8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

14 آذار مستقبل لبنان .. والمنطقة

يشكل البرنامج الانتخابي لحركة الرابع عشر من اذار دعوة واضحة الى اخراج لبنان من وضع الساحة. يكفي ان يكون هناك من يدعو الى بناء دولة حقيقية سيدة مستقلة على الارض اللبنانية ليكون اللبنانيون الشرفاء فعلا معه. هؤلاء اللبنانيون الذي يقفون مع الرابع عشر من اذار هم اشرف الناس. هؤلاء ضحوا بدمهم من اجل مستقبل افضل للبنان واللبنانيين بعيدين عن كل الانانيات والحساسيات الطائفية والمذهبية. هؤلاء يريدون الخير لسوريا ولبنان في آن لانهم يعرفون ان العلاقات التي تتسم بطابع الندية بين بيروت ودمشق ظاهرة صحية لا يمكن الا ان تكون لها انعكاسات ايجابية على البلدين وعلى العالم العربي عموما. هؤلاء لا يدافعون عن القتلة والمجرمين والانظمة الفاسدة. هؤلاء يعرفون تماما اين مكمن العلة في لبنان ومن يقف حقيقة في وجه تقدم لبنان. هؤلاء لم يهجّروا المسيحيين خصوصا واللبنانيين عموما من بلدهم كما فعل الجنرال عون حين سيطر بالقوة على قصر بعبد في الاعوام 1988 و1989 و1990 ، هذا الجنرال- النكتة الذي يتبين يوميا انه خطر على السلامة العامة وعلى مستقبل الوطن الصغير واستقلاله وحرية ابنائه من كل الطوائف والفئات والطبقات الاجتماعية.
في الذكرى الرابعة لتظاهرة الرابع عشر من اذار، اظهر اللبنانيون مجددا تعلقهم بمشروع الدولة. اظهروا خصوصا انهم المقاومة الحقيقية. انهم يقاومون سلاح ميليشيا حزب الله مثلما يقاومون كل من يريد ان يكون لبنان تابعا للمحور الايراني- السوري الذي لا هدف له سوى عقد صفقات مع اسرائيل والولايات المتحدة على حساب كل ما هو عربي في الشرق الاوسط.
اظهر البرنامج الانتخابي للرابع عشر من اذار ان كل من يراهن على انفراط التحالف بين الاستقلاليين اللبنانيين انما يراهن على اوهام وذلك بغض النظر عن اختلافات في الرأي بين الحين والاخر بين هذا الزعيم او ذاك. كل ما في الامر ان هذه الاختلافات ظاهرة اكثر من صحّية وهي دليل على وجود حيوية زائدة بين المنتمين الى الرابع عشر من اذار والى قدرة على ممارسة النقد الذاتي من دون اي نوع من العقد. لو كان بين عناصر الثامن من اذار من هو قادر على القيام بمراجعة من اي نوع لمواقفه، لكان لبنان بألف خير نظرا الى ان ليس امام اي لبناني حقيقي يمتلك حدا ادنى من الوعي والوطنية خيار اخر غير خيار الرابع عشر من اذار او ان يكون مستقلا بالفعل ورافضا في الوقت ذاته لكل سلاح غير شرعي... اي سلاح حزب الله الايراني اوّلا. هذا السلاح الذي يتبين كل يوم ان وظيفته الوحيدة تأمين ملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات السورية من الاراضي اللبنانية نتيجة استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط/ فبراير 2005.
يؤكد ما شهده يوم الرابع عشر من اذار 2005 ان ثورة الارز مستمرة. انها صناعة لبنانية اولا واخيرا. هذه الثورة هي التي فرضت نفسها على المجتمع الدولي، على رأسه الولايات المتحدة واوروبا وروسيا وكل دول العالم المتحضرة في العالمين العربي والاسلامي. هذه الثورة هي التي وقفت فعلا في وجه العدوان الاسرائيلي صيف العام 2006 وفي وجه المغامرين الساعين الى تحقيق انتصارات على لبنان، عن طريق الاستعانة باسرائيل وارهابها كي يتمكنوا من اخضاع الوطن الصغير والحاقه نهائيا بالمحور الايراني- السوري.
لبنانيو الرابع عشر من اذار هم لبنانيو العزّة والكرامة والرفض للتبعية والتعصب المذهبي والطائفي. لبنانيو الرابع عشر من اذار هم اولئك الذين يعرفون لماذا استشهد رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما. ويعرفون لماذا استشهد سمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني وبيار امين الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم وفرنسوا الحاج ووسام عيد وسامر حنا. لبنانيو الرابع عشر من اذار هم الذين يشعرون بما يشعر به الشهداء الاحياء من مروان حماده الى سمير شحادة مرورا بمي شدياق والياس المر. لبنانيو الرابع عشر من اذار هم الذين وقفوا مع الجيش الوطني في نهر البارد في وجه عصابة شاكر العبسي الارهابية السورية وهم الذين وقفوا في وجه الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة وعملية تعطيل الحياة وسط بيروت استكمالا للعدوان الاسرائيلي. لبنانيو الرابع عشر من اذار هم الذين تصدوا باجسادهم العارية وارادتهم الصلبة لغزوة بيروت والجبل في السابع والثامن ايار - مايو الماضي. تلك الغزوة التي استهدفت تأكيد ان بيروت خاضعة للمحور الايراني- السوري يستطيع ان يفعل فيها ما يشاء، ساعة يشاء. قبل ذلك، تصدى لبنانيو الرابع عشر من اذار لعملية ضم المناطق ذات الغالبية المسيحية من بيروت ولبنان للمربع الامني لـحزب الله في كانون الثاني- يناير من العام 2007. كانت تلك محاولة من اخطر المحاولات التي استخدُم فيها ميشال عون لاخضاع المسيحيين اللبنانيين للمحور الايراني- السوري وتوابعه.
هناك امثلة كثيرة اخرى يمكن سوقها عن المعارك التي خاضها الاستقلاليون في السنوات الاربع الاخيرة. عدد هذه المعارك لا يحصى وهي تظهر ان حركة الرابع عشر من اذار تمثل المستقبل. ليس مستقبل لبنان وحده، لبنان العربي المستقل الرافض للتبعية، بل مستقبل المنطقة ايضا، منطقة عربية لا مكان فيها لقتلة ومخادعين يتاجرون بالعرب والعروبة ويختبئون خلف شعارات طنانة لا تصلح بالنسبة اليهم سوى للمتاجرة بدماء اللبنانيين والفلسطينيين والعراقيين... وكل من كشف لعبتهم الخبيثة التي لا تصب سوى في خدمة دولة عنصرية اسمها اسرائيل!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00