في مشروعها والتي جاءت نسبةً إلى أكثر الطيور انتشاراً في المنطقة، مثل "جراند فلل الحسون"، فلل "البلبل" و"الحجل"، وشقق "الخضري" و"الكروان".
وأعدت التصاميم الداخلية للوحدات السكنية في سرايا العقبة من قبل شركة "كي سي أي" العالمية المعروفة بعراقتها وتصاميمها المراعية لثقافات وأساليب حياة الشعوب المختلفة، وهي تلعب الآن دوراً أساسياً في إيجاد الرونق الخاص بالوحدات السكنية في المشروع المذكور.
وستقوم شركتا "جميرا" و"ستاروود" بتشغيل فنادق المشروع وفق أعلى معايير الضيافة العالمية، وتلبية جميع رغبات زوارها، وهنا تتولى "جميرا" تشغيل اثنين من هذه الفنادق الأربعة وفندق بوتيك، بالإضافة إلى تشغيل الحديقة المائية، جالبةً معها خبرتها الكبيرة أيضاً في إدارة الجراند فلل والفلل حيث ستعمل على منح سكانها أرقى معايير الخدمة المتميزة والراحة. وبالإضافة إلى ذلك، ستقوم شركة فنادق ومنتجعات "ستاروود" بتشغيل فندقين آخرين وفندق بوتيك.
ولتحقيق أمنيات جميع الراغبين بامتلاك منازل لهم في مشروع سرايا العقبة، فقد وقعت السرايا اتفاقية مع البنك العربي، يطلق بموجبها برنامج قروض سكنية خاص بسرايا العقبة، ومنحهم تسهيلات تمويل عديدة مناسبة لظروفهم، ولتحقيق أعلى معايير الجودة في تصميم وتنفيذ المشروع، تم الاعتماد الحصري لشركة "سعودي أوجيه"، ذات الخبرة الكبيرة في تنفيذ المشاريع الضخمة، كما اتخذت سرايا شركة "استيكو" العالمية (مقرها في دبي)، وكيلاً حصرياً لبيع الوحدات السكنية في المشروع.
يذكر أن شركة سرايا القابضة المحدودة، هي شركة تطوير عقاري تستثمر في قطاعي السياحة والسفر، تأسست عام 2005، بالتزامن مع النمو الكبير الذي يشهده قطاعا العقارات والسياحة في المنطقة، ويمتلك غالبية أسهم الشركة رئيس مجلس إدارتها النائب سعد رفيق الحريري، وتسعى سرايا إلى المساهمة في دعم نمو اقتصاد الدول التي تستثمر فيها من خلال تطوير المشاريع التي تحقق أفضل العوائد للمستثمرين وتساهم في التنمية المستدامة للمجتمعات المحلية.
كما تسعى شركة سرايا إلى التوسع في مشاريعها لتشمل جميع نواحي المنطقة، وصولاً إلى لعب دور ريادي في مجال التطوير العقاري، وتلتزم سرايا في هذا السياق بتطوير مشاريع عالية المستوى، مستندة في ذلك إلى الخبرات الواسعة التي تتمتع بها إدارتها وكوادرها، وإلى التقنيات المتطورة التي تمكنها من تقييم الفرص الاستثمارية في جميع الدول.
وتقوم شركة سرايا بتحديد وتقويم المواقع الطبيعية الغنية وغير المستثمرة لإقامة مشاريعها عليها، وذلك من خلال التعاون الإستراتيجي مع السلطات المحلية والمستثمرين، وضمن شراكات مع القطاعين العام والخاص. وتعتمد في كافة المشاريع التي تندرج تحت مظلتها أعلى المعايير والمقاييس العالمية في الحفاظ على البيئة الطبيعية مع مراعاة الثقافات المحلية بشكل خاص وترويجها، مشكلةً بذلك حافزاً قوياً لنمو وتطور اقتصاديات هذه المناطق المختارة لكي تعود عليها وعلى مجتمعاتها المحلية بالمنفعة والفائدة.
ومن خلال شركاتها الاستثمارية التابعة، أطلقت سرايا أولى مشاريعها تحت اسم مشروع "سرايا العقبة" والذي يجري إنشاؤه الآن في الأردن، كما يتم التخطيط لمشروع "سرايا البحر الميت" في الأردن الذي سيقام على بُعد 65 كيلومتراً من العاصمة الأردنية، وعلى مستوى 400 متر تحت مستوى سطح البحر.
وانطلقت سرايا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتعلن عن مشروع "جزر سرايا" في إمارة رأس الخيمة، ويمتد على مساحة إجمالية تبلغ مليونا ومئتي ألف متر مربع، بتكلفة إجمالية تبلغ نحو 1.3 مليار دولار، ويهدف المشروع إلى أيقونة تمثل تراث الملاحة البحرية في رأس الخيمة باستخدام أحدث التقنيات المعاصرة، ويكمن الهدف من وراء إنشاء المشروع المتخصص إلى استغلال المساحات الطبيعية لجزر السرايا مع توظيف جوهر تراث الملاحة البحرية الذي تتمتع به رأس الخيمة. وسيشكل المشروع بيئة يمتزج فيها التاريخ والحياة العصرية بأسلوب يبرز تجارب الحياة النابضة بعبق الماضي وبريق الحاضر.
وأضافت سرايا أخيراً محطة أخرى لها ضمن دول الخليج العربي، وتحديداً في أقصى الشرق العربي، حيث أعلن في 2006 عن "سرايا بندر جصة" في مسقط، بالتعاون مع وزارة السياحة العمانية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.