كشف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في أول حديث له لصحيفة عربية، أن الرئيس السوري بشّار الأسد والحكومة السورية أكدا له "التزامهما التنفيذ الكامل للقرار الرقم 1701 وتعزيز المشاورات مع الأمم المتحدة في هذا الشأن" موضحا أنّه "شجّع الرئيس الأسد على التوصّل الى اتفاق في شأن الحدود مع لبنان، وقد وافق على استئناف لجنة الحدود مع لبنان عملها. إني أرحب بحرارة بهذه الخطوة الايجابية".
وكان الأمين العام للامم المتحدة يتحدث على هامش منتدى الدوحة السابع للتجارة الحرة والديموقراطية، قبَيْل توجهه الى دمشق لمقابلة الرئيس السوري، وهو حرص على عدم إعطاء أجوبة عن الأسئلة المتعلّقة بالموقف السوري من لبنان الا بعد انتهاء زيارته لدمشق.
وهنا نص المقابلة مع بان كي مون التي تنشرها "المستقبل" مع الزميلة "الراي" الكويتية وهي تناولت أيضاً الوضع في الشرق الأوسط وأزمتي الصومال ودارفور وموقف الأمم المتحدة منهما:
بما أنك حضرت مؤتمراً عن الديموقراطية والتجارة الحرّة في الدوحة، هل تشرح لنا وجهة نظرك في شأن العلاقة بين الديموقراطية والمجتمعات العربية، خصوصاً في منطقة الخليج؟
ـ تعدّ الديموقراطية، ولا أدنى شك عندي،الوسيلة الأقوى والأكثر عدالة لتوفير فرصة لكل طرف من أجل تسوية الخلافات سلماً وإقامة مجتمعات تعمل بجدوى. إنها تعني أيضاً أن في الأمكان محاسبة الذين يتخذون القرارات وأن في أمكان المواطنين تصحيح قراراتهم عبر العملية الانتخابية. لهذه الأسباب، أعتقد أن على المجتمعات العربية والخليجية التحرّك في اتجاه مزيد من الديموقراطية، إضافة الى أن للديموقراطية التأثير الايجابي في دفع الاقتصاد والتطوّر الاجتماعي.
سوريا ـ لبنان
زرت سوريا حديثاً. ماذا دار من نقاش هناك؟ ماذا أبلغت السوريين في شأن الوضع في لبنان، خصوصاً بشأن الجهود المبذولة من أجل إنشاء محكمة ذات طابع دولي للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
ـ كانت زيارة قصيرة لسوريا، ولكن مثمرة شملت لقاء مع الرئيس بشّار الأسد. نوقش (موضوعا) لبنان والمحكمة الخاصة طويلاً مع الرئيس السوري وطالبته بممارسة نفوذه بغية مساعدة اللبنانيين توصلا الى اتفاق. نتطلع، الرئيس وأنا، الى متابعة اتصالاتنا وجهودنا المشتركة من أجل السلام في المنطقة في ظل الثقة والصداقة المتبادلتين.
هل ناقشت مع السوريين المشكلات المرتبطة بالحدود السورية ـ اللبنانية والجوانب الأخرى للقرار الرقم 1701 التي لم تنفّذ بعد مثل إعادة تسليح "حزب الله"؟
ج : ناقشنا كل الجوانب المتعلقة بالقرار 1701 وأكّد الرئيس الأسد والحكومة السورية التزامهما التنفيذ الكامل للقرار 1701 وتعزيز المشاورات مع الأمم المتحدة في هذا الشأن. لقد شجعت الرئيس الأسد على التوصل الى اتفاق في شأن الحدود مع لبنان، ووافق على استئناف لجنة الحدود مع لبنان عملها. إني أرحب بحرارة بهذه الخطوة الايجابية.
تبدو الأمم المتحدة مشاركة في عملية تسوية مسألة مزارع شبعا. هل من أفكار جديدة مطروحة في هذا المجال؟
ـ إن متخصصا في الخرائط من الأمم المتحدة يعمل الان على مسألة مزارع شبعا، وأتوقع أنه سيكون في أمكاني تقديم تقرير الى مجلس الأمن، عن هذا الجهد، في الوقت المناسب.
