8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وليام بيرنز لـ "المستقبل":

أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، وليام بيرنز، في حوار مع "المستقبل" ان "أي مسار للسلام في المنطقة يجب ألا ينتظر انتهاء مسار آخر لأن السلام الشامل الذي تلتزم به الإدارة الأميركية يعني التقدم على كل المسارات، ليس على المسار الفلسطيني مع اسرائيل فقط، بل على المسارين اللبناني والسوري معها أيضاً".
وأوضح بيرنز ان "على القيادات في لبنان وسوريا ان تظهر أنها ملتزمة بعملية التفاوض، ويعني ذلك حسب نظرتنا ان تظهر التزامها بمحاربة المجموعات الإرهابية والمتطرفة التي تهدف إلى توقيف العملية السياسية. لهذا كان هذا الأمر جزءاً من حوارنا مع سوريا". وأشار إلى أن "هناك العديد من التباينات في وجهات النظر مع سوريا"، لافتاً إلى أن بلاده لا تحاول اقناع اللبنانيين بوجود رغبة لديهم في التخلص من هذه المجموعات "ولا سيما ان لبنان هو أكثر دولة عانت التطرف العنفي في المنطقة".
وقال بيرنز رداً على سؤال: ان على أي مسار ان ينتظر انتهاء مسار آخر، "ان الإدارة الأميركية الحالية كما أية إدارة سابقة، أبدت التزاماً واضحاً بعملية السلام الشامل مع الاعتبار ان هذا السلام الشامل يعني التقدم على كل المسارات، وليس المسار الفلسطيني فقط الذي جذب انتباه كل العالم خصوصاً خلال السنوات الماضية، بل المساران اللبناني والسوري أيضاً. والولايات المتحدة ملتزمة العمل بكل ما في وسعها في هذا الإطار، كما يتطلب ذلك الاهتمام من الفرقاء المعنيين أنفسهم خصوصاً اللبنانيين والسوريين الذين يعانون أوضاعاً صعبة، كما يتطلب من القيادات ان تظهر انها ملتزمة بعملية التفاوض، ويعني ذلك حسب نظرتنا ان تظهر التزامها بمحاربة المجموعات الإرهابية والمجموعات المتطرفة، والتي هدفها توقيف العملية السياسية. لهذا السبب كان هذا الأمر جزءاً من حوارنا مع سوريا مثلاً. نحن ملتزمون السلام الشامل وإحياء التقدم على المسارين اللبناني والسوري، وكذلك المسار الفلسطيني، وإذا كان الفرقاء المعنيون جاهزين للسير في هذا الاتجاه، فهذا يساعدنا".
التباينات مع سوريا
أضاف: "لا يزال لدينا العديد من التباينات في وجهات النظر مع سوريا، والتي تحدثنا عنها بصراحة وعلناً. الولايات المتحدة لا يزال لديها قلق حول نقاط عدة هي مثلاً: حقيقة ان قيادات فلسطينية متطرفة تتخذ من دمشق مقراً لها، ولنشاطاتها ولا سيما أنشطة "حماس" و"الجهاد الاسلامي" التي تناوئ جهود السلطة الفلسطينية التي تلتزم بدورها خارطة الطريق".
وعن الحوار الأميركي مع لبنان، قال: "عقدنا حواراً مع لبنان تناول مثلاً التخفيف من مصادر التمويل للمجموعات الارهابية. وأرى أن لبنان هو اكثر بلد عانى التطرف العنفي في المنطقة، لذلك لا أرى اننا نحاول اقناع اللبنانيين بوجود رغبة لديهم بالتخلص من هذه المجموعات. ليس سهلاً ان يقوموا بالتخلص منهم، لكن نحن نقوم بما في وسعنا في هذا المجال، ونأمل ان نعزز التطور الاقتصادي في لبنان، وسنستمر في ذلك".
وأكد ان الرئيس الأميركي جورج بوش ووزير الخارجية كولن باول مهتمان جداً بدفع تنفيذ "خارطة الطريق"، معتبراً "ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي مدعوان كما كل الفرقاء المعنيين، الى أن يتقدموا في اتجاه بناء الدولتين لأنه ليس هناك من حل آخر للمسألة الفلسطينية ـ الاسرائلية الا عبر "خارطة الطريق" التي تضع حداً للصعوبات التي تواجه الطرفين اليوم، وتجعهلما يخطوان في اتجاه الدولتين كحل حقيقي وعملي، الأمر الذي يتطلب من الولايات المتحدة ممارسة قيادتها في الموضوع، وهذا ما يحاول ان يقوم به الرئيس بوش. يجب ألا نضيع مزيداً من الوقت، والجميع يتذكر أن المعاناة لدى الطرفين مستمرة منذ التسعينات".
