أكد وكيل وزارة الإعلام الكويتية الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح ان دولة الكويت ترتاح الى التعامل مع أي حكومة يختارها الشعب اللبناني، ولفت الى ان التواصل مع حكومة لبنان لا يتأثر بأي ظرف من الظروف، واعتبر ان ما يهم دولة الكويت مصلحة لبنان وشعبه في الدرجة الأولى.
ورأى الصباح ان مضيق هرمز هو جزء من الاستقرار الاقتصادي العالمي، وبالتالي لن يتم إغلاقه، انه مسؤولية عامة وكل المعنيين ملتزمون بذلك.
وأشار الى ان الربيع العربي ليس مصطلحاً عربياً وقال هذه المصطلحات نريد نتيجتها وليس تسميتها.. ومنطقة الشرق الأوسط هي منطقة تمركز لمصالح العالم وخلافاته، لكن علينا ان نتبنى مصالحنا ومصالح شعوبنا في الدرجة الأولى. داعياً الى اعتماد الشفافية والنزاهة في أي نظام يعيش ويستمر كنهج لان ذلك هو الحل الوحيد للاستمرارية.
وشدد على أهمية فتح صفحة جديدة للحكومة الكويتية المقبلة في ضوء انتخابات مجلس الأمة في الثاني من شباط المقبل، مع المجلس الجديد للأمة لبدء تعاون جديد لمصلحة الكويت وترجمة هذه العلاقة بالشكل الصحيح.
تحدث الصباح خلال لقاء خص به الوفد الصحافي اللبناني الذي لبّى دعوة وزارة الإعلام الكويتية للاطلاع على التحضيرات لانتخابات مجلس الأمة الكويتي، وعلى عمل المركز الإعلامي الخاص بذلك.
سئل وكيل وزارة الإعلام عمّا إذا كانت حكومة الكويت تتعامل مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فقال ان الكويت ترتاح الى التعامل مع أي حكومة يختارها الشعب اللبناني، وان العلاقة مع الشعب اللبناني متينة وقديمة والتواصل مع الحكومة لا يتأثر بأي ظرف.
وأشار الى ان لا أسباب سياسية وراء عدم حصول زيارات رسمية كثيفة بين لبنان والكويت. فيوجد دائماً زيارات لمسؤولين كويتيين الى لبنان، كما تمت أخيراً زيارات لوزيري الاقتصاد والمواصلات في الكويت الى بيروت، انما لم تحصل ظروف معينة لاتمام زيارات أخرى.
ورأى أن الكويت حريصة على استمرار الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين، وما يهمنا هو مصلحة لبنان ومصلحة شعبه في الدرجة الأولى.
وحول المواقف الأخيرة في مضيق هرمز، أوضح وكيل وزارة الإعلام الكويتية ان مضيق هرمز هو جزء من الاستقرار الاقتصادي العالمي، وان من أطلق المواقف في شأن إغلاقه عاد وتبين له أخيراً الشيء الصحيح، وبالتالي لن يتم إغلاقه وهذا المضيق هو مسؤولية عامة وكل المعنيين ملتزمون بها.
وفي شأن الانتخابات النيابية لمجلس الأمة في الكويت والمقررة في الثاني من شباط (فبراير) المقبل، أوضح الصباح انه يتوقع انتخابات نزيهة وناجحة والمهم ان يحسم الناخب اختيار المرشح الذي يخدم البلد. وقال نحن نحتاج الى مجلس أمة وحكومة يتعاونان معاً لتنمية الكويت وتقدمها وازدهارها، وكلنا ثقة بوعي الناخب في هذه المرحلة ومتفائلون بذلك. ولفت الى أن مفهوم المعارضة في الكويت وكذلك الموالاة غير دقيق.
نحن لدينا رأي ورأي آخر، واختلاف في وجهات النظر على بعض الأمور، لكن لا يمكن لأحد منّا ان يختلف على مصلحة الكويت. فالمسألة هي انه لو كان هناك من يعارض، كل ذلك بهدف قضايا تصب في مصلحة الكويت. اليوم نمر في مرحلة بناء وتعاون ونحتاج الى جهد مشترك من المجلس الجديد والحكومة الجديدة التي ستشكل بعد أسبوعين على الانتخابات.
أضاف ان حكومة الكويت قادرة برجالاتها على ان تنتقل بالبلاد الى مرحلة التقدم والتطور. فالحرية جزء أساسي من كيان المجتمع الكويتي. انها ممارسات موجودة منذ القدم، والإعلام والصحافة في الكويت من أنشط الإعلام في الدول العربية، ولهما مساهمات كثيرة ومتوقعة لمرحلة بناءة، مع تقديرنا للإعلام اللبناني المميز.
ولفت الى ان نتيجة الانتخابات تحكمها الصناديق، مؤكداً على مفهومه بأن الصحافة ساهمت الى حدّ بعيد في إعطاء بعض الصفات والتي هي جزء من العمل الصحافي.
لدينا برامج وخطط، ويوجد اختلافات نتيجة ممارسات تحصل في الحكومة والبرلمان وصلت الى مرحلة ارتأى اثرها صاحب السمو أمير الدولة الشيخ صباح سالم الصباح ان المصلحة الوطنية تقتضي العودة الى الشعب والاحتكام له من خلال الانتخابات لمواكبة المرحلة المقبلة.