مبادرة السلام العربية
هل تتخذ الأمم المتحدة أي خطوة من أجل بدء مفاوضات فلسطينيةإسرائيلية، أم ستترك الأمر للأطراف المعنية نفسها؟
ـ إني ملتزم رعاية الظروف الهادفة الى تحقيق تقدم في اتجاه المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بالتعاون الوثيق مع شركائي في اللجنة الرباعية ونتوقع عقد اجتماع في المنطقة قريباً لمناقشة هذه الجهود أكثر. على كلّ الأطراف وكل اللاعبين الاقليميين والدوليين ممارسة ضبط النفس وزيادة الجهود الهادفة إلى تحقيق تقدّم فوري على الأرض وتشجيع الرغبة السياسية لدى الأطراف في مناقشة مستقبلهم المشترك معاً.
كيف تنظر الى إحياء مبادرة السلام العربية أخيرا؟ هل تجدها منافسة لخريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية أو مكملة لها ولجهودها؟
ـ إني أرحب بتعهّد جامعة الدول العربية "العمل من أجل السلام"، وأتطلع الى لقاء اللجنة الوزارية التي تشكّلت من أجل الترويج لمبادرة السلام العربية التي آمل أن تساعدنا في تقدم جهودنا الهادفة إلى دفع السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
هل الأمم المتحدة منغمسة في الجهود الهادفة الى تحرير السجناء الفلسطينيين واللبنانيين الذين تحتجزهم إسرائيل وفي إطلاق الجنود الاسرائيليين الأسرى في لبنان وغزّة؟
ـ لدي وسيطي الذي يعمل على التعاطي ومسألة الأسرى اللبنانيين والإسرائيليين. أما العريف جلعاد شليط ( الاسرائيلي المحتجز في غزة)، فقد شددت مراراً على الحاجة إلى إطلاقه بلا شروط.
العراق
كيف تصف الوضع السائد في العراق؟ هل تعتقد أنّه لا يزال للأمم المتحدة دور تمارسه هناك؟
ـ ما زلت قلقاً على الوضع غير الآمن في العراق وعدم قدرة الأمم المتحدة على العمل بكل إمكاناتها من أجل مساعدة الشعب العراقي في هذه الأيام السود. مرّة اخرى، إني أدعو جميع العراقيين الى التضامن وكسر حلقة العنف الراهنة. بالنسبة الينا، إن الأمم المتحدة ستتابع عملها على الأرض وإني أفكر في طرق نستطيع من خلالها توفير مزيد من المساعدة للشعب العراقي، آخذا في الإعتبار الوضع الأمني. في مطلع ايار (مايو) أنوي إطلاق "الميثاق الدولي مع العراق"، بغية تشجيع الدعم المقدم للحكومة العراقية ولجهود إعادة الإعمار في العراق.
الصومال
هل تنوي الأمم المتحدة تأدية دور في الأزمة التي تعيشها الصومال الآن؟ هل من خطط لإحلال قوات تابعة للأمم المتحدة مكان القوات الأثيوبية؟
ـ أن ممثلي الخاص فرنسوا لونسيني فال على اتصال بالأطراف في إطار الجهود التي نبذلها من أجل التوصل الى حل بالتفاوض في الصومال. إني أدعو، مرة أخرى، كل الأطراف الى وقف العمليات العدائية وتسهيل وصول المساعدات الانسانية العاجلة. لا حلّ عسكرياً للنزاع الصومالي ويجب استئناف الحوار السياسي بإلحاح.
أما عن نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في الصومال، فإنّ مجلس الأمن وافق على نشر قوة إقليمية سميت "ايغاسوم" للحلول مكان القوات الأثيوبية. إن نشر أي قوة أخرى يجب أن يدرس في مجلس الأمن.
دارفور
ما هي آخر التطورات بشأن أزمة دارفور؟ كم أنت متفائل بقبول الحكومة السودانية نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور؟
ـ قبلت حكومة السودان أخيراً الاقتراح المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والقاضي بتوفير صفقة دعم قوية لدارفور، وإننا نعمل لوضع الصفقة موضع التنفيذ مع نشر القوات التي سننفّذها في أسرع وقت ممكن. بالنسبة الى ما هو أبعد من ذلك، إننا في حاجة الى متابعة الدفع في اتجاه قوة هجينة من الأمم المتحدة والأتحاد الأفريقي. قبل أسبوع ناقشت الطرق الكفيلة بتحقيق تقدم في مجال تشكيل القوة مع رئيس الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري، وما زلت آمل أننا سنتمكن من تحقيق أهدافنا وتمكين شعب دارفور من الحصول على الحماية التي أنتظرها طويلاً.









يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.