28 شباط 2020 | 20:29

خاص

عمر الزعني في ذكرى رحيله.. التاريخ الفني- النقدي "المؤلم" يُعيد نفسه! الجزء(٣): عهد الإستقلال

عمر الزعني في ذكرى رحيله.. التاريخ الفني- النقدي
المصدر: زياد سامي عيتاني


زياد سامي عيتاني*

ما أن إنتهى زمن الانتداب الفرنسي على لبنان، لينعم بإستقلاله ويبدأ

عهد الحكومات الوطنية المستقلة، حتى كان عمر الزعني أول المهللين والمؤازرين للعهد الإستقلالي المنتظر، بعدما كان في حقبة الإنتداب معارضاً شرساً له شعراً وغناءاً، منذ عشرينات القرن الماضي من خلال كلماته المباشرة المختارة بعناية "الجوهرجي" الماهر، التي كانت بمثابة أحكام وطنية ثورية تحض على إنتزاع الإستقلال الوطني، وهو الشاهد على التحول من حكم العثمانيين إلى حكم الفرنسيين...



وكان الزعني قبل أن ينال لبنان إستقلاله قد أنشد للرئيس إميل إدة (١٩٣٦-١٩٤٣) قصيدة يمدحه فيها، جاء في مطلعها:

الريس إدة،

وجماعة إدة،

أعصاب مشتدة،

وقلوب محتدة،

كلمتهم كلمة،

وغايتهم واحدة،

ما بشيل الشدة،

غير قوة ألله،

والريس إدة...

•داعٍ للوحدة الوطنية:

والزعني بوطنيته الذي لم يهادن الإنتداب بالرغم ما لحق به من أذى، كان حريص جداً في بداية الإستقلال على الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وداعياً إلى نبذ التفرقة التي ذرعت بذورها الإرادات الخارجية، فأنشد:



إن قلت إيه أو قلت لأ،

ما لنا غنى عن بعضنا،

دينك إلك ديني إلي،

أما الوطن من دمنا،

إترك هوى العذال ياشيخ،

مالك حبيبي غيري أنا

إيدي بإيدك للأبد،

وكيد العذول ما يهمنا...

•مهاجمة المعارضين للحكم الوطني:

ومع بداية عهد الإستقلال هاجم الزعني المعارضين للحكم الوطني، بعدما رفعت الوصاية الفرنسية، متهماً إياهم وكعادته بأسلوبه الساخر متهماً إياهم بأنهم معارضون للمعارضة دون أن يدركوا جوهرها، فكانت قصيدة "بدنا وبدنا" التي جاء فيها:


بدنا وبدنا وما بدنا

ومش عارفين شو بدنا

بدنا وبدنا وما بدنا

وما طالع شي بِيدنا

بس اللي ما فينا ليه

بدنا منّه وتفو عليه

يوم منِكرَه يوم منحبّ

يوم منمدح يوم مِنسبّ

يوم منسكت يوم منهِبّ

بس اللي ما فينا ليه

بدنا منه وتفو عليه

يوم منمدح الريّس

ومنقول عال وكويّس

وبكرة منرجع منوسوس

ومنطلب حلّ المجلس

بس اللي

في الجرايد منهلل

في المعابد منعلعل

منخطّب ومنكلّل

وبكرة منرجع منبطّل

بس اللي

يوم طربوش يوم برنيطة

يوم زمور يوم ترمبيطة

يوم منمشي مع عيطة

يوم منشد مع شيطة

بس اللي

ما في خطّة مرسومة

ولا في وجهة معلومة

ولا غاية مفهومة

كلّ أعمالنا ملغومة

بس اللي...

•داعم للحكم الإستقلالي:

إذن كان عمر الزعني من الداعمين للرئيسين بشارة الخوري ومن ثم كميل شمعون، إضافة إلى مدحه للرئيسين رياض وسامي الصلح والوزير هنري فرعون، فنظم في مدحهما الشعر وأنشدالأغاني، حتى إتهم بأنه إنتقل من ناقد لازع للسياسة والسياسيين إلى مادح لهم، قبل أن يخيب ظنه من الطبقة السياسية، عندما إصطدم بخيبات أمل عهد الإستقلال وسوء الإدارة السياسية، فراح ينتقد الرؤساء والسلطة والإنتخابات والإحتكار والرشوة والغلاء...

•مدح بشارة ورياض:

في العام ١٩٤٥ أنشد عمر الزعني قصيدة في مدح أول رئيس جمهورية في عهد الإستقلال صديقه الرئيس بشارة الخورة، معتبراً عهده أعاد الوجه العربي للبنان وبنى الإستقلال وحطم الإنتداب، جاء فيها:

إللي ضرب ضرب،

وإللي هرب هرب،

عهد الشيخ بشارة،

جدد مجد العرب،

*

في ظله وفي عهده،

لبنان رجع مجده،

كل مين يعرف حده،

ويويف بقى عنده،

نجم الباطل غرب،

*

في عهده وفي أصله،

في حكمه وفي عدله،

وفي علمه وفي فضله،

كل شي عاد لأهله،

على أهون سبب،

*

في عهده إرتاح بالنا،

وبنينا إستقلالنا،

لازم نوعا لحالنا،

ونقول لأخصامنا،

حاجي بقى شغب،

*

شطبنا كل حساب،

وحطمنا الإنتداب،

حاجي بقى إضراب،

ومشاغبات نواب،

سدوا بقى هالأبواب،

وضبوا سيوف الغضب...

*

كذلك مدح الزعني شريك الرئيس بشارة الخوري في إرساء "الميثاق" رئيس أول حكومة الإستقال الرئيس رياض الصلح، الذي كان زميله في "الكلية العثمانية" في برج أبي حيدر إلى جانب عمر فاخوري والشهداء: محمد وأحمد المحمصاني وعمر حمد الذين أعدمهم جمال باشا السفاح، حيث وصفه في إحدى قصائده عنه بالزعيم وأن عهده عز للبلاد، وجاء في القصيدة:

يا زعيم يا رياض،

عهدك فياض،

نهر الصفا نهر الوفا،

على وِشَّك فاض،

*

كل شي غيرنا حكام،

كل بدلنا أحكام،

عمره ما صح المنام،

ولا إتفقوا نصارى وإسلام،

إلا بعهدك يا رياض،

*

في عهدك شعشع النور،

وبين كل شي كان مستور،

وإنجبر الخاطر المكسور،

والأمة إتفقت بالزور،

ختموا الكل على بياض،

*

قوة إيمانك بولاد،

وأيامك حرب وجهاد،

وُشَّك خير عالعباد،

وعهدك عز للبلاد،

ولكل الناطقين بالضاد،

*

رجَّعت العز للماضي،

خليك في عزمك ماضي،

وإسحب سيفك الماضي،

شعبك ممنون وراضي...

*

-يتبع: الإنقلاب على السلطة.

*إعلامي وباحث في التراث الشعبي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

28 شباط 2020 20:29