7 أيار 2020 | 15:38

نواب المستقبل

الطبش في ذكرى 7 أيار: محطة سوداء في تاريخ لبنان و"حزب الله"

 أصدرت عضو كتلة "المستقبل" النائب رولا الطبش جارودي البيان الآتي:

"سلم تسلم"! بهذه العبارة اقتحم المسلحون مبنى تلفزيون وجريدة المستقبل في 7 أيار 2008، بعد أن كانوا انهالوا على المبنى بوابل حاقد من الرصاص وقذائف الـ آر. بي. جي،. وللتذكير، فإن آخر من استعمل هذه العبارة كانوا جنود العدو الاسرائيلي يوم اجتاحوا بيروت في 1982... مفارقة غريبة!

وكأنه يوم من ذكريات الحرب الأهلية في لبنان، التي عانى منها اللبنانيون قتلا وتهجيرا وجراح نازفة حتى اللحظة، هو 7 أيار، يوم قرر فريق سياسي ميلشياوي شبه لبناني، أن يحول الوطن الى ساحة، عبر تجديد مشاهد القتال والفتن والقهر فاجتاحوا بيروت، قتلوا السكان العزل وأسروا من حاول الدفاع عن نفسه وعرضه، ولما انتهوا من العاصمة توجهوا نحو الجبل فاصطدموا بمقاومة عنيفة، كسرت من وتيرة إجرامهم.

شكلت غزوة 7 أيار، المحطة الأولى في قطار التراجع الشعبي والتأييد العربي والإسلامي في تاريخ "حزب الله". فبعد حرب تموز 2006، وبعد أن رفعت صور السيد داخل الأزهر، جاءت الغزوة لتقضي على شعبية الحزب لدى السواد الأعظم من اللبنانيين، وفي العالمين العربي والإسلامي، فانكشف مشروعه جليا هذه المرة التقسيمي الإقليمي، قبل أن تأتي الحرب السورية لتزيد من الصورة وضوحا.

صحيح أن "حزب الله" حقق مكاسب سياسية جراء غزوة 7 أيار، إلا أن ما خسره أكبر بكثير مما ربحه، لأن سلاح المقاومة صار بنظر أكثرية اللبنانيين سلاح ميليشيا، وتحول "حزب الله" من حركة تحرير وطنية إلى تنظيم يخدم المشروع الإيراني، المناهض للعروبة، وللخصوصية اللبنانية أيضا.

غزوة 7 أيار 2008، محطة سوداء في تاريخ لبنان وحزب الله تحديدا، ويوم العار الأكبر عندما تجرأ لبناني (أو مفترض أنه لبناني) وقتل لبنانيا آخر، بمنطق شريعة الغاب وقوة السلاح المجرم. والإجرام الأكبر هو التهديد بإعادة المشاهد القبيحة، اليوم وكل لحظة، إذا ما تجرأ فريق لبناني ما على قول كلمة "لا".

لأن في "يوم العار"، تم تسليم لبنان إلى سلطة "حزب الله"، الذي حول البلد الى "دولة واجهة ومواجهة". "واجهة"، لأن الأمرة هي فعليا بيد الدويلة، و"مواجهة" لان لبنان تحول رأس حربة في المشروع الإيراني المعادي للدول العربية، بشكل عام ومناقض للصيغة اللبنانية، على وجه الخصوص، نظاما سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. فراح اللبنانيون، ونتيجة هيمنة القوة الجائرة، يخسرون مقومات نظامهم، وتتفاقم عزلة بلدهم، ويتكاثر أعداؤه، وتنضب موارد اقتصادهم لدرجة انهياره، وتنحط أحوالهم لدرجة العوز المدقع، وتتبدد آمالهم لدرجة اليأس. وهم يدفعون منذ اغتيال كبيرنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2005، الى اليوم، التكلفة الأكبر للحرب الباردة والحارقة أحيانا، عليهم وعلى كيانهم، وصولا الى الإفلاس اليوم، وعلى كل الصعد، فيما أهل الانتصارات يراكمون الموت كمصير وحيد لنا لأبنائنا ووطننا.

الرحمة للشهداء الأبرياء الذين سقطوا في غزوة العار. والكلام اليوم ليس للانتقام أو للأخذ بالثأر، بل دعوة حقيقية لإنقاذ البلد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ليس فقط اقتصاديا، بل نظاما سياسيا يجمع كل اللبنانيين. فإما ان نكون قد تعلمنا من 7 أيار، كي لا يتكرر، ليس فقط "كرم أخلاق" من صانعيه، بل بثبات اللبنانيين، كل اللبنانيين وتوحدهم خلف مشروع دولة واحدة جامعة تحمي الكيان والصيغة والمواطنين، وتحافظ على الانتماء العربي وعلى الخصوصية اللبنانية والعيش معا بخوف الله وبالولاء للبنان، الوطن وليس الساحة".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

7 أيار 2020 15:38