4 آذار 2020 | 08:16

إقتصاد

‏"كورونا".. هل يُوجّه ضربة قاضية للمولات!‏

المصدر: الاخبار - ايلده الغصين ‏

اقفال الأسواق الشعبيّة في لبنان لم ينسحب على الأسواق والمجمّعات والمراكز التجارية ‏‏(المولات)، وهو «ما لا يتطلّبه الوضع حالياً» وفق أكثر من مرجع معني بالموضوع.‏

محافظ بيروت زياد شبيب الذي اتخذ قرار إقفال الأسواق الشعبية في العاصمة كإجراء احترازي، ‏أوضح لـ«الأخبار» أن ما حتّم إغلاق هذه الأسواق الشعبيّة هو «كثافة التجمّع البشريّ ضمن بقع ‏صغيرة، ومن مناطق وجنسيّات مختلفة، إضافة إلى أن البضائع فيها متعدّدة الأنواع والمصادر ‏وبينها حيوانات وطيور وسواها، لذا فإن الخطر فيها أكبر... ولكن إذا تبيّن أن أيّ مكان آخر ‏يشكّل خطراً فسنتّخذ التدبير المناسب». وأوضح أنه «يجري حالياً درس إقفال مقاهي الأراكيل ‏وسنبتّ الأمر غداً (اليوم)».‏

ورغم استثناء الـ«مولات» من قرار الإقفال، إلا أن ذلك لم يحل دون انعكاس الهلع الذي سبّبه ‏تسجيل 13 إصابة بالفيروس، على الحركة في هذه المجمّعات. رئيس مجلس إدارة شركة ‏‏«أدميك» المدير العام لـ«سيتي مول» ميشال أبشي أوضح لـ«الأخبار» أن «التأثير كبير على ‏المولات وأماكن التجمّع والأماكن المخصّصة للأطفال، وعلى الاقتصاد بشكل عام، فيما ردّة ‏الفعل إلى حينه مبالغ بها، لكنّها مفهومة، إذ يحتاج المواطنون إلى وقت للتأقلم مع ظاهرة ‏حديثة». ‏

وأكّد «انخفاض عدد روّاد المجمّعات التجارية يومَي السبت والأحد، كما أن قرار وقف المدارس ‏أثّر سلباً. الهلع من كورونا جاء كضربة قاضية بعد الأزمة الاقتصاديّة وانخفاض القوّة الشرائية ‏والغلاء المعيشي وتدهور المبيعات».‏

أبشي أشار إلى أن المجمعات التجارية «لم تبلّغ إلى حينه بأي تنظيم على صعيد الدولة لتحسين ‏شروط الوقاية، لكننا نلتزم بالـ ‏self discipline‏ (إجراءات الضبط الذاتيّة) والمواصفات العالميّة ‏من دون أن تطلب منا أي جهة ذلك!». وأوضح: «قمنا بزيادة سوائل غسل اليدين ووسائل ‏التطهير ووزّعناها بشكل أكبر ضمن المؤسّسة وشجّعنا الموظّفين على الغسل والتعقيم بشكل ‏مستمرّ، ووضعنا برنامجاً للتنظيف والتطهير في المطاعم والأماكن المخصّصة للأطفال». ‏واستدرك «لكن لا يمكن للشعب والمؤسسات أن تقوم مكان الدولة بالتوعية المطلوبة على صعيد ‏البلد والإعلام. المطلوب طمأنة علميّة مقابل التعايش مع واقع سيستمرّ إلى أشهر مقبلة ولن ينتهي ‏بأسبوعَي إقفال».‏

بما أن «كورونا» هو فيروس وليس بكتيريا، فإنه «لا إجراءات خاصّة على صعيد السلامة ‏الغذائيّة»، وفق مهندسة السلامة الغذائيّة في إحدى الشركات الكبرى. وأوضحت أن «ضبط ‏المسألة في الأماكن العامة لا يزال محدوداً، لذا فالتدابير المطلوبة من المؤسسات التي تستضيف ‏زبائن يجب أن تتضمّن أقلّه: إجراء الفحوصات الدوريّة للموظّفين، عقد حلقات توعية لهم، التزام ‏المنزل لمن تظهر عليه عوارض الرشح، تكثيف التعقيم والتطهير، غسل اليدين بالماء ‏والصابون».‏

أستاذ طب المجتمع والوبائيات في الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور سليم أديب اعتبر أن ‏‏«إقفال الأماكن العامة مثل المجمّعات التجاريّة ودور السينما لا يزال أمراً مبكراً الحديث بشأنه، ‏إذ هو إجراء يتمّ اللجوء إليه في حالات الأمراض الخطيرة والسهلة الانتشار». اما في حالة ‏الـ«كوفيد - 19» فالمطلوب «مراقبة الوافدين والمختلطين بهم ووضعهم تحت المراقبة أو الحجر ‏الصحّي». ولفت إلى أن «تنازل الدولة عن مسؤوليّاتها وتأخّرها في الإجراءات الاحترازيّة حيال ‏الوافدين من البلدان الموبوءة، أدّى إلى تحميل المجتمع كلّه المسؤوليّة... والتضخيم أدّى إلى هلع ‏لا داعي له». وعن الأماكن العامة وإمكانية انتقال العدوى من خلال لمس المساحات ‏‏«الموبوءة»، لفت الى أن «إمكانية انتقال الفيروس على المساحات الصلبة ضئيلة حتى الآن، إذ ‏يحصل ذلك لدى لمسها ثم وضع اليد على الوجه أو العين... لذلك نحن بحاجة إلى وقاية والتزام ‏الإرشادات بشأن النظافة والتعقيم من دون هلع»، مشيراً إلى «أنه لا يمكن الطلب من الناس في ‏هذا الوقت المبكر لانتشار الفيروس التزام المنازل، وإلا ماذا نفعل بعد أسبوعين أو أكثر؟». أما ‏الحلّ فهو بـ«استئجار الحكومة فنادق للوافدين والمشكوك بإصابتهم ووضعهم فيها تحت رقابة ‏صحيّة وأمنيّة». وأشار الى إيجابيّة تتمثّل «في أننا مجتمع فتيّ، والفئة العمريّة الشابة هي الأكثر ‏اختلاطاً في الأماكن العامة والمدارس والجامعات، لذا فإن الوضع ليس خطيراً للبدء باتّباع ‏الإجراءات التي اتّخذت في البلدان التي ارتفعت فيها نسبة الوفيات مثل الصين وكوريا الجنوبية ‏وإيطاليا وإيران».‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

4 آذار 2020 08:16