8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

انتخابات الكويت: مخاوف من صعود المتطرفين سنّياً وشيعياً

بزخات مطر صباحية خفيفة افتتحت الكويت امس انتخاباتها التشريعية لاختيار خمسين نائبا في مجلس الامة موزعين على دوائر خمس. ومع بدء الاعلان عن النتائج، ظهرت مخاوف من احتمال سيطرة نواب متطرفين من السنّة والشيعة ومن ذوي النزعات المتزمتة تجاه كلّ ما هو غير كويتي على مجلس الامة الجديد. واعربت شخصيات كويتية عن اعتقادها انه، في غياب حصول مفاجأة كبيرة تتمثل في ان يكون مجلس الامة الجديد طيّعا الى حدّ ما، سيكون من الصعب قيام تعاون مثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية في مرحلة ما بعد الانتخابات.
وأشارت في هذا المجال الى انّ الحاجة ستكون ملحة الى تشكيل حكومة قويّة تكون قادرة على مواجهة مجلس فيه هذا العدد الكبير من المتطرفين دينيا ومن المتزمتين كويتيا في بلد يحتاج اوّل ما يحتاج الى اطلاق عجلة المشاريع الكبيرة المتوقفة منذ سنوات عدة.
الاقبال كان خفيفا حتى في فترة ما بعد الظهر انتظارا للتكتيك المتبع من قبل مرشحين وناخبين بدفع اكبر كمية ممكنة من الاصوات في الفترة المسائية بعد قراءة الاحتمالات الاولى من اجل عاملي الارباك والحسم.
النهار بدأ هادئا على عكس الليالي السابقة التي شهدت قيام مجاميع قبلية تستنكر اساءات بعض المرشحين لقبائلهم بالاعتداء على مؤسسات اعلامية او احراق مقر انتخابي. ولوحظ انتشار كثيف لرجال الامن امام المدارس التي تحولت الى مراكز اقتراع اضافة الى مندوبي المرشحين الذين ارتدوا ثيابا بلون الشعارات التي رفعها هذا المرشح او ذاك.
287 مرشحا يخوضون الانتخابات بينهم 23 امرأة فيما يبلغ عدد الناخبين نحو 400 الف (184996 ناخبا و 215300 ناخبة). ويتوقع المتابعون للشأن الانتخابي هنا الا تكون حصة النساء في المجلس الجديد 4 مقاعد كما كان الامر في المجلس السابق ويقولون ان وصول 3 منهن سيعتبر جيدا وسط السجال السياسي الصاخب الذي احتل الحياة السياسية قبل اسابيع وحول الناخبين الى اتجاهات اخرى، لكن الكويتيين على اختلاف تنوعهم يتمنون وصول المحامية ذكرى الرشيدي الى المجلس كونها تخوض معركة في وسط قبائلي في الدائرة الرابعة التي من المتوقع ان تفرز عددا من الصقور الى المجلس بينهم مسلم البراك الذي قال لـالمستقبل امس بعد الادلاء بصوته ان المال السياسي يهدد الحياة الديموقراطية وانه لن يتوقف عن محاربة الفساد وكشف كل مسؤول قبيض (حسب تعبيره) احتراما لامانة التكليف.
وفي الدائرة الرابعة ايضا من المتوقع فوز محمد هايف المطيري الذي يطلق عليه في الدائرة وبعض وسائل الاعلام لقب اسد السنة نظرا الى ما عرف عنه من مواقف متشددة في الموضوع الديني. وفي الدائرة الرابعة في الكويت يهيمن اللون القبلي تماما فهي موزعة بين المطران والرشايدة بشكل اساسي اضافة الى عنزة وشمر والظفير.
الدائرة الاولى ايضا شهدت تنافسا طائفيا اكثر منه قبليا مع بعض الاستثناءات التي تفرضها مواقف البعض من جهة ولضرورات تبادل الاصوات من جهة اخرى. وفي هذه الدائرة، كذلك تشهد الدائرة نفسها تنافسا حضريا قبليا ما يؤدي الى تشتت الاصوات.
ويرى المحللون ان نتائج الدائرة الاولى يمكن ان تحدد حجم المشاركة الشيعية في المجلس المقبل، ويشيرون الى ان التزام القوى السياسية بتبادل الاصوات والتحالفات قد يؤدي الى انخفاض عدد النواب الشيعة الذين كانوا تسعة في المجلس السابق.
الدائرة الثانية التي كانت تحمل الى المجلس رئيسا هو جاسم الخرافي المعتدل الهادئ هي دائرة التجار ورجال الاعمال والحضر اضافة الى مناطق قبلية ضمت اليها في التوزيع الجديد للدوائر. وهي الدائرة التي يخوض فيها الاخوان والسلف معركة كبيرة بهدف ايصال 3 او 4 مرشحين اضافة الى محمد الصقر المرشح القوي لرئاسة مجلس الامة المقبل ومرزوق الغانم الظاهرة الشبابية الذي يحظى باجماع مختلف التيارات في الدائرة ، كما يمكن ان ينجح في الدائرة مرشح شيعي كما حصل في الانتخابات الاخيرة.
وكما يصح على الرابعة يصح على الخامسة حيث الدائرة قبائلية بامتياز وكانت دائما تفرز 4 من العجمان و4 من العوازم اضافة الى مرشحين من قبائل اخرى.
اما العقدة الكبيرة في انتخابات الكويت فهي الدائرة الثالثة التي يسميها البعض كويت مصغرة لانها تضم الحضر والبدو والشيعة والسنة، وهي تخوض اليوم معركة استثنائية مع وجود مرشحين مثل محمد الجويهل رافع شعار لا لازدواجية الجنسية الذي احرق شبان من قبيلة المطران مقره الانتخابي قبل ايام، والزميل الاعلامي نبيل الفضل احد الصقور الرافضين لخطاب المعارضة الكويتية والذي طالبت مجاميع قبلية غاضبة بقتله لدى محاولتها اقتحام تلفزيون الوطن حيث كان في برنامج تلفزيوني. والمرشح الابرز في هذه الدائرة هو القطب السياسي التاريخي احمد السعدون الذي يرى كثيرون ان هاجس العودة الى رئاسة مجلس الامة هو الذي حكم حركته السياسية المعارضة في الفترة المنصرمة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00