يُواجه لبنان في كواليس مجلس الأمن الدولي إتجاهاً من قبل بعض الأطراف الدولية لإضعاف دور «اليونيفيل» في جنوب لبنان، فضلاً عن تفريغ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 من مضمونه، لكنّ الديبلوماسية اللبنانية تقف بالمرصاد لهذه المحاولات المستمرّة، ومستعدّة لما سيحصل في 28 آب من كلّ عام، وتتحرّك لتعزيز ودعم «اليونيفيل»، وليس لمحاولة إضعافها أو تفريغها بأي شكل من الأشكال... فقد كشف وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي في دردشة مع الديار أنّ ثمّة طروحات من قبل الجانب الإسرائيلي وسواه لمحاولة إضعاف دور «اليونيفيل»، إلاّ أنّ مسألة التجديد للقوّة الدولية ليس مطروحاً حالياً، وعندما يحين موعد التجديد لها، سنكون مستعدّين لمواجهة هذه المحاولات.
وعن اتهام مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي بأنّها تتعاون في الإتصالات الجارية في نيويورك لإدخال تعديلات على مهمّة «اليونيفيل» في جنوب لبنان، قال انّ «رمي التهم بحقّ سفير معيّن، والقول انّه شارك في اجتماع مع الأميركيين أو عقد اجتماعاً مع بعض الجهات لتفريغ قرار مجلس الأمن والتجديد لليونيفيل مستقبلاً، على ما ورد في الأخبار، هو كلام مرفوض، لم ولن يحصل. علماً بأنّنا لم نسمع بها سوى من مصدر واحد، مع احترامنا لكلّ المصادر السياسية. ومن غير الجائز بالتالي المسّ بالكرامة الوطنية والسياسية والشخصية لأي سفير أو ديبلوماسي، لأنّ كرامته من كرامة مؤسسة وزارة الخارجية». وأضاف: «من يملك الإثباتات فليقدّم لنا الوثيقة عن أنّ السفيرة مدللي تُناقش في مثل هذا الموضوع. من أين أتى بالمعلومات حول تفريغ قرار مجلس الأمن 1701 من مضامينه؟ نحن نحقّق في كلّ أمر عندما تأتينا مادة للتحقيق، أمّا البناء على مواقف فقط، فأتمنّى ممّن يوجّهون الإتهامات أن يعطونا القرائن الموجودة بين أيديهم للتحقيق فيها. أمّا الردّ عليها فهو أنّ الجميع يعمل في اتجاه إبقاء «اليونيفيل»، وأنّه ليس من مباحثات حالياً للتجديد لها، وما قيل يدخل ضمن الطروحات المزيّفة لأنّ موعدها في الصيف المقبل. والبيان الأخير لا يعدو سوى مجرّد شائعات، والخارجية ليست مسؤولة عنه».
وأكّد الوزير حتّي أنّه في كلّ عام تحصل معركة مبكرة في هذا الإطار، ونحن نؤكّد ونحذّر دائماً بأنّ هناك محاولات لتفريغ «اليونيفيل» وإضعاف دورها، وأنّ هذا الأمر ليس لمصلحة لبنان. وقال: «سنقاتل ديبلوماسياً باتصالاتنا كافة، ليس لإبقاء اليونيفيل كما هي، بل لتعزيز دورها، إذا أمكن، بالتعاون والتنسيق مع السلطات اللبنانية المعنية. وأشار الى أنّ هناك نوعين من إضعاف دور «اليونيفيل»، إمّا بالمهام أو بتقليص عددها، وهو الأخطر أحياناً والأسرع، سيما أنّه يجعلها كصندوق فارغ. وشدّد على أنّ لبنان وكذلك السفراء يصرّون على بقاء «اليونيفيل»، وهو أمر أكثر من ضروري للحفاظ على أمن لبنان وعلى الأمن والسلم في المنطقة. ولفت الى أنّ ثمّة تنسيقاً وفاعلية عمل وسيادة وطنية. وأوضح أنّ قوّة الطوارىء تتعاون باستمرار مع الجيش اللبناني في الجنوب، وثمّة لجنة مشتركة واجتماعات مستمرّة.
وعن ذهاب لبنان الى صندوق النقد الدولي، أوضح الوزير حتّي أنّ عدداً من الدول الصديقة تُدرك اليوم أنّ مساعدة لبنان بشرط وجود برنامج إصلاح إقتصادي هو أمر أكثر من ضروري، وليس الدخول في حرتقات سياسية، لأنّه إذا غرق المركب اللبناني، لا سمح الله، نحن سنخسر ولدينا المسؤولية الأولية في إنقاذ لبنان، ولكن أيضاً الإستقرار المجتمعي اللبناني يأتي عبر المساعدات وغيرها وعبر القيام بواجبنا من خلال الحوار المستمر مع الفاعليات والمكوّنات اللبنانية في الداخل ومع الدول الصديقة. وأكّد أنّ خطّة العمل هذه ليست مقفلة بل مفتوحة لتحسينها وللحوار حولها بشكل مستمر ولمواكبتها. هذا اليوم أولوية وما يجب أن يُوفّر الإستقرار المجتمعي، فقد دعونا للحوار في الداخل والخارج مع الدول الصديقة لأنّه إذا غرق المركب، فهو ليس لمصلحة الإستقرار لا في الإقليم ولا في منطقة البحر الأبيض المتوسط ولا على مستوى الدولة.
وذكر بأنّه من اليوم الأول طُلب الذهاب الى الصندوق، وكانت هناك بعض المعوقات تمّ التغلّب عليها في لبنان، ونحن لا نذهب اليه للحصول على «شيك على بياض»، بل للتفاوض بشروط معيّنة، وللتعاون مع الدول الصديقة ومجموعة الدعم الدولية ودول أخرى للحصول على مساعدات للبنان. وقال حتّي: «من خلال إتصالاتي مع مختلف وزراء الخارجية أبدوا استعدادهم، طبعاً ضمن الظروف المعروفة اليوم، لتوفير المساعدة، ما دمنا نعمل بشفافية ومساءلة ولدينا برنامج مع إطار عام مبني على شيء ومستعدّين لتحسينه وتطويره والحوار مستمر حوله في الداخل ومع الخارج».
وعن الإستدعاء الأخير للسفير الألماني الى وزارة الخارجية، أكّد حتّي أنّه جاء للتنبيه الى أنّ هناك خلافاً على موقف معيّن اتُخذ، وقد جاء السفير وعرض الموقف وأوضح أنّ بلاده لم تُدرج «حزب الله» على لائحة الإرهاب، إنّما جرى منع أنشطته في ألمانيا. وكان ردّ الوزير حتّي واضحاً بأنّه قام باستدعائه للتأكيد له على أنّ «حزب الله» هو مكوّن سياسي أساسي في لبنان ويُمثّل شريحة إجتماعية كبيرة فيه وهو جزء من التركيبة اللبنانية.
"الديار" - دوللي بشعلاني
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.