14 أيار 2020 | 13:59

منوعات

في زمن الكورونا.. وداعاً للمكاتب و "خليك (تشتغل) بالبيت"!

في زمن الكورونا.. وداعاً للمكاتب و

يبدو أن العمل من المنزل سيصبح خياراً معتمداً من الكثير من الشركات حول العالم، بعد أن برهن الحجر المنزلي، وعمل الموظفين من منازلهم، أن الذهاب إلى دوام العمل في الكثير من الوظائف ليس سوى هدراً للوقت، وإضافة أعباء مادية على الشركات من إيجار مكاتب ودفع كلفة تشغيلها.

_ تويتر: العمل عن بعد إلى الأبد

شركة ” تويتر” كانت الأولى عالمياً التي أعلنت أنها قررت السماح لموظفيها بالعمل من المنزل إلى الأبد.

فقد أعلن الرئيس التنفيذي للشركة جاك دورسي في رسالة إلكترونية وجهها إلى الموظفين، أن الدوام المنزلي الذي اعتمدته معظم الشركات في العالم لم يؤثّر في سيرورة عمل “تويتر”، وأن « الأشهر الفائتة أثبتت أنه بإمكاننا جعل ذلك ممكناً. لهذا فإن أيّاً من موظفينا ممن يسمح لهم دورهم ومهامهم للقيام بذلك، ويريدون أن يستمرّوا بالعمل من المنزل إلى الأبد، فإننا سنجعل ذلك يتحقّق».

وبحسب الشركة التي ألزمت موظفيها بالعمل من البيت منذ الثاني من آذار (مارس) الماضي، فإن من يريد منهم العودة إلى المكاتب، لن يتمكّن من ذلك قبل شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، ويأتي ذلك استكمالاً لإجراءات الوقاية من الفيروس.

لكن خطوتها بالسماح لموظفيها بالعمل من البيت حتى بعد انقضاء فترة الحجر المنزلي تطرح أسئلة عن التأثير الذي سيلقيه الوباء على أنظمة العمل في المستقبل، وعما إذا كانت دوامات العمل ستبقى على حالها في شركات ومؤسسات أخرى، خصوصاً أن بعضهم طرد عدداً كبيراً من الموظفين.

-العمل من المنزل الخيار المفضّل للموظفين

في كتابه الذي صدر عام 2013 بعنوان “Remote: Office Not Required” أو “لا داعي للمكتب” يتساءل جاسون فرايد مؤسس منصة العمل الجماعي Basecamp عن السبب الذي يجعل المكاتب ضمن آخر الأماكن التي يُفضلها الأفراد لإنجاز مهام العمل.

يقول فرايد في كتابه: عندما تسأل الموظفين اليوم عن المكان الأنسب لإنجاز مهام العمل على الشكل الأمثل، قلة منهم فقط سيذكرون المكتب، في حين سيختار الكثيرون أماكن من قبيل المقاهي، غرفهم الخاصة في المنزل، بعضهم سيفضل المطبخ على المكتب.

أما القلة ممن اختاروا المكتب، على الأغلب سيخبرونك بأنهم يميلون لإنجاز المهام في المكتب صباحًا وقبل أن يلتحق الآخرون بمكاتبهم، أو يفضلون البقاء مساءً بعد أن يفرغ المكان، أو قد يختارون الذهاب للمكتب في نهاية الأسبوع وأيام العطلة.

إذ ما بين زحام المواصلات والتأخر المتعمد أو غير المتعمد، إلى جانب تبادل أطراف الحديث بين كل دقيقة وأخرى مع الزملاء في المكتب الواحد، وعدة دقائق في تحضير كوب القهوة، فترات استراحة تتجاوز الأوقات المخصصة لها، وسلسلة اجتماعات لا تنتهي، ورنين هواتف يملأ المكان. الأمر الذي جعل من المكاتب على حد وصف المؤلف آلة هدر للوقت وتشتيت للانتباه أكثر منها أماكن للعمل وإنجاز المهام.

وبالتالي من الطبيعي ألا تكون المكاتب خيارًا ملائمًا لإنجاز مهام العمل في نظر الكثيرين عندما تكون على هذا الشكل.

_إحصائية مثيرة للاهتمام

في كل مرة تطرح فيها مسألة العمل من المنزل، تستعاد تجربة Ctrip وكالة السفر الصينية الأضخم التي تشغل نحو 16,000 موظف.

فخلال العام 2014 سمحت للبعض من موظفيها بالعمل من المنزل، ومن ثم بعد مرور فترة من الزمن على نموذج العمل الجديد هذا، قارنت مدى كفاءتهم وإنتاجيتهم بنظرائهم الذين التزموا بفترات الدوام التقليدية في المكاتب.

وقد أفادت النتائج بأن العاملين عن بعد أجروا مكالمات أكثر بمعدل 13.5% عن نظرائهم العاملين في المكاتب، وهو ما يعادل إنتاجية يوم عمل كامل على مدى أسبوع.

_تقليص النفقات وزبادة الإنتاجية

أبرز الأسباب التي ستدفع الشركات إلى تبني نموذج العمل عن بعد بعد أزمة كورونا، هو توفير تكاليف إيجارات المكاتب.

فالعمل عن بعد لا يشمل تخيفض تكلفة الإيجارات فحسب، بل أيضاً لوازم تشغيل المكاتب وفواتير خدمات التشغيل وبدل مواصلات للموظفين وخدمات تشغيل وصيانة المعدات المكتبية وهي أمور ممكن الاستغناء عنها بالعمل عن بعد.

_مزايا العمل عن بعد

إضافة إلى توفير النفقات، يوفر العمل عن بعد عدّة مزايا منها:

تعزيز الإنتاجية: إذ وجدت بعض الدراسات أنّ العمل عن بعد يحسّن إنتاجية الموظفين بنسبة 13%. و

توظيف الكفاءات العالية والنادرة: إذ يتيح اعتماد العمل عن بعد، توظيف الكفاءات من أي مكان في العالم، دون التقيّد بالمنطقة الجغرافية التي تنشط فيها الشركة.

تقليل غياب الموظفين: في حال إًصابة الموظف بوعكة صحية خفيفة، فلن يكون عليه التوقف عن العمل، إذ يمكنه أن يعمل بشكل طبيعي من منزله.

حرية الموظف: إذ يتاح للموظف حمل اللابتوب والعمل من اي مكان يرغب به، مع ما يعنيه إمكانية السفر دون اضطراره إلى طلب إجازة.

فهل ستصبح المكاتب قريباً من الماضي؟

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

14 أيار 2020 13:59