22 نيسان 2020 | 23:41

منوعات

هل فشل "الدواء المعجزة" في علاج "كورونا"؟

هل فشل

يبدو أن العلاج الذي علّق عليه الملايين آمالا ضخمة، للتخلص من الفيروس المستجد الذي طال ‏أكثر من مليوني ونصف المليون إنسان حول العالم، خيب بعض التوقعات.‏

فقد أظهرت أكبر دراسة من نوعها نشرت أمس الثلاثاء أن دواء للملاريا الذي وُصف كعلاج ‏محتمل لـفيروس كوفيد-19 لم يظهر أي فائدة توصي بتفضيله على طرق الرعاية القياسية، ‏وارتبط في الواقع بتسجيل مزيد من الوفيات.‏

ومولت الحكومة الأميركية دراسة لتحليل استجابة قدامى العسكريين الأميركيين لدواء هيدروكسي ‏كلوروكين التي نشرت نتائجها على موقع طبي قبل مراجعتها من قبل باحثين نظراء.‏

شكوك حول فعالية العلاج

لكن التجارب كانت محدودة، إلا أنها عززت الشكوك حول فعالية الدواء الذي وصفه الرئيس ‏دونالد ترمب بالمعجزة أو الهدية من السماء، وأيده في هذا المنحى عدد من العلماء حول العالم، ‏كما شرعت روسيا استعماله رسميا قبل أيام.‏

في التفاصيل، نظر الباحثون في السجلات الطبية لـ 368 من العسكريين السابقين في ‏المستشفيات في جميع أنحاء البلاد والذين إما توفوا أو خرجوا من المستشفى بحلول 11 ‏نيسان/أبريل.‏

وكانت معدلات الوفيات للمرضى الذين تناولوا الهيدروكسي كلوروكين 28%، مقارنة بـ 22% ‏لمن تناولوه مع المضاد الحيوي أزيثروميسين - وهو مزيج يحبذه العالم الفرنسي ديدييه راوول ‏وحفزت دراسة نشرها عنه في آذار/مارس الاهتمام العالمي به.‏

وبلغ معدل الوفيات لمن تلقوا الرعاية القياسية فقط 11%.‏

وُصف الهيدروكسي كلوروكين، مع أو بدون أزيثروميسين، للمرضى الذين يعانون من أعراض ‏أشد، لكن الباحثين وجدوا أن زيادة الوفيات استمرت حتى بعد أن عدلوا النموذج إحصائياً مع ‏معدلات استخدام أعلى.‏



عيوب الدراسة

إلا أنه من عيوب الدراسة أيضاً، بالإضافة إلى محدودية التجارب أو عدد المشاركين، أنها لم تقم ‏باختيار المرضى عشوائياً في مجموعات البحث، لأنها قامت بتحليل استعادي لما حدث بالفعل.‏

بالإضافة إلى ذلك، فإنه من الصعب تعميم النتائج لأن الذين خضعوا للتجربة كانت صفاتهم ‏محددة، معظمهم كانوا من الذكور مع متوسط عمر فوق 65 عاما ومن السود، وهي مجموعة ‏تتأثر بشكل غير متناسب بالأمراض الكامنة مثل مرض السكري وأمراض القلب.‏

وكانت أبحاث سابقة خلصت إلى أن الدواء يحمل مخاطر بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ‏مشكلات في انتظام دقات القلب ويمكن أن يتسبب في الغيبوبة أو النوبات أو في بعض الأحيان ‏السكتة القلبية في هذه المجموعة.‏

يذكر أن الهيدروكسي كلوروكوين ومركب الكلوروكين يستخدم منذ عقود لعلاج الملاريا، وكذلك ‏اضطرابات المناعة الذاتية والتهاب المفاصل الروماتويدي.‏

ولقي الدواءان اهتماماً كبيراً خلال جائحة كوفيد-19 إذ بينت الأبحاث المخبرية أنهما قادران على ‏منع الفيروس من دخول الخلايا ومنع تكاثره، ولكن في عالم الأدوية يحدث كثيراً أن يفشل ‏الباحثون في تكرار ما لاحظوه في المختبر في الجسم الحي.‏



العربية.نت ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

22 نيسان 2020 23:41