في حال صحت التوقعات بأن اتفاقاً غير معلن تم على تفادي البحث في الخلافات الخليجية خلال القمة العربية التي تنعقد غدا في الكويت، فإن الموضوع السوري سيكون الأبرز سياسيا، والذي لا خلافات في شأنه بين الدول الأعضاء في مجلس التعاون، أقلّه ظاهرا.
وسيلقي الممثل الدولي والعربي المشترك الى سوريا الاخضر الابراهيمي بيانا امام القادة يعرض فيه كل الخطوات التي اتخذت لحل الازمة والمعوقات التي تجمد كل خطوات التقدم الى امام. وفي حين سيبقى المقعد السوري شاغرا، سيلقي احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني المعارض كلمة في القمة يعرض فيها التطورات التي تشهدها بلاده.
ويرى المراقبون في الكويت ان الديبلوماسية الكويتية التي نجحت حتى الآن في فرملة التصريحات التصعيدية من كل الاطراف في ما يتعلق بالازمة الخليجية، تعتبر ان القمة مناسبة تمهيدية للحل وليست مكانا للحل. فازدحام جدول الاعمال بالقضايا العربية لن يترك وقتا للتفرغ لموضوع اقليمي في غاية الدقّة بعينه اضافة الى ان خصوصية الوضع في الخليج تفترض حلاً من داخل البيت الخليجي من دون تشريع الابواب امام الجميع للتدخل.
هذا المناخ، جسده بكل شفافية الشيخ ناصر المحمد رئيس الوزراء الكويتي السابق، الذي ضم ديوانه امس في قصر الشويخ كوكبة من الاعلاميين. وكان جليا ان الشيخ ناصر المعروف بحكمته وحنكته وتجربته الديبلوماسية الطويلة وعلاقاته الدولية، يحاول نقل موضوع الخلاف الخليجي من اطاره الاعلامي الى اطاره المؤسساتي، رافضا الاسهاب في الحديث عن قضية سحب السفراء من قطر رغم عشرات الاسئلة التي ركزت عليها، مذكرا بأن للبيت الخليجي اصولا وقواعد واعرافا تحميه، وان التحفظ في مسارات الحل احدى هذه القواعد. واكتفى الشيخ ناصر بردّ واحد مقتضب شمل كل الاسئلة هو تفاءلوا بالخير تجدوه.
وفيما غص الفضاء السياسي الكويتي امس بتصريحات سبقت وواكبت اجتماع وزراء الخارجية العرب، غص الفضاء الاعلامي ايضا باشاعات من كل نوع من بينها انسحاب وزير الخارجية القطري السيد خالد العطية الذي غادر الكويت بعد انتهاء اجتماع وزراء الخارجية ليعود اليها برفقة الوفد الرسمي القطري اليوم. وركّزت الاشاعات على من سيأتي ومن سيمثل بلاده ومن انسحب، ولم يتسن التأكد من هذه الاشاعات او المعلومات، فالمعطيات تتغير والمفاجآت واردة حسب تعبير وزير كويتي رفض ذكر اسمه. الامر الوحيد الأكيد أن دولة الامارات ستتمثل بحاكم الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي. ويعتبر ذلك مؤشرا الى أن القمة العربية في الكويت ليست المكان المناسب للبحث في الازمة الخليجية.
في غضون ذلك، تأكد أن مصر ستستضيف القمة المقبلة، بعد سنة من الآن، وقد وافق وزراء الخارجية على ذلك.
واذا كان رئيس مجلس الامة الكويتي مرزوق الغانم اكد امس ان الاجواء ملبدة، فان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد جدد مطالبة السلطات السورية بالكف عن شن الهجمات على المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان من خلال القصف الجوي واستخدام البراميل المتفجرة ورفع الحصار عن كلّ المناطق المحاصرة في مختلف أنحاء سوريا.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني عن ثقته في إن حكمة صاحب السمو امير الكويت المعهودة ورؤيته الثاقبة وقيادته الواعية كفيلة بدفع مسيرة العمل العربي المشترك وتحقيق نتائجها الايجابية المرجوة خلال ترؤس سموه لأعمال الدورة المقبلة للقمة العربية خلال العام الحالي، فيما قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان قمة الكويت تنعقد في مرحلة يتزايد فيها حجم المخاطر المطروحة معربا عن أمله في أن تسفر نتائج الاجتماع التحضيري الوزاري للقمة، (الذي أنهى أعماله أمس)، عن بلورة مواقف وقرارات عربية ترتقي الى مستوى وحجم التحديات وبما يساهم بدفع الجهود العربية المشتركة نحو ما تصبو اليه الشعوب العربية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.