أضاف وكيل الإعلام الكويتي إذا كانت الاعتراضات على قضايا موضوعية فهي مقبولة. نحن نركز على البناء لخطط التنمية، وكانت هناك عراقيل، ونتمنى في المرحلة الجديدة وجود تعاون بين المجلس والحكومة لتحقيقها. أضاف الدستور الكويتي واضح، وأي عثرات أو ممارسات في السابق ستتعامل الحكومة معها وستعالجها. انني أتوقع مرحلة ايجابية مقبلة لمعالجة الملاحظات التي حصلت في إطار خطط ملموسة للتطبيق يشعر بها جميع المواطنين. لدينا سلبيات وأخطاء كأي مجتمعات، لكن لدينا ايجابيات أكثر، في السابق حصل عدم تعاون بين المجلسين، والآن سيستفاد من العثرات التي أثرت في العلاقات لقيام مرحلة جديدة من البناء، وهذا بمثابة تحدٍ لأي حكومة جديدة. فهي تحتاج الى فتح صفحة جديدة مع مجلس الأمة لبدء تعاون جديد لمصلحة الكويت، وترجمة هذه العلاقة بالشكل الصحيح. إذاً فأنا أتوقع اننا سنرى مرحلة من التعاون الكبير.
وأكد الصباح أن من أولويات العمل السياسي احترام القضاء. ان ممارسة حرياتنا تعود الى جزء من الوعي والعمل السياسي في بعض الأحيان وعدم قبولنا بالنتائج، لكن القضاء الكويتي سلطة مستقلة.
أضاف: ان رئيس البلاد أمير دولة الكويت حرص باعتباره رئيس السلطات الثلاث على ان تكون السلطة القضائية محصّنة ومستقلة، وان تصدر قوانينها باستقلالية تامة لأنها سيدة قرارها.
ورداً على سؤال حول دور الكويت مما يحصل في المنطقة، أشار الى ان دور الكويت الخارجي مهم، وهي تستثمر علاقاتها الطيبة مع كل الدول. واليوم فإن منطقة الشرق الأوسط غير مستقرة، ومعرّضة للتغييرات، فإن وجود إعلام نشط يوازي ديبلوماسية نشطة أمر مهم جداً. فدور الكويت ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي في التحرك الديبلوماسي مهم أيضاً.
فالكويت سبّاقة في التعاون مع القضايا العربية من خلال علاقاتها الطيبة مع الجميع، وليست لديها عداوات مع أحد. قد يكون مهماً تنشيط الدور الإعلامي لأن بعض المبادرات الكويتية على مستوى عالمي لا أحد يعرف عنها شيئاً فنحن نعمل من دون كلام.
فعلى سبيل المثال هناك مشاريع دعم الشعب اللبناني، أي ان العلاقة مع لبنان ليست منّة أو فضلا، انما ترتكز الى محبة وتقدير للشعب اللبناني.
فلبنان كان من أوائل الدول العربية التي دانت الغزو العراقي للكويت، من هذا المنطلق قد نكون مُقلّين إعلامياً.
فالأزمة بين سلطنة عُمان والإمارات عملت الكويت على حلها عبر تدخل أمير الدولة لعودة المياه الى مجاريها. وكنّا نشهد دوراً كبيراً للكويت مثلاً على ذلك عندما كان أمير الدولة وزيراً للخارجية حيث كان له دور مميز جداً.
وحول ما إذا كان أمير الدولة يقترع في يوم الانتخابات أجاب وكيل وزارة الإعلام: ان الأسرة الحاكمة لديها تقاليد فهي تحترم رغبة الشعب، وهذا ما تبديه بعض عناصر الأسرة أيضاً في عدم الانتخاب.
انه احترام أدبي، وان موقفها كأسرة هي في احترام إرادة الشعب وخصوصاً في اختيار ممثلين عنهم. فأمير الدولة لا يقترع انما بعض عناصر الأسرة الحاكمة ينتخب.
ورداً على سؤال حول المتغيرات في المنطقة وقراءة الكويت لها، أكد وكيل الإعلام اننا نتكلم عن دول لها ظروفها ولديها أوضاعها وما يؤهلها لتكون عُرضة للتغييرات، ودول قريبة من شعوبها تبذل ما بوسعها لخدمتها، وهي تلك التي لم يحصل لديها مشكلة في التعاطي مع المتغيرات.
الربيع العربي ليس مصطلحاً عربياً، فهذه المصطلحات نريد نتيجتها وليس تسميتها. نحن في الشرق الأوسط منطقة تمركز لمصالح العالم وخلافاته، وعلينا ان نتبنى مصالحنا ومصالح شعوبنا في الدرجة الأولى.
يجب ان نستفيد من هذه التغييرات، فالمجتمع الذي يتميز بعدالة اجتماعية ومقومات للطبقة الوسطى، ويؤمن التعليم والصحة هو دائماً محصّن في طبيعته. أما لو أصبحت الشعارات تطغى على الواقع، فقضية الشفافية والنزاهة لا بدّ منها في أي نظام يتعايش ويستمر كنهج لأن ذلك هو الحل الوحيد للاستمرارية، ولا يستطيع أحد أن يشوش في هذا الإطار.
ان وسائل التواصل الاجتماعي باتت مهمة وهي التي سرعت الأمور في تونس ومصر وغيرها، لذلك، فإن الكويت تسير نحو الإصلاح وهذا حافز مهم جداً.وختم بالقول ان السلطة القضائية في الكويت هي سلطة مشرّفة الأمر الذي يجعلها قدوة للجميع.
أما الهدف من إنشاء مركز إعلامي للانتخابات هو بهدف إعطاء صورة عن حقيقة الأمور وما يحصل على الأرض. فالتجربة الكويتية كدولة، وكديموقراطية ليست بجديدة. ومن خلال زيارات الوفود الإعلامية العربية فإن كل شيء يبدو واضحاً أمامهم وليس لدى الكويت ما تخفيه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.