وشرح الشراكة التي هي موضوع "الشراكة" مبادرة الوزير كولن باول، بقوله: "الشراكة تعني ان الولايات المتحدة ليست وحدها التي تملك الاجابات عن كل الأسئلة المطروحة. لأننا لا نملكها. ما نملكه هو المصادر والعناصر التي تجعل القيادات والشعوب ترغب في اتاحة فرصها، خصوصا من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. لذا، فإن المبادرة الى ذلك يجب ألا تأتي من المجتمعات المعنية بها، ومن الولايات المتحدة وحدها. في الماضي قدمت الولايات المتحدة مساعدة واسعة الى اقتصاد الدول، وما نحاول ان نقدمه الآن هو الحفاظ على هذه المصادر الاقتصادية، والمساعدة في طرق أخرى أيضاً، وفي اطار تنشيط الأنظمة الاقتصادية في الدول وتوفير فرص العمل، كذلك زيادة الفرص الثقافية، ما يزيد من معرفة الشعوب في التعاطي مع هذا النوع من الاقتصاد. أقول ان مبادرة الرئيس بوش والوزير باول في شأن الشراكة مع الدول العربية ستجد طريقها إلى النجاح، وهذا يتم عبر المبادرات التي تأتي من المنطقة العربية، وعبر استعمالنا نحن لمصادرنا بصورة أوسع، عبر اتفاقات التجارة وبرامج التبادل".
وأعرب عن تفاؤله بقيام هذه الشراكة من دون ان يلغي بعض العقبات "لكنها تعتمد على مبادرة دولكم أنتم".
وشدد على ان "كل القضايا هي محط اهتمام أساسي من جانب واشنطن، وإذا ما تطلعنا إلى الاهتمامات الأميركية في الشرق الأوسط نجد ان واشنطن تسعى إلى ضمان أمنها هي، وكذلك أمن كل الدول، كما تسعى إلى دفع السلام العادل ديبلوماسياً لإعادة إحياء السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، كذلك نهتم بإقامة الدولة الفلسطينية، وكجواب على سؤالك نحن نعمل من أجل محاربة الإرهاب، دفع الديبلوماسية الفلسطينية والإسرائيلية بكل ما في وسعنا، والعمل أيضاً، وعلى المدى البعيد، على توفير فرص سياسية واقتصادية وثقافية، كل ذلك في اطار استراتيجية فاعلة، ولا نستطيع ان نحقق واحدة ونتجاهل أخرى".
وعن وجود مصلحة للولايات المتحدة في ان تكون هناك وحدة اقتصادية عربية كما هو حال الاتحاد الأوروبي، قال: "ما هو معنى الوحدة الاقتصادية؟ أهي مزيد من نظام التجارة الحرة بين البلدان العربية؟.. ان ذلك امر صحي جداً بين دول يربط بينهم تاريخ مشترك، خصوصاً وأننا ندرك ان الحركة التبادلية التجارية بين الدول العربية في مستوى يقل عن أوضاع مشابهة في العالم، وهذا غير صحي، لا للمنطقة ولا للمواطنين العرب، عندما نتحدث عن تشجيع اقامة منطقة تجارة حرة عربية ـ أميركية خلال السنوات العشر المقبلة، يعني أيضاً تشجيع دول المنطقة العربية نفسها، لأني أعتقد ان ذلك يعود بالنفع على كل فرد في المنطقة وبالتالي يعود بالنفع على الولايات المتحدة أيضاً، لذلك نحن سنستمر في تشجيع التبادل الحر بين الدول العربية".
وأوضح ان الرسالة التي يطلقها المنتدى الاقتصادي العربي ـ الأميركي الذي عقد في ديترويت "هي اننا نشارك رغبة معينة لقادة المنطقة العربية وشعوبها في إنجاز عدد من الامور المهمة، والدفع بزخم وقوة، وما في وسعنا هو الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية، والأمل في أن يبني الشعب العراقي دولته المزدهرة والموحدة كما يستحق، وكما تريد شعوب المنطقة، ومن أجل استكمال محاربة الإرهاب، وفي الوقت نفسه نعمل، وبأمل كبير، على اتاحة الفرصة الاقتصادية والثقافية والسياسية، وهذا مهم جداً، لكن ذلك لا يمكن انجازه في يوم أو أسبوع أو شهر، انه التزام طويل الأمد، ومهم جداً، وأن نبتكر افكار جديدة، وأن نركز على العمل في اطار برامج، وستكون مرنة للغاية، بحيث يتم الأخذ في الاعتبار ما يلائم بلداً دون آخر".
ولاحظ انه "قد تكون هناك تحولات على المدى البعيد، وليس كافياً التركيز على التحديات الديبلوماسية التقليدية فقط، ونعتبرها مهمة كما هي، وليس كافياً أن نستعمل الطرق والوسائل الأمنية فقط لمحاربة الارهاب، يجب في الوقت نفسه ان نجعل الشعوب ترى ان هناك امكاناً للتفاؤل لهم وللأجيال الصغيرة والمقبلة، والادارات الناجحة تحاول في هذا السبيل وتفتش عن ذلك".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00