20 نيسان 2020 | 20:06

مجتمع

‏12 دولة تفتح "إغلاق كورونا".. بطريقتها الخاصة!‏

بدأ العالم بالاتجاه للانفتاح التدريجي، من الصالونات في الدنمارك، والشواطئ في أستراليا، ‏للمكتبات في ألمانيا، بينما انقسمت الولايات المتحدة بين مؤيد ومعارض، حيث اتخذت كل ولاية ‏قراراتها الحاسمة منفصلة عن الأخرى‎.‎

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، شجع الرئيس دونالد ترامب المتظاهرين الذين يطالبون برفع ‏أوامر البقاء في المنزل التي تفرضها الدولة، بينما اتخذت بعض الولايات - معظمها تحت قيادة ‏الجمهوريين - خطوات لتخفيف بعض القيود‎.‎

لكن حكاما آخرين حذروا من أنهم لا يمكنهم المضي قدما بدون مساعدة من الحكومة الفيدرالية ‏في توسيع نطاق الاختبارات‎.‎

وفي جميع أنحاء العالم، الخطة الحالية هي الانفتاح تدريجيا، لكن الحفاظ على ما يكفي من التباعد ‏الاجتماعي لمنع تصاعد جديد للفيروس الذي أصاب 2.4 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ‏وقتل أكثر من 165 ألفا، وشل الاقتصاد العالمي‎.‎

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس لوزراء الصحة في مجموعة ‏العشرين في اجتماع على الإنترنت، إن تخفيف عمليات الإغلاق "ليس نهاية الوباء في أي بلد. ‏إنه مجرد بداية المرحلة التالية‎".‎

وحذر الحكومات بشدة من خطورة التسرع في العودة إلى الحياة الطبيعية، قائلا: "من الأهمية ‏بمكان أن تكون هذه الإجراءات عملية مرحلية‎".‎

انقسام أميركي

وبلغ عدد القتلى في الولايات المتحدة، البلد الأكثر تضررا حتى الآن، أكثر من 40 ألفا مع أكثر ‏من 750 ألف إصابة مؤكدة، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز للتقارير الحكومية‎.‎

ويعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى منذ ذلك بكثير، غويرجع ذلك جزئياً إلى محدودية وصعوبة ‏عملية إحصاء القتلى‎.‎

في حين يقول ترامب وأعضاء إدارته أن أجزاء من البلاد على استعداد لبدء العودة التدريجية إلى ‏الحياة الطبيعية، يقول العديد من الحكام إنهم يفتقرون إلى إمدادات الاختبارات التي يحتاجونها ‏ويحذرون من أنهم إذا أعادوا فتح اقتصاداتهم في وقت قريب جدا، فقد يتعرضون لضربة ثانية ‏من عدوى الفيروس‎.‎

وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو: "أظهرنا أنه يمكننا السيطرة على الوحش، عندما تغلق، ‏يمكنك في الواقع إبطاء معدل الإصابة، لكن هذا هو نصف الوقت فقط. لا يزال يتعين علينا التأكد ‏من أننا نحافظ على هذا الوحش تحت السيطرة، نحافظ على معدل الإصابة منخفضة‎".‎

وبتشجيع من الرئيس، خرج متظاهرون إلى الشوارع في بعض الولايات، متذمرين من أن ‏عمليات الإغلاق تدمر سبل عيشهم وتدوس حقوقهم. في تحدٍ لقواعد الإبعاد الاجتماعي، وفي ‏بعض الحالات بدون كمامات قام متظاهرون بتوبيخ حكامهم وطالبوا بإقالة الدكتور أنتوني ‏فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الحكومة‎.‎

لكن يوم الاثنين، حذر فاوتشي: "ما لم نتمكن من السيطرة على الفيروس، فإن الانتعاش الحقيقي ‏اقتصاديًا لن يحدث‎".‎

وقال في برنامج "صباح الخير أميركا" على شبكة إيه بي سي: " إذا تسرعت وذهبت إلى موقف ‏يكون لديك فيه ارتفاع كبير، فسوف تعيد نفسك إلى الوراء. ورغم أنه أمر مؤلم بقدر ما يجب ‏اتباعه من خلال التوجيهات الدقيقة الخاصة بالتدرج في إعادة الفتح، وإلا فسيكون للأمر نتائج ‏عكسية‎".‎

وفي الأيام القليلة الماضية، أعطت فلوريدا موافقة على إعادة فتح الشواطئ، وأعلنت تكساس عن ‏خطط للسماح للمتاجر بتقديم خدمات بيع على قارعة الطريق‎.‎

عودة المتاجر في ألمانيا

وفي أماكن أخرى حول العالم، أعربت إيزابيل بينيكامب، التي تتسوق في مدينة كولونيا الألمانية، ‏عن امتنانها لإعادة فتح أجزاء من البلاد المتاجر الصغيرة‎.‎

وقالت: "حسنا، أعتقد أنه أمر جيد، لأنه الآن يمكن للناس أن يخرجوا أكثر قليلاً والحياة الطبيعية ‏أصبحت أمرا ممكنا أكثر مرة أخرى‎".‎

