8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

العاهل الأردني لـالمستقبل والراي: للمرة الأولى لم أعد متفائلاً بعملية السلام

قال الملك عبدالله الثاني في حديث خاص تنشره المستقبل بالاتفاق مع الزميلة الراي في الكويت: للمرة الأولى لست متفائلا. وكان العاهل الأردني يجيب عن سؤال في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط وذلك على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي الذي انعقد بين الواحد والعشرين والثالث والعشرين من الشهر الجاري على الضفة الأردنية من البحر الميت.
وأوضح الملك عبدالله الثاني في لقاء خاص اجري اول من امس في مركز الحسين بن طلال للمؤتمرات، الذي شيد قبل سنوات قليلة فقط في منطقة البحر الميت، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتخذ خطوات عملية وجادة تترجم الالتزام الدولي بحل الدولتين.
وتساءل: ما الذي يمكن أن نتوقعه في حال عدم قيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة، هل يعتبر خيار الدولة الواحدة حلا؟.
وأبدى تخوفه على الاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن مستقبل الشرق الأوسط مرتبط بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبتحقيق السلام القائم على حلّ الدولتين، إحداهما دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية حسب ما تنص عليه قرارات الأمم المتحدة وما يؤدي إلى معالجة قضايا الوضع النهائي كلّها. أما الدولة الأخرى فهي إسرائيل التي يتحقق لها عندئذ الأمن والقبول. وإذا تحقق ذلك، سوف تبدأ حقبة من السلام والتعاون في منطقة تمتد بين المحيطين الأطلسي والهندي. وشدد ردا على سؤال على أن الوقت لا يعمل لمصلحة إسرائيل كما يعتقد بعض المسؤولين فيها، وأنّ هؤلاء يخطئون إذا اعتقدوا أن الربيع العربي يصب في مصلحة إسرائيل وتكريس احتلالها للأرض العربية وسلب حقوق الشعب الفلسطيني. وبدا العاهل الأردني خلال اللقاء منزعجا من تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية. وزاد من تشاؤمه وضع الإدارة الأميركية الحالية التي لا تبدو قادرة على القيام بأي مبادرة في الشرق الأوسط بسبب انشغالها بالأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة بدءاً بالضمان الصحّي وانتهاء بالأزمة الاقتصادية. واعتبر أن الفلسطينيين ذهبوا إلى الأمم المتحدة سعيا إلى اعتراف بالدولة الفلسطينية في حدود العام 1967 بعد شعورهم بنوع من اليأس في ضوء السياسات الإسرائيلية الرافضة لخيار الدولتين والمواقف الدولية التي لا تعكس رغبة في ممارسة دور فعال يسهّل العودة إلى المفاوضات على أسس واضحة ومرجعية محددة. بالنسبة إلى الوضع الداخلي في الأردن، أكد الملك عبدالله الثاني أن لا عودة عن الإصلاحات. وقال تجري تحضيرات لإجراء انتخابات بلدية وانتخابات نيابية قريبا. وأوضح أن طموحه في الإصلاح يتمثل في قيام مجموعة من الأحزاب الأردنية ذات برامج سياسية واقتصادية واجتماعية متكاملة، على أن يترشح كل حزب على أساس برنامجه وان يصوت المواطن للبرنامج وليس للشخص بسبب علاقة القربى أو الانتماء العشائري وما شابه ذلك. وشدد على الذهاب في الإصلاحات إلى النهاية، مؤكدا أن الديموقراطية هي المدخل إلى الإصلاح الحقيقي الذي يجتمع حوله الناس تحت مظلة أحزاب سياسية. ولدى سؤاله عن الأسباب التي مكنت الأردن من تفادي تفاقم الاضطرابات، أشار إلى انه كان مهما العمل من أجل الابتعاد عن أي نوع من العنف مع المشاركين في الاعتصامات والتظاهرات، حتى لو كان هناك من يسعى إلى افتعال شغب وسقوط ضحايا. ولاحظ أن قوات الأمن استطاعت مواجهة الاضطرابات عن طريق احتوائها وذلك من دون اللجوء إلى أي نوع من العنف. كذلك لاحظ انه لم يسقط سوى قتيل واحد في الأردن طوال فترة الاضطرابات وكان ذلك المواطن الذي قضى ضحية أزمة قلبية تعرّض لها، لا علاقة لها بأي نوع من القمع أو العنف. وحرص العاهل الأردني على إدانة كلّ أنواع القمع التي تمارسها أنظمة عربية ازاء المتظاهرين، مشيرا إلى أن الإصلاحات في الأردن تشمل حتى دور الأجهزة الأمنية. وقال: حتى لو انتصرتَ على شعبك عن طريق القمع، فأنت مهزوم. وبخصوص المرحلة المقبلة، قال الملك عبدالله الثاني إن المرحلة المقبلة من مسيرة الأردن هي مرحلة التشريع والقوانين للمضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأضاف لقد قطعنا خطوة بالاتجاه الصحيح، من حيث انجاز التعديلات الدستورية التي تتطلب إجراء مراجعة شاملة وإقرار العديد من التشريعات والقوانين ضمن رؤية إصلاحية شاملة. وأكد العاهل الأردني أن الأولوية في هذه المرحلة هي إنجاز التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسية، وفي مقدمها قانون الانتخاب وقانون الأحزاب الذي ينبغي أن يتم التوافق عليهما، وكذلك إنجاز قانون الهيئة المستقلة للإشراف على الانتخابات، وقانون المحكمة الدستورية، حتى تكون لدينا مرجعية مختصة للبت بمدى دستورية التشريعات والقوانين.
وقال الملك عبدالله الثاني: سيكون في مقدمة أولويات الحكومة الجديدة مواصلة مسيرة الإصلاح والتحديث وتنفيذ استحقاقات هذه المرحلة. وأكد أن اختيار السيد عون الخصاونة لتشكيل الحكومة، ارتكز على ما يتمتع به من قبول وخبرة قانونية ومكانة عالمية، وهو أيضا أحدى الشخصيات الأردنية المرموقة التي حازت على حضور واحترام دولي مميزين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00