ماذا يعرف الشعب الأميركي عن تفاصيل القضايا المصيرية في الشرق الأوسط، أو في افريقيا أو في أنحاء أخرى من العالم؟ وهل لإعلام الولايات المتحدة دور ما في هذا المجال؟
مما لا شك فيه، ان سياسة الولايات المتحدة تجاه قضايا المنطقة لا تتغير من جراء كتاب موجه إلى زعيم أو من خلال مقال في صحيفة ما. على الرغم من ان مكتب الإعلام الخارجي في الخارجية الأميركية يعي تماما، كما الإدارة الأميركية، ان العالم تسوده حال من عدم الرضى عن السياسات الخارجية لواشنطن في المنطقة، وان هناك انتقادات لجوانب معينة في هذه السياسة.
"المستقبل" من خلال مشاركتها في برنامج نظمه مركز الصحافة الخارجية في وزارة الخارجية الأميركية تحت عنوان "تعزيز دور المواطن وتكنولوجيا المعلومات، المشاركة الجماهيرية النشطة عن طريق الانترنت"، أمكنها التعرف إلى الأهمية التي توليها الإدارة الأميركية لإبراز الوجه الايجابي لسياساتها ولدورها عبر الإعلام الذي تقدمه إلى دول العالم.
وينفي مسؤول مكتب الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية الأميركية مفيد الديك، ان تكون من بين مهمات هذا الإعلام مسؤولية إطلاع العالم الخارجي على ما يقال ضد السياسة الأميركية، "فهذا ليس من مهمة وزارة الخارجية، التي من مسؤوليتها ان تطلع بمختلف دوائرها، على مثل هذه المسائل من دون ان تكون معنيّة بتعميمها".
وحول أهداف هذا المكتب يوضح الديك "انه يقوم بمهمة الإعلام الأميركي الموجه إلى دول العالم وليس إلى الداخل الأميركي". وأكد ان النظام الأميركي "لا يسمح بإنشاء وزارة إعلام، وهي ليست موجودة في الولايات المتحدة، خلافا لما هو عليه الوضع في غالبية دول العالم".
ويعزو السبب في ذلك "إلى ان الإدارة الأميركية ترغب في ان يكون المواطنون الاميركيون بمنأى عن التأثيرات التي قد يتركها هذا الإعلام على خياراتهم أكان في تكوين الرأي حول التطورات أو المستجدات الداخلية أو القضايا المطروحة، أو بالنسبة إلى التأثير في الانتخابات ونتائجها والحملات الانتخابية.
وتعتقد واشنطن ان هذا التوجه يحقق هدفين، الأول احترام المسيرة الطبيعية للحملات الانتخابية وإبعادها عن الدعايات السياسية عبر الإعلام الذي قد ينحو في اتجاه معين والثاني ان يسعى الحزب الذي يتسلم السلطة في البلاد إلى القيام بتسويق حسناته وأهميته والدعاية لإنجازاته للفوز ثانية، عبر وجود وزارة إعلام أو إعلام رسمي موجه إلى الداخل. وهو أمر مخالف للقوانين الأميركية.
لذلك، يوضح الديك، فإن مكتب الإعلام الخارجي يوجه منتجاته الإعلامية إلى خارج الولايات المتحدة وليس إلى داخلها. وهو يقوم بإصدارات متنوعة تتناول خصوصا الشرق الأوسط.
وهناك كتب باللغة العربية عن مواضيع تهم العالم والشرق الأوسط، مجلات إلكترونية تصدر كل أسبوعين تتناول قضايا الفقر، واستراتيجية الأمن القومي لإدارة بوش يكتب فيها بصورة معمقة مسؤولون في إدارات معينة، ومراكز أبحاث وأساتذة جامعات مهمة. كما يصدر عن المكتب موجز نشرة باللغة الانكليزية عن الشرق الأوسط وآخر باللغة العربية يبثان يوميا مباشرة عبر الانترنت.
وتمول الخارجية الأميركية هذه الإصدارات الإعلامية وتوزعها على العالم، وخصوصا عبر السفارات، إضافة إلى التوزيع عبر الانترنت وعبر الاتصالات المباشرة المتنوعة، وفي كل الأحوال توضع كل المواد فورا على الانترنت في ست لغات رئيسية.
ويقول الديك، ان هناك تركيزا في المواضيع التي تتناولها وسائل الإعلام الخارجي على مختلف القضايا التي تهم كل القراء، فهي الصوت الرسمي لاميركا في ما يتعلق بالشرق الأوسط وافريقيا.
اذا، الإعلام الرسمي في اتجاه الداخل ممنوع في الولايات المتحدة. لكن كيف يدرك الاميركيون حقيقة قضايا العالم؟ هذا هو السؤال الذي تجيب عنه مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع في العاصمة الأميركية بالقول ان الناس لا يعرفون عمق القضايا التي تتدخل واشنطن لحلها في العالم. وان المسؤولين الاميركيين الذين يسمعون مواقف الدول ولا سيما العربية الشرق اوسطية، من خلال اللقاءات مع قادتها، تبقى ملك الإدارات المختصة التي لا تعمد إلى إطلاع الرأي العام الأميركي عليها، وهذه مشكلة كبيرة تحول دون تصحيح الصورة لدى الرأي العام الأميركي إزاء العديد من القضايا.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.