عاد وزير الخارجية والمغتربين جان عبيد الى بيروت منتصف ليل امس، آتيا من دبي، المحطة الاخيرة في جولته الخليجية الثانية، التي شملت الامارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان، في تحرك ديبلوماسي هدفه التركيز على اهمية حق عودة اللاجئين الى ديارهم، فضلا عن تفقد ابناء الجالية اللبنانية في تلك الدول.
وقال عبيد في كلمة له امس في مقر قنصلية لبنان العامة في دبي امام عدد من ابناء الجالية: "ان اللبنانيين الذين تلتقيهم في الخارج هم قدر كبير من ثروة لبنان، التي هي قبل ان تكون جغرافيا واشجارا واحجارا ومياها ورؤى ومطلات على السهول والبحر، هي ثروة الانسان في لبنان. هذه الثروة كبّرت لبنان، فوطننا ليس كبيرا في الجغرافيا لكنه كبير بالروح، روح شعبه. ولقد لمسنا هذه الروح في الخليج، وفي دولة الامارات التي رعتها واعلنتها. لمسنا اينما كان العرفان لهؤلاء اللبنانيين الذين احبوا الارض التي وطأوها بقدر ما احبوا وطنهم، ورعتهم هذه الارض وهذه الدولة بمثل ما ترعى مواطنيها".
وخاطب الحضور قائلا: "وطنكم قد لا يكون في الحال الافضل الذي يتمنى، ولكنه خرج من الحال الاسوأ التي يكره، وهو ذاهب باذن الله بعيش مشترك، بتفاهم اهله، بلقاء اديانه ومذاهبه وطوائفه، بمسيحييه ومسلميه، وبالتفاعل الثقافي ما بين جهاد قوى شعبه، ذاهب باذن الله الى مزيد من الرقي. لقد دفع اثمانا غالية لعبر لن تزول، منها ان الغلو في المذهب او الطائفة او الدين او في اي شأن، ينتهي مسيئا الى صاحبه اكثر مما هو مسيء الى غيره. وان نزعة الالغاء بدأت في الغابة وفي الحديقة لتنتهي الى شرعة قبول الآخر والحوار والتفاعل معه، حتى يقوم على هذا الكوكب بناء صلب عميق لا تقوى عليه عواصف الغضب او الانانية. لبنان قوي بهذا الاخاء المسيحي ـ الاسلامي، وبهذا التنوع الديني والمذهبي والسياسي، بانتمائه الى المحيط العربي انتماء عريقا صلبا، متجذرا ومعطاء، يأخذ ويعطي، يتعلم ويعلم. ولبنان لا يمكن ان يساق او يعاقب ويؤخذ الى الفتن من جديد، وهذه هي الحقيقة الذهبية التي ارسيت، فهو متضامن بين اهله، مع كرامته وحقه بالسيادة والكرامة وتحرير ارضه. وان عمليات القتل والتدمير انطلقت اساسا من المشروع الاسرائيلي لتحرض مسيحيا على مسلم ومسلما على مسيحي وعربيا على عربي وفلسطينيا على لبناني ولبنانيا على فلسطيني وسوريا على لبناني ولبنانيا على سوري ومظلوما على مظلوم، في حين ان المشروع الاسرائيلي الاساسي قذف بالمظلومين على بعضهم، واراد لهم ان يقتتلوا ويفنوا انفسهم ويتبادلوا الالغاء، ولا يتبادلوا التحاور والانماء والاعمار والتوحد والقوة".
وختم: "اقول ذلك وانتم من سميتم كواكب دفع بها لبنان او اندفعت من تلقاء نفسها لتنير في كل مكان وتنقل روح لبنان التي لا يقوى عليها الموت ولا الفتن. واعتقد ان ما استخلصناه من عبر وما اسسناه من ثوابت في حياتنا سيكون دائما محور استلهامنا. نحن في المسؤولية، منذ الامس، لكن قوة لبنان ووحدته ودولته وعطاءه لم تبدأ بنا ولم تنته عندنا، سبقنا اوائل خدموا واعطوا ونحن ادينا ونؤدي ما يترتب علينا، وسيأتي من بعدنا. لقد عبّر لبنان عن هذا الحب العميق والعظيم لهذا الخليج ولهذه الدولة بالذات، وارسل سفراء وقناصل على مستوى هذه المحبة، يضعون انفسهم وروح لبنان الغالية في خدمتكم وفي خدمة دولة الامارات".
وكانت القنصلة العامة للبنان دونا الترك اقامت مأدبة غداء تكريمية في مقر دار السكن، حضرها عدد من ابناء الجالية والوفد الرسمي. والقت كلمة رحبت فيها بالوزير عبيد، واثنت على ما تقوم به دولة الامارات بالنسبة الى اللبنانيين العاملين فيها.
ثم زار عبيد والترك وسفير لبنان لدى الامارات حسن برو، المدرسة اللبنانية الفرنكوفونية الخاصة وجال في ارجائها.
وصباحا، كان عبيد تفقد المنطقة الحرة واستمع الى شرح مفصل عن كيفية العمل فيها، ثم زار فندق "برج العرب".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.