8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الفارق بين سعد الحريري وشخص اسمه إميل لحود

ثمة وقائع تكفي للرد على شخص من طينة إميل لحّود الرئيس الممددة ولايته قسراً عن طريق التهديدات السورية الموجّهة الى اللبنانيين الشرفاء على رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري. في طليعة الوقائع أن إميل لحود كان حاقداً على رفيق الحريري وهناك شهود بالمئات على ذلك. شهود على أن كلّ ما فعله منذ اليوم الأوّل لإيصاله الى موقع الرئاسة هو محاربة رفيق الحريري بكلّ الوسائل المتاحة. كانت محاربة رفيق الحريري الشرط الذي لا بدّ منه لوصول إميل لحّود الى الرئاسة. ولذلك يُعتبر رده على رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري مردود عليه وعلى الذين يسيّرونه بالريموت من دمشق.
في كلّ الأحوال لا يمكن الاّ لوم الشيخ سعد لوصفه لحّود بأنّه "كبير الياوران" عند الرئيس السوري بشّار الأسد، لا لشيء سوى لأنّ في ذلك إهانة لأي ياوران يتمتع بحد أدنى من الكرامة والوطنية. إن الشخص لا يستأهل حتى ان يكون ياوران لا من المستوى الصغير ولا من المستوى الأعلى. لم يفعل، منذ وصوله الى الرئاسة، سوى التنفيس عن حقده الدفين لرفيق الحريري الذي كان رمز النجاح والذي حوّل لبنان وعاصمته من مزبلة الى بلد طبيعي يسعى الى التطوّر وإلى أن يكون على تماس مع العالم المتقدم والمتحضر، هذا العالم الذي لا يعرف إميل لحود شيئاً عنه، في حال وضعنا جانباً عشقه للقشور والكلام السطحي وتمسكه بهما، هو الذي لا يقرأ ولا يكتب وإذا قرأ لا يفهم معنى ما قرأه.
لا ينفع أن يدافع إميل لحود الآن عن رفيق الحريري لتبرير حقده المستجدّ على سعد رفيق الحريري، هو الذي لم يعرف ولن يعرف شيئاً عن طبيعة الرجل وأخلاقه. لا يستطيع ذلك، لا من قريب ولا من بعيد، لأنّه من طينة أخرى لا علاقة لها بالرجال الرجال ولا بالعروبة الأصيلة ولا اللبنانية الصافية. لو كان لدى إميل لحود بعض العروبة وبعض اللبنانية، لما كان وقف في وجه إجراء انتخابات فرعية في المتن بعد استشهاد بيار أمين الجميل النائب والوزير الذي أعاد شباب لبنان الى لبنان بدل أن يهجرهم منه على غرار ما فعل باستمرار ومن دون كلل، شبيهه في لعب دور الأداة، ذلك المهرج برتبة "جنرال" الذي اسمه ميشال عون. هل يخشى إميل لحّود من انتخابات في المتن كي لا ينكشف مدى التدهور الذي أصاب شعبية المهرّج ـ الجنرال؟
بدل التظاهر بالدفاع عن رفيق الحريري من أجل محاولة النيل من سعد رفيق الحريري الذي عرف كيف يدافع عن ارث والده وأن يكون وفيّاً له، كان الأجدر بإميل لحود أن يدافع عن مصلحة لبنان واللبنانيين بدل العمل على تكريس البلد "ساحة" للمحور الإيراني ـ السوري. هذا المحور الساعي الى التضحية بلبنان على مذبح المصالح المرتبطة به، بدءاً بالبرنامج النووي الإيراني وانتهاء بحال اللاحرب واللاسلم التي يسعى النظام السوري الى تكريسها في المنطقة من منطلق أنّها علّة وجوده وبوابته الى ممارسة السياسة الوحيدة التي يتقنها، وهي سياسة الابتزاز. تحوّل إميل لحود بكلّ بساطة الى ما دون ياوران بكثير، كونه لا يستحق هذا التوصيف الذي تكرم سعد رفيق الحريري به عليه... مع ضرورة الاعتذار من كلّ ياوران في أي موقع كان فيه.
يبقى الأهمّ من ذلك كله أن إميل لحّود يخشى المحكمة الدولية في قضية اغتيال رفيق الحريري والشهداء الآخرين الذين يتحمل المسؤولية المعنوية، في أقلّ تقدير، عن اغتيالهم، بدءاً بباسل فليحان، ثم بسمير قصير وانتهاء ببيار أمين الجميل مروراً بجورج حاوي وجبران تويني، من دون نسيان محاولات اغتيال مروان حماده والياس المر ومي شدياق والتفجيرات التي استهدفت مدنيين في غير منطقة من لبنان. لا يمكن تصوّر إميل لحّود في وضع من لا علاقة له بكلّ هذه الجرائم هو الذي سارع الى محاولة إخفاء معالم الجريمة فور إبلاغه باغتيال رفيق الحريري، هو الذي كان يفرح عندما كان يقول له المنافقون ان الطبقات العليا في بنايات منطقة "سوليدير" لم تجد مستأجرين لها. الآن، بات في استطاعة إميل لحّود أن يفرح أكثر بعد احتلال عناصر "حزب الله" الإيراني، بموجب تعليمات سورية، قسماً من الأملاك الخاصة والعامة في "سوليدير" انتقاماً من رفيق الحريري واستكمالاً للحرب الإسرائيلية على لبنان.
هناك سؤال لا يستطيع إميل لحّود الأجابة عنه هو لماذا يبذل كلّ هذه الجهود لتغطية جريمة اغتيال رفيق الحريري؟ لماذا كلّ هذا العداء للمحكمة ذات الطابع الدولي؟ الجواب في غاية الوضوح والسهولة. من يصل الى رئاسة الجمهورية بفضل الأجهزة السورية ولمجرّد أنه يرفض إرسال الجيش اللبناني الى جنوب لبنان، يهون عليه كل شيء. يهون عليه خداع وطنه ومواطنيه. يهون عليه دم رفيق الحريري. الباقي تفاصيل ذات علاقة بضعاف النفوس، بالذين لا يفرّقون بين العمالة للبنان واللبنانيين والعروبة الصادقة من جهة وبين العمالة للمحور الإيراني ـ السوري ولكلّ من يتاجر بالعرب والعروبة من جهة أخرى. ذلك هو الفارق بين رجل اسمه سعد رفيق الحريري ... وشخص يدعى إميل لحّود. بين رجل صادق ووفي وبين شخص له علاقة بكل شيء باستثناء الصدق ومصلحة لبنان واللبنانيين!

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00