استحقاق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية بدأ يشغل اهتمام الرأي العام الأميركي على مختلف المستويات، قبل تشرين الثاني من سنة 2004.
وتؤكد الأوساط الأميركية الواسعة الاطلاع، "ان السنة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة الى اتجاهات الفوز بالرئاسة لدى أي من الحزبين الجمهوري أو الديموقراطي. وقبل ذلك لا يمكن التكهن بالهوية الحزبية للرئيس المقبل للدولة العظمى".
وتشير الأوساط الى أن المرشح الديموقراطي هوارد دين المنافس للرئيس الحالي الجمهوري جورج بوش يستقطب الأنظار من بين مرشحي حزبه، غير أن قناعة الرأي العام الأميركي تحددها سلسلة مواضيع، أولها مدى ارتياح الأميركيين للوضع الاقتصادي والمعيشي في بلدهم، ثم في الدرجة الثانية، مدى قناعتهم بالحملة على الإرهاب العالمي، ومدى قناعتهم بالحرب على العراق وبسبل التدخل الأميركي في التسوية في الشرق الأوسط.
وتشدد المصادر، على أهمية ما سيحققه بوش خلال سنة من الآن في تلك المواضيع لحيازة الاقتناع الأميركي بما حققه فتكون هناك إمكانية واسعة أمام إعادة انتخابه، وإلا فلن يعود الى البيت الأبيض لولاية ثانية.
وفي الحالة الأخيرة، تؤكد المصادر، أن هوارد دين يصبح الأكثر حظاً، وهو يمتاز بالنسبة الى العرب، بأنه من أنصار الداعمين للقضية الفلسطينية، ويعتقد أن على الولايات المتحدة أن يكون لها اليد الطولى في حل النزاع العربي ـ الإسرائيلي على أساس الحقوق المشروعة، وأن عليها أن توفر لنفسها دوراً متوازناً في منطقة الشرق الأوسط.
ولا تقيم مراكز الأبحاث السياسية في جامعات واشنطن اعتباراً كبيراً لمدى تأثير الحملات على الناخبين، وتعتبر أن القناعة وحدها كافية لتحديد الصوت، مهما تكبد المرشحون من تكاليف مالية لحملاتهم.
ومن خلال عقد لقاءات، في إطار برنامج "تعزيز قدرات المواطنين وتكنولوجيا المعلومات الذي "ينظمه المركز الصحافي التابع لوزارة الخارجية الأميركية، تشارك فيه "المستقبل"، أكد مدير الأبحاث في معهد السياسة والديموقراطية والانترنت في جامعة جورج واشنطن الدكتور كورنفيلد "ان القانون الأميركي المتعلق بالسقف الأعلى لتمويل الحملة الانتخابية يختلف بين ولاية وأخرى. وفي العموم إنها مسألة مفتوحة". وقال: "إن الأبحاث التي يقوم بها تهدف الى أن يتمكن كل الناس في الولايات المتحدة من استعمال الانترنت للحصول على معلومات أكثر، وإن جهوده تنصب على المسألة التثقيفية، وعلى الحملات الانتخابية أكثر مما هي منصبة على التحضير لتوسيع هذه العملية، لزيادة عدد الأميركيين المهتمين بالانترنت والانتخابات".
وأوضح أن الانترنت لا يؤثر في خيارات الناخبين، بل سيوفر مزيداً من المعلومات أمامهم، وفي أغلب الحالات لزيادة تأييدهم ومحبتهم لمن يرغبون في انتخابه.
أما بالنسبة الى الدعاية الترشيحية، فإن كورنفيلد يقول استناداً الى أبحاثه، إن "لا أحد يستعمل الانترنت كدعاية ترشيحية حتى الآن، ويبقى التلفزيون والراديو أهم من ذلك، في هذا المجال". ويلفت الى أن مسألة الانتخابات قضية عظمى تستقطب الناس لأنها محطة يبدأ خلالها المواطنون بالتفتيش والتفكير بالحلول للمشكلات الموجودة وطريقة هذه الحلول.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.