من جهته، أوضح وزير الصحة الألماني، ينس سبان، إن التخفيف التدريجي "عملية تدريجية، ‏حيث نقيِّم، بمرور الوقت، النتائج المترتبة على العدوى‎".‎

ستبدأ السيارات مرة أخرى في التحرك على بعض خطوط الإنتاج في ألمانيا والسويد وسلوفاكيا‎.‎

الشواطئ مهمة في أستراليا

في أستراليا، خطط منتجو المسلسل الوثائقي الأطول في البلاد "الجيران" إعادة العمل من خلال ‏وجود طواقم منفصلة لكل موقع تصوير رئيسي‎.‎

وأعاد مجلس مدينة في سيدني فتح الشواطئ لكنه شدد على أنها كانت فقط لممارسة الرياضة مثل ‏السباحة والجري وركوب الأمواج، وليس لحمامات الشمس‎.‎

وقال داني سعيد، رئيس بلدية راندويك: "أعيش على طول الساحل، أعرف مدى أهمية شواطئنا ‏للصحة العقلية والبدنية للكثيرين‎".‎

وبقي شاطئ بوندي الشهير في سيدني مغلقا‎.‎

عودة تدريجية

صالونات الشعر، أطباء الأسنان، أطباء العلاج الطبيعي وحتى أماكن رسم الوشوم سمح لها ‏بإعادة فتح أبوابها في الدنمارك لكن العمل لا يجري كالمعتاد‎.‎

وترش كريستل ليرش مقاعد الزبائن بالكحول في صالونها بضواحي كوبنهاغن وتقدم معقم ‏اليدين ومعلقات بلاستيكية للملابس- لتنظيفها بعد كل استخدام- للزبائن الراغبين في قص الشعر ‏أو تسريحه وذلك لأول مرة منذ فرض القيود يوم 11 آذار. ولم تتح المجلات للزبائن‎.‎

وخففت الهند من أكبر إغلاق في العالم لتسمح باستئناف بعض نشاط التصنيع والزراعة- إذا ‏تمكن أصحاب الأعمال من استيفاء معايير التباعد الاجتماعي والنظافة. جاءت الخطوة فيما ‏سجلت الهند أكبر زيادة في يوم واحد في حالات العدوى بالنسبة لإحصائها‎.‎

وبدأت إيران فتح الطرق السريعة بين المدن ومراكز التسوق الكبرى اليوم الاثنين لدفع اقتصادها ‏المكبل بالعقوبات بالرغم من الشكوك الكبيرة بشأن إحصاء البلاد الرسمي لحالات العدوى ‏والوفيات‎.‎

إيطاليا

لكن ليست كل الحكومات مستعدة للتخلي عن حذرها بعد‎.‎

ففي إيطاليا، زادت التوترات بين المناطق الشمالية التي تضغط لإعادة استئناف الأعمال بالرغم ‏من كونها الأكثر تضررا من الفيروس، والجنوب الذي يخشى من العدوى إذا تم تخفيف الإغلاق‎.‎

ويتوقع أن يحدّد رئيس الوزراء جوزيبي كونتي ملامح "المرحلة 2" هذا الأسبوع، على أن يرفع ‏الإغلاق الوطني بحلول 4 أيار‎.‎

لكن غوتشي استأنف العمل في بعض ورش العمل للإكسسوارات الجلدية والأحذية اليوم الاثنين، ‏متفقا مع النقابات على تقديم "أقصى حماية للعمال‎."‎

وتعد صناعة الموضة الفاخرة جزءا كبيرا من الاقتصاد في إيطاليا، وتقترب المهل النهائية ‏للإنتاج بالنسبة لمجموعات الخريف‎.‎

دول أخرى

وفي بريطانيا، حيث لا يزال رئيس الوزراء بوريس جونسون يتعافى من كوفيد-19، يستمر ‏إغلاق فرض في 23 آذار حتى 7 أيارعلى الأقل، وحذر وزراء من أن الإجراءات على الأرجح ‏لن تخفف بشكل كبير على المدى القصير‎.‎

فرنسا أيضا مازالت تخضع لإغلاق وطني صارم بالرغم من أنه بدءا من اليوم الاثنين، سمحت ‏السلطات للعائلات، تحت قيود مشددة، بزيارة أقاربهم في دور العجزة مجددا‎.‎

وفي بعض المناطق، كان التعب من الإغلاق الوطني على أشده. فقد فضت شرطة هولندا ‏تجمعين غير قانونيين للمقامرة وغرمت عشرات الأشخاص لانتهاكهم القواعد المحلية‎.‎

في اليابان، أبرزت السلطات أن الوقت لم يحن لتخفيف الإجراءات من خلال قيامها بحصد ‏عشرات الآلاف من زهور التيوليب المزدهرة قرب طوكيو. والمشكلة كانت أن الناس جاؤوا ‏لرؤية الزهور‎.‎

وقال مسؤول المدينة تاكاهيرو كوغو "هذا الوضع الآن يتعلق بالحياة الإنسانية. إنه قرار يدمي ‏القلب، لكننا اضطررنا له‎".‎


سكاي نيوز عربية ‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

20 نيسان 2020 